کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

عدة الداعي و نجاح الساعي

[المقدمات‏] [مقدمة الناشر] مقدّمة الطبعة الأولى‏ [مقدمة المحقق‏] كلام حول المؤلّف‏ ترجمة المؤلّف: شخصيته العلمية و العملية: مشايخه في الرواية: الرواة عنه: آثاره: مولده و وفاته: [مقدمة المؤلف‏] الباب الأول في الحث على الدعاء و يبعث عليه العقل و النقل‏ أما العقل‏ و أما النقل‏ الباب الثاني في أسباب الإجابة القسم الأول ما يرجع إلى الوقت‏ القسم الثاني ما يرجع إلى المكان‏ القسم الثالث ما يرجع إلى الدعاء من أسباب الإجابة القسم الرابع ما يتركب من الدعاء و الزمان‏ القسم الخامس ما يتركب من الدعاء و المكان‏ القسم السادس ما يرجع إلى الفعل‏ فصل [في آداب المتعلم مع العالم‏] فصل [: علم الناس كلها في اربع خصال‏] فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل في كراهية السؤال و رد السؤال‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ القسم السابع حال الداعي‏ فصل‏ فصل‏ الباب الثالث في الداعي‏ القسم الأول من يستجاب دعاؤه‏ فصل‏ القسم الثاني من لا يستجاب دعاؤه. من دعا بقلب قاس أو لاه‏ من دعا و هو مصر على المعاصي‏ الدعاء مع أكل الحرام‏ المتحمل لمظالم العباد و تبعات المخلوقين‏ الباب الرابع في كيفية الدعاء [القسم الاول‏] ما يكون قبل الدعاء فصل‏ فصل‏ نصيحة فصل‏ القسم الثاني فيما يقارن حال الدعاء الأول التلبث بالدعاء و ترك الاستعجال فيه. الثاني الإلحاح في الدعاء الثالث تسمية الحاجة الرابع الإسرار بالدعاء الخامس التعميم في الدعاء السادس الاجتماع في الدعاء تذنيب‏ السابع إظهار الخشوع‏ الثامن تقديم المدحة لله و الثناء عليه قبل المسألة التاسع تقديم الصلاة على النبي و آله ع‏ العاشر البكاء حالة الدعاء تقريب و تخفيف‏ نصيحة تنبيه‏ الحادي عشر الاعتراف بالذنب قبل السؤال‏ الثاني عشر الإقبال بالقلب‏ الثالث عشر التقديم في الدعاء قبل الحاجة الرابع عشر الدعاء للإخوان و التماسه منهم‏ تنبيه‏ فصل‏ فصل‏ الخامس عشر رفع اليدين بالدعاء تنبيه‏ القسم الثالث في الآداب المتأخرة عن الدعاء الأول معاودة الدعاء و ملازمته مع الإجابة و عدمها نصيحة الثاني [أن يمسح الداعي بيديه وجهه‏] الثالث أن يختم دعاءه بالصلاة على النبي ص و [آله‏]. الرابع أن يعقب دعاءه بما روي‏ الخامس أن يكون بعد الدعاء خيرا منه قبله‏ فصل [تفسير الاستعاذة من أنواع الذنوب‏] فصل في المباهلة خاتمة [في المحبطات للعمل‏] [القسم‏] الأول الرياء توضيح و تقسيم [في الرياء] علاج الرياء تذنيب‏ القسم الثاني العجب‏ علاج العجب‏ الباب الخامس فيما ألحق بالدعاء و هو الذكر فصل و يستحب الذكر في كل وقت و لا يكره في حال من الأحوال‏ فصل و لا ينبغي أن يخلو للإنسان مجلس عن ذكر الله و يقوم منه بغير ذكر فصل و يتأكد استحباب الذكر إذا كان في الغافلين‏ فصل [في افضل أوقات الذكر] فصل و يستحب الإسرار بالذكر فصل [في أقسام الذكر] فمنه التحميد صورة التمجيد و منه التهليل و التكبير و منه التسبيح‏ و منه التسبيح و التحميد و منه‏ و منه الكلمات الخمس‏ و منه التسبيحات الأربع‏ و منه الاستغفار فصل [في افضل اوقات الاستغفار] فصل في ذكر دعوات مختصة بالأوقات‏ الْأَوَّلُ‏ الثَّانِي‏ الثَّالِثُ‏ الرَّابِعُ‏ الْخَامِسُ‏ السادس‏ السَّابِعُ‏ الثَّامِنُ‏ التَّاسِعُ‏ الْعَاشِرُ فصل في الاستشفاء بالدعاء و الاسترقاء [القسم‏] الأول لدفع العلل‏ الْأَوَّلُ‏ الثَّانِي‏ الثَّالِثُ‏ الرَّابِعُ‏ الْخَامِسُ‏ السَّادِسُ‏ السَّابِعُ‏ الثَّامِنُ‏ التَّاسِعُ‏ الْعَاشِرُ القسم الثاني ما يستدفع به المكاره‏ الْأَوَّلُ‏ الثَّانِي‏ الثَّالِثُ‏ الرَّابِعُ‏ الْخَامِسُ‏ السَّادِسُ‏ السَّابِعُ‏ الثامن‏ التَّاسِعُ‏ الْعَاشِرُ الْحَادِيَ عَشَرَ الثَّانِيَ عَشَرَ القسم الثالث العوذ الْأَوَّلُ‏ الثَّانِي‏ الثَّالِثُ‏ الرَّابِعُ‏ الْخَامِسُ‏ السَّادِسُ‏ السَّابِعُ‏ الثَّامِنُ‏ التَّاسِعُ‏ الْعَاشِرُ الْحَادِيَ عَشَرَ الباب السادس في تلاوة القرآن‏ فصل و ينبغي للإنسان أن لا ينام حتى يقرأ شيئا من القرآن‏ فصل و يستحب اتخاذ المصحف في البيت‏ فصل و ينبغي لمن حفظ القرآن أن يداوم تلاوته حتى لا ينساه‏ فصل [في خواص القرآن‏] القسم الأول الاستشفاء من العلل‏ القسم الثاني في الاستكفاء القسم الثالث فيما يتعلق بإجابة الدعاء فصل في خواص متفرقة فصل‏ خاتمة الكتاب في أسماء الله الحسنى‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ رموز الكتاب‏ فهرس ما في الكتاب من أمّهات المطالب‏

عدة الداعي و نجاح الساعي


صفحه قبل

عدة الداعي و نجاح الساعي، ص: 122

مَنْ يُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ رُؤْيَتُهُ وَ يَزِيدُ فِي عِلْمِكُمْ مَنْطِقُهُ وَ يُرَغِّبُكُمْ فِي الْآخِرَةِ عَمَلُهُ.

فصل‏

و كيف يرغب العاقل عن حب المسكنة و المساكين و هو يرى الأولياء و الأوصياء على هذه الأوصاف بل وظيفة القيام بخدمة الصانع- و امتثال أوامر الرسل و الشرائع و إحياء دين الله و إعزاز كلمته و نصرة الرسل- و انتشار دعواهم من لدن آدم ع إلى زمان نبينا محمد ص لم يقم إلا بأولي الفقر و المسكنة أ و لا تسمع ما قص الله سبحانه و تعالى عليك في كتابه العظيم على لسان نبيه الكريم و أبان لك أن المتصدي لإنكار التشاريع و المقدم على جحود الصانع إنما هم الأغنياء المترفون و الأشراف المتكبرون فقال مخبرا عن قوم نوح إذ عيروه و ازدرءوا 404 العصابة الذين اتبعوه و هم فيما قالوه متبجحون- أَ نُؤْمِنُ لَكَ وَ اتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ‏ 405 وَ ما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ‏ 406 و قالوا لشعيب‏ إِنَّا لَنَراكَ فِينا ضَعِيفاً وَ لَوْ لا رَهْطُكَ لَرَجَمْناكَ وَ ما أَنْتَ عَلَيْنا بِعَزِيزٍ 407 و قال المستكبرون من قوم صالح‏ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ- أَ تَعْلَمُونَ أَنَّ صالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قالُوا إِنَّا بِما أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ. قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كافِرُونَ‏ 408 . و قال بنو يعقوب‏ وَ جِئْنا بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَ تَصَدَّقْ عَلَيْنا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ‏ 409 و قال فرعون مزدريا لموسى و مفتخرا عليه- فَلَوْ لا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ‏ 410 و قالوا لمحمد ص‏

عدة الداعي و نجاح الساعي، ص: 123

لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ‏ 411 أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْها 412 أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَ عِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهارَ خِلالَها تَفْجِيراً 413 - وَ قالُوا لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى‏ رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ‏ 414 .

يعنون مكة و الطائف و الرجلان‏ 415 أحدهما المغيرة من مكة و قيل الوليد ابنه و أبو مسعود عروة بن مسعود الثقفي من الطائف و قيل حبيب بن عمرو الثقفي من الطائف و إنما قالوا ذلك لأن الرجلين إنما كانا عظيمي قومهما و ذوي الأموال الجسيمة [الجمة] فيهما فكفى بهذا و أمثاله مدحا و فخرا للمسكنة و القلة و ذما للشرف و الكثرة 416 .

كيف لا

و هو تعالى يقول لعيسى ع‏ يَا عِيسَى إِنِّي قَدْ وَهَبْتُ لَكَ حُبَّ الْمَسَاكِينِ وَ رَحْمَتَهُمْ تُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَكَ يَرْضَوْنَ بِكَ إِمَاماً وَ قَائِداً وَ تَرْضَى بِهِمْ صَحَابَةً وَ تَبَعاً وَ هُمَا خَلْقَانِ مَنْ لَقِيَنِي بِهِمَا لَقِيَنِي بِأَزْكَى الْأَعْمَالِ وَ أَحَبِّهَا إِلَيَ‏ 417 .

وَ قَالَ نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ ص‏ الْفَقْرُ فَخْرِي وَ بِهِ أَفْتَخِرُ 418 .

وَ عَنْ عِيسَى ع‏ بِحَقٍّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ أَكْنَافَ السَّمَاءِ لَخَالِيَةٌ مِنَ الْأَغْنِيَاءِ وَ لَدُخُولُ جَمَلٍ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ أَيْسَرُ مِنْ دُخُولِ غَنِيٍّ فِي الْجَنَّةِ.

عدة الداعي و نجاح الساعي، ص: 124

وَ عَنِ النَّبِيِّ ص‏ اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَوَجَدْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ وَ الْمَسَاكِينَ وَ إِذَا لَيْسَ فِيهَا أَحَدٌ أَقَلَّ مِنَ الْأَغْنِيَاءِ وَ النِّسَاءِ 419 .

و لو لم يكن في الغنى إلا الخطر من ترك مواساة الفقراء و مساعدة الضعفاء لكان كافيا و إن هو قام بسد كل خلة يجدها و إماطة 420 كل ضرورة يشرف عليها و يعلم بها ذهب بما معه و قعد ضعيفا محسورا و صار في الناس فقيرا و من هذا

قول أويس القرني ره‏ و إن حقوق الله لم يبق لنا ذهبا و لا فضة.

وَ بَاعَ عَلِيٌّ ع حَدِيقَتَهُ الَّتِي غَرَسَهَا لَهُ النَّبِيُّ ص وَ سَقَاهَا هُوَ بِيَدِهِ بِاثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَ رَاحَ إِلَى عِيَالِهِ وَ قَدْ تَصَدَّقَ بِأَجْمَعِهَا فَقَالَتْ لَهُ فَاطِمَةُ ع تَعْلَمُ أَنَّ لَنَا أَيَّاماً لَمْ نَذُقْ فِيهَا طَعَاماً وَ قَدْ بَلَغَ بِنَا الْجُوعُ وَ لَا أَظُنُّكَ إِلَّا كَأَحَدِنَا فَهَلَّا تَرَكْتَ لَنَا مِنْ ذَلِكَ قُوتاً فَقَالَ ع مَنَعَنِي عَنْ ذَلِكَ وُجُوهٌ أَشْفَقْتُ أَنْ أَرَى عَلَيْهَا ذُلَّ السُّؤَالِ.

و قيل‏ إن السبب الموجب لنزول معاوية بن يزيد بن معاوية عن الخلافة أنه سمع جاريتين له تتباحثان و كانت إحداهما بارعة الجمال فقالت الأخرى لها قد أكسبك جمالك كبر الملوك فقالت الحسناء و أي ملك يضاهي ملك الحسن و هو قاض على الملوك فهو الملك حقا فقالت لها الأخرى و أي خير في الملك و صاحبه إما قائم بحقوقه و عامل بشكر فيه-

عدة الداعي و نجاح الساعي، ص: 125

فذاك مسلوب اللذة و القرار منغص العيش و إما منقاد لشهواته و مؤثر للذاته مضيع للحقوق و مضرب عن الشكر فمصيره إلى النار فوقعت الكلمة في نفس معاوية موقعا مؤثرا و حملته على الانخلاع من الأمر فقال له أهله اعهد إلى أحد يقوم بها مكانك فقال كيف أتجرع مرارة فقدها- و أتقلد تبعة عهدها و لو كنت مؤثرا بها أحدا لآثرت بها نفسي ثم انصرف و أغلق بابه و لم يأذن لأحد فلبث بعد ذلك خمسا و عشرين ليلة ثم قبض- و روي أن أمه قالت له عند ما سمعت منه ذلك ليتك كنت حيضة فقال- ليتني كنت كما تقولين و لا أعلم أن للناس جنة و نار- [نارا].

و إنما خرجنا في هذا الباب عن مناسبة الكتاب لوقوع ذلك باقتراح أحد الأصحاب حيث رأى أول الكتاب فأحب الاستكثار فكرهنا خلافه.

فصل‏

و من مواطن الدعاء عقيب قراءة القرآن‏ 421 و بين الأذان و الإقامة 422 و عند رقة القلب و جريان الدمعة.

رَوَى أَبُو بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع‏ إِذَا رَقَّ [قَلْبُ‏] أَحَدِكُمْ فَلْيَدْعُ- فَإِنَّ الْقَلْبَ لَا يَرِقُّ حَتَّى يَخْلُصَ‏ 423 .

القسم السابع حال الداعي‏

كالغازي و الحاج و المعتمر و المريض.

لرواية

عيسى بن عبد الله القمي قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ‏ ثَلَاثَةٌ دَعْوَتُهُمْ مُسْتَجَابَةٌ الْحَاجُّ وَ الْمُعْتَمِرُ وَ الْغَازِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ‏

عدة الداعي و نجاح الساعي، ص: 126

فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونَهُمْ‏ 424 وَ الْمَرِيضُ فَلَا تَقْرِضُوهُ وَ لَا تُضْجِرُوهُ.

فصل‏

و دعاء المريض لعائده مستجابة.

عَنِ النَّبِيِّ ص‏ لِلْمَرِيضِ أَرْبَعُ خِصَالٍ يُرْفَعُ عَنْهُ الْقَلَمُ وَ يَأْمُرُ اللَّهُ الْمَلَكَ فَلْيَكْتُبْ [فَيَكْتُبُ‏] لَهُ أَفْضَلَ مَا كَانَ يَعْمَلُهُ فِي صِحَّتِهِ وَ يَنْفِي عَنْ كُلَّ عُضْوٍ مِنْ جَسَدِهِ مَا عَمِلَهُ مِنْ ذَنْبٍ فَإِنْ مَاتَ مَاتَ مَغْفُوراً لَهُ وَ إِنْ عَاشَ عَاشَ مَغْفُوراً لَهُ وَ إِذَا مَرِضَ الْمُسْلِمُ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ كَأَحْسَنِ مَا كَانَ يَعْمَلُهُ فِي صِحَّتِهِ وَ تَسَاقَطَتْ ذُنُوبُهُ كَمَا يَتَسَاقَطُ وَرَقُ الشَّجَرِ وَ مَنْ عَادَ مَرِيضاً فِي اللَّهِ لَمْ يَسْأَلِ الْمَرِيضُ لِلْعَائِدِ شَيْئاً إِلَّا اسْتَجَابَ لَهُ وَ يُوحِي اللَّهُ تَعَالَى إِلَى مَلَكِ الشِّمَالِ أَنْ لَا تَكْتُبْ عَلَى عَبْدِي شَيْئاً مَا دَامَ فِي وَثَاقِي وَ إِلَى مَلَكِ الْيَمِينِ أَنِ اجْعَلْ أَنِينَ عَبْدِي حَسَنَاتٍ وَ إِنَّ الْمَرَضَ يُنَقِّي الْجَسَدَ مِنَ الذُّنُوبِ كَمَا يُذْهِبُ الْكِيرُ 425 خَبَثَ الْحَدِيدِ وَ إِذَا مَرِضَ الصَّبِيُّ كَانَ مَرَضُهُ كَفَّارَةً لِوَالِدَيْهِ‏ 426 .

وَ عَنِ الصَّادِقِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ الْحُمَّى رَائِدُ الْمَوْتِ‏ 427 وَ سِجْنُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَ حَرُّهَا مِنْ جَهَنَّمَ وَ هِيَ حَظُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ مِنَ‏

عدة الداعي و نجاح الساعي، ص: 127

النَّارِ وَ نِعْمَ الْوَجَعُ الْحُمَّى تُعْطِي كُلَّ عُضْوٍ حَظَّهُ مِنَ الْبَلَاءِ وَ لَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يُبْتَلَى وَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حُمَّ حُمًّى وَاحِدَةً تَنَاثَرَتِ الذُّنُوبُ عَنْهُ كَوَرَقِ الشَّجَرِ- فَإِنْ أَنَّ عَلَى فِرَاشِهِ فَأَنِينُهُ تَسْبِيحٌ وَ صِيَاحُهُ تَهْلِيلٌ وَ تَقَلُّبُهُ عَلَى فِرَاشِهِ كَمَنْ يَضْرِبُ بِسَيْفِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ أَقْبَلَ يَعْبُدُ اللَّهَ كَانَ مَغْفُوراً لَهُ وَ طُوبَى لَهُ- وَ حُمَّى يَوْمٍ كَفَّارَةُ سَنَةٍ فَإِنَّ أَلَمَهَا يَبْقَى فِي الْجَسَدِ سَنَةً وَ هِيَ كَفَّارَةٌ لِمَا قَبْلَهَا وَ مَا بَعْدَهَا وَ مَنِ اشْتَكَى‏ 428 لَيْلَةً فَقَبِلَهَا بِقَبُولِهَا وَ أَدَّى إِلَى اللَّهِ شُكْرَهَا كَانَتْ لَهُ كَفَّارَةُ سَنَتَيْنِ سَنَةٍ لِقَبُولِهَا وَ سَنَةٍ لِلصَّبْرِ عَلَيْهَا وَ الْمَرَضُ لِلْمُؤْمِنِ تَطْهِيرٌ وَ رَحْمَةٌ وَ لِلْكَافِرِ تَعْذِيبٌ وَ لَعْنَةٌ وَ لَا يَزَالُ الْمَرَضُ بِالْمُؤْمِنِ حَتَّى لَا يُبْقِي عَلَيْهِ ذَنْباً وَ صُدَاعُ لَيْلَةٍ يَحُطُّ كُلَّ خَطِيئَةٍ إِلَّا الْكَبَائِرَ 429 .

وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع‏ لَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا لَهُ فِي الْمَصَائِبِ مِنَ الْأَجْرِ- لَتَمَنَّى أَنَّهُ [أَنْ‏] يُقَرَّضَ بِالْمَقَارِيضِ.

وَ عَنِ النَّبِيِّ ص‏ إِذَا كَانَ الْعَبْدُ عَلَى طَرِيقِهِ مِنَ الْخَيْرِ فَمَرِضَ أَوْ سَافَرَ أَوْ عَجَزَ عَنِ الْعَمَلِ بِكِبَرٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِثْلَ مَا كَانَ يَعْمَلُهُ ثُمَّ قَرَأَ- فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ‏ .

وَ عَنِ الصَّادِقِ ع‏ إِذَا مَاتَ الْمُؤْمِنُ صَعِدَهُ مَلَكَانِ فَقَالا يَا رَبَّنَا أَمَتَّ فُلَاناً فَيَقُولُ انْزِلَا فَصَلِّيَا عَلَيْهِ عِنْدَ قَبْرِهِ وَ هَلِّلَانِي وَ كَبِّرَانِي وَ اكْتُبَا مَا تَعْمَلَانِ لَهُ‏ 430 .

عدة الداعي و نجاح الساعي، ص: 128

وَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ‏ أَقْبَلَ رَجُلٌ أَصَمُّ وَ أَخْرَسُ حَتَّى وَقَفَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فَأَشَارَ بِيَدِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص اكْتُبُوا لَهُ كِتَاباً تُبَشِّرُونَهُ بِالْجَنَّةِ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ مُسْلِمٍ يُفْجَعُ بِكَرِيمَتِهِ‏ 431 أَوْ بِلِسَانِهِ أَوْ بِسَمْعِهِ أَوْ بِرِجْلِهِ أَوْ بِيَدِهِ فَيَحْمَدُ اللَّهَ عَلَى مَا أَصَابَهُ وَ يَحْتَسِبُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ذَلِكَ إِلَّا نَجَّاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ وَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ لِأَهْلِ الْبَلَايَا فِي الدُّنْيَا دَرَجَاتٍ وَ فِي الْآخِرَةِ مَا لَا تُنَالُ بِالْأَعْمَالِ حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَمَنَّى أَنَّ جَسَدَهُ فِي الدُّنْيَا كَانَ يُقْرَضُ بِالْمَقَارِيضِ مِمَّا يَرَى مِنْ حُسْنِ ثَوَابِ اللَّهِ لِأَهْلِ الْبَلَاءِ مِنَ الْمُوَحِّدِينَ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبَلُ الْعَمَلَ فِي غَيْرِ الْإِسْلَامِ.

و من الحالات الصيام-

قَالَ الصَّادِقُ ع‏ نَوْمُ الصَّائِمِ عِبَادَةٌ وَ صَمْتُهُ تَسْبِيحٌ وَ عَمَلُهُ مُتَقَبَّلٌ وَ دُعَاؤُهُ مُسْتَجَابٌ.

وَ قَالَ النَّبِيُّ ص‏ لَا تُرَدُّ دَعْوَةُ الصَّائِمِ.

وَ قَالَ الْبَاقِرُ ع‏ الْحَاجُّ وَ الْمُعْتَمِرُ وَ الصَّائِمُ وَفْدُ اللَّهِ‏ 432 إِنْ سَأَلُوهُ أَعْطَاهُمْ وَ إِنْ دَعَوْهُ أَجَابَهُمْ وَ إِنْ شَفَعُوا شَفَّعَهُمُ اللَّهُ وَ إِنْ سَكَتُوا ابْتَدَأَهُمْ وَ يُعَوَّضُونَ بِالدِّرْهَمِ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ.

و من دعا لأربعين من إخوانه بأسمائهم و أسماء آبائهم‏ 433 و من كان في يده خاتم فيروز أو عقيق.

صفحه بعد