کتابخانه روایات شیعه
عَيْنٌ غُضَّتْ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ وَ عَيْنٌ سَهِرَتْ فِي طَاعَةِ اللَّهِ وَ عَيْنٌ بَكَتْ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ 555 .
وَ عَنْهُ ع مَا مِنْ شَيْءٍ إِلَّا وَ لَهُ كَيْلٌ أَوْ وَزْنٌ إِلَّا الدُّمُوعَ فَإِنَّ الْقَطْرَةَ تُطْفِئُ بِحَاراً مِنَ النَّارِ فَإِذَا اغْرَوْرَقَتِ الْعَيْنُ بِمَائِهَا لَمْ يَرْهَقْ وَجْهَهُ قَتَرٌ وَ لا ذِلَّةٌ فَإِذَا فَاضَتْ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ وَ لَوْ أَنَّ بَاكِياً بَكَى فِي أُمَّةٍ لَرُحِمُوا 556 .
وَ عَنْهُ ع مَا مِنْ عَيْنٍ إِلَّا وَ هِيَ بَاكِيَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَوْفِ اللَّهِ وَ مَا اغْرَوْرَقَتْ عَيْنٌ بِمَائِهَا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ سَائِرَ جَسَدِهِ [عَلَى] النَّارِ- وَ لَا فَاضَتْ عَلَى خَدِّهِ فَرَهِقَ ذَلِكَ الْوَجْهَ قَتَرٌ وَ لا ذِلَّةٌ - وَ مَا مِنْ شَيْءٍ إِلَّا وَ لَهُ كَيْلٌ أَوْ وَزْنٌ إِلَّا الدَّمْعَةُ فَإِنَّ اللَّهَ يُطْفِئُ بِالْيَسِيرِ مِنْهَا الْبِحَارَ مِنَ النَّارِ وَ لَوْ أَنَّ عَبْداً بَكَى فِي أُمَّةٍ لَرَحِمَ اللَّهُ تِلْكَ الْأُمَّةَ بِبُكَاءِ ذَلِكَ الْعَبْدِ 557 .
وَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ كَانَ فِي وَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ ص لِعَلِيٍّ ع أَنَّهُ قَالَ يَا عَلِيُّ أُوصِيكَ فِي نَفْسِكَ بِخِصَالٍ فَاحْفَظْهَا ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ أَعِنْهُ وَ عَدَّ خِصَالًا وَ الرَّابِعَةُ كَثْرَةُ الْبُكَاءِ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ يُبْنَى لَكَ بِكُلِّ دَمْعَةٍ أَلْفُ بَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ 558 .
وَ رَوَى أَبُو حَمْزَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع مَا مِنْ قَطْرَةٍ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ- مِنْ قَطْرَةِ دُمُوعٍ فِي سَوَادِ اللَّيْلِ مَخَافَةً مِنَ اللَّهِ لَا يُرَادُ بِهَا غَيْرُهُ 559 .
و قال كعب الأحبار و الذي نفسي بيده لأن أبكي من خشية الله و تسيل دموعي على وجنتي أحب إلي من أن أتصدق بجبل من ذهب.
وَ رَوَى ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَى مُوسَى ع أَنَّ عِبَادِي لَمْ يَتَقَرَّبُوا إِلَيَّ بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ ثَلَاثِ خِصَالٍ قَالَ مُوسَى يَا رَبِّ وَ مَا هُنَّ قَالَ يَا مُوسَى الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا وَ الْوَرَعُ عَنِ الْمَعَاصِي وَ الْبُكَاءُ مِنْ خَشْيَتِي قَالَ مُوسَى يَا رَبِّ فَمَا لِمَنْ صَنَعَ ذَا فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ يَا مُوسَى أَمَّا الزَّاهِدُونَ فِي الدُّنْيَا فَفِي الْجَنَّةِ وَ أَمَّا الْبَكَّاءُونَ مِنْ خَشْيَتِي فَفِي الرَّفِيعِ الْأَعْلَى لَا يُشَارِكُهُمْ فِيهِ أَحَدٌ [غَيْرُهُمْ] وَ أَمَّا الْوَرِعُونَ عَنِ الْمَعَاصِي فَإِنِّي أُفَتِّشُ النَّاسَ وَ لَا أُفَتِّشُهُمْ 560 .
وَ فِي خُطْبَةِ الْوَدَاعِ لِرَسُولِ اللَّهِ ص وَ مَنْ ذَرَفَتْ عَيْنَاهُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ كَانَ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ مِنْ دُمُوعِهِ مِثْلُ جَبَلِ أُحُدٍ تَكُونُ فِي مِيزَانِهِ مِنَ الْأَجْرِ- وَ كَانَ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ عَيْنٌ مِنَ الْجَنَّةِ عَلَى حَافَتَيْهَا مِنَ الْمَدَائِنِ وَ الْقُصُورِ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَ لَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَ لَا خَطَرَ [عَلَى] قَلْبِ بَشَرٍ.
وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع أَنَّ إِبْرَاهِيمَ النَّبِيَّ ع قَالَ إِلَهِي مَا لِعَبْدٍ بَلَّ وَجْهَهُ بِالدُّمُوعِ مِنْ مَخَافَتِكَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى جَزَاؤُهُ مَغْفِرَتِي وَ رِضْوَانِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ 561 .
رَوَى إِسْحَاقُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَدْعُو وَ أَشْتَهِي الْبُكَاءَ فَلَا يَجِيئُنِي وَ رُبَّمَا ذَكَرْتُ مَنْ مَاتَ مِنْ بَعْضِ أَهْلِي فَأَرِقُّ وَ أَبْكِي فَهَلْ يَجُوزُ ذَلِكَ فَقَالَ نَعَمْ تَذْكُرُهُمْ فَإِذَا رَقَقْتَ فَابْكِ لِرَبِّكَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى. 562
تقريب و تخفيف
و إن لم يكن بك بكاء فلتتباك- [فتباك]
لِقَوْلِ الصَّادِقِ ع وَ إِنْ لَمْ يَكُنْ بِكَ بُكَاءٌ فَلْتَتَبَاكَ [فَتَبَاكَ] 563 .
وَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَتَبَاكَى فِي الدُّعَاءِ وَ لَيْسَ لِي بُكَاءٌ قَالَ نَعَمْ وَ لَوْ مِثْلَ رَأْسِ الذُّبَابِ. 564
وَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع لِأَبِي بَصِيرٍ إِنْ خِفْتَ أَمْراً يَكُونُ أَوْ حَاجَةً تُرِيدُهَا فَابْدَأْ بِاللَّهِ فَمَجِّدْهُ وَ أَثْنِ عَلَيْهِ كَمَا هُوَ أَهْلُهُ- وَ صَلِّ عَلَى النَّبِيِّ وَ آلِهِ ع وَ تَبَاكَى [تَبَاكَ] وَ لَوْ مِثْلَ رَأْسِ الذُّبَابِ إِنَّ أَبِي
كَانَ يَقُولُ [إِنَ] أَقْرَبَ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنَ الرَّبِّ وَ هُوَ سَاجِدٌ يَبْكِي 565
وَ عَنْهُ ع إِنْ لَمْ يُجِبْكَ الْبُكَاءُ فَتَبَاكَ فَإِنْ خَرَجَ مِنْكَ مِثْلُ رَأْسِ الذُّبَابِ فَبَخْ بَخْ 566 .
نصيحة
و إذا وفقت للدعاء و ساعدتك العينان على البكاء و جادت لك بإرسال الدموع السجام 567 عند تذكارك الذنوب العظام و الفضائح في يوم القيامة و إشفاق الخلائق من الملك العلام و تمثل ما يحل بالخلائق و قد خرست الألسن و خمدت الشقاشق 568 و كانت الجوارح هي الشاهد و الناطق- و عظم هنالك الرخام فألجمهم العرق و بلغ شحوم الأذان يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ - و تظهر فيه الضمائر و تنكشف فيه العورات و يؤمن فيه النظر و الالتفات- و كيف و أنى لهم بالنظر و منهم المسحوب على وجهه 569 و الماشي على بطنه- و منهم من يوطأ بالأقدام مثل الذر و منهم المصلوب على شفير النار حتى يفرغ الناس من الحساب و منهم المطوق بشجاع في رقبته تنهشه حتى يفرغ
الناس من الحساب و منهم من تسلط عليهم الماشية ذوات الأخفاف فتطؤه بأخفافها و ذوات الأظلاف فتنطحه بقرونها و تطؤه بأظلافها.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً عَزْلَى [غُرْلًا]- قَدْ أَلْجَمَهُمُ الْعَرَقُ وَ بَلَغَ شُحُومَ الْآذَانِ قَالَتْ سَوْدَةُ زَوْجَةُ النَّبِيِّ ص وَا سَوْأَتَاهْ يَنْظُرُ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ فَقَالَ ص شُغِلَ النَّاسُ عَنْ ذَلِكَ- لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ 570 وَ كَيْفَ وَ أَنَّى لَهُمْ بِالنَّظَرِ وَ مِنْهُمُ الْمَسْحُوقُ عَلَى وَجْهِهِ وَ الْمَاشِي عَلَى بَطْنِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ يُوطَأُ بِالْأَقْدَامِ مِثْلُ الذَّرِّ [الدق] وَ مِنْهُمُ الْمَصْلُوبُ عَلَى شَفِيرِ النَّارِ حَتَّى يَفْرُغَ النَّاسُ مِنَ الْحِسَابِ- وَ مِنْهُمُ الْمُطَوَّقُ بِشُجَاعٍ فِي رَقَبَتِهِ تَنْهَشُهُ حَتَّى يَفْرُغَ النَّاسُ مِنَ الْحِسَابِ وَ مِنْهُمْ مَنْ تَسَلَّطَ عَلَيْهِ الْمَاشِيَةُ ذَوَاتُ الْأَخْفَافِ فَتَطَؤُهُ بِأَخْفَافِهَا وَ ذَوَاتُ الْأَظْلَافِ 571 فَتَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا وَ تَطَؤُهُ بِأَظْلَافِهَا. 572
و أمعن النظر و الفكر في أحوال الناس في ذلك اليوم و ما قبله و ما بعده- من شقاوة أو سعادة فإنه يحصل لك باعث الخوف لا محالة و داعية البكاء و الرقة و إخلاص القلب فانتهز فرصة الدعاء حينئذ و اعلم أنه من أنفس ساعات العمر و عليك بالاشتغال في تلك الحال بصاحب الجلال عن طلب الآمال و التعرض للسؤال و إذا سألت فليكن مسألتك و طلبتك دوام إقباله عليك و إقبالك عليه و حسن تأدبك بين يديه و اسأل ما يبقى لك جماله
و ينفي عنك وباله و المال لا يبقى لك و لا تبقى له 573 .
تنبيه
و اعلم أن البكاء و العجيج إلى الله سبحانه فرقا من الذنوب- وصف محبوب لكنه غير مجد مع عدم الإقلاع عنها و التوبة منها.
قَالَ سَيِّدُ الْعَابِدِينَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع وَ لَيْسَ الْخَوْفُ مَنْ بَكَى وَ جَرَتْ دُمُوعُهُ مَا لَمْ يَكُنْ لَهُ وَرَعٌ يَحْجُزُهُ عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ وَ إِنَّمَا ذَلِكَ خَوْفٌ كَاذِبٌ 574 .