کتابخانه روایات شیعه
فِي عَيْنَيْهِ لِيُرْضِيَ رَبَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِصَلَاةِ لَيْلِهِ بَاهَى 176 اللَّهُ بِهِ مَلَائِكَتَهُ فَقَالَ [فَيَقُولُ] أَ مَا تَرَوْنَ عَبْدِي هَذَا قَدْ قَامَ مِنْ [لَذِيذِ] مَضْجَعِهِ [وَ تَرَكَ لَذِيذَ مَنَامِهِ] إِلَى [مَا لَمْ أَفْرِضْهُ] صَلَاةٍ لَمْ أَفْرِضْهَا عَلَيْهِ اشْهَدُوا أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ.
(فائدة) قد عرفت أن النهار اثنتا عشرة ساعة 177 يتوجه كل ساعة منها- و يتوسل إلى الله تعالى بإمام من أئمة الهدى ع على ما رواه شيخنا في المصباح بالدعاء المأثور لذلك 178 .
و ذكر السيد رضي الدين رحمه الله أن كل يوم من الأسبوع يختص بضيافة أحد من الأئمة ع و إجارته و لكل يوم منه زيارة يختص ظهور الضيافة و الإجارة عنه- فيوم السبت للنبي ص و يوم الأحد لمولانا علي ع و يوم الإثنين للحسن و الحسين ع و يوم الثلاثاء لعلي بن الحسين و الباقر و الصادق و يوم الأربعاء للكاظم و الرضا و الجواد و الهادي ع و يوم الجمعة للمهدي ع 179 .
و ليلة القدر و هي مجهولة في شهر رمضان و ربما انحصرت في ليالي الإفراد الثلاث و تأكدت في ليلة الجهني و هي ليلة ثلاث و عشرين منه 180 .
و ليالي الإحياء و هي أول ليلة من رجب و ليلة النصف من شعبان-
و ليلتا العيدين فإن أمير المؤمنين ع كان يعجبه أن يفرغ نفسه في هذه الليالي 181 .
و يوم عرفة فإنه يوم دعاء و مسألة و لهذا كان الفطر فيه أفضل من الصوم لمن يضعفه عن الدعاء مع ما ورد من الترغيب العظيم في صيامه 182 .
و عند هبوب الرياح 183 و زوال الأفياء 184 و نزول المطر و أول قطرة من دم الشهيد.
لِرِوَايَةِ: زَيْدٍ الشَّحَّامِ عَنِ الصَّادِقِ ع قَالَ اطْلُبُوا الدُّعَاءَ فِي أَرْبَعِ سَاعَاتٍ عِنْدَ هُبُوبِ الرِّيَاحِ وَ زَوَالِ الْأَفْيَاءِ وَ نُزُولِ الْمَطَرِ وَ أَوَّلِ قَطْرَةٍ مِنْ دَمِ الْقَتِيلِ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفَتَّحُ عِنْدَ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ.
وَ عَنْهُ ع إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَ أَبْوَابُ الْجِنَانِ وَ قُضِيَتِ الْحَوَائِجُ الْعِظَامُ فَقُلْتُ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ فَقَالَ ع مِقْدَارَ [بِمِقْدَارِ] مَا يُصَلِّي الرَّجُلُ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ مُتَرَسِّلًا 185 .
و من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس وقت إجابة و روي و الفجر طالع. 186
وَ رَوَى أَبُو الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيُّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُجِيبُ [يُحِبُ] مِنْ عِبَادِهِ [الْمُؤْمِنِينَ] كُلَّ [عَبْدٍ] دَعَّاءٍ فَعَلَيْكُمْ بِالدُّعَاءِ فِي السَّحَرِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ فَإِنَّهُ سَاعَةٌ تُفَتَّحُ 187 فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَ تُقْسَمُ فِيهَا الْأَرْزَاقُ وَ تُقْضَى فِيهَا الْحَوَائِجُ الْعِظَامُ.
القسم الثاني ما يرجع إلى المكان 188
كعرفة
وَ فِي الْخَبَرِ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَا مَلَائِكَتِي أَ لَا تَرَوْنَ إِلَى عِبَادِي وَ إِمَائِي جَاءُوا مِنْ أَطْرَافِ الْبِلَادِ شَعْثَاءَ 189 غَبْرَاءَ 190 أَ تَدْرُونَ مَا يَسْأَلُونَ فَيَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّهُمْ يَسْأَلُونَكَ الْمَغْفِرَةَ- فَيَقُولُ اشْهَدُوا أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ.
و روي أن من الذنوب ما لا يعفو [يغفر] إلا بعرفة 191 و المشعر الحرام قال الله تعالى- فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ -
و ليلة من ليالي الإحياء.
و الحرم و الكعبة.
وَ رُوِيَ عَنِ الرِّضَا ع مَا وَقَفَ أَحَدٌ بِتِلْكَ الْجِبَالِ إِلَّا اسْتُجِيبَ لَهُ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُونَ فَيُسْتَجَابُ لَهُمْ فِي آخِرَتِهِمْ [أُخْرَاهُمْ] وَ أَمَّا الْكُفَّارُ فَيُسْتَجَابُ لَهُمْ فِي دُنْيَاهُمْ.
و المسجد مطلقا فإنه بيت الله و القاصد قاصد إلى الله زائرا له 192 .
وَ فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِ أَلَا إِنَّ بُيُوتِي فِي الْأَرْضِ الْمَسَاجِدُ فَطُوبَى لِعَبْدٍ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ زَارَنِي فِي بَيْتِي
وَ هُوَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُخَيِّبَ 193 زَائِرَهُ وَ قَاصِدَهُ.
وَ رَوَى سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ كَانَ [أَبِي] إِذَا طَلَبَ الْحَاجَةَ طَلَبَهَا عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ فَإِذَا أَرَادَ ذَلِكَ قَدَّمَ شَيْئاً فَتَصَدَّقَ بِهِ وَ شَمَّ شَيْئاً مِنَ الطِّيبِ 194 وَ رَاحَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَدَعَا [وَ دَعَا] فِي حَاجَتِهِ بِمَا شَاءَ.
فقد دلت هذه الرواية على أمور أربعة- الأول كون الزوال وقتا لطلب الحوائج الثاني استحباب تقديم الصدقة الثالث شم الطيب الرابع كون المسجد مكانا لطلب الحاجة.
و من أماكن الدعاء بل أشرفها عند قبر الحسين ع.
فَقَدْ رُوِيَ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى عَوَّضَ الْحُسَيْنَ ع مِنْ قَتْلِهِ- بِأَرْبَعِ خِصَالٍ جَعَلَ الشِّفَاءَ فِي تُرْبَتِهِ وَ إِجَابَةَ الدُّعَاءِ تَحْتَ قُبَّتِهِ وَ الْأَئِمَّةَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ وَ أَنْ لَا يُعَدَّ أَيَّامُ زَائِرِيهِ مِنْ أَعْمَارِهِمْ.
وَ رُوِيَ أَنَّ الصَّادِقَ ع أَصَابَهُ وَجَعٌ فَأَمَرَ مَنْ عِنْدَهُ أَنْ يَسْتَأْجِرُوا لَهُ أَجِيراً يَدْعُو لَهُ عِنْدَ قَبْرِ الْحُسَيْنِ ع فَخَرَجَ رَجُلٌ مِنْ مَوَالِيهِ فَوَجَدَ آخَرَ عَلَى الْبَابِ فَحَكَى لَهُ مَا أُمِرَ بِهِ فَقَالَ الرَّجُلُ أَنَا أَمْضِي لَكِنَّ الْحُسَيْنَ ع إِمَامٌ مُفْتَرَضُ الطَّاعَةِ وَ هُوَ أَيْضاً إِمَامٌ مُفْتَرَضُ الطَّاعَةِ فَكَيْفَ ذَلِكَ- فَرَجَعَ إِلَى مَوْلَاهُ وَ عَرَّفَهُ قَوْلَهُ فَقَالَ هُوَ كَمَا قَالَ لَكِنْ مَا عَرَفَ أَنَّ لِلَّهِ تَعَالَى بِقَاعاً يُسْتَجَابُ فِيهَا الدُّعَاءُ فَتِلْكَ الْبُقْعَةُ مِنْ تِلْكَ الْبِقَاعِ 195 .
القسم الثالث ما يرجع إلى الدعاء من أسباب الإجابة
و هو ما كان متضمنا للاسم الأعظم سواء علم بشخصه أم لم يعلم.
و لا يعلم بعينه إلا من أطلعه الله تعالى عليه من أنبيائه و أوليائه ع و قد ورد تلويحات عليه و إشارات إليه مثل ما روي في آخر الحشر و ما روي من أنه في آية الكرسي و أول آل عمران فقيل
يكون في الْحَيُّ الْقَيُّومُ لأنه الجامع بينهما و الموجود فيهما 196
وَ عَنِ النَّبِيِّ ص بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* أَقْرَبُ إِلَى الِاسْمِ الْأَعْظَمِ مِنْ سَوَادِ الْعَيْنِ إِلَى بَيَاضِهَا 197 .
و قيل هو في قولنا يا حي يا قيوم و قيل يا ذا الجلال و الإكرام- قيل في قولنا يا هو يا من لا هو إلا هو 198 .
و قيل هو الله 199 و هو أشهر أسماء الرب و أعلاها محلا في الذكر و الدعاء و جعل أمام سائر الأسماء و خصت به كلمة الإخلاص و وقعت به الشهادة.