کتابخانه روایات شیعه
وَ عَنْهُ ع مَنِ اسْتَفَادَ فِي اللَّهِ أَخاً اسْتَفَادَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ.
وَ عَنْهُ ع مَنْ أَكْرَمَ أَخَاهُ فَإِنَّمَا يُكْرِمُ اللَّهَ فَمَا ظَنُّكُمْ بِمَنْ يُكْرِمُ اللَّهَ أَنْ يَفْعَلَ اللَّهُ بِهِ.
رَوَى عَمْرُو [عُمَرُ] بْنُ حُرَيْثٍ [شِمْرٍ] عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ إِنَّ الْمُؤْمِنَيْنِ الْمُتَئَاخَيْنِ فِي اللَّهِ لَيَكُونُ أَحَدُهُمَا فِي الْجَنَّةِ فَوْقَ الْآخَرِ بِدَرَجَةٍ فَيَقُولُ يَا رَبِّ إِنَّهُ أَخِي وَ صَاحِبِي قَدْ كَانَ يَأْمُرُنِي بِطَاعَتِكَ وَ يُثَبِّطُنِي عَنْ مَعْصِيَتِكَ 609 وَ يُرَغِّبُنِي فِيمَا عِنْدَكَ يَعْنِي الْأَعْلَى مِنْهُمَا يَقُولُ ذَلِكَ فَاجْمَعْ بَيْنِي وَ بَيْنَهُ فِي هَذِهِ الدَّرَجَةِ فَيَجْمَعُ اللَّهُ بَيْنَهُمَا وَ أَنَّ الْمُنَافِقِينَ لَيَكُونُ أَحَدُهُمَا أَسْفَلَ مِنْ صَاحِبِهِ بِدَرْكٍ مِنَ [فِي] النَّارِ فَيَقُولُ يَا رَبِّ إِنَّ فُلَاناً كَانَ يَأْمُرُنِي بِمَعْصِيَتِكَ وَ يُثَبِّطُنِي عَنْ طَاعَتِكَ وَ يُزَهِّدُنِي فِيمَا عِنْدَكَ وَ لَا يُحَذِّرُنِي لِقَاءَكَ فَاجْمَعْ بَيْنِي وَ بَيْنَهُ فِي هَذَا الدَّرْكِ فَيَجْمَعُ اللَّهُ بَيْنَهُمَا وَ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ- الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ 610 .
رَوَى أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَيُّمَا مُؤْمِنٍ سَأَلَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ حَاجَةً وَ هُوَ يَقْدِرُ عَلَى قَضَائِهَا فَرَدَّهُ عَنْهَا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِ شُجَاعاً فِي قَبْرِهِ يَنْهَشُ مِنْ أَصَابِعِهِ 611 .
وَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع الْمُؤْمِنُ
رَحْمَةٌ قَالَ نَعَمْ وَ أَيُّمَا مُؤْمِنٍ أَتَاهُ أَخُوهُ فِي حَاجَةٍ فَإِنَّمَا ذَلِكَ رَحْمَةٌ سَاقَهَا اللَّهُ إِلَيْهِ وَ سَبَّبَهَا لَهُ 612 فَإِنْ قَضَاهَا كَانَ قَدْ قَبِلَ الرَّحْمَةَ بِقَبُولِهَا وَ إِنْ رَدَّهُ وَ هُوَ يَقْدِرُ عَلَى قَضَائِهَا فَإِنَّمَا رَدَّ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ الَّتِي سَاقَهَا اللَّهُ إِلَيْهِ وَ سَبَّبَهَا لَهُ- وَ ادُّخِرَتِ الرَّحْمَةُ لِلْمَرْدُودِ عَنْ حَاجَتِهِ وَ مَنْ مَشَى فِي حَاجَةِ أَخِيهِ وَ لَمْ يُنَاصِحْهُ بِكُلِّ جُهْدِهِ 613 فَقَدْ خَانَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الْمُؤْمِنِينَ وَ أَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ شِيعَتِنَا أَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ إِخْوَتِهِ وَ اسْتَعَانَ بِهِ فِي حَاجَتِهِ فَلَمْ يُعِنْهُ وَ هُوَ يَقْدِرُ ابْتَلَاهُ اللَّهُ تَعَالَى بِقَضَاءِ حَوَائِجِ أَعْدَائِنَا لِيُعَذِّبَهُ بِهَا وَ مَنْ حَقَّرَ مُؤْمِناً فَقِيراً أَوِ اسْتَخَفَّ بِهِ- وَ احْتَقَرَهُ لِقِلَّةِ ذَاتِ يَدِهِ وَ فَقْرِهِ شَهَرَهُ اللَّهُ 614 يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ- وَ حَقَّرَهُ وَ لَا يَزَالُ مَاقِتاً لَهُ وَ مَنِ اغْتِيبَ عِنْدَهُ أَخُوهُ الْمُؤْمِنُ فَنَصَرَهُ وَ أَعَانَهُ نَصَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ مَنْ لَمْ يَنْصُرْهُ وَ لَمْ يَدْفَعْ عَنْهُ وَ هُوَ يَقْدِرُ خَذَلَهُ اللَّهُ وَ حَقَّرَهُ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ.
وَ حَدَّثَ الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي الْعَلَاءِ قَالَ خَرَجْنَا إِلَى مَكَّةَ نَيِّفاً وَ عِشْرِينَ رَجُلًا فَكُنْتُ أَذْبَحُ لَهُمْ فِي كُلِّ مَنْزِلٍ شَاةً فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ وَاهاً يَا حُسَيْنُ [و] أَ تُذِلُّ الْمُؤْمِنِينَ قُلْتُ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ ع بَلَغَنِي أَنَّكَ كُنْتَ تَذْبَحُ لَهُمْ فِي كُلِّ مَنْزِلٍ شَاةً قُلْتُ يَا مَوْلَايَ وَ اللَّهِ مَا أَرَدْتُ بِذَلِكَ إِلَّا وَجْهَ اللَّهِ تَعَالَى فَقَالَ ع أَ مَا كُنْتَ تَرَى أَنَّ فِيهِمْ مَنْ يُحِبُّ أَنْ يَفْعَلَ مِثْلَ فَعَالِكَ فَلَا يَبْلُغُ مَقْدُرَتُهُ ذَلِكَ فَتَتَقَاصَرُ إِلَيْهِ نَفْسُهُ 615 قُلْتُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ عَلَيْكَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ لَا أَعُودُ
وَ قَالَ ع لَا تَزَالُ أُمَّتِي بِخَيْرٍ مَا تَحَابُّوا وَ أَدَّوُا الْأَمَانَةَ وَ آتَوُا الزَّكَاةَ-
وَ إِذَا لَمْ يَفْعَلُوا ابْتُلُوا بِالْقَحْطِ وَ السِّنِينَ وَ سَيَأْتِي عَلَى أُمَّتِي زَمَانٌ تَخْبُثُ فِيهِ سَرَائِرُهُمْ وَ تَحْسُنُ فِيهِ عَلَانِيَتُهُمْ طَمَعاً فِي الدُّنْيَا يَكُونُ عَمَلُهُمْ رِيَاءً لَا يُخَالِطُهُمْ خَوْفُ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِبَلَاءٍ فَيَدْعُونَهُ دُعَاءَ الْغَرِيقِ فَلَا يَسْتَجِيبُ لَهُمْ.
وَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ قَالَ كُنْتُ بِالْبَيْتِ الْحَرَامِ فَاعْتَمَدَ عَلَيَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع فَقَالَ أَ لَا أُخْبِرُكَ يَا إِبْرَاهِيمُ مَا لَكَ فِي طَوَافِكَ هَذَا قَالَ قُلْتُ بَلَى جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ ع مَنْ جَاءَ إِلَى هَذَا الْبَيْتِ عَارِفاً بِحَقِّهِ- فَطَافَ بِهِ أُسْبُوعاً 616 وَ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ فِي مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ عَشَرَةَ آلَافِ حَسَنَةٍ وَ رَفَعَ لَهُ عَشَرَةَ آلَافِ دَرَجَةٍ 617 ثُمَّ قَالَ أَ لَا أُخْبِرُكَ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ- قَالَ قُلْتُ بَلَى جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَالَ ع مَنْ قَضَى أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ حَاجَةً- كَانَ كَمَنْ طَافَ طَوَافاً وَ طَوَافاً حَتَّى عَدَّ عَشْراً وَ قَالَ أَيُّمَا مُؤْمِنٍ سَأَلَ أخوه [أَخَاهُ] الْمُؤْمِنَ حَاجَةً وَ هُوَ يَقْدِرُ عَلَى قَضَائِهَا وَ لَمْ يَقْضِهَا لَهُ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي قَبْرِهِ شُجَاعاً يَنْهَشُ أَصَابِعَهُ. 618
وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كُنْتُ مَعَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ع فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَ هُوَ مُعْتَكِفٌ وَ هُوَ يَطُوفُ حَوْلَ الْكَعْبَةِ فَعَرَضَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ شِيعَتِهِ فَقَالَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّ عَلَيَّ دَيْناً لِفُلَانٍ فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَقْضِيَهُ عَنِّي فَقَالَ ع وَ رَبِّ هَذَا الْبَيْتِ مَا أُصْبِحُ وَ عِنْدِي شَيْءٌ فَقَالَ إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَسْتَمْهِلَهُ عَنِّي فَقَدْ تَهَدَّدَنِي بِالْحَبْسِ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَطَعَ الْإِمَامُ الطَّوَافَ وَ سَعَى مَعَهُ فَقُلْتُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَ لَسْتَ [أَ نَسِيتَ أَنَّكَ] مُعْتَكِفاً فَقَالَ بَلَى 619
[لَا] وَ لَكِنْ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ مَنْ قَضَى أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ حَاجَةً كَانَ كَمَنْ عَبَدَ اللَّهَ تِسْعَةَ آلَافِ سَنَةٍ صَائِماً نَهَارَهُ وَ قَائِماً لَيْلَهُ.
فصل
و إذا عرفت عناية الله بإرادة محبة الإخوان بعضهم لبعض و أنه يجب تباذلهم فيه فاعلم أن من أفضل الأعمال عند الله إدخال السرور عليهم.
حَدَّثَ الْحُسَيْنُ بْنُ يَقْطِينٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ وُلِّيَ عَلَيْنَا بِالْأَهْوَازِ رَجُلٌ مِنْ كُتَّابِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ وَ كَانَ عَلَيَّ بَقَايَا خَرَاجٍ كَانَ فِيهَا زَوَالُ نِعْمَتِي وَ خُرُوجِي عَنْ مِلْكِي فَقِيلَ لِي إِنَّهُ يَنْتَحِلُ هَذَا الْأَمْرَ 620 فَخَشِيتُ أَنْ أَلْقَاهُ مَخَافَةَ أَنْ لَا يَكُونَ مَا بَلَغَنِي حَقّاً فَيَكُونَ فِيهِ خُرُوجِي عَنْ مِلْكِي وَ زَوَالُ نِعْمَتِي فَهَرَبْتُ مِنْهُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى وَ أَتَيْتُ الصَّادِقَ ع مُسْتَجِيراً- فَكَتَبَ إِلَيْهِ رُقْعَةً صَغِيرَةً فِيهَا- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* إِنَّ لِلَّهِ فِي ظِلِّ عَرْشِهِ ظِلًّا لَا يَسْكُنُهُ إِلَّا مَنْ نَفَّسَ عَنْ أَخِيهِ كُرْبَتَهُ أَوْ أَعَانَهُ بِنَفْسِهِ أَوْ صَنَعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفاً وَ لَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ وَ هَذَا أَخُوكَ وَ السَّلَامُ ثُمَّ خَتَمَهَا وَ دَفَعَهَا إِلَيَّ وَ أَمَرَنِي أَنْ أُوصِلَهَا إِلَيْهِ فلما رجعت إليه فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى بَلَدِي صِرْتُ لَيْلًا إِلَى مَنْزِلِهِ فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ وَ قُلْتُ رَسُولُ الصَّادِقِ ع بِالْبَابِ فَإِذَا أَنَا بِهِ قَدْ خَرَجَ إِلَيَّ حَافِياً وَ مُنْذُ نَظَرَنِي سَلَّمَ عَلَيَّ وَ قَبَّلَ مَا بَيْنَ عَيْنَيَّ ثُمَّ قَالَ يَا سَيِّدِي أَنْتَ رَسُولُ مَوْلَايَ فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ قَدْ أَعْتَقْتَنِي مِنَ النَّارِ إِنْ كُنْتَ صَادِقاً فَأَخَذَ بِيَدِي وَ أَدْخَلَنِي مَنْزِلَهُ وَ أَجْلَسَنِي فِي مَجْلِسِهِ وَ قَعَدَ بَيْنَ يَدَيَّ.
ثُمَّ قَالَ يَا سَيِّدِي كَيْفَ خَلَّفْتَ مَوْلَايَ فَقُلْتُ بِخَيْرٍ فَقَالَ اللَّهَ فَقُلْتُ اللَّهَ حَتَّى أَعَادَهَا ثَلَاثاً ثُمَّ نَاوَلْتُ الرُّقْعَةَ فَقَرَأَهَا وَ قَبَّلَهَا وَ وَضَعَهَا عَلَى عَيْنَيْهِ ثُمَّ قَالَ يَا أَخِي مُرْ بِأَمْرِكَ قُلْتُ فِي جَرِيدَتِكَ عَلَيَّ كَذَا وَ كَذَا أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَ فِيهِ عَطَبِي وَ هَلَاكِي فَدَعَا بِالْجَرِيدَةِ فَمَحَا عَنِّي كُلَّمَا كَانَ فِيهَا- وَ أَعْطَانِي بَرَاءَةً مِنْهَا ثُمَّ دَعَا بِصَنَادِيقِ مَالِهِ فَنَاصَفَنِي عَلَيْهَا ثُمَّ دَعَا بِدَوَابِّهِ فَجَعَلَ يَأْخُذُ دَابَّةً وَ يُعْطِينِي دَابَّةً ثُمَّ دَعَا بِغِلْمَانِهِ فَجَعَلَ يُعْطِينِي غُلَاماً وَ يَأْخُذُ غُلَاماً ثُمَّ دَعَا بِكِسْوَتِهِ فَجَعَلَ يَأْخُذُ ثَوْباً وَ يُعْطِينِي ثَوْباً حَتَّى شَاطَرَنِي فِي جَمِيعِ مِلْكِهِ وَ يَقُولُ هَلْ سَرَرْتُكَ فَأَقُولُ إِي وَ اللَّهِ وَ زِدْتَ عَلَيَّ السُّرُورَ- فَلَمَّا كَانَ فِي الْمَوْسِمِ قُلْتُ وَ اللَّهِ مَا كَانَ هَذَا الْفَرَحُ يُقَابَلُ بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ مِنَ الْخُرُوجِ إِلَى الْحَجِّ وَ الدُّعَاءِ لَهُ وَ الْمَصِيرِ إِلَى مَوْلَايَ وَ سَيِّدِيَ الصَّادِقِ ع وَ شُكْرِهِ عِنْدَهُ وَ أَسْأَلُهُ الدُّعَاءَ لَهُ فَخَرَجْتُ إِلَى مَكَّةَ وَ جَعَلْتُ طَرِيقِي إِلَى مَوْلَايَ فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ رَأَيْتُ السُّرُورَ فِي وَجْهِهِ فَقَالَ ع مَا كَانَ خَبَرُكَ مَعَ الرَّجُلِ فَجَعَلْتُ أُورِدُ عَلَيْهِ خَبَرِي وَ جَعَلَ يَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ وَ يُسَرُّ السُّرُورَ فَقُلْتُ يَا سَيِّدِي هَلْ سُرِرْتَ بِمَا كَانَ مِنْهُ إِلَيَّ سَرَّهُ اللَّهُ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ فَقَالَ ع إِي وَ اللَّهِ لَقَدْ سَرَّنِي وَ لَقَدْ سَرَّ آبَائِي وَ اللَّهِ لَقَدْ سَرَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ اللَّهِ لَقَدْ سَرَّ رَسُولَ اللَّهِ ص وَ اللَّهِ لَقَدْ سَرَّ اللَّهَ فِي عَرْشِهِ. 621
فانظر رحمك الله إلى هذا المؤمن كيف تلقى رسول إمامه و كيف مبالغته في إكرامه عند مواجهته و سلامه ثم انظر كيف لم يرض له من الإكرام بدون مشاطرته في كل ما يملك و حمله على هذا قوله ع و هذا أخوك و حكم الأخوين التسوية في كل الملك و قد دل هذا الحديث على أمور منها أن سرور المؤمن سرور الله تعالى و رسوله و أئمته و منها أن
المؤمن إذا احتاج إليه أخوه يساعده بما يقدر عليه حتى بجاهه و دعائه كما فعل الصادق ع و قال أو أعانه بنفسه و منها أن الإنسان ينبغي له أن يفرغ في مهماته إلى الله تعالى و إلى الأبواب إليه و هم آل محمد ع لقول الراوي فهربت إلى الله و إلى الصادق ع و منها أن ذلك موجب للنجاح كما رأيت ما حصل له.
وَ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى دَاوُدَ ع أَنَّ الْعَبْدَ مِنْ عِبَادِي يَأْتِينِي بِالْحَسَنَةِ فَأُبِيحُهُ جَنَّتِي فَقَالَ دَاوُدُ يَا رَبِّ وَ مَا تِلْكَ الْحَسَنَةُ قَالَ يُدْخِلُ عَلَى عَبْدِيَ الْمُؤْمِنِ سُرُوراً وَ لَوْ بِتَمْرَةٍ فَقَالَ دَاوُدُ ع حَقّاً عَلَى مَنْ عَرَفَكَ أَنْ لَا يَقْطَعَ رَجَاءَهُ مِنْكَ. 622
وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَيُّمَا مُؤْمِنٍ عَادَ مَرِيضاً خَاضَ فِي الرَّحْمَةِ- فَإِذَا قَعَدَ عِنْدَهُ اسْتَنْقَعَ فِيهَا 623 فَإِذَا عَادَهُ غُدْوَةً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ وَ إِذَا أَعَادَهُ عَشِيَّةً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ. 624
وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لِيَأْذَنْ بِحَرْبٍ مِنِّي 625 مَنْ آذَى عَبْدِيَ الْمُؤْمِنَ وَ لْيَأْمَنْ مِنْ غَضَبِي مَنْ
أَكْرَمَ عَبْدِيَ الْمُؤْمِنَ وَ لَوْ لَمْ يَكُنْ فِي خَلْقِي فِي الْأَرْضِ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ- إِلَّا مُؤْمِنٌ وَاحِدٌ مَعَ إِمَامٍ عَادِلٍ لَاسْتَغْنَيْتُ بِعِبَادَتِهِمَا عَنْ جَمِيعِ مَا خَلَقْتُ فِي أَرْضِي وَ لَقَامَتْ سَبْعُ أَرَضِينَ وَ سَبْعُ سَمَاوَاتٍ بِهِمَا وَ لَجَعَلْتُ لَهُمَا مِنْ إِيمَانِهِمَا أُنْساً لَا يَحْتَاجَانِ إِلَى أُنْسِ سِوَاهُمَا.
الخامس عشر رفع اليدين بالدعاء
كان رسول الله ص يرفع يديه إذا ابتهل و دعا كما يستطعم المسكين.
وَ فِيمَا أَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى ع أَلْقِ كَفَّيْكَ ذُلًّا بَيْنَ يَدَيَّ كَفِعْلِ الْعَبْدِ الْمُسْتَصْرِخِ إِلَى سَيِّدِهِ فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ رُحِمْتَ وَ أَنَا أَكْرَمُ الْأَكْرَمِينَ وَ أَقْدَرُ الْقَادِرِينَ يَا مُوسَى سَلْنِي مِنْ فَضْلِي وَ رَحْمَتِي فَإِنَّهُمَا بِيَدِي لَا يَمْلِكُهَا غَيْرِي- وَ انْظُرْ حِينَ تَسْأَلُنِي كَيْفَ رَغْبَتُكَ فِيمَا عِنْدِي لِكُلِّ عَامِلٍ جَزَاءٌ وَ قَدْ يُجْزَى الْكَفُورُ بِمَا سَعَى.