کتابخانه روایات شیعه
و المعصومين كتاب (عدّة الداعي) لمؤلّفه أحمد بن فهد الحلّي رضوان اللّه عليه و الذي هو بين ايدينا يبيّن بوضوح و جلاء، الدعاء و مقدماته و شرائط قبوله و كيفيته، و متى يكون من حيث الزمان و المكان، و يجيب على تساؤلنا و تساؤل غيرنا، لما ذا ندعوا فلا يستجاب لنا؟ و كيف ينسجم خطاب اللّه و امره لنا بقوله: ادعوني استجب لكم فنتوجه إليه بالدعاء و نتضرع كثيرا و مع ذلك لا نجد الاستجابة و لا يتحقّق ما نريده من الدعاء ... انه يأخذ بأيدينا الى الطريق الصحيح و يضعنا على الجادة المستقيمة التي ان استوفينا شرائطها و اتممنا مقدماتها تحقّق لنا ما نريد و نطلب بالدعاء ...
كما انه تريح شبهة عالقة في اذهان الناس و خصوصا ممن لم يعيشوا العقيدة باللّه على اصولها و التي مفادها: ان الدعاء يتعارض مع السنن الطبيعية و قوانين الأسباب و المسببات الموجودة في العالم.
و لا يقتصر الكتاب على ما ذكرنا من شبهات تدور حول الدعاء بل يسرد كل شبهة و يبدّدها و يتعرض لكل مشكلة فيحلّها ...
لقد جمع الكتاب ما تفرق في غيره من الكتب فكان مرجعا في موضوعه يعود إليه كل كاتب أراد ان يخوض في هذا الحقل و قد استشهد بما ورد فيه كل من تعرض للدعاء و أراد ان يكتب في هذا الباب.
انه الكتاب الذي انفرد في موضوعه يخرج الآن الى القراء الكرام و نحن بأمسّ الحاجة إليه، حيث الصحوة الإسلامية اخذت دورها في الساحة العالمية و على كل المستويات الفكرية و السياسية و النقابية و التي كانت الثورة الإسلامية بقيادة الامام آية اللّه العظمى السيّد الخميني دام ظله هي السبب في اثارتها و تحريكها و اشعال فتيلها ...
و هذه الصحوة التي اثارتها الثورة كما هي بحاجة الى البندقية بحاجة لى استمرارية الاتصال باللّه و عدم الانقطاع عنه و لو لحظة واحدة ... بحاجة مستمرة الى الدعاء فانه اقوى سلاح للانتصار على الاعداء .. هذا إذا عرفنا
الدعاء و وقفنا على حقيقته و عملنا بمضمونه ... فالى (عدّة الداعي) لنطهر قلوبنا بذكر اللّه و نبقى على صلة مستمرة به في سائر الأوقات ...
الى (عدّة الداعي) حيث تحلّ العقد و تبدد الشبهات و ترتفع الغشاوة عن العيون و الابصار ...
و في ختام كلمتنا السريعة نسأل اللّه و نتوجه إليه ان يتقبل اعمالنا و يجعلها خالصة لوجهه الكريم انه نعم المولى و نعم النصير ...
الناشر
[مقدمة المحقق]
بسمه تعالى
كلام حول المؤلّف
ترجمة المؤلّف:
هو أبو العباس أحمد بن محمّد بن فهد الحلّي الأسدي 1 و هو غير ابي العباس الحنفي المتوفّى سنة 672. 2 ، و غير الشيخ العلامة النحرير شهاب الدين أحمد بن فهد بن إدريس الاحسائي و ان اتفق توافقهما في العصر و الاسم، و النسبة الى فهد الذي هو جد في الأول «المترجم» و اب في الثاني ظاهرا 3 .
و من غريب الاتفاق ان لكل منهما شرح على (ارشاد) العلامة 4 .
شخصيته العلمية و العملية:
له من الاشتهار بالفضل و الاتقان و الذوق و العرفان و الزهد و الأخلاق و الخوف و الاشفاق، و غير اولئك من جميل السياق ما يكفينا مئونة التعريف و يغنينا عن مرارة التوصيف و قد جمع بين المعقول و المنقول و الفروع و الأصول و القشر و اللب و اللفظ و المعنى و الظاهر و الباطن و العلم و العمل بأحسن ما كان يجمع و يكمل 5 حكي انه رأى في الطيف أمير المؤمنين (ع) آخذا بيد
السيّد المرتضى (رضي اللّه عنه) يتماشيان في الروضة المطهرة الغروية و ثيابهما من الحرير الاخضر؛ فتقدم الشيخ (أحمد بن فهد) و سلم عليهما فأجاباه، فقال السيّد له: اهلا بناصرنا أهل البيت؛ ثم سأله السيّد عن تصانيفه فلما ذكرها له قال السيّد: صنف كتابا مشتملا على تحرير المسائل و تسهيل الطرق و الدلائل و اجعل مفتتح ذلك بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه المقدس بكماله عن مشابهة المخلوقات.
فلما انتبه الشيخ شرع في تصنيف كتاب (التحرير) و افتتحه بما ذكره السيّد 6 .
و قد كان أحد تلامذته و هو السيّد محمّد الموسوي الملقب بالمهدي (يأتي ذكره بعيد هذا) مشتهرا بمعرفة العلوم الغريبة، و انه قد اخذ ذلك كله من استاذه ابن فهد الحلّي المذكور. 7 .
و ان المترجم (ره) ناظر أهل السنة في زمان الميرزا اسبند التركان في الإمامة- و قد كان واليا على عراق العرب- فتصدى لاثبات مذهبه، و ابطال مذاهب أهل السنة و غلب على جميع علماء أهل العراق، فغير الميرزا مذهبه و خطب باسم أمير المؤمنين و أولاده الأئمّة عليهم السلام 8 .
مشايخه في الرواية:
و له الرواية بالقراءة و الاجازة عن جملة من تلامذة الشهيد الأول و فخر المحققين: كالشيخ مقداد السيوري؛ و عليّ بن خازن الحائري، و ابن المتوج البحرانيّ و عن السيّد الجليل النقيب بهاء الدين ابي القاسم علي بن عبد الحميد النيلي النسابة صاحب كتاب (الانوار الإلهيّة) و غيرهم 9 .
الرواة عنه:
و يروي عنه جماعة من العلماء الثقات الاجلاء.
منهم الشيخ عليّ بن هلال الجزائريّ شيخ الشيخ عليّ بن عبد العال الكركي.
و منهم: الشيخ الإمام العالم الفقيه عزّ الدين حسن بن عليّ بن أحمد بن يوسف الشهير بابن العشرة الكرواني العاملي.
و منهم: الشيخ عبد السميع بن فياض الأسدي الحلي صاحب كتاب (تحفة الطالبين في أصول الدين) و كتاب (الفرائد الباهرة) و كان من اكابر تلامذة أحمد بن فهد الحلّي.
و منهم: السيّد محمّد بن فلاح بن محمّد الموسوي 10 .
آثاره:
مصنّفاته في الفقه: كتاب (المهذب البارع الى شرح النافع) (المقتصر) (شرح الإرشاد) (الموجز الحاوي) (المحرر) (فقه الصلاة) (مصباح المبتدي و هداية المهتدي) (شرح الالفية) (اللمعة في النية) (كفاية المحتاج في مسائل الحاجّ) (منافيات نية الحجّ) (رسالة في التعقيبات) (المسائل الشاميات) (المسائل البحريات) (الدر النضيد) في فقه الصلاة أيضا (الهداية في فقه الصلاة).
و في سائر المراتب: كتاب (عدّة الداعي و نجاح الساعي) 11 (اسرار الصلاة) (التحصين و صفات العارفين) (رسالة في العبادات الخمسة).
(الفصول في الدعوات) 12 .
مولده و وفاته:
ولد سنة 757 ه و توفي (ره) سنة احدى و أربعين و ثمانمائة فيكون مبلغ عمره اربعا و ثمانين سنة.
و قبره معروف بكربلاء المشرفة وسط بستان (و صار البستان مدرسة علمية دينية في العصر الحاضر) بجنب المخيم الطاهر و كان صاحب الرياض يتبرك بمزاره كثيرا، و يكثر الورود عليه.