کتابخانه روایات شیعه
وَ رَوَى عَلِيُّ بْنُ أَسْبَاطٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُسْتَجَابَ دُعَاؤُهُ فَلْيُطَيِّبْ مَكْسَبَهُ.
وَ قَالَ ع تَرْكُ لُقْمَةِ الْحَرَامِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ صَلَاةِ أَلْفَيْ رَكْعَةٍ تَطَوُّعاً.
وَ عَنْهُ ع رَدُّ دَانَقٍ 469 حَرَامٍ يَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ سَبْعِينَ حِجَّةً مَبْرُورَةً.
و
المتحمل لمظالم العباد و تبعات المخلوقين
مردود الدعاء.
فَعَنْهُمْ ع فِيمَا وَعَظَ اللَّهُ بِهِ عِيسَى ع يَا عِيسَى قُلْ لِظَلَمَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ غَسَلْتُمْ وُجُوهَكُمْ وَ دَنَّسْتُمْ قُلُوبَكُمْ أَ بِي تَغْتَرُّونَ أَمْ عَلَيَّ تَجْتَرِءُونَ تَتَطَيَّبُونَ بِالطِّيبِ لِأَهْلِ الدُّنْيَا وَ أَجْوَافُكُمْ عِنْدِي بِمَنْزِلَةِ الْجِيَفِ الْمُنْتِنَةِ كَأَنَّكُمْ أَقْوَامٌ مَيِّتُونَ يَا عِيسَى قُلْ لَهُمْ قَلِّمُوا أظافركم [أَظَافِيرَكُمْ] مِنْ كَسْبِ الْحَرَامِ وَ أَصِمُّوا أَسْمَاعَكُمْ عَنْ ذِكْرِ الْخَنَى 470 [الْفَحْشَاءِ] وَ أَقْبِلُوا عَلَيَّ بِقُلُوبِكُمْ فَإِنِّي لَسْتُ أُرِيدُ صُوَرَكُمْ يَا عِيسَى قُلْ لِظَلَمَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا
تَدْعُونِي وَ السُّحْتُ 471 تَحْتَ أَقْدَامِكُمْ وَ الْأَصْنَامُ فِي بُيُوتِكُمْ فَإِنِّي آلَيْتُ 472 أَنْ أُجِيبَ مَنْ دَعَانِي وَ إِنَّ إِجَابَتِي إِيَّاهُمْ لَعْناً لَهُمْ حَتَّى يَتَفَرَّقُوا 473 .
وَ عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ أَوْحَى اللَّهُ إِلَيَّ أَنْ يَا أَخَا الْمُرْسَلِينَ وَ يَا أَخَا الْمُنْذِرِينَ أَنْذِرْ قَوْمَكَ لَا يَدْخُلُوا بَيْتاً مِنْ بُيُوتِي وَ لِأَحَدٍ مِنْ عِبَادِي عِنْدَ أَحَدٍ مِنْهُمْ مَظْلِمَةٌ فَإِنِّي أَلْعَنُهُ مَا دَامَ قَائِماً يُصَلِّي بَيْنَ يَدَيَّ حَتَّى يَرُدَّ تِلْكَ الْمَظْلِمَةَ فَأَكُونُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَ أَكُونُ بَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَ يَكُونُ مِنْ أَوْلِيَائِي وَ أَصْفِيَائِي وَ يَكُونُ جَارِي مَعَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ [وَ الصَّالِحِينَ] فِي الْجَنَّةِ.
وَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ لَا يَدْخُلُوا بَيْتاً مِنْ بُيُوتِي إِلَّا بِأَبْصَارٍ خَاشِعَةٍ وَ قُلُوبٍ طَاهِرَةٍ وَ أَيْدٍ تَقِيَّةٍ- وَ أَخْبِرْهُمْ أَنِّي لَا أَسْتَجِيبُ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ دَعْوَةً وَ لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِي لَدَيْهِ مَظْلِمَةٌ 474 .
الباب الرابع في كيفية الدعاء
و له آداب ينقسم إلى ثلاثة أقسام.
فمنها
[القسم الاول] ما يكون قبل الدعاء
كالطهارة و شم الطيب و استقبال القبلة و الصدقة 475 .
قال الله تعالى فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً 476 و لقوله تعالى وَ لْيُؤْمِنُوا بِي 477 أي و ليتحققوا أني قادر على إعطائهم ما سألوا.
وَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ مَنْ سَأَلَنِي وَ هُوَ يَعْلَمُ أَنِّي أَضُرُّ وَ أَنْفَعُ أَسْتَجِيبُ لَهُ.
فصل
و من الآداب حسن الظن بمالك العباد في إجابته 478 .
قال الله تعالى وَ ادْعُوهُ خَوْفاً وَ طَمَعاً -
ففي الحديث القدسي أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي 479 بِي فَلَا يَظُنَّ عَبْدِي بِي إِلَّا خَيْراً.
وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص ادْعُوا اللَّهَ وَ أَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ.
وَ فِيمَا أَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى ع يَا مُوسَى مَا دَعَوْتَنِي وَ رَجَوْتَنِي فَإِنِّي سَأَغْفِرُ لَكَ.
وَ رَوَى سُلَيْمَانُ بْنُ الْفَرَّاءِ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا دَعَوْتَ فَظُنَّ حَاجَتَكَ بِالْبَابِ 480 وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى فَأَقْبِلْ بِقَلْبِكَ وَ ظُنَّ حَاجَتَكَ بِالْبَابِ.
فصل
481 و كيف لا يحسن الظن به و هو أكرم الأكرمين و أرحم الراحمين- و هو الذي سبقت رحمته غضبه.
وَ رُوِيَ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمَّا نَفَخَ فِي آدَمَ مِنْ رُوحِهِ وَ صَارَ بَشَراً فَعِنْدَ مَا
اسْتَوَى جَالِساً عَطَسَ فَأُلْهِمَ أَنْ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى يَرْحَمُكَ اللَّهُ يَا آدَمُ فَكَانَ أَوَّلُ خِطَابٍ تَوَجَّهَ إِلَيْهِ مِنْهُ بِالرَّحْمَةِ.
وَ رُوِيَ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ قَالَ لِمُوسَى حِينَ أَرْسَلَهُ إِلَى فِرْعَوْنَ يَتَوَعَّدُهُ- وَ أَخْبَرَهُ أَنِّي إِلَى الْعَفْوِ وَ الْمَغْفِرَةِ أَسْرَعُ مِنِّي إِلَى الْغَضَبِ وَ الْعُقُوبَةِ.
وَ رُوِيَ أَنَّهُ اسْتَغَاثَ بِمُوسَى ع حِينَ أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ وَ لَمْ يَسْتَغِثْ بِاللَّهِ فَأُوحِيَ إِلَيْهِ يَا مُوسَى لَمْ تُغِثْ فِرْعَوْنَ لِأَنَّكَ لَمْ تَخْلُقْهُ وَ لَوِ اسْتَغَاثَ بِي لَأَغَثْتُهُ.
وَ رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ فِي كِتَابِهِ عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ لَمَّا صَارَ يُونُسُ ع إِلَى الْبَحْرِ الَّذِي فِيهِ قَارُونُ قَالَ الْقَارُونُ لِلْمَلَكِ الْمُوَكَّلِ بِهِ مَا هَذَا الدَّوِيُّ وَ الْهَوْلُ الَّذِي أَسْمَعُهُ قَالَ لَهُ الْمَلَكُ هَذَا يُونُسُ الَّذِي حَبَسَهُ اللَّهُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ فَجَالَتْ بِهِ الْبِحَارُ السَّبْعَةُ حَتَّى صَارَتْ إِلَى هَذَا الْبَحْرِ فَهَذَا الدَّوِيُّ وَ الْهَوْلُ لِمَكَانِهِ فَقَالَ أَ تَأْذَنُ لِي فِي مُكَالَمَتِهِ فَقَالَ قَدْ أَذِنْتُ لَكَ فَقَالَ لَهُ قَارُونُ إِنَّ تَوْبَتِي جُعِلَتْ إِلَى مُوسَى وَ قَدْ تُبْتُ إِلَى مُوسَى فَلَمْ يَقْبَلْ مِنِّي- وَ أَنْتَ لَوْ تُبْتَ إِلَى اللَّهِ لَوَجَدْتَهُ عِنْدَ أَوَّلِ قَدَمٍ تَرْجِعُ بِهَا إِلَيْهِ أَ وَ لَا تَنْظُرُ إِلَى حُسْنِ صَنَائِعِهِ بِعِبَادِهِ وَ كَيْفَ تَعَلَّقَتْ عِنَايَتُهُ بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ وَ الرَّحْمَةِ لَهُمْ.
فمن ذلك ما ندب إليه و رغب فيه من دعاء بعضهم لبعض حيث
قال ادْعُنِي عَلَى لِسَانٍ لَمْ تَعْصِنِي بِهِ وَ هُوَ لِسَانُ غَيْرِكَ و أجاب الداعي لأخيه و لك أضعافه 482 .
و سيأتي مفصلا في موضعه 483 .
و من ذلك ما رغب فيه من إهداء ثواب الطاعات للأموات و ما جعل عليه من تضاعف الحسنات.
حَتَّى رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ ص مَنْ دَخَلَ الْمَقَابِرَ فَقَرَأَ سُورَةَ يس خَفَّفَ اللَّهُ عَنْهُمْ يَوْمَئِذٍ وَ كَانَ لَهُ بِعَدَدِ مَنْ فِيهَا حَسَنَاتٍ 484 .
وَ قَالَ الصَّادِقُ ع تَدْخُلُ عَلَى الْمَيِّتِ فِي قَبْرِهِ الصَّلَاةُ وَ الصَّوْمُ- وَ الْحَجُّ وَ الصَّدَقَةُ وَ الدُّعَاءُ وَ الْبِرُّ وَ يُكْتَبُ أَجْرُهُ لِلَّذِي يَفْعَلُهُ وَ لِلْمَيِّتِ 485 .
وَ قَالَ ع مَنْ عَمِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَنْ مَيِّتٍ عَمَلَ خَيْرٍ [عَمَلًا] [خَيْراً] أَضْعَفَ اللَّهُ لَهُ أَجْرَهُ وَ نَفَعَ اللَّهُ بِهِ الْمَيِّتَ.