کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

عدة الداعي و نجاح الساعي

[المقدمات‏] [مقدمة الناشر] مقدّمة الطبعة الأولى‏ [مقدمة المحقق‏] كلام حول المؤلّف‏ ترجمة المؤلّف: شخصيته العلمية و العملية: مشايخه في الرواية: الرواة عنه: آثاره: مولده و وفاته: [مقدمة المؤلف‏] الباب الأول في الحث على الدعاء و يبعث عليه العقل و النقل‏ أما العقل‏ و أما النقل‏ الباب الثاني في أسباب الإجابة القسم الأول ما يرجع إلى الوقت‏ القسم الثاني ما يرجع إلى المكان‏ القسم الثالث ما يرجع إلى الدعاء من أسباب الإجابة القسم الرابع ما يتركب من الدعاء و الزمان‏ القسم الخامس ما يتركب من الدعاء و المكان‏ القسم السادس ما يرجع إلى الفعل‏ فصل [في آداب المتعلم مع العالم‏] فصل [: علم الناس كلها في اربع خصال‏] فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل في كراهية السؤال و رد السؤال‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ القسم السابع حال الداعي‏ فصل‏ فصل‏ الباب الثالث في الداعي‏ القسم الأول من يستجاب دعاؤه‏ فصل‏ القسم الثاني من لا يستجاب دعاؤه. من دعا بقلب قاس أو لاه‏ من دعا و هو مصر على المعاصي‏ الدعاء مع أكل الحرام‏ المتحمل لمظالم العباد و تبعات المخلوقين‏ الباب الرابع في كيفية الدعاء [القسم الاول‏] ما يكون قبل الدعاء فصل‏ فصل‏ نصيحة فصل‏ القسم الثاني فيما يقارن حال الدعاء الأول التلبث بالدعاء و ترك الاستعجال فيه. الثاني الإلحاح في الدعاء الثالث تسمية الحاجة الرابع الإسرار بالدعاء الخامس التعميم في الدعاء السادس الاجتماع في الدعاء تذنيب‏ السابع إظهار الخشوع‏ الثامن تقديم المدحة لله و الثناء عليه قبل المسألة التاسع تقديم الصلاة على النبي و آله ع‏ العاشر البكاء حالة الدعاء تقريب و تخفيف‏ نصيحة تنبيه‏ الحادي عشر الاعتراف بالذنب قبل السؤال‏ الثاني عشر الإقبال بالقلب‏ الثالث عشر التقديم في الدعاء قبل الحاجة الرابع عشر الدعاء للإخوان و التماسه منهم‏ تنبيه‏ فصل‏ فصل‏ الخامس عشر رفع اليدين بالدعاء تنبيه‏ القسم الثالث في الآداب المتأخرة عن الدعاء الأول معاودة الدعاء و ملازمته مع الإجابة و عدمها نصيحة الثاني [أن يمسح الداعي بيديه وجهه‏] الثالث أن يختم دعاءه بالصلاة على النبي ص و [آله‏]. الرابع أن يعقب دعاءه بما روي‏ الخامس أن يكون بعد الدعاء خيرا منه قبله‏ فصل [تفسير الاستعاذة من أنواع الذنوب‏] فصل في المباهلة خاتمة [في المحبطات للعمل‏] [القسم‏] الأول الرياء توضيح و تقسيم [في الرياء] علاج الرياء تذنيب‏ القسم الثاني العجب‏ علاج العجب‏ الباب الخامس فيما ألحق بالدعاء و هو الذكر فصل و يستحب الذكر في كل وقت و لا يكره في حال من الأحوال‏ فصل و لا ينبغي أن يخلو للإنسان مجلس عن ذكر الله و يقوم منه بغير ذكر فصل و يتأكد استحباب الذكر إذا كان في الغافلين‏ فصل [في افضل أوقات الذكر] فصل و يستحب الإسرار بالذكر فصل [في أقسام الذكر] فمنه التحميد صورة التمجيد و منه التهليل و التكبير و منه التسبيح‏ و منه التسبيح و التحميد و منه‏ و منه الكلمات الخمس‏ و منه التسبيحات الأربع‏ و منه الاستغفار فصل [في افضل اوقات الاستغفار] فصل في ذكر دعوات مختصة بالأوقات‏ الْأَوَّلُ‏ الثَّانِي‏ الثَّالِثُ‏ الرَّابِعُ‏ الْخَامِسُ‏ السادس‏ السَّابِعُ‏ الثَّامِنُ‏ التَّاسِعُ‏ الْعَاشِرُ فصل في الاستشفاء بالدعاء و الاسترقاء [القسم‏] الأول لدفع العلل‏ الْأَوَّلُ‏ الثَّانِي‏ الثَّالِثُ‏ الرَّابِعُ‏ الْخَامِسُ‏ السَّادِسُ‏ السَّابِعُ‏ الثَّامِنُ‏ التَّاسِعُ‏ الْعَاشِرُ القسم الثاني ما يستدفع به المكاره‏ الْأَوَّلُ‏ الثَّانِي‏ الثَّالِثُ‏ الرَّابِعُ‏ الْخَامِسُ‏ السَّادِسُ‏ السَّابِعُ‏ الثامن‏ التَّاسِعُ‏ الْعَاشِرُ الْحَادِيَ عَشَرَ الثَّانِيَ عَشَرَ القسم الثالث العوذ الْأَوَّلُ‏ الثَّانِي‏ الثَّالِثُ‏ الرَّابِعُ‏ الْخَامِسُ‏ السَّادِسُ‏ السَّابِعُ‏ الثَّامِنُ‏ التَّاسِعُ‏ الْعَاشِرُ الْحَادِيَ عَشَرَ الباب السادس في تلاوة القرآن‏ فصل و ينبغي للإنسان أن لا ينام حتى يقرأ شيئا من القرآن‏ فصل و يستحب اتخاذ المصحف في البيت‏ فصل و ينبغي لمن حفظ القرآن أن يداوم تلاوته حتى لا ينساه‏ فصل [في خواص القرآن‏] القسم الأول الاستشفاء من العلل‏ القسم الثاني في الاستكفاء القسم الثالث فيما يتعلق بإجابة الدعاء فصل في خواص متفرقة فصل‏ خاتمة الكتاب في أسماء الله الحسنى‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ رموز الكتاب‏ فهرس ما في الكتاب من أمّهات المطالب‏

عدة الداعي و نجاح الساعي


صفحه قبل

عدة الداعي و نجاح الساعي، ص: 213

عَنِ الْعَادَةِ فِي الْخَيْرِ وَ اصْطِنَاعِ الْمَعْرُوفِ‏ 680 وَ كُفْرَانُ النِّعَمِ وَ تَرْكُ الشُّكْرِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى‏ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ‏ 681 وَ الذُّنُوبُ الَّتِي تُورِثُ النَّدَمَ قَتْلُ النَّفْسِ‏ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ‏ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي قِصَّةِ قَابِيلَ حِينَ قَتَلَ أَخَاهُ فَعَجَزَ عَنْ دَفْنِهِ- فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ‏ 682 وَ تَرْكُ صِلَةِ الرَّحِمِ حِينَ يَقْدِرُ وَ تَرْكُ الصَّلَاةِ حَتَّى يَخْرُجَ وَقْتُهَا وَ تَرْكُ الْوَصِيَّةِ وَ رَدُّ الْمَظَالِمِ وَ مَنْعُ الزَّكَاةِ حَتَّى يَحْضُرَ الْمَوْتُ وَ يَنْغَلِقَ اللِّسَانُ وَ الذُّنُوبُ الَّتِي تُزِيلُ النِّعَمَ- عِصْيَانُ الْمَعَارِفُ وَ التَّطَاوُلُ عَلَى النَّاسِ وَ الِاسْتِهْزَاءُ بِهِمْ وَ السُّخْرِيَّةُ مِنْهُمْ- وَ الذُّنُوبُ الَّتِي تَدْفَعُ الْقِسْمَ إِظْهَارُ الِافْتِقَارِ وَ النَّوْمُ عَنْ صَلَاةِ الْعَتَمَةِ 683 وَ عَنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ وَ اسْتِحْقَارُ النِّعَمِ وَ الشَّكْوَى [عَلَى‏] الْمَعْبُودِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الذُّنُوبُ الَّتِي تَهْتِكُ الْعِصَمَ شُرْبُ الْخَمْرِ وَ لَعْبُ الْقِمَارِ وَ تَعَاطِي مَا يُضْحِكُ النَّاسَ وَ اللَّغْوُ وَ الْمِزَاحُ وَ ذِكْرُ عُيُوبِ النَّاسِ وَ مُجَالَسَةُ أَهْلِ الرَّيْبِ وَ الذُّنُوبُ الَّتِي تُنْزِلُ الْبَلَاءَ تَرْكُ إِغَاثَةِ الْمَلْهُوفِ وَ تَرْكُ إِعَانَةِ [مُعَاوَنَةِ] الْمَظْلُومِ وَ تَضْيِيعُ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ.

وَ الذُّنُوبُ الَّتِي تُدِيلُ الْأَعْدَاءَ الْمُجَاهَرَةُ بِالظُّلْمِ وَ إِعْلَانُ الْفُجُورِ وَ إِبَاحَةُ الْمَحْظُورِ وَ عِصْيَانُ الْأَخْيَارِ وَ الِانْقِيَادُ إِلَى الْأَشْرَارِ وَ الذُّنُوبُ الَّتِي تُعَجِّلُ الْفَنَاءَ قَطِيعَةُ الرَّحِمِ وَ الْيَمِينُ الْفَاجِرَةُ وَ الْأَقَاوِيلُ الْكَاذِبَةُ وَ الزِّنَاءُ وَ سَدُّ طُرُقِ الْمُسْلِمِينَ وَ ادِّعَاءُ الْإِمَامَةِ بِغَيْرِ حَقٍّ وَ الذُّنُوبُ الَّتِي تَقْطَعُ الرَّجَاءَ الْيَأْسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ وَ الْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَ الثِّقَةُ بِغَيْرِ اللَّهِ تَعَالَى- وَ التَّكْذِيبُ بِوَعْدِ اللَّهِ وَ الذُّنُوبُ الَّتِي تُظْلِمُ الْهَوَاءَ السِّحْرُ وَ الْكِهَانَةُ- وَ الْإِيمَانُ بِالنُّجُومِ وَ التَّكْذِيبُ [بِوَعْدِ اللَّهِ‏] الْقَدَرِ وَ عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ-

عدة الداعي و نجاح الساعي، ص: 214

وَ الذُّنُوبُ الَّتِي تَكْشِفُ الْغِطَاءَ الِاسْتِدَانَةُ بِغَيْرِ نِيَّةِ الْأَدَاءِ وَ الْإِسْرَافُ فِي النَّفَقَةِ وَ الْبُخْلُ عَلَى الْأَهْلِ وَ الْأَوْلَادِ وَ ذَوِي الْأَرْحَامِ وَ سُوءُ الْخُلُقِ وَ قِلَّةُ الصَّبْرِ وَ اسْتِعْمَالُ الضَّجَرِ وَ الْكَسَلِ وَ الِاسْتِهَانَةُ [الْإِهَانَةُ] بِأَهْلِ [لِأَهْلِ‏] الدِّينِ وَ الذُّنُوبُ الَّتِي تَرُدُّ الدُّعَاءَ سُوءُ النِّيَّةِ وَ خُبْثُ السَّرِيرَةِ وَ النِّفَاقُ مَعَ الْإِخْوَانِ وَ تَرْكُ التَّصْدِيقِ بِالْإِجَابَةِ وَ تَأْخِيرُ الصَّلَوَاتِ الْمَفْرُوضَةِ حَتَّى تَذْهَبَ أَوْقَاتُهَا [وَ الذُّنُوبُ الَّتِي تَحْبِسُ غَيْثَ السَّمَاءِ جَوْرُ الْحُكَّامِ فِي الْقَضَاءِ وَ شَهَادَةُ الزُّورِ وَ كِتْمَانُ الشَّهَادَةِ وَ مَنْعُ الزَّكَاةِ وَ الْقَرْضُ وَ الْمَاعُونُ‏ 684 وَ قَسَاوَةُ الْقَلْبِ عَلَى أَهْلِ الْفَقْرِ وَ الْحَاجَةِ وَ ظُلْمُ الْيَتِيمِ وَ الْأَرْمَلَةِ 685 وَ انْتِهَارُ السَّائِلِ وَ رَدُّهُ بِاللَّيْلِ‏] نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ بِلُطْفِهِ وَ كَرَمِهِ.

فصل في المباهلة 686

أما وقتها فيتوخى المروي إن أمكن.

وَ هُوَ مَا

رَوَاهُ أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِيُّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ‏ السَّاعَةُ الَّتِي تُبَاهَلُ فِيهَا مَا بَيْنَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ.

و أما كيفيتها فَمَا

رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِي مَسْرُوقٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ‏ قُلْتُ إِنَّا نُكَلِّمُ النَّاسَ فَنَحْتَجُّ عَلَيْهِمْ بِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى- أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ‏ فَيَقُولُونَ‏

عدة الداعي و نجاح الساعي، ص: 215

نَزَلَتْ فِي أُمَرَاءِ السَّرَايَا 687 فَنَحْتَجُّ عَلَيْهِمْ بِقَوْلِ اللَّهِ- إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ- وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ 688 إِلَى آخِرِهَا فَيَقُولُونَ نَزَلَ فِي الْمُؤْمِنِينَ- فَنَحْتَجُّ عَلَيْهِمْ بِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى- قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى‏ 689 فَيَقُولُونَ نَزَلَتْ فِي الْقُرْبَى الْمُسْلِمِينَ قَالَ فَلَمْ أَدَعْ شَيْئاً مِمَّا حَضَرَنِي ذِكْرُهُ إِلَّا ذَكَرْتُهُ لَهُ فَقَالَ ع لِي إِذَا كَانَ لَكُمْ ذَلِكَ فَادْعُهُمْ إِلَى الْمُبَاهَلَةِ قُلْتُ وَ كَيْفَ أَصْنَعُ فَقَالَ أَصْلِحْ نَفْسَكَ ثَلَاثاً وَ أَظُنُّهُ قَالَ صُمْ وَ اغْتَسِلْ وَ ابْرُزْ أَنْتَ وَ هُوَ إِلَى الْجَبَّانِ فَشَبِّكْ أَصَابِعَكَ مِنْ يَدِكَ الْيُمْنَى فِي أَصَابِعِهِ وَ ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَقُلِ اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ رَبَّ الْأَرَضِينَ السَّبْعِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَ الشَّهَادَةِ الرَّحْمَنَ الرَّحِيمَ إِنْ كَانَ [أَبُو] مَسْرُوقٍ جَحَدَ حَقّاً وَ ادَّعَى بَاطِلًا فَأَنْزِلْ عَلَيْهِ حُسْبَاناً مِنَ السَّمَاءِ أَوْ عَذَاباً أَلِيماً ثُمَّ رُدَّ الدَّعْوَةَ فَقُلْ وَ إِنْ كَانَ فُلَانٌ جَحَدَ حَقّاً وَ ادَّعَى بَاطِلًا فَأَنْزِلْ عَلَيْهِ حُسْبَاناً مِنَ السَّمَاءِ أَوْ عَذَاباً أَلِيماً ثُمَّ قَالَ لِي فَإِنَّكَ لَا تَلْبَثُ أَنْ تَرَى ذَلِكَ فِيهِ فَوَ اللَّهِ مَا وَجَدْتُ خَلْقاً يُجِيبُنِي إِلَيْهِ.

وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ‏ فَشَبِّكْ أَصَابِعَكَ فِي أَصَابِعِهِ و حُلَّ- ثُمَّ تَقُولُ اللَّهُمَ‏

عدة الداعي و نجاح الساعي، ص: 216

إِنْ كَانَ فُلَانٌ جَحَدَ حَقّاً أَوْ أَقَرَّ بِبَاطِلٍ فَأَصِبْهُ بِحُسْبَانٍ مِنَ السَّمَاءِ أَوْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ مِنْ عِنْدِكَ وَ تُلَاعِنُهُ سَبْعِينَ مَرَّةً.

خاتمة [في المحبطات للعمل‏]

و إذا قد عرفت الشرائط المتقدمة و المقارنة و المتأخرة و من جملتها إخفاء الدعاء و الإسرار به‏ 690 و هو سلطان الآداب و حافظها لأن به يتحفظ من عدو الأعمال و ماحقها و جاعلها هباء بل جاعلها وبالا و هو الرياء فليته إذا فاته الثواب سلم من العقاب و يضاهيه في الآفة العجب- فإنه يحبط العمل و يوجب المقت فهنا قسمان.

[القسم‏] الأول الرياء 691

و حقيقته التقرب إلى المخلوقين بإظهار الطاعة و طلب‏

عدة الداعي و نجاح الساعي، ص: 217

المنزلة في قلوبهم و الميل إلى [إعطائهم‏] إعظامهم له و توقيرهم إياه- و استجلاب تسخيرهم لقضاء حوائجه و القيام بمهماته و هو الشرك الخفي.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ مَنْ صَلَّى صَلَاةً يُرَائِي بِهَا فَقَدْ أَشْرَكَ‏ 692 ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى‏ إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَ لا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً 693 .

وَ عَنْهُ ع قَالَ يَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ‏ أَنَا خَيْرُ شَرِيكٍ وَ مَنْ أَشْرَكَ مَعِي شَرِيكاً فِي عَمَلِهِ فَهُوَ لِشَرِيكِي دُونِي لِأَنِّي لَا أَقْبَلُ إِلَّا مَا خَلَصَ لِي‏ 694 - وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ إِنِّي أَغْنَى الشُّرَكَاءِ فَمَنْ عَمِلَ عَمَلًا ثُمَّ أَشْرَكَ فِيهِ غَيْرِي- فَأَنَا مِنْهُ بَرِي‏ءٌ وَ هُوَ لِلَّذِي أَشْرَكَ بِهِ دُونِي.

وَ قَالَ ص‏ إِنَّ لِكُلِّ حَقٍّ حَقِيقَةً وَ مَا بَلَغَ عَبْدٌ حَقِيقَةَ الْإِخْلَاصِ- حَتَّى لَا يُحِبَّ أَنْ يُحْمَدَ عَلَى شَيْ‏ءٍ مِنْ عَمَلِ اللَّهِ.

فاعلم أن الأسرار كما ندب إليه في الابتداء كذلك ندب إليه فيما بعد الدعاء فعليك ببقائه على إخفائه و لا تمحقه بإعلانه و توخ الخلوة عن الناس فإنها عون عظيم على ذلك و إن كنت مع الناس ترى نفسك أيضا مخلصا لا يشوبك شائبة قط فذلك أعلى درجات المخلصين أن يستوي غيبة الخلق و حضورهم عنده و إنما يتم ذلك بحقيقة المعرفة بالله و بالخلق- و شرف النفس و علو الهمة فاستوى عنده وجودهم و عدمهم.

عدة الداعي و نجاح الساعي، ص: 218

و لعل إلى هذا

أشار ص بقوله‏ يَا أَبَا ذَرٍّ لَا يَفْقَهُ الرَّجُلُ كُلَّ الْفِقْهِ حَتَّى يَرَى النَّاسَ أَمْثَالَ الْأَبَاعِرِ فَلَا يَحْفِلُ بِوُجُودِهِمْ‏ 695 وَ لَا يُغَيِّرُهُ ذَلِكَ- كَمَا لَا يُغَيِّرُهُ وُجُودُ بَعِيرٍ عِنْدَهُ‏

هكذا قيل و تمام الخبر يدل على معنى آخر- و هو أن المراد بذلك وضع النفس لأن تمام الخبر-

- ثُمَّ يَرْجِعَ إِلَى نَفْسِهِ فَيَكُونَ أَعْظَمَ حَاقِرٍ لَهَا.

وَ مِثْلُ هَذَا

مَا حَدَّثَنِي بِهِ بَعْضُ أَصْحَابِنَا أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَوْحَى إِلَى مُوسَى ع إِذَا جِئْتَ لِلْمُنَاجَاةِ فَاصْحَبْ مَعَكَ مَنْ تَكُونُ خَيْراً مِنْهُ- فَجَعَلَ مُوسَى لَا يَعْتَرِضُ [يَعْرِضُ‏] أَحَداً إِلَّا وَ هُوَ لَا يَجْسُرُ [يَجْتَرِئُ‏] أَنْ يَقُولَ إِنِّي خَيْرٌ مِنْهُ فَنَزَلَ عَنِ النَّاسِ وَ شَرَعَ فِي أَصْنَافِ الْحَيَوَانَاتِ حَتَّى مَرَّ بِكَلْبٍ أَجْرَبَ فَقَالَ أَصْحَبُ هَذَا فَجَعَلَ فِي عُنُقِهِ حَبْلًا ثُمَّ مَرَّ [جَرَّ] بِهِ فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ شَمَّرَ الْكَلْبَ مِنَ الْحَبْلِ وَ أَرْسَلَهُ فَلَمَّا جَاءَ إِلَى مُنَاجَاةِ الرَّبِّ سُبْحَانَهُ قَالَ يَا مُوسَى أَيْنَ مَا أَمَرْتُكَ بِهِ قَالَ يَا رَبِّ لَمْ أَجِدْهُ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي لَوْ أَتَيْتَنِي بِأَحَدٍ لَمَحَوْتُكَ مِنْ دِيوَانِ النُّبُوَّةِ 696

توضيح و تقسيم [في الرياء]

خطرات الرياء ثلاثة- الأول ما يدخل قبل العمل فيبعث على الابتداء لرؤية المخلوقين- و ليس له باعث الدين فهذا يجب أن يترك لأنه معصية لا طاعة فيها أصلا- و هو المشار إليه‏

بقوله ص‏ الرياء شرك‏ 697 [خفي‏]

فإن قدر الإنسان على أن يدفع عن نفسه باعث الرياء و يستنخر 698 النفس بالعمل لله تعالى عقوبة

عدة الداعي و نجاح الساعي، ص: 219

للنفس على خاطر الرياء و كفارة عليه فليشتغل بالعمل و إلا فالترك أسلم.

الثاني أن ينبعث العزم على العمل لله تعالى لكن يعترض مع عقد العبادة في أولها فلا ينبغي أن يترك العمل لأنه وجد باعثا دينيا فليشرع في العمل و ليجاهد نفسه في دفع الرياء و تحصيل الإخلاص بالمعالجة التي نذكرها فيما يأتي و لأن في ترك العمل موافقة للشيطان و سرورا له و هذا كان مقصوده باعتراضه لك فيكون قد حصلت له مقصوده و أظفرته بمقترحه و مراده.

الثالث أن يعقد على الإخلاص قلبه ثم يطرأ الرياء و دواعيه- فينبغي أن يجاهد في الدفع و لا يترك العمل لكن يرجع إلى عقد الإخلاص- و يرد نفسه إليه برادع العقل و الدين حتى يتم العمل لأن الشيطان يدعو أولا إلى ترك العمل فإذا لم تجب و دفعته و اشتغلت به فيدعوك إلى الرياء و إذا لم تجب و دفعته يقول لك هذا العمل ليس بخالص و أنت مرائي و تعبك ضائع فأي فائدة لك في عمل لا إخلاص فيه و إن كل عمل ليس بخالص وبال على صاحبه و تركه أنفع و يزين لك تركه مثل هذه الأقوال- و يدخل عليك بهذا المثال [المقال‏] حتى يحملك بذلك على ترك العمل فإذا تركته فقد حصلت غرضه.

صفحه بعد