کتابخانه روایات شیعه
وَ فِيمَا أَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ يَا مُوسَى ادْعُنِي بِالْقَلْبِ التَّقِيِّ النَّقِيِّ وَ اللِّسَانِ الصَّادِقِ.
وَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع الدُّعَاءُ مَفَاتِيحُ النَّجَاحِ وَ مَقَالِيدُ الْفَلَاحِ وَ خَيْرُ الدُّعَاءِ مَا صَدَرَ عَنْ صَدْرٍ نَقِيٍّ وَ قَلْبٍ تَقِيٍّ.
وَ فِي الْمُنَاجَاةِ وَ بِالْإِخْلَاصِ يَكُونُ الْخَلَاصُ فَإِذَا اشْتَدَّ الْفَزَعُ فَإِلَى اللَّهِ الْمَفْزَعُ.
الحادي عشر الاعتراف بالذنب قبل السؤال
لما فيه من الانقطاع إلى الله سبحانه و وضع النفس و من تواضع رفعه الله 576 و هو عند المنكسرة قلوبهم.
رُوِيَ أَنَّ عَابِداً عَبَدَ اللَّهَ سَبْعِينَ عَاماً صَائِماً نَهَارَهُ قَائِماً لَيْلَهُ فَطَلَبَ إِلَى اللَّهِ حَاجَةً فَلَمْ تُقْضَ فَأَقْبَلَ عَلَى نَفْسِهِ وَ قَالَ مِنْ قِبَلِكِ أُتِيتُ لَوْ كَانَ عِنْدَكِ خَيْرٌ قُضِيَتْ حَاجَتُكِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْهِ مَلَكاً فَقَالَ [لَهُ] يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّ سَاعَتَكَ الَّتِي أَزْرَيْتَ فِيهَا عَلَى نَفْسِكَ خَيْرٌ مِنْ عِبَادَتِكَ الَّتِي مَضَتْ 577 .
وَ عَنِ الْبَاقِرِ ع قَالَ أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى مُوسَى ع أَ تَدْرِي لِمَ اصْطَفَيْتُكَ بِكَلَامِي [مِنْ] دُونِ خَلْقِي قَالَ لَا يَا رَبِّ قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي قَلَّبْتُ عِبَادِي ظَهْراً لِبَطْنٍ فَلَمْ أَرَ أَذَلَّ لِي نَفْساً مِنْكَ إِنَّكَ إِذَا صَلَّيْتَ وَضَعْتَ خَدَّيْكَ عَلَى التُّرَابِ وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى إِنِّي قَلَّبْتُ عِبَادِي ظَهْراً لِبَطْنٍ فَلَمْ أَرَ أَذَلَّ لِي نَفْساً مِنْكَ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَرْفَعَكَ مِنْ بَيْنِ خَلْقِي 578 .
رُوِيَ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى أَوْحَى إِلَى مُوسَى ع أَنِ اصْعَدِ الْجَبَلَ لِمُنَاجَاتِي وَ كَانَ هُنَاكَ جِبَالٌ فَتَطَاوَلَتِ الْجِبَالُ وَ طَمَعَ كُلٌّ أَنْ يَكُونَ هُوَ الْمَصْعُودَ عَلَيْهِ عَدَا جَبَلًا صَغِيراً احْتَقَرَ نَفْسَهُ وَ قَالَ أَنَا أَقَلُّ أَنْ يَصْعَدَنِي نَبِيُّ اللَّهِ لِمُنَاجَاةِ رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنِ اصْعَدْ ذَلِكَ الْجَبَلَ فَإِنَّهُ لَا يَرَى لِنَفْسِهِ مَكَاناً 579 .
وَ عَنِ النَّبِيِّ ص ثَلَاثَةٌ لَا يَزِيدُ اللَّهُ بِهِنَّ إِلَّا خَيْراً التَّوَاضُعُ لَا يَزِيدُ اللَّهُ بِهِ إِلَّا ارْتِفَاعاً وَ ذُلُّ النَّفْسِ لَا يَزِيدُ اللَّهُ بِهِ إِلَّا عِزّاً وَ التَّعَفُّفُ لَا
يَزِيدُ اللَّهُ بِهِ إِلَّا غِنًى.
و أيضا ففي وضع النفس و كسرها و إسخاطها رضى الله سبحانه.
فَفِيمَا أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى دَاوُدَ يَا دَاوُدُ إِنِّي وَضَعْتُ خَمْسَةً فِي خَمْسَةٍ- وَ النَّاسُ يَطْلُبُونَهَا فِي خَمْسَةٍ غَيْرِهَا فَلَا يَجِدُونَهَا وَضَعْتُ الْعِلْمَ فِي الْجُوعِ وَ الْجَهْدِ وَ هُمْ يَطْلُبُونَهُ فِي الشِّبَعِ وَ الرَّاحَةِ فَلَا يَجِدُونَهُ وَ وَضَعْتُ الْعِزَّ فِي طَاعَتِي- وَ هُمْ يَطْلُبُونَهُ فِي خِدْمَةِ السُّلْطَانِ فَلَا يَجِدُونَهُ وَ وَضَعْتُ الْغِنَى فِي الْقَنَاعَةِ وَ هُمْ يَطْلُبُونَهُ فِي كَثْرَةِ الْمَالِ فَلَا يَجِدُونَهُ وَ وَضَعْتُ رِضَائِي فِي سَخَطِ النَّفْسِ وَ هُمْ يَطْلُبُونَهُ فِي رِضَى النَّفْسِ فَلَا يَجِدُونَهُ وَ وَضَعْتُ الرَّاحَةَ فِي الْجَنَّةِ وَ هُمْ يَطْلُبُونَهَا فِي الدُّنْيَا فَلَا يَجِدُونَهَا
و لما في ذكر الذنوب من الخوف و الرقة.
قَالَ الصَّادِقُ ع إِذَا رَقَّ أَحَدُكُمْ فَلْيَدْعُ فَإِنَّ الْقَلْبَ لَا يَرِقُّ حَتَّى يَخْلُصَ 580 .
و ربما كان سببا للبكاء و إرسال الدموع و هو من الآداب و تأهبك بأدب يكون سببا لأدب آخر.
وَ لِقَوْلِ الصَّادِقِ ع إِنَّمَا هِيَ الْمِدْحَةُ ثُمَّ الثَّنَاءُ ثُمَّ الْإِقْرَارُ بِالذَّنْبِ ثُمَّ الْمَسْأَلَةُ إِنَّهُ وَ اللَّهِ مَا خَرَجَ عَبْدٌ مِنَ الذَّنْبِ إِلَّا بِالْإِقْرَارِ 581 .
فكان في الإقرار بالذنب خمس فوائد الأول الانقطاع إلى الله تعالى.
الثاني انكسار القلب و قد عرفت ما فيه من الفضيلة. الثالث ربما يحصل عنده الرقة و هي دليل الإخلاص و عنده تكون الإجابة. الرابع ربما كان سبب البكاء و هو سيد الآداب 582 . الخامس موافقة أمر الصادق ع.
الثاني عشر الإقبال بالقلب
لأن من لا يقبل عليك لا يستحق إقبالك عليه كما لو حادثك من تعلم غفلته عن محادثتك و إعراضه عن محاورتك فإنه يستحق إعراضك عن خطابه و اشتغالك عن جوابه [و استثقالك لجوابه].
وَ قَالَ الصَّادِقُ ع مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ مَنْزِلَتَهُ عِنْدَ اللَّهِ فَلْيَنْظُرْ مَنْزِلَةَ اللَّهِ عِنْدَهُ فَإِنَّ اللَّهَ يُنْزِلُ الْعَبْدَ مِثْلَ مَا يُنْزِلُ الْعَبْدُ اللَّهَ مِنْ نَفْسِهِ.
وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع لَا يَقْبَلُ اللَّهُ دُعَاءَ قَلْبٍ لَاهٍ 583 .
وَ رَوَى سَيْفُ بْنُ عَمِيرَةَ عَنِ الصَّادِقِ ع إِذَا دَعَوْتَ اللَّهَ فَأَقْبِلْ بِقَلْبِكَ.
وَ فِيمَا أَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى ع لَا تَدْعُنِي إِلَّا مُتَضَرِّعاً إِلَيَّ وَ هَمُّكَ هَمّاً وَاحِداً فَإِنَّكَ مَتَى تَدْعُنِي كَذَلِكَ أُجِبْكَ.
وَ عَنْهُمْ ع صَلَاةُ رَكْعَتَيْنِ بِتَدَبُّرٍ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةٍ وَ الْقَلْبُ سَاهٍ.
وَ عَنْهُمْ ع لَيْسَ لَكَ مِنْ صَلَاتِكَ إِلَّا مَا أَحْضَرْتَ فِيهِ قَلْبَكَ 584 .
وَ مِنْ سُنَنِ إِدْرِيسَ ع إِذَا دَخَلْتُمْ فِي الصَّلَاةِ فَاصْرِفُوا إِلَيْهَا خَوَاطِرَكُمْ وَ أَفْكَارَكُمْ وَ ادْعُوا اللَّهَ دُعَاءً ظَاهِراً مُتَفَرِّجاً وَ اسْأَلُوهُ مَصَالِحَكُمْ وَ مَنَافِعَكُمْ بِخُضُوعٍ وَ خُشُوعٍ وَ طَاعَةٍ وَ اسْتِكَانَةٍ.
وَ مِنْهَا إِذَا دَخَلْتُمْ فِي الصِّيَامِ فَطَهِّرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنْ كُلِّ دَنَسٍ وَ نَجَسٍ- وَ صُومُوا لِلَّهِ بِقُلُوبٍ خَالِصَةٍ صَافِيَةٍ مُنَزَّهَةٍ [مُتَنَزِّهَةٍ] عَنِ الْأَفْكَارِ السَّيِّئَةِ وَ الْهَوَاجِسِ الْمُنْكَرَةِ فَإِنَّ اللَّهَ يَسْتَنْجِسُ الْقُلُوبَ اللَّطِخَةَ 585 وَ النِّيَّاتِ الْمَدْخُولَةَ 586 .
الثالث عشر التقديم في الدعاء قبل الحاجة
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِأَبِي ذَرٍّ ره يَا أَبَا ذَرٍّ أَ لَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِنَّ قَالَ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ- تَعَرَّفْ إِلَى اللَّهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ وَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ وَ إِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ جَرَى الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ لَوْ أَنَّ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ جَهَدُوا عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِمَا لَمْ يَكْتُبْهُ اللَّهُ لَكَ مَا قَدَرُوا عَلَيْهِ. 587
وَ رَوَى هَارُونُ بْنُ خَارِجَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِنَّ الدُّعَاءَ فِي الرَّخَاءِ لَيَسْتَخْرِجُ الْحَوَائِجَ فِي الْبَلَاءِ.
وَ عَنْهُ ع مَنْ تَخَوَّفَ بَلَاءً يُصِيبُهُ فَتَقَدَّمَ فِيهِ بِالدُّعَاءِ لَمْ يُرِهِ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ذَلِكَ الْبَلَاءَ أَبَداً.
وَ قَالَ سَيِّدُ الْعَابِدِينَ ع الدُّعَاءُ بَعْدَ مَا يَنْزِلُ الْبَلَاءُ لَا يُنْتَفَعُ بِهِ. 588
الرابع عشر الدعاء للإخوان و التماسه منهم
رَوَى ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ مَنْ قَدَّمَ أَرْبَعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ثُمَّ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ 589
و يتأكد بعد الفراغ من صلاة الليل-
وَ يَقُولُ وَ هُوَ سَاجِدٌ اللَّهُمَّ رَبَّ الْفَجْرِ وَ اللَّيَالِي الْعَشْرِ- وَ الشَّفْعِ وَ الْوَتْرِ وَ اللَّيْلِ إِذا يَسْرِ وَ رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَ إِلَهَ كُلِّ شَيْءٍ وَ مَلِيكَ كُلِّ شَيْءٍ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ افْعَلْ بِي وَ بِفُلَانٍ
وَ فُلَانٍ مَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ لَا تَفْعَلْ بِنَا مَا نَحْنُ أَهْلُهُ يَا أَهْلَ التَّقْوَى وَ أَهْلَ الْمَغْفِرَةِ.
وَ رُوِيَ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى أَوْحَى إِلَى مُوسَى يَا مُوسَى ادْعُنِي عَلَى لِسَانٍ لَمْ تَعْصِنِي بِهِ فَقَالَ ع أَنَّى لِي بِذَلِكَ فَقَالَ ادْعُنِي عَلَى لِسَانِ غَيْرِكَ 590 .
وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَيْسَ شَيْءٌ أَسْرَعَ إِجَابَةً مِنْ دَعْوَةِ [دُعَاءِ] غَائِبٍ لِغَائِبٍ.
وَ رَوَى الْفَضْلُ بْنُ يَسَارٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع أَوْشَكُ دَعْوَةً وَ أَسْرَعُ إِجَابَةً دَعْوَةُ الْمُؤْمِنِ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ 591 .
وَ عَنْهُ ع أَسْرَعُ الدُّعَاءِ نَجَاحاً لِلْإِجَابَةِ دُعَاءُ الْأَخِ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ وَ إِذَا بَدَأَ [يَبْدَأُ] بِالدُّعَاءِ لِأَخِيهِ فَيَقُولُ لَهُ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِهِ آمِينَ وَ لَكَ مِثْلَاهُ 592 .
وَ رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ دُعَاءُ الرَّجُلِ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ يُدِرُّ 593 الرِّزْقَ وَ يَدْفَعُ الْمَكْرُوهَ.