کتابخانه روایات شیعه
و ليلتا العيدين فإن أمير المؤمنين ع كان يعجبه أن يفرغ نفسه في هذه الليالي 181 .
و يوم عرفة فإنه يوم دعاء و مسألة و لهذا كان الفطر فيه أفضل من الصوم لمن يضعفه عن الدعاء مع ما ورد من الترغيب العظيم في صيامه 182 .
و عند هبوب الرياح 183 و زوال الأفياء 184 و نزول المطر و أول قطرة من دم الشهيد.
لِرِوَايَةِ: زَيْدٍ الشَّحَّامِ عَنِ الصَّادِقِ ع قَالَ اطْلُبُوا الدُّعَاءَ فِي أَرْبَعِ سَاعَاتٍ عِنْدَ هُبُوبِ الرِّيَاحِ وَ زَوَالِ الْأَفْيَاءِ وَ نُزُولِ الْمَطَرِ وَ أَوَّلِ قَطْرَةٍ مِنْ دَمِ الْقَتِيلِ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفَتَّحُ عِنْدَ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ.
وَ عَنْهُ ع إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَ أَبْوَابُ الْجِنَانِ وَ قُضِيَتِ الْحَوَائِجُ الْعِظَامُ فَقُلْتُ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ فَقَالَ ع مِقْدَارَ [بِمِقْدَارِ] مَا يُصَلِّي الرَّجُلُ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ مُتَرَسِّلًا 185 .
و من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس وقت إجابة و روي و الفجر طالع. 186
وَ رَوَى أَبُو الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيُّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُجِيبُ [يُحِبُ] مِنْ عِبَادِهِ [الْمُؤْمِنِينَ] كُلَّ [عَبْدٍ] دَعَّاءٍ فَعَلَيْكُمْ بِالدُّعَاءِ فِي السَّحَرِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ فَإِنَّهُ سَاعَةٌ تُفَتَّحُ 187 فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَ تُقْسَمُ فِيهَا الْأَرْزَاقُ وَ تُقْضَى فِيهَا الْحَوَائِجُ الْعِظَامُ.
القسم الثاني ما يرجع إلى المكان 188
كعرفة
وَ فِي الْخَبَرِ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَا مَلَائِكَتِي أَ لَا تَرَوْنَ إِلَى عِبَادِي وَ إِمَائِي جَاءُوا مِنْ أَطْرَافِ الْبِلَادِ شَعْثَاءَ 189 غَبْرَاءَ 190 أَ تَدْرُونَ مَا يَسْأَلُونَ فَيَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّهُمْ يَسْأَلُونَكَ الْمَغْفِرَةَ- فَيَقُولُ اشْهَدُوا أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ.
و روي أن من الذنوب ما لا يعفو [يغفر] إلا بعرفة 191 و المشعر الحرام قال الله تعالى- فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ -
و ليلة من ليالي الإحياء.
و الحرم و الكعبة.
وَ رُوِيَ عَنِ الرِّضَا ع مَا وَقَفَ أَحَدٌ بِتِلْكَ الْجِبَالِ إِلَّا اسْتُجِيبَ لَهُ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُونَ فَيُسْتَجَابُ لَهُمْ فِي آخِرَتِهِمْ [أُخْرَاهُمْ] وَ أَمَّا الْكُفَّارُ فَيُسْتَجَابُ لَهُمْ فِي دُنْيَاهُمْ.
و المسجد مطلقا فإنه بيت الله و القاصد قاصد إلى الله زائرا له 192 .
وَ فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِ أَلَا إِنَّ بُيُوتِي فِي الْأَرْضِ الْمَسَاجِدُ فَطُوبَى لِعَبْدٍ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ زَارَنِي فِي بَيْتِي
وَ هُوَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُخَيِّبَ 193 زَائِرَهُ وَ قَاصِدَهُ.
وَ رَوَى سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ كَانَ [أَبِي] إِذَا طَلَبَ الْحَاجَةَ طَلَبَهَا عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ فَإِذَا أَرَادَ ذَلِكَ قَدَّمَ شَيْئاً فَتَصَدَّقَ بِهِ وَ شَمَّ شَيْئاً مِنَ الطِّيبِ 194 وَ رَاحَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَدَعَا [وَ دَعَا] فِي حَاجَتِهِ بِمَا شَاءَ.
فقد دلت هذه الرواية على أمور أربعة- الأول كون الزوال وقتا لطلب الحوائج الثاني استحباب تقديم الصدقة الثالث شم الطيب الرابع كون المسجد مكانا لطلب الحاجة.
و من أماكن الدعاء بل أشرفها عند قبر الحسين ع.
فَقَدْ رُوِيَ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى عَوَّضَ الْحُسَيْنَ ع مِنْ قَتْلِهِ- بِأَرْبَعِ خِصَالٍ جَعَلَ الشِّفَاءَ فِي تُرْبَتِهِ وَ إِجَابَةَ الدُّعَاءِ تَحْتَ قُبَّتِهِ وَ الْأَئِمَّةَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ وَ أَنْ لَا يُعَدَّ أَيَّامُ زَائِرِيهِ مِنْ أَعْمَارِهِمْ.
وَ رُوِيَ أَنَّ الصَّادِقَ ع أَصَابَهُ وَجَعٌ فَأَمَرَ مَنْ عِنْدَهُ أَنْ يَسْتَأْجِرُوا لَهُ أَجِيراً يَدْعُو لَهُ عِنْدَ قَبْرِ الْحُسَيْنِ ع فَخَرَجَ رَجُلٌ مِنْ مَوَالِيهِ فَوَجَدَ آخَرَ عَلَى الْبَابِ فَحَكَى لَهُ مَا أُمِرَ بِهِ فَقَالَ الرَّجُلُ أَنَا أَمْضِي لَكِنَّ الْحُسَيْنَ ع إِمَامٌ مُفْتَرَضُ الطَّاعَةِ وَ هُوَ أَيْضاً إِمَامٌ مُفْتَرَضُ الطَّاعَةِ فَكَيْفَ ذَلِكَ- فَرَجَعَ إِلَى مَوْلَاهُ وَ عَرَّفَهُ قَوْلَهُ فَقَالَ هُوَ كَمَا قَالَ لَكِنْ مَا عَرَفَ أَنَّ لِلَّهِ تَعَالَى بِقَاعاً يُسْتَجَابُ فِيهَا الدُّعَاءُ فَتِلْكَ الْبُقْعَةُ مِنْ تِلْكَ الْبِقَاعِ 195 .
القسم الثالث ما يرجع إلى الدعاء من أسباب الإجابة
و هو ما كان متضمنا للاسم الأعظم سواء علم بشخصه أم لم يعلم.
و لا يعلم بعينه إلا من أطلعه الله تعالى عليه من أنبيائه و أوليائه ع و قد ورد تلويحات عليه و إشارات إليه مثل ما روي في آخر الحشر و ما روي من أنه في آية الكرسي و أول آل عمران فقيل
يكون في الْحَيُّ الْقَيُّومُ لأنه الجامع بينهما و الموجود فيهما 196
وَ عَنِ النَّبِيِّ ص بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* أَقْرَبُ إِلَى الِاسْمِ الْأَعْظَمِ مِنْ سَوَادِ الْعَيْنِ إِلَى بَيَاضِهَا 197 .
و قيل هو في قولنا يا حي يا قيوم و قيل يا ذا الجلال و الإكرام- قيل في قولنا يا هو يا من لا هو إلا هو 198 .
و قيل هو الله 199 و هو أشهر أسماء الرب و أعلاها محلا في الذكر و الدعاء و جعل أمام سائر الأسماء و خصت به كلمة الإخلاص و وقعت به الشهادة.
و اعلم أن هذا القول قريب جدا لأن الوارد في هذا المعنى كثير.
ثم اعلم أن هذا الاسم المقدس قد امتاز عن سائر الأسماء بخواص- الأولى أنه علم على الذات المقدسة يختص بها فلا يطلق بها على غيره تعالى حقيقة و لا مجازا قال الله تعالى- هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا أي هل تعلم أحدا يسمى الله غيره 200 .
الثانية أنه دال على الذات و باقي الأسماء لا يدل آحادها إلا على آحاد المعاني كالقادر على القدرة و العالم على العلم و غير ذلك.
الثالثة أن جميع الأسماء يتسمى بذلك الاسم المقدس و لا يتسمى هو بها فيقال الصبور اسم من أسماء الله و لا يقال الله اسم من أسماء الصبور أو الرحيم أو الشكور و تقدم ستة فصار امتيازه بتسعة أشياء.
رُوِيَ أَنَّ سُلَيْمَانَ ع لَمَّا عَلِمَ بِقُدُومِ بِلْقِيسَ وَ قَدْ بَقِيَ بَيْنَهُمَا فَرْسَخٌ قَالَ- أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ. قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِ أَيْ مَارِدٌ قَوِيٌّ دَاهِيَةٌ 201 - أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ أَيْ مِنْ مَجْلِسِكَ الَّذِي تَقْضِي فِيهِ وَ كَانَ يَجْلِسُ غُدْوَةً إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ- وَ إِنِّي عَلَى حَمْلِهِ لَقَوِيٌ وَ عَلَى مَا فِيهِ مِنَ الذَّهَبِ أَمِينٌ فَقَالَ سُلَيْمَانُ أُرِيدُ أَسْرَعَ مِنْ هَذَا- قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ وَ هُوَ آصَفُ بْنُ بَرْخِيَا وَ كَانَ وَزِيرَ سُلَيْمَانَ وَ ابْنَ أُخْتِهِ وَ كَانَ صِدِّيقاً يَعْرِفُ الِاسْمَ الْأَعْظَمَ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ- أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ
- قيل معناه أن يصل إليك-
من كان منك على قدر مد البصر و قيل ارتداد إدامة النظر حتى يرتد طرفه خاسئا 202 فعلى هذا يكون معناه أن سليمان مد بصره إلى أقصاه و يديم النظر فقبل أن ينقلب إليه بصره حسيرا 203 يكون قد أتى بالعرش 204 .
قال الكلبي 205 فخر آصف ساجدا و دعا باسم الله الأعظم فغار عرشها تحت الأرض حتى نبع عند كرسي سليمان و قيل انخرق مكانه حيث هو و نبع بين يدي سليمان ع- و قيل إن الأرض طويت له و هو مروي عن أبي عبد الله ع 206