کتابخانه روایات شیعه
الأول التلبث بالدعاء و ترك الاستعجال فيه.
لما ورد في الوحي القديم وَ لَا تَمَلَّ مِنَ الدُّعَاءِ فَإِنِّي لَا أَمَلُّ مِنَ الْإِجَابَةِ 511 .
وَ رَوَى عَبْدُ الْعَزِيزِ الطَّوِيلُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا دَعَا لَمْ يَزَلِ اللَّهُ تَعَالَى فِي حَاجَتِهِ مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ 512 .
وَ عَنْهُ ع قَالَ إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا عَجِلَ فَقَامَ لِحَاجَتِهِ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَ مَا يَعْلَمُ عَبْدِي أَنِّي أَنَا اللَّهُ الَّذِي أَقْضِي الْحَوَائِجَ 513
وَ فِي رِوَايَةٍ إِذَا اسْتَعْجَلَ الْعَبْدُ فِي صَلَاتِهِ يَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ اسْتَعْجَلَ عَبْدِي أَ يَرَاهُ يَظُنُّ أَنَّ حَوَائِجَهُ بِيَدِ غَيْرِي.
وَ عَنِ الْبَاقِرِ ع يَا بَاغِيَ الْعِلْمِ صَلِّ قَبْلَ أَنْ لَا تَقْدِرَ عَلَى لَيْلٍ وَ لَا نَهَارٍ تُصَلِّي فِيهِ إِنَّمَا مَثَلُ الصَّلَاةِ لِصَاحِبِهَا كَمَثَلِ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَى ذِي سُلْطَانٍ- فَأَنْصَتَ لَهُ حَتَّى فَرَغَ مِنْ حَاجَتِهِ فَكَذَلِكَ الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَا دَامَ فِي الصَّلَاةِ لَمْ يَزَلِ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ يَنْظُرُ إِلَيْهِ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ صَلَاتِهِ 514 .
وَ قَالَ الصَّادِقُ ع إِذَا صَلَّيْتَ فَرِيضَةً فَصَلِّهَا لِوَقْتِهَا- [صَلَاةَ] مُوَدِّعٍ يَخَافُ أَنْ لَا يَعُودَ إِلَيْهَا أَبَداً ثُمَّ اصْرِفْ بَصَرَكَ إِلَى مَوْضِعِ سُجُودِكَ فَلَوْ تَعْلَمُ مَنْ عَنْ يَمِينِكَ وَ شِمَالِكَ لَأَحْسَنْتَ صَلَاتَكَ وَ اعْلَمْ أَنَّكَ بَيْنَ يَدَيْ مَنْ يَرَاكَ وَ لَا تَرَاهُ.
وَ قَالَ النَّبِيُّ ص يَا أَبَا ذَرٍّ مَا دُمْتَ فِي الصَّلَاةِ فَإِنَّكَ تَقْرَعُ بَابَ الْمَلِكِ وَ مَنْ يُكْثِرْ قَرْعَ بَابِ الْمَلِكِ يُفْتَحْ لَهُ يَا أَبَا ذَرٍّ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَقُومُ إِلَى الصَّلَاةِ إِلَّا تَنَاثَرَ عَلَيْهِ الْبِرُّ مَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ الْعَرْشِ وَ وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ مَلَكاً يُنَادِي يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ تَعْلَمُ مَا لَكَ فِي صَلَاتِكَ وَ لِمَنْ تُنَاجِي لَمَا سَئِمْتَ وَ لَا الْتَفَتَّ إِلَى شَيْءٍ.
وَ فِيمَا أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى ابْنِ عِمْرَانَ يَا مُوسَى عَجِّلِ التَّوْبَةَ وَ أَخِّرِ الذَّنْبَ وَ تَأَنَّ فِي الْمَكْثِ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الصَّلَاةِ وَ لَا تَرْجِعْ غَيْرِي وَ اتَّخِذْنِي جُنَّةً لِلشَّدَائِدِ وَ حِصْناً لِمُلِمَّاتِ الْأُمُورِ 515 .
الثاني الإلحاح في الدعاء
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ السَّائِلَ اللَّحُوحَ 516 .
وَ رَوَى الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ الْهَجَرِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع يَقُولُ وَ اللَّهِ لَا يُلِحُّ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ عَلَى اللَّهِ فِي حَاجَتِهِ إِلَّا قَضَاهَا اللَّهُ لَهُ 517 .
وَ رَوَى أَبُو الصَّبَّاحِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّ اللَّهَ كَرِهَ إِلْحَاحَ النَّاسِ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْمَسْأَلَةِ وَ أَحَبَّ ذَلِكَ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ يُسْأَلَ وَ يُطْلَبَ مَا عِنْدَهُ 518 .
الثالث تسمية الحاجة
رَوَى ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْفَرَّاءُ عَنِ الصَّادِقِ ع قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَعْلَمُ مَا يُرِيدُ الْعَبْدُ إِذَا دَعَا وَ لَكِنَّهُ يُحِبُّ أَنْ يُبَثَّ إِلَيْهِ الْحَوَائِجُ 519 .
وَ عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ يَا مُوسَى مَنْ أَحَبَّنِي لَمْ يَنْسَنِي- وَ مَنْ رَجَا مَعْرُوفِي أَلَحَّ فِي مَسْأَلَتِي يَا مُوسَى إِنِّي لَسْتُ بِغَافِلٍ عَنْ خَلْقِي وَ لَكِنْ أُحِبُّ أَنْ تَسْمَعَ مَلَائِكَتِي ضَجِيجَ الدُّعَاءِ مِنْ عِبَادِي وَ تَرَى حَفَظَتِي تَقَرُّبَ بَنِي آدَمَ إِلَيَّ بِمَا أَنَا مُقَوِّيهِمْ عَلَيْهِ وَ مُسَبِّبُهُ لَهُمْ.
الرابع الإسرار بالدعاء
لبعده عن الرياء و لقوله تعالى ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَ خُفْيَةً 520 .
وَ لِرِوَايَةِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ع قَالَ دَعْوَةُ الْعَبْدِ سِرّاً دَعْوَةً وَاحِدَةً تَعْدِلُ سَبْعِينَ دَعْوَةً عَلَانِيَةً
وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى دَعْوَةٌ تُخْفِيهَا أَفْضَلُ مِنْ سَبْعِينَ دَعْوَةً تُظْهِرُهَا 521 .
وَ عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّ رَبَّكَ يُبَاهِي الْمَلَائِكَةَ بِثَلَاثَةِ نَفَرٍ رَجُلٍ يُصْبِحُ فِي أَرْضٍ قَفْرٍ فَيُؤَذِّنُ وَ يُقِيمُ ثُمَّ يُصَلِّي فَيَقُولُ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي يُصَلِّي وَ لَا يَرَاهُ أَحَدٌ غَيْرِي فَيَنْزِلُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يُصَلُّونَ وَرَاءَهُ وَ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ إِلَى الْغَدِ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَ رَجُلٌ قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يُصَلِّي وَحْدَهُ فَسَجَدَ وَ نَامَ وَ هُوَ سَاجِدٌ فَيَقُولُ انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي رُوحُهُ عِنْدِي وَ جَسَدُهُ سَاجِدٌ لِي وَ رَجُلٌ فِي زَحْفٍ فَيَفِرُّ أَصْحَابُهُ وَ يَثْبُتُ وَ هُوَ يُقَاتِلُ حَتَّى قُتِلَ.
الخامس التعميم في الدعاء
رَوَى ابْنُ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلْيُعَمِّمْ فَإِنَّهُ أَوْجَبُ لِلدُّعَاءِ 522 .
السادس الاجتماع في الدعاء
قال الله تبارك و تعالى- وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ 523 و أمر الله تعالى بالاجتماع للمباهلة.
وَ رَوَى أَبُو خَالِدٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع مَا مِنْ رَهْطٍ أَرْبَعِينَ رَجُلًا اجْتَمَعُوا فَدَعَوُا اللَّهَ فِي أَمْرٍ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونُوا أَرْبَعِينَ فَأَرْبَعَةٌ يَدْعُونَ اللَّهُ عَشْرَ مَرَّاتٍ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونُوا أَرْبَعَةً فَوَاحِدٌ يَدْعُو اللَّهَ أَرْبَعِينَ مَرَّةً يَسْتَجِيبُ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ لَهُ 524 .
وَ رَوَى عَبْدُ الْأَعْلَى عَنْهُ ع مَا اجْتَمَعَ أَرْبَعَةٌ قَطُّ عَلَى أَمْرٍ فَدَعَوُا اللَّهَ تَعَالَى إِلَّا تَفَرَّقُوا عَنْ إِجَابَةٍ 525 .
تذنيب
و المؤمِّن شريك في الدعاء قال الله سبحانه قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما 526 و كان الداعي موسى و هارون يُؤَمِّنُ على دعائه فنسب الدعاء إليهما و قال قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما .
وَ رَوَى عَلِيُّ بْنُ عُقْبَةَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ كَانَ أَبِي إِذَا حَزَنَهُ أَمْرٌ جَمَعَ النِّسَاءَ وَ الصِّبْيَانَ ثُمَّ دَعَا وَ أَمَّنُوا 527 .
وَ رَوَى السَّكُونِيُّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ الدَّاعِي وَ الْمُؤَمِّنُ شَرِيكَانِ 528 .
السابع إظهار الخشوع
قال الله تعالى ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَ خُفْيَةً 529 .
وَ فِي دُعَائِهِمْ ع وَ لَا يُنْجِي مِنْكَ إِلَّا التَّضَرُّعُ إِلَيْكَ.
وَ فِيمَا أَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى ع يَا مُوسَى كُنْ إِذَا دَعَوْتَنِي خَائِفاً مُشْفِقاً وَجِلًا وَ عَفِّرْ وَجْهَكَ فِي التُّرَابِ وَ اسْجُدْ لِي بِمَكَارِمِ بَدَنِكَ وَ اقْنُتْ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الْقِيَامِ وَ نَاجِنِي حَيْثُ تُنَاجِينِي بِخَشْيَةٍ مِنْ قَلْبٍ وَجِلٍ.
وَ إِلَى عِيسَى ع يَا عِيسَى ادْعُنِي دُعَاءَ الْغَرِيقِ الْحَزِينِ الَّذِي لَيْسَ لَهُ مُغِيثٌ يَا عِيسَى أَذِلَّ لِي قَلْبَكَ وَ أَكْثِرْ ذِكْرِي فِي الْخَلَوَاتِ وَ اعْلَمْ أَنَّ سُرُورِي أَنْ تُبَصْبِصَ إِلَيَّ وَ كُنْ فِي ذَلِكَ حَيّاً وَ لَا تَكُنْ مَيِّتاً 530 وَ أَسْمِعْنِي مِنْكَ صَوْتاً حَزِيناً.
وَ رُوِيَ أَنَّهُ لَمَّا بَعَثَ اللَّهُ مُوسَى وَ هَارُونَ ع إِلَى فِرْعَوْنَ قَالَ لَهُمَا لَا يَرُوعُكُمَا لِبَاسُهُ فَإِنَّ نَاصِيَتَهُ بِيَدِي وَ لَا يُعْجِبُكُمَا مَا مُتِّعَ بِهِ مِنْ زَهْرَةِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَ زِينَةِ الْمُتْرَفِينَ فَلَوْ شِئْتُ زَيَّنْتُكُمَا بِزِينَةٍ يَعْرِفُ فِرْعَوْنُ حِينَ يَرَاهَا أَنَّ مَقْدُرَتَهُ يَعْجِزُ عَنْهَا وَ لَكِنِّي أَرْغَبُ بِكُمَا عَنْ ذَلِكَ فَأَزْوِي 531 الدُّنْيَا عَنْكُمَا- وَ كَذَلِكَ أَفْعَلُ بِأَوْلِيَائِي إِنِّي لَأُزَوِّدُهُمْ عَنْ نَعِيمِهَا كَمَا يُزَوِّدُ الرَّاعِي غَنَمَهُ عَنْ 532
مَرَاتِعِ الْهَلَكَةِ وَ إِنِّي لَأُجَنِّبُهُمْ سُلُوكَهَا كَمَا يُجَنِّبُ الرَّاعِي الشَّفِيقُ إِبِلَهُ عَنْ مَوَارِدِ الْعَثْرَةِ وَ مَا ذَاكَ لِهَوَانِهِمْ عَلَيَّ وَ لَكِنْ لِيَسْتَكْمِلُوا نَصِيبَهُمْ مِنْ كَرَامَتِي سَالِماً مُوَفَّراً إِنَّمَا يَتَزَيَّنُ لِي أَوْلِيَائِي بِالذُّلِّ وَ الْخُشُوعِ وَ الْخَوْفِ الَّذِي يُثْبِتُ فِي قُلُوبِهِمْ فَيَظْهَرُ مِنْ قُلُوبِهِمْ عَلَى أَجْسَادِهِمْ فَهُوَ شِعَارُهُمْ وَ دِثَارُهُمُ الَّذِي بِهِ يَسْتَشْعِرُونَ وَ نَجَاتُهُمُ الَّذِي بِهَا يَفُوزُونَ دَرَجَاتِهِمُ الَّتِي لَهَا يَأْمَلُونَ وَ مَجْدُهُمُ الَّذِي بِهِ يَفْتَخِرُونَ وَ سِيمَاهُمُ الَّتِي بِهَا يُعْرَفُونَ فَإِذَا لَقِيتَهُمْ يَا مُوسَى فَاخْفِضْ لَهُمْ جَنَاحَكَ وَ أَلِنْ لَهُمْ جَانِبَكَ وَ ذَلِّلْ لَهُمْ قَلْبَكَ وَ لِسَانَكَ وَ اعْلَمْ أَنَّهُ مَنْ أَخَافَ لِي وَلِيّاً فَقَدْ بَارَزَنِي بِالْمُحَارَبَةِ ثُمَّ أَنَا الثَّائِرُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
الثامن تقديم المدحة لله و الثناء عليه قبل المسألة
رَوَى الْحَارِثُ بْنُ مُغِيرَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ إِيَّاكُمْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ أَحَدُكُمْ رَبَّهُ شَيْئاً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا حَتَّى يَبْدَأَ بِالثَّنَاءِ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الْمِدْحَةِ لَهُ وَ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ [وَ آلِهِ] ثُمَّ يَسْأَلُ اللَّهَ حَوَائِجَهُ 533 .