کتابخانه روایات شیعه
يا هذا إن تاقت نفسك إلى النعيم فاترك الدنيا فإن ترك الدنيا مهر الآخرة و إنما مثل الدنيا و الآخرة كالضرتين 357 بقدر ما تُرْضِي إحداهما تُسخط الأخرى و مثل المشرق و المغرب بقدر ما تقرب من أحدهما تبعد من الآخر 358 .
وَ مِنْ هَذَا قَوْلُ الصَّادِقِ ع إِنَّا لَنُحِبُّ الدُّنْيَا وَ أَنْ لَا نُؤْتَاهَا خَيْرٌ لَنَا مِنْ أَنْ نُؤْتَاهَا وَ مَا أُوتِيَ ابْنُ آدَمَ مِنْهَا شَيْئاً إِلَّا نَقَصَ حَظُّهُ مِنَ الْآخِرَةِ.
و معنى قوله ع إنا لنحب إشارة إلى نوع الإنسان و هذا لسان حال المكلفين في الدنيا و ليس ذلك إشارة إليه و لا إلى آبائه و أبنائه صلوات الله عليهم أجمعين لأنهم لا ينقص حظهم من الآخرة بما يأتونه من الدنيا و أنى يكون ذلك.
و قد نزل جبرئيل إلى النبي ص ثلاث مرات بمفاتيح كنوز الدنيا و في كلها يقول هذه مفاتيح كنوز الدنيا و لا ينقص من حظك عند ربك شيء فيأبى ص و يحب تصغير ما أحب الله تصغيره.
و ما أيام دنياك هذه التي تشتري بها هذا النعيم العظيم إلا عبارة عن ساعة واحدة لأن الماضي لا تجد لنعيمه لذة و لا لبؤسه ألما و المستقبل قد لا تدركه و إنما الدنيا عبارة عن الساعة التي أنت فيها.
و من هذا
قول علي ع لسلمان الفارسي وَ ضَعْ عَنْكَ هُمُومَهَا لِمَا
أَيْقَنْتَ مِنْ فِرَاقِهَا
مع أنا ما رأينا قط أحدا باع الدنيا بالآخرة إلا ربحهما- و لا رأينا من باع الآخرة بالدنيا إلا خسرهما كيف لا
و هو تعالى يقول للدنيا أخدمي من خدمني و أتعبي من خدمك.
و إذا كنت في شغل من تكسب فاستغنم ذكر الله و ارفع كتابك مملوء من الحسنات أ و ما سمعت حكاية العابد الحداد و ما صار من جلالة قدره- مع كونه مشغولا في السوق بالحدادة و ستقف عليها في كتابنا هذا في باب الذكر إن شاء الله تعالى 359 .
وَ كَذَا يُرْوَى عَنْ سَيِّدِنَا أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ لَمَّا كَانَ يَفْرُغُ مِنَ الْجِهَادِ يَتَفَرَّغُ لِتَعْلِيمِ النَّاسِ وَ الْقَضَاءِ بَيْنَهُمْ فَإِذَا يَفْرُغُ مِنْ ذَلِكَ اشْتَغَلَ فِي حَائِطٍ 360 لَهُ يَعْمَلُ فِيهِ بِيَدِهِ وَ هُوَ مَعَ ذَلِكَ ذَاكِرٌ لِلَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ.
رَوَى الْحَكَمُ بْنُ مَرْوَانَ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ نَزَلَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ نَازِلَةٌ قَامَ لَهَا وَ قَعَدَ تَرَبَّحَ لَهَا [تَرَنَّحَ] وَ تَقَطَّرَ ثُمَّ قَالَ مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ مَا عِنْدَكُمْ فِيهَا قَالُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْتَ الْمَفْزَعُ وَ الْمَنْزَعُ 361 - فَغَضِبَ وَ قَالَ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ قُولُوا قَوْلًا سَدِيداً 362 أَمَا وَ اللَّهِ إِنَّا وَ إِيَّاكُمْ لَنَعْرِفُ ابْنَ بَجْدَتِهَا 363 وَ الْخَبِيرَ بِهَا قَالُوا كَأَنَّكَ أَرَدْتَ ابْنَ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ وَ أَنَّى يُعْدَلُ بِي عَنْهُ وَ هَلْ طَفَحَتْ 364 جَرَّةٌ 365 [نَفَحَتْ حُرَّةٌ] بِمِثْلِهِ قَالُوا فَلَوْ بَعَثْتَ إِلَيْهِ قَالَ هَيْهَاتَ هُنَاكَ شِمْخٌ 366 مِنْ هَاشِمٍ
وَ لُحْمَةٌ 367 مِنَ الرَّسُولِ وَ أُثْرَةٌ 368 مِنْ عِلْمٍ يُؤْتَى لَهَا وَ لَا يَأْتِي امْضُوا إِلَيْهِ- فَاقْصَفُوا نَحْوَهُ وَ أَفْضُوا إِلَيْهِ وَ هُوَ فِي حَائِطٍ لَهُ عَلَيْهِ تُبَّانٌ 369 يَتَرَكَّلُ عَلَى مِسْحَاتِهِ 370 وَ هُوَ يَقُولُ- أَ يَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً. أَ لَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى. ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى 371 وَ دُمُوعُهُ تَهْمِي عَلَى خَدَّيْهِ- فَأَجْهَشَ الْقَوْمُ لِبُكَائِهِ ثُمَّ سَكَنَ وَ سَكَنُوا وَ سَأَلَهُ عُمَرُ عَنْ مَسْأَلَتِهِ فَأَصْدَرَ إِلَيْهِ جَوَابَهَا فَلَوَى عُمَرُ يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ أَمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ أَرَادَكَ الْحَقُّ وَ لَكِنْ أَبَى قَوْمُكَ فَقَالَ ع لَهُ يَا أَبَا حَفْصٍ خَفِّضْ 372 عَلَيْكَ مِنْ هُنَا وَ مِنْ هُنَا- إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كانَ مِيقاتاً 373 فَانْصَرَفَ وَ قَدْ أَظْلَمَ وَجْهُهُ وَ كَأَنَّمَا يُنْظَرُ إِلَيْهِ مِنْ لَيْلٍ.
فصل
ثم إن لم تبع ساعتك بنعيم الآخرة بعتها بِثَمَنٍ بَخْسٍ 374 دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ ثم تجمع جميع عمرك الذي لو أعطيت في ثمنه الدنيا بأجمعها لم تبعه تلقى نفسك قد بعته بثمن زهيد لا يفي ببيت ذهب بل من فضة بل أقل من ذلك.
(شعر)
الدهر ساومني 375 عمري و قلت له
ما بعت عمري بالدنيا و ما فيها
ثم أشتريه بتديج بلا ثمن
تبت يدا صفقة قد خاب شاريها 376
وَ فِي الْخَبَرِ النَّبَوِيِّ ص أَنَّهُ يُفْتَحُ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى كُلِّ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ عُمُرِهِ أَرْبَعٌ وَ عِشْرُونَ خِزَانَةً عَدَدَ سَاعَاتِ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ فَخِزَانَةٌ يَجِدُهَا مَمْلُوءَةً نُوراً وَ سُرُوراً فَيَنَالُهُ عِنْدَ مُشَاهَدَتِهَا مِنَ الْفَرَحِ وَ السُّرُورِ مَا لَوْ وُزِّعَ عَلَى أَهْلِ النَّارِ لَأَدْهَشَهُمْ عَنِ الْإِحْسَاسِ بِأَلَمِ النَّارِ وَ هِيَ السَّاعَةُ الَّتِي أَطَاعَ فِيهَا رَبَّهُ ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ خِزَانَةٌ أُخْرَى فَيَرَاهَا مُظْلِمَةً مُنْتِنَةً مُفْزِعَةً فَيَنَالُهُ مِنْهَا عِنْدَ مُشَاهَدَتِهَا مِنَ الْفَزَعِ وَ الْجَزَعِ مَا لَوْ قُسِمَ عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ لَنَقَّصَ [لَنَغَّضَ] عَلَيْهِمْ نَعِيمَهَا وَ هِيَ السَّاعَةُ الَّتِي عَصَى فِيهَا رَبَّهُ ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ خِزَانَةٌ أُخْرَى فَيَرَاهَا خَالِيَةً لَيْسَ فِيهَا مَا يَسُرُّهُ وَ لَا يَسُوؤُهُ وَ هِيَ السَّاعَةُ الَّتِي نَامَ فِيهَا أَوِ اشْتَغَلَ فِيهَا بِشَيْءٍ مِنْ مُبَاحَاتِ الدُّنْيَا فَيَنَالُهُ مِنَ الْغَبْنِ وَ الْأَسَفِ عَلَى فَوَاتِهَا- حَيْثُ كَانَ مُتَمَكِّناً مِنْ أَنْ يَمْلَأَهَا حَسَنَاتٍ مَا لَا يُوصَفُ وَ مِنْ هَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ 377 .
فصل
و لا تأخذ بقول من يقول أنا أتنعم في الدنيا بما أباحه الله تعالى و أقوم بالواجبات و إخراج الحقوق- مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَ الطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ 378 فأتنعم بما أباحه الله من طيب المأكل
اللذيذة و الملابس السنية و المراكب الفاخرة و الدور العامرة و القصور الباهرة و لا يمنعني ذلك من الاستباق إلى الجنة مع السابقين بل ينبغي أن تعلم أن هذا مقالة أهل حمق و غرور 379 و ذلك من وجوه- الأول أن المتوغل 380 في فضول الدنيا لا ينفك عن الحرص المهلك الموقع في الشبهات و من تورط في الشبهات هلك لا محالة 381 .
الثاني إن سلم من الحرص و أنى له بالسلامة عنه لم يسلم من الفظاظة و قساوة القلب و التكبر كيف لا و هو تعالى يقول- كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى 382 .
وَ قَالَ النَّبِيُّ ص إِيَّاكُمْ وَ فُضُولَ الْمَطْعَمِ فَإِنَّهُ يَسُمُّ الْقَلْبَ بِالْقَسْوَةِ.
وَ رَوَى حَسَّانُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِنَّ رَجُلًا فَقِيراً أَتَى رَسُولَ اللَّهِ ص وَ عِنْدَهُ رَجُلٌ غَنِيٌّ فَكَفَّ ثِيَابَهُ وَ تَبَاعَدَ عَنْهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ أَ خَشِيتَ أَنْ يَلْصَقَ فَقْرُهُ بِكَ أَوْ يَلْصَقَ غِنَاكَ بِهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَّا إِذَا قُلْتَ هَذَا فَلَهُ نِصْفُ
مَالِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِلْفَقِيرِ أَ تَقْبَلُ مِنْهُ قَالَ لَا قَالَ ص وَ لِمَ قَالَ أَخَافُ أَنْ يَدْخُلَنِي مَا دَخَلَهُ.
وَ عَنْهُ ع قَالَ فِي الْإِنْجِيلِ إِنَّ عِيسَى ع قَالَ اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي غُدْوَةً رَغِيفاً مِنْ شَعِيرٍ وَ عَشِيَّةً رَغِيفاً مِنْ شَعِيرٍ وَ لَا تَرْزُقْنِي فَوْقَ ذَلِكَ فَأَطْغَى
- و كما أن الخائض في الماء يجد بللا لا محالة كذلك صاحب الدنيا يجد على قلبه رينا 383 و قسوة لا محالة.
الثالث أن يخرج من قلبه حلاوة العبادة و الدعاء و قد نبه عليه عيسى ع فيما عرفت.
الرابع شدة الحسرة عند مفارقة الدنيا و الفقير على العكس من ذلك.
وَ عَنِ الصَّادِقِ ع مَنْ كَثُرَ اشْتِبَاكُهُ بِالدُّنْيَا كَانَ أَشَدَّ حَسْرَةً عِنْدَ فِرَاقِهَا 384 .
الخامس كون الفقراء هم السابقون إلى الجنة و الأغنياء في عرصات القيامة للحساب.
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع تَخَفَّفُوا تَلْحَقُوا إِنَّمَا يُنْتَظَرُ بِأَوَّلِكُمْ آخِرُكُمْ
و تحسر سلمان الفارسي رضوان الله عليه عند موته فقيل له على ما تأسفك يا أبا عبد الله قال ليس تأسفي على الدنيا و لكن رسول الله ص عهد إلينا و قال- لتكن بلغة أحدكم كزاد الراكب و أخاف أن نكون قد جاوزنا أمره و حولي هذه الأساود و أشار إلى ما في بيته و إذا هو دست 385 و سيف و جفنة. 386
وَ قَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ص الْخَائِفُونَ الْخَاشِعُونَ الْمُتَوَاضِعُونَ الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيراً يَسْبِقُونَ النَّاسَ إِلَى الْجَنَّةِ قَالَ ص لَا وَ لَكِنْ فُقَرَاءُ الْمُؤْمِنِينَ يَأْتُونَ فَيَتَخَطَّوْنَ رِقَابَ النَّاسِ فَيَقُولُ لَهُمْ خَزَنَةُ الْجَنَّةِ- كَمَا أَنْتُمْ حَتَّى تُحَاسَبُوا فَيَقُولُونَ بِمَ نُحَاسَبُ فَوَ اللَّهِ مَا مَلِكْنَا فَنَجُورَ وَ نَعْدِلَ- وَ لَا أُفِيضَ عَلَيْنَا فَنَقْبِضَ وَ نَبْسُطَ وَ لَكِنْ عَبَدْنَا رَبَّنَا حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ .
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِنَّ الْفُقَرَاءَ الْمُؤْمِنِينَ لَيَتَقَلَّبُونَ فِي رِيَاضِ الْجَنَّةِ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِأَرْبَعِينَ خَرِيفاً 387 ثُمَّ قَالَ سَأَضْرِبُ لَكُمْ مَثَلًا إِنَّمَا مَثَلُ ذَلِكَ مَثَلُ سَفِينَتَيْنِ مُرَّ بِهِمَا عَلَى بَاخِسٍ فَنَظَرَ فِي إِحْدَاهُمَا فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئاً فَقَالَ أَسْرِبُوهَا 388 وَ نَظَرَ فِي الْأُخْرَى فَإِذَا هِيَ مُوقَرَةٌ 389 فَقَالَ احْبِسُوهَا.
رَوَى دَاوُدُ بْنُ النُّعْمَانِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وَقَفَ عَبْدَانِ مُؤْمِنَانِ لِلْحِسَابِ كِلَاهُمَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَقِيرٌ فِي الدُّنْيَا وَ غَنِيٌّ فِي الدُّنْيَا فَيَقُولُ الْفَقِيرُ يَا رَبِّ عَلَى مَا أُوقَفُ- فَوَ عِزَّتِكَ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنَّكَ لَمْ تُوَلِّنِي وِلَايَةً فَأَعْدِلَ فِيهَا أَوْ أَجُورَ وَ لَمْ تُمَلِّكْنِي مَالًا فَأُؤَدِّيَ مِنْهُ حَقّاً أَوْ أَمْنَعَ وَ لَا كَانَ رِزْقِي يَأْتِينِي فِيهَا إِلَّا كَفَافاً أَ عَلَى مَا عَلِمْتَ وَ قَدَّرْتَ لِي فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى صَدَقَ عَبْدِي خَلُّوا عَنْهُ حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَ يَبْقَى الْآخَرُ حَتَّى يَسِيلَ مِنْهُ الْعَرَقُ مَا لَوْ شَرِبَهُ أَرْبَعُونَ بَعِيراً لَأَصْدَرَهَا ثُمَّ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ فَيَقُولُ لَهُ الْفَقِيرُ مَا حَبَسَكَ فَيَقُولُ طُولُ الْحِسَابِ مَا زَالَ يَحْبِسُنِي [يَجِيئُنِي] الشَّيْءُ فَيَغْفِرُ اللَّهُ بِي ثُمَّ أُسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ آخَرَ حَتَّى تَغَمَّدَنِيَ اللَّهُ مِنْهُ بِرَحْمَتِهِ وَ أَلْحَقَنِي بِالتَّائِبِينَ فَمَنْ أَنْتَ فَيَقُولُ لَهُ- أَنَا الْفَقِيرُ الَّذِي كُنْتُ مَعَكَ آنِفاً فَيَقُولُ لَقَدْ غَيَّرَكَ النَّعِيمُ بَعْدِي.