کتابخانه روایات شیعه
و فيه أظهر عيسى وصيه شمعون الصفا.
و فيه أشهد سليمان بن داود ع سائر رعيته على استخلاف آصف وصيه ع و دل على فضله بالآيات و البينات و هو يوم كثير البركات 578 .
و ذكر ابن عبد البر في الاستيعاب أن أمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي و أمها البيضاء أم حكيم بنت عبد المطلب عمة رسول الله ص لم يشهد بدرا و لا بيعة الرضوان بالحديبية قال كثر المال في زمن عثمان حتى بيعت جارية بوزنها و فرس بمائة ألف درهم و نخلة بألف درهم.
قال ابن عمر لقد عتبوا على عثمان أشياء لو فعلها عمر ما عتبوا عليه قام عمرو بن العاص إلى عثمان و هو يخطب الناس فقال يا عثمان إنك قد ركبت بالناس المهامة و ركبوها فتب إلى الله عز و جل و ليتوبوا.
قال فالتفت إليه عثمان فقال و إنك هنا يا ابن النابغة ثم رفع يديه و استقبل القبلة و قال أتوب إلى الله اللهم أنا أول تائب إليك.
كان يصغر لحيته و يشد أسنانه بالذهب.
قال ابن عمر أذنب عثمان ذنبا عظيما- يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ بأحد فعفى الله عنه و أذنب فيكم ذنبا صغيرا فقتلتموه.
بويع عثمان يوم السبت غرة المحرم سنة أربع و عشرين بعد دفن عمر بن الخطاب بثلاثة أيام و قتل بالمدينة يوم الجمعة لثمان عشرة أو سبع عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمس و ثلاثين من الهجرة و قيل في وسط أيام التشريق.
و قيل قتل على رأس إحدى عشرة سنة و أحد عشر شهرا و اثنين و عشرين يوما
من مقتل عمر بن الخطاب و على رأس خمس و عشرين من متوفى رسول الله ص.
و قيل قتل يوم الجمعة لثمان ليال خلت من ذي الحجة يوم التروية سنة خمس و ثلاثين.
و قيل قتل يوم الجمعة لليلتين بقيتا من ذي الحجة.
و حاصروه تسعة و أربعين يوما و قيل حاصروه شهرين و عشرين يوما و كان أول من دخل إليه الدار محمد بن أبي بكر فأخذ بلحيته فقال دعها يا ابن أخي فو الله لقد كان أبوك يكرمها فاستحى و خرج.
ثم دخل رومان بن سرحان عداده في مراد و هو من ذي أصبح معه خنجر فاستقبله به و قال على أي دين أنت يا نعثل فقال لست بنعثل و لكني عثمان و أنا على ملة إبراهيم حَنِيفاً مُسْلِماً وَ ما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ قال له كذبت و ضربه على صدغه الأيسر فقتله فخر و أدخلته امرأته نائلة بينها و بين ثيابها و كانت امرأة جسيمة.
و دخل رجل من أهل مصر معه السيف مصلتا فقال و الله لأقطعن أنفه فعالج المرأة فكشفت عن ذراعيها و قبضت على السيف فقطع إبهامها و بقي عثمان يومه كذلك مطروحا إلى الليل فحمله رجال على باب ليدفنوه فعرض لهم ناس ليمنعوهم من دفنه.
و اختلف في من باشر قتله بنفسه فقيل محمد بن أبي بكر ضربه بمشقص و قيل سودان بن حمران و قيل رومان اليماني و قيل رومان رجل من بني أسد بن خزيمة.
و قيل إن محمد بن أبي بكر أخذ بلحيته فهزها و قال ما أغنى عنك معاوية و ما أغنى عنك ابن أبي سرحان و ما أغنى عنك ابن عامر و أشار إلى من معه
فطعنه أحدهم فقتلوه.
قال كنانة مولى صفية بنت حي بن أخطب شهدت مقتل عثمان فأخرج من الدار أمامي أربعة من شباب قريش ملطخين بالدم محمولين كانوا يدرءون عن عثمان الحسن بن علي ع و عبد الله بن الزبير و محمد بن حاطب و مروان بن الحكم و عبد الله بن عمر و عبد الله بن سلام و أبو هريرة و زيد بن ثابت في طائفة من الناس فيهم المغيرة بن الأخنس و يومئذ قتل المغيرة قبل قتل عثمان قتله رجل من أهل مصر يقال له جبلة بن الأبهم ثم طاف بالمدينة ثلاثا يقول أنا قاتل نعثل.
قيل قتل و هو ابن ثمانين سنة و قيل ابن ثمان و ثمانين سنة و قيل ابن تسعين سنة و قيل ابن ست و ثمانين سنة و قيل ابن اثنتين و ثمانين سنة.
قال المعتمر بن سليمان قال سمعت حميد الطويل قال قيل لأنس بن مالك إن حب علي و عثمان لا يجتمعان في قلب واحد فقال أنس كذبوا و الله لقد اجتمع حبهما في قلوبنا 579 .
اليوم التاسع عشر
قَالَ مَوْلَانَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ ع إِنَّهُ يَوْمٌ خَفِيفٌ يَصْلُحُ لِكُلِّ شَيْءٍ وَ السَّفَرِ فَمَنْ سَافَرَ فِيهِ قُضِيَ حَاجَتُهُ وَ قُضِيَتْ أُمُورُهُ وَ كُلُّ مَا يُرِيدُ يَصِلُ إِلَيْهِ صَالِحٌ لِلتَّزْوِيجِ وَ الْمَعَاشِ وَ الْحَوَائِجِ وَ تَعَلُّمِ الْعِلْمِ وَ شِرَاءِ الرَّقِيقِ وَ الْمَاشِيَةِ سَعِيدٌ مُبَارَكٌ وُلِدَ فِيهِ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ع وَ مَنْ ضَلَّ فِيهِ أَوْ هَرَبَ قُدِرَ عَلَيْهِ بَعْدَ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً وَ مَنْ وُلِدَ فِيهِ كَانَ صَالِحَ الْحَالِ مُتَوَقَّعاً لِكُلِّ خَيْرٍ 580 .
وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى أَنَّهُ يَوْمٌ شَدِيدٌ كَثِيرٌ شَرُّهُ لَا تَعْمَلْ فِيهِ عَمَلًا مِنْ أَعْمَالِ الدُّنْيَا وَ الْزَمْ فِيهِ بَيْتَكَ وَ أَكْثِرْ فِيهِ ذِكْرَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ذِكْرَ النَّبِيِّ ص وَ مَنْ مَرِضَ فِيهِ يَنْجُو وَ لَا تُسَافِرْ فِيهِ وَ لَا تَدْفَعْ فِيهِ إِلَى أَحَدٍ شَيْئاً وَ لَا تَدْخُلْ عَلَى سُلْطَانٍ وَ مَنْ رُزِقَ فِيهِ وَلَداً يَكُونُ سَيِّئَ الْخُلُقِ 581 .
وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع مَنْ وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ مَرْزُوقاً مُبَارَكاً وَ قَالَتِ الْفُرْسُ يَوْمٌ ثَقِيلٌ.
وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى أَنَّهُ يُحْمَدُ فِيهِ لِقَاءُ الْمُلُوكِ وَ السَّلَاطِينِ لِطَلَبِ الْحَوَائِجِ
وَ طَلَبِ مَا عِنْدَهُمْ وَ فِي أَيْدِيهِمْ وَ هُوَ يَوْمٌ مُبَارَكٌ.
وَ قَالَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ فَرْوَرْدِينَ رُوزَ اسْمُ الْمَلَكِ الْمُوَكَّلِ بِالْأَرْوَاحِ وَ قَبْضِهَا.
و في ليلة تسع عشرة ليلة من رمضان يكتب وفد الحاج و يستحب فيها الغسل و في ليلة الأربعاء تاسع عشر شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة ضرب مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع 582 .
الدُّعَاءُ فِي أَوَّلِهِ اللَّهُمَّ رَبَّ هَذَا الْيَوْمِ الْجَدِيدِ وَ هَذَا الشَّهْرِ الْجَدِيدِ وَ كُلِّ شَهْرِ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظِيمِ الْمُبِينِ الْفَاضِلِ الْمُتَفَضِّلِ الْحَقِّ الْمُبِينِ وَ بِاسْمِكَ الَّذِي مَشَى بِهِ [الْخَضِرُ ع] عَلَى ظُلَلِ الْمَاءِ كَمَا مَشَى بِهِ عَلَى جَادِ الْأَرْضِ وَ بِاسْمِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ وَ كُسِفَتْ بِهِ الظَّلْمَاءُ وَ صَلَحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ وَ بِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ الْمَكْنُونِ الْمَخْزُونِ عَنْ أَعْيُنِ النَّاظِرِينَ الَّذِي إِذَا دُعِيتَ بِهِ أَجَبْتَ وَ إِذَا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَيْتَ أَسْأَلُكَ بِهَذَا كُلِّهِ وَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ص أَنْ تَجْعَلَنِي مِنَ الَّذِينَ إِذَا حَدَّثُوا صَدَقُوا وَ إِذَا حَلَفُوا بَرُّوا وَ إِذَا أُعْطُوا شَكَرُوا وَ إِذَا أُقِلُّوا صَبَرُوا وَ إِذَا ذَكَرُوكَ اسْتَبْشَرُوا وَ إِذَا أَسَاءُوا اسْتَغْفَرُوا وَ إِذَا رُزِقُوا أَحْسَنُوا وَ إِذَا غَضِبُوا غَفَرُوا وَ إِذَا قَدَرُوا لَمْ يَظْلِمُوا- وَ إِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
وَ يُسْتَحَبُّ أَنْ يُدْعَى فِيهِ أَيْضاً بِهَذَا الدُّعَاءِ- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَسْأَلُكَ يَا رَبِ
يَا كَبِيرَ كُلِّ كَبِيرٍ يَا نَصِيرُ يَا عَلِيمُ يَا سَمِيعُ يَا بَصِيرُ يَا مَنْ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ لَا وَزِيرَ يَا خَالِقَ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ الْمُنِيرِ يَا عِصْمَةَ الْخَائِفِ الْمُسْتَجِيرِ يَا مُطْلِقَ الْمُكَبَّلِ الْأَسِيرِ يَا رَازِقَ الطِّفْلِ الصَّغِيرِ يَا جَابِرَ الْعَظْمِ الْكَسِيرِ يَا صَانِعَ كُلِّ مَصْنُوعٍ يَا مُونِسَ كُلِّ وَحِيدٍ يَا صَاحِبَ كُلِّ غَرِيبٍ يَا قَرِيباً غَيْرَ بَعِيدٍ يَا شَاهِداً لَا يَغِيبُ يَا غَالِباً غَيْرَ مَغْلُوبٍ يَا قَاصِمَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ أَدْعُوكَ دُعَاءَ الْبَائِسِ الْفَقِيرِ دُعَاءَ الْمُضْطَرِّ الضَّرِيرِ أَسْأَلُكَ بِمَعَاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ وَ مُنْتَهَى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ وَ بِالْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى الثَّمَانِيَةِ الْمَكْتُوبَةِ عَلَى نُورِ الشَّمْسِ يَا نُورَ النُّورِ يَا مُدَبِّرَ الْأُمُورِ يَا بَاعِثَ مَنْ فِي الْقُبُورِ يَا شَافِيَ الصُّدُورِ يَا مُنْزِلَ السُّوَرِ وَ الْآيَاتِ وَ مُنْزِلَ الْكِتَابِ وَ الزَّبُورِ يَا جَاعِلَ الظِّلِّ وَ الْحَرُورِ يَا عَالِمَ مَا فِي الصُّدُورِ يَا مَنْ يُسَبِّحُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ بِالْإِبْكَارِ وَ الظُّهُورِ يَا دَائِمَ الثَّبَاتِ يَا مُخْرِجَ النَّبَاتِ يَا مُحْيِيَ الْأَمْوَاتِ يَا مُنْشِئَ الْعِظَامِ الدَّارِسَاتِ يَا سَامِعَ الْأَصْوَاتِ يَا مُجِيبَ الدَّعَوَاتِ يَا وَلِيَّ الْحَسَنَاتِ يَا رَافِعَ الدَّرَجَاتِ يَا مُنْزِلَ الْبَرَكَاتِ يَا خَالِقَ الْأَرْضِ وَ السَّمَاوَاتِ يَا مُعِيدَ الْعِظَامِ الْبَالِيَةِ بَعْدَ الْمَوْتِ يَا مَنْ لَا يَشْغَلُهُ شَيْءٌ عَنْ شَيْءٍ وَ لَا يَخَافُ الْفَوْتَ يَا مَنْ لَا يَتَغَيَّرُ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ يَا مَنْ لَا يَحْتَاجُ إِلَى تَجَشُّمٍ وَ لَا انْتِقَالٍ يَا مَنْ يَرُدُّ بِأَلْطَفِ الصَّدَقَةِ وَ الدُّعَاءِ مِنْ عَنَانِ السَّمَاءِ مَا حُتِمَ وَ أُبْرِمَ مِنْ سُوءِ الْقَضَاءِ يَا مَنْ لَا تُحِيطُ بِهِ الْأَمْكِنَةُ وَ لَا مَوْضِعٌ وَ لَا مَكَانٌ يَا مَنْ لَا يُغَيِّرُهُ دَهْرٌ وَ لَا زَمَانٌ يَا مَنْ يَجْعَلُ الشِّفَاءَ فِيمَا أَرَادَ مِنَ الْأَشْيَاءِ يَا مَنْ يُمْسِكُ رَمَقَ الْمُدْنِفِ الْعَمِيدِ بِمَا قَلَّ مِنَ الْغِذَاءِ يَا مَنْ يَرُدُّ بِأَدْنَى الدَّوَاءِ مَا عَظُمَ مِنَ الدَّاءِ يَا عَظِيمَ الْخَطَرِ يَا كَرِيمَ الظَّفَرِ يَا مَنْ لَهُ وَجْهٌ لَا يَبْلَى يَا مَنْ لَهُ مُلْكٌ لَا يَفْنَى يَا مَنْ لَهُ نُورٌ لَا يُطْفَى يَا مَنْ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ عَرْشُهُ يَا مَنْ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ سُلْطَانُهُ يَا مَنْ فِي جَهَنَّمَ سَخَطُهُ