کتابخانه روایات شیعه
[مقدمة المحقق]
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
الحمد للّه ربّ العالمين، و الصلاة و السلام على محمّد و آله الطيبين الطاهرين، و اللعنة الابدية على أعدائهم أجمعين.
ترجمة المؤلّف
اسمه و نسبه:
الشيخ رضيّ الدين أبو القاسم- و يقال: أبو الحسن أيضا- علي بن الشيخ سديد الدين يوسف بن عليّ بن محمّد بن المطهّر الحلّي.
و هو أخو العلّامة الحلّي المعروف قدّس سرّه، و أنّه كان أكبر سنا من أخيه العلّامة الحلّي ثلاث عشر سنة.
و والده الشيخ سديد الدين يوسف الحلى كان من أجلة العلماء في عصره، و أعلم العلماء في عصره في الاصولين.
قال ولده العلامة في اجازته لبني زهرة: ان المحقق خواجه نصير الدين لما ورد الحلّة، و حضر عنده فقهاؤها سأل المحقق عن أعلمهم بالاصولين، فأشار الى سديد الدين والدي و الى الفقيه محمّد بن الجهم رحمهما اللّه.
و للمؤلّف ولد صالح فقيه يدعى بقوام الدين محمد، يروي عنه السيّد ابن معية، و يروي هو أيضا عنه، و كان من فضلاء عصره و قد عبر عنه صاحب المعالم في اجازته الكبيرة بالفقيه السعيد المرحوم.
الاطراء عليه:
قال العلّامة المجلسيّ الشيخ الفقيه. 1 .
و قال أيضا: و مؤلّفه بالفضل معروف، و في الاجازات مذكور، و هو أخو العلّامة الحلّي قدس اللّه لطيفهما 2 .
و قال أيضا: الشيخ الجليل. 3 .
و قال في أمل الآمل: عالم فاضل أخو العلامة 4 .
و قال في الرياض: الشيخ الجليل الفقيه ... العالم العلم الفاضل الجليل 5 .
و قال المولى نظام الدين القرشيّ في نظام الأقوال: من مشايخنا الإماميّة، فقيه جليل 6 .
و قال في المستدرك: العالم الفاضل. 7 .
ولادته و وفاته:
أما ولادته، فقال في الرياض: قد رأيت بخط بعض الأفاضل نقلا عن خط الشيخ سديد الدين يوسف المذكور والد الشيخ رضيّ الدين علي هذا ما هذه ألفاظه:
للّه المنة، ولد الولد المبارك على أهله و ذويه أبو القاسم عليّ بن يوسف بن
المطهر، نشأه اللّه نشوا صالحا، بالحلة السيفية، و ذلك في أسعد وقت و أيمن ساعة في ليلة الاحد حادي عشر شهر شوال، من سنة خمس و ثلاثين و ستمائة تاريخ الهجرة الشريفة، عظم اللّه بركاتها و صرف محذوراتها.
و وافقت تلك الليلة ليلة سادس حزيران سنة تسع و أربعين و خمسمائة و ألف تاريخ اليونان، و حكى من حضر الولادة السعيدة أنّها كانت و الباقي من الليل أربع ساعات ينقص سبع دقائق و عشرين ثانية.
و هذا أصل يرجع إليه تحقيقه فيما بعد إنشاء اللّه تعالى، و الخليفة يومئذ المستنصر باللّه أبو جعفر المنصور ... و الناس في أمن و أمان، و الحمد للّه و صلاته على سيدنا و مولانا محمّد النبيّ و آله الطيبين الطاهرين 8 .
و أمّا وفاته، فلم نعثر على تاريخ وفاة معين له من التراجم و غيرها، و لكن المستفاد من بعض الاجازات ادراكه رحمه اللّه القرن الثامن من الهجري، و ذكر المحقق الشيخ الطهرانيّ في طبقاته تبعا لصاحب الروضات انه توفى في حياة والده قدّس سرّه، و الذي يظهر من تاريخ ولادته و اجازته للفاضل النرسى سنة 703 أنه بلغ من العمر زهاء سبعين سنة، و اللّه أعلم.
أقول: و لم يذكر الاصحاب أن والده قدّس سرّه أدرك القرن الثامن من الهجري، فما في بعض التراجم من وفاته في زمن والده عندي تأمل.
مشايخه و من روى عنه:
و أمّا مشايخه فهي:
1- والده المعظم الشيخ سديد الدين يوسف بن علي الحلي.
2- المحقق نجم الدين الحلي.
3- بهاء الدين عليّ بن عيسى الاربلى.
4- الشيخ أحمد بن مسعود الأسدي الحلي.
و أمّا من روى عنه فهم:
1- ابن أخيه فخر الدين محمّد بن الحسن بن يوسف.
2- ابن أخته السيّد عميد الدين عبد المطلب.
3- ابنه الشيخ قوام الدين محمد.
4- عليّ بن الحسين بن القاسم النرسى الأسترآباديّ، و يروى عنه باجازتين احداهما 20 شهر رمضان 699، و الثانية 28 محرم 703.
حول الكتاب
و أمّا الكتاب: فهو المصنّف الوحيد للمؤلّف، و هو كتاب العدد القوية لدفع المخاوف اليومية تأليف الشيخ الفقيه رضيّ الدين عليّ بن يوسف بن المطهر الحلي كذا في موضع من البحار 9 .
و قال في موضع آخر: و كتاب العدد كتاب لطيف في أعمال أيّام الشهور و سعدها و نحسها، و قد اتفق لنا منه نصفه 10 .
قال في الرياض أقول: الذي اتفق له قد اتفق لنا أيضا، و هو النصف الأخير منه من بحث ما يتعلق باليوم الخامس عشر من الشهر إلى آخره. و هو كتاب لطيف ظريف طريف، قد أورد في ذكر كل يوم بتقريب ذكر الدعاء فيه وقائع كل يوم خاصّ من الشهور و مواليد النبيّ و الأئمّة عليهم السّلام و غيرهم، و ينقل بهذا التقريب الاخبار و الآثار أيضا، و بعضها من الكتب الغريبة، و يطول الكلام في أحوالهم عليهم السّلام
و فضائلهم و أدلة إمامتهم أيضا، و أم تلك النسخ المتداولة منه الآن انما هي نسخة عتيقة من جملة كتب نجف قليبيك الناظر السابق، و قد كتبت تلك النسخة في زمن مصنفه قدس اللّه روحه 11 .
و قال في المستدرك: و يظهر منه أنّه كتاب نافع جامع 12 .
أقول: و من الاسف جدا عدم العثور على المجلد الأول من الكتاب، كما لم يعثرا قدس اللّه سرهما على ذلك، و قد أشار العلّامة المجلسي الى ذلك في عدة مواضع من البحار.
فقال في موضع منه: اعلم أن الشيخ رضيّ الدين عليّ بن يوسف بن المطهر الحلي أخا العلامة أورد في كتاب العدد القوية لدفع المخاوف اليومية الذي مر ذكره آنفا، سوانح كل يوم يوم و ليلة ليلة من الشهور العربية حسب ما وقف عليه مما له ظرافة أو طرافة أو شرافة، لكن قد أشرنا سابقا الى أنا لم نقف منه الا على النصف الأخير، و لذلك قد اقتصرنا هنا فيما ننقله عن كتابه على سوانح اليوم الخامس عشر من الشهر إلى آخره ملخصا، و لم نذكر منه سوانح الأيّام السابقة عليه 13 .