کتابخانه روایات شیعه
عَنِ الْعَادَةِ فِي الْخَيْرِ وَ اصْطِنَاعِ الْمَعْرُوفِ 680 وَ كُفْرَانُ النِّعَمِ وَ تَرْكُ الشُّكْرِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ 681 وَ الذُّنُوبُ الَّتِي تُورِثُ النَّدَمَ قَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي قِصَّةِ قَابِيلَ حِينَ قَتَلَ أَخَاهُ فَعَجَزَ عَنْ دَفْنِهِ- فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ 682 وَ تَرْكُ صِلَةِ الرَّحِمِ حِينَ يَقْدِرُ وَ تَرْكُ الصَّلَاةِ حَتَّى يَخْرُجَ وَقْتُهَا وَ تَرْكُ الْوَصِيَّةِ وَ رَدُّ الْمَظَالِمِ وَ مَنْعُ الزَّكَاةِ حَتَّى يَحْضُرَ الْمَوْتُ وَ يَنْغَلِقَ اللِّسَانُ وَ الذُّنُوبُ الَّتِي تُزِيلُ النِّعَمَ- عِصْيَانُ الْمَعَارِفُ وَ التَّطَاوُلُ عَلَى النَّاسِ وَ الِاسْتِهْزَاءُ بِهِمْ وَ السُّخْرِيَّةُ مِنْهُمْ- وَ الذُّنُوبُ الَّتِي تَدْفَعُ الْقِسْمَ إِظْهَارُ الِافْتِقَارِ وَ النَّوْمُ عَنْ صَلَاةِ الْعَتَمَةِ 683 وَ عَنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ وَ اسْتِحْقَارُ النِّعَمِ وَ الشَّكْوَى [عَلَى] الْمَعْبُودِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الذُّنُوبُ الَّتِي تَهْتِكُ الْعِصَمَ شُرْبُ الْخَمْرِ وَ لَعْبُ الْقِمَارِ وَ تَعَاطِي مَا يُضْحِكُ النَّاسَ وَ اللَّغْوُ وَ الْمِزَاحُ وَ ذِكْرُ عُيُوبِ النَّاسِ وَ مُجَالَسَةُ أَهْلِ الرَّيْبِ وَ الذُّنُوبُ الَّتِي تُنْزِلُ الْبَلَاءَ تَرْكُ إِغَاثَةِ الْمَلْهُوفِ وَ تَرْكُ إِعَانَةِ [مُعَاوَنَةِ] الْمَظْلُومِ وَ تَضْيِيعُ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ.
وَ الذُّنُوبُ الَّتِي تُدِيلُ الْأَعْدَاءَ الْمُجَاهَرَةُ بِالظُّلْمِ وَ إِعْلَانُ الْفُجُورِ وَ إِبَاحَةُ الْمَحْظُورِ وَ عِصْيَانُ الْأَخْيَارِ وَ الِانْقِيَادُ إِلَى الْأَشْرَارِ وَ الذُّنُوبُ الَّتِي تُعَجِّلُ الْفَنَاءَ قَطِيعَةُ الرَّحِمِ وَ الْيَمِينُ الْفَاجِرَةُ وَ الْأَقَاوِيلُ الْكَاذِبَةُ وَ الزِّنَاءُ وَ سَدُّ طُرُقِ الْمُسْلِمِينَ وَ ادِّعَاءُ الْإِمَامَةِ بِغَيْرِ حَقٍّ وَ الذُّنُوبُ الَّتِي تَقْطَعُ الرَّجَاءَ الْيَأْسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ وَ الْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَ الثِّقَةُ بِغَيْرِ اللَّهِ تَعَالَى- وَ التَّكْذِيبُ بِوَعْدِ اللَّهِ وَ الذُّنُوبُ الَّتِي تُظْلِمُ الْهَوَاءَ السِّحْرُ وَ الْكِهَانَةُ- وَ الْإِيمَانُ بِالنُّجُومِ وَ التَّكْذِيبُ [بِوَعْدِ اللَّهِ] الْقَدَرِ وَ عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ-
وَ الذُّنُوبُ الَّتِي تَكْشِفُ الْغِطَاءَ الِاسْتِدَانَةُ بِغَيْرِ نِيَّةِ الْأَدَاءِ وَ الْإِسْرَافُ فِي النَّفَقَةِ وَ الْبُخْلُ عَلَى الْأَهْلِ وَ الْأَوْلَادِ وَ ذَوِي الْأَرْحَامِ وَ سُوءُ الْخُلُقِ وَ قِلَّةُ الصَّبْرِ وَ اسْتِعْمَالُ الضَّجَرِ وَ الْكَسَلِ وَ الِاسْتِهَانَةُ [الْإِهَانَةُ] بِأَهْلِ [لِأَهْلِ] الدِّينِ وَ الذُّنُوبُ الَّتِي تَرُدُّ الدُّعَاءَ سُوءُ النِّيَّةِ وَ خُبْثُ السَّرِيرَةِ وَ النِّفَاقُ مَعَ الْإِخْوَانِ وَ تَرْكُ التَّصْدِيقِ بِالْإِجَابَةِ وَ تَأْخِيرُ الصَّلَوَاتِ الْمَفْرُوضَةِ حَتَّى تَذْهَبَ أَوْقَاتُهَا [وَ الذُّنُوبُ الَّتِي تَحْبِسُ غَيْثَ السَّمَاءِ جَوْرُ الْحُكَّامِ فِي الْقَضَاءِ وَ شَهَادَةُ الزُّورِ وَ كِتْمَانُ الشَّهَادَةِ وَ مَنْعُ الزَّكَاةِ وَ الْقَرْضُ وَ الْمَاعُونُ 684 وَ قَسَاوَةُ الْقَلْبِ عَلَى أَهْلِ الْفَقْرِ وَ الْحَاجَةِ وَ ظُلْمُ الْيَتِيمِ وَ الْأَرْمَلَةِ 685 وَ انْتِهَارُ السَّائِلِ وَ رَدُّهُ بِاللَّيْلِ] نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ بِلُطْفِهِ وَ كَرَمِهِ.
فصل في المباهلة 686
أما وقتها فيتوخى المروي إن أمكن.
وَ هُوَ مَا
رَوَاهُ أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِيُّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ السَّاعَةُ الَّتِي تُبَاهَلُ فِيهَا مَا بَيْنَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ.
و أما كيفيتها فَمَا
رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِي مَسْرُوقٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قُلْتُ إِنَّا نُكَلِّمُ النَّاسَ فَنَحْتَجُّ عَلَيْهِمْ بِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى- أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَيَقُولُونَ
نَزَلَتْ فِي أُمَرَاءِ السَّرَايَا 687 فَنَحْتَجُّ عَلَيْهِمْ بِقَوْلِ اللَّهِ- إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ- وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ 688 إِلَى آخِرِهَا فَيَقُولُونَ نَزَلَ فِي الْمُؤْمِنِينَ- فَنَحْتَجُّ عَلَيْهِمْ بِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى- قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى 689 فَيَقُولُونَ نَزَلَتْ فِي الْقُرْبَى الْمُسْلِمِينَ قَالَ فَلَمْ أَدَعْ شَيْئاً مِمَّا حَضَرَنِي ذِكْرُهُ إِلَّا ذَكَرْتُهُ لَهُ فَقَالَ ع لِي إِذَا كَانَ لَكُمْ ذَلِكَ فَادْعُهُمْ إِلَى الْمُبَاهَلَةِ قُلْتُ وَ كَيْفَ أَصْنَعُ فَقَالَ أَصْلِحْ نَفْسَكَ ثَلَاثاً وَ أَظُنُّهُ قَالَ صُمْ وَ اغْتَسِلْ وَ ابْرُزْ أَنْتَ وَ هُوَ إِلَى الْجَبَّانِ فَشَبِّكْ أَصَابِعَكَ مِنْ يَدِكَ الْيُمْنَى فِي أَصَابِعِهِ وَ ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَقُلِ اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ رَبَّ الْأَرَضِينَ السَّبْعِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَ الشَّهَادَةِ الرَّحْمَنَ الرَّحِيمَ إِنْ كَانَ [أَبُو] مَسْرُوقٍ جَحَدَ حَقّاً وَ ادَّعَى بَاطِلًا فَأَنْزِلْ عَلَيْهِ حُسْبَاناً مِنَ السَّمَاءِ أَوْ عَذَاباً أَلِيماً ثُمَّ رُدَّ الدَّعْوَةَ فَقُلْ وَ إِنْ كَانَ فُلَانٌ جَحَدَ حَقّاً وَ ادَّعَى بَاطِلًا فَأَنْزِلْ عَلَيْهِ حُسْبَاناً مِنَ السَّمَاءِ أَوْ عَذَاباً أَلِيماً ثُمَّ قَالَ لِي فَإِنَّكَ لَا تَلْبَثُ أَنْ تَرَى ذَلِكَ فِيهِ فَوَ اللَّهِ مَا وَجَدْتُ خَلْقاً يُجِيبُنِي إِلَيْهِ.
وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فَشَبِّكْ أَصَابِعَكَ فِي أَصَابِعِهِ و حُلَّ- ثُمَّ تَقُولُ اللَّهُمَ
إِنْ كَانَ فُلَانٌ جَحَدَ حَقّاً أَوْ أَقَرَّ بِبَاطِلٍ فَأَصِبْهُ بِحُسْبَانٍ مِنَ السَّمَاءِ أَوْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ مِنْ عِنْدِكَ وَ تُلَاعِنُهُ سَبْعِينَ مَرَّةً.
خاتمة [في المحبطات للعمل]
و إذا قد عرفت الشرائط المتقدمة و المقارنة و المتأخرة و من جملتها إخفاء الدعاء و الإسرار به 690 و هو سلطان الآداب و حافظها لأن به يتحفظ من عدو الأعمال و ماحقها و جاعلها هباء بل جاعلها وبالا و هو الرياء فليته إذا فاته الثواب سلم من العقاب و يضاهيه في الآفة العجب- فإنه يحبط العمل و يوجب المقت فهنا قسمان.
[القسم] الأول الرياء 691
و حقيقته التقرب إلى المخلوقين بإظهار الطاعة و طلب
المنزلة في قلوبهم و الميل إلى [إعطائهم] إعظامهم له و توقيرهم إياه- و استجلاب تسخيرهم لقضاء حوائجه و القيام بمهماته و هو الشرك الخفي.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَنْ صَلَّى صَلَاةً يُرَائِي بِهَا فَقَدْ أَشْرَكَ 692 ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَ لا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً 693 .
وَ عَنْهُ ع قَالَ يَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَنَا خَيْرُ شَرِيكٍ وَ مَنْ أَشْرَكَ مَعِي شَرِيكاً فِي عَمَلِهِ فَهُوَ لِشَرِيكِي دُونِي لِأَنِّي لَا أَقْبَلُ إِلَّا مَا خَلَصَ لِي 694 - وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ إِنِّي أَغْنَى الشُّرَكَاءِ فَمَنْ عَمِلَ عَمَلًا ثُمَّ أَشْرَكَ فِيهِ غَيْرِي- فَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ وَ هُوَ لِلَّذِي أَشْرَكَ بِهِ دُونِي.
وَ قَالَ ص إِنَّ لِكُلِّ حَقٍّ حَقِيقَةً وَ مَا بَلَغَ عَبْدٌ حَقِيقَةَ الْإِخْلَاصِ- حَتَّى لَا يُحِبَّ أَنْ يُحْمَدَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ عَمَلِ اللَّهِ.
فاعلم أن الأسرار كما ندب إليه في الابتداء كذلك ندب إليه فيما بعد الدعاء فعليك ببقائه على إخفائه و لا تمحقه بإعلانه و توخ الخلوة عن الناس فإنها عون عظيم على ذلك و إن كنت مع الناس ترى نفسك أيضا مخلصا لا يشوبك شائبة قط فذلك أعلى درجات المخلصين أن يستوي غيبة الخلق و حضورهم عنده و إنما يتم ذلك بحقيقة المعرفة بالله و بالخلق- و شرف النفس و علو الهمة فاستوى عنده وجودهم و عدمهم.
و لعل إلى هذا
أشار ص بقوله يَا أَبَا ذَرٍّ لَا يَفْقَهُ الرَّجُلُ كُلَّ الْفِقْهِ حَتَّى يَرَى النَّاسَ أَمْثَالَ الْأَبَاعِرِ فَلَا يَحْفِلُ بِوُجُودِهِمْ 695 وَ لَا يُغَيِّرُهُ ذَلِكَ- كَمَا لَا يُغَيِّرُهُ وُجُودُ بَعِيرٍ عِنْدَهُ
هكذا قيل و تمام الخبر يدل على معنى آخر- و هو أن المراد بذلك وضع النفس لأن تمام الخبر-
- ثُمَّ يَرْجِعَ إِلَى نَفْسِهِ فَيَكُونَ أَعْظَمَ حَاقِرٍ لَهَا.
وَ مِثْلُ هَذَا
مَا حَدَّثَنِي بِهِ بَعْضُ أَصْحَابِنَا أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَوْحَى إِلَى مُوسَى ع إِذَا جِئْتَ لِلْمُنَاجَاةِ فَاصْحَبْ مَعَكَ مَنْ تَكُونُ خَيْراً مِنْهُ- فَجَعَلَ مُوسَى لَا يَعْتَرِضُ [يَعْرِضُ] أَحَداً إِلَّا وَ هُوَ لَا يَجْسُرُ [يَجْتَرِئُ] أَنْ يَقُولَ إِنِّي خَيْرٌ مِنْهُ فَنَزَلَ عَنِ النَّاسِ وَ شَرَعَ فِي أَصْنَافِ الْحَيَوَانَاتِ حَتَّى مَرَّ بِكَلْبٍ أَجْرَبَ فَقَالَ أَصْحَبُ هَذَا فَجَعَلَ فِي عُنُقِهِ حَبْلًا ثُمَّ مَرَّ [جَرَّ] بِهِ فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ شَمَّرَ الْكَلْبَ مِنَ الْحَبْلِ وَ أَرْسَلَهُ فَلَمَّا جَاءَ إِلَى مُنَاجَاةِ الرَّبِّ سُبْحَانَهُ قَالَ يَا مُوسَى أَيْنَ مَا أَمَرْتُكَ بِهِ قَالَ يَا رَبِّ لَمْ أَجِدْهُ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي لَوْ أَتَيْتَنِي بِأَحَدٍ لَمَحَوْتُكَ مِنْ دِيوَانِ النُّبُوَّةِ 696
توضيح و تقسيم [في الرياء]
خطرات الرياء ثلاثة- الأول ما يدخل قبل العمل فيبعث على الابتداء لرؤية المخلوقين- و ليس له باعث الدين فهذا يجب أن يترك لأنه معصية لا طاعة فيها أصلا- و هو المشار إليه
بقوله ص الرياء شرك 697 [خفي]
فإن قدر الإنسان على أن يدفع عن نفسه باعث الرياء و يستنخر 698 النفس بالعمل لله تعالى عقوبة
للنفس على خاطر الرياء و كفارة عليه فليشتغل بالعمل و إلا فالترك أسلم.
الثاني أن ينبعث العزم على العمل لله تعالى لكن يعترض مع عقد العبادة في أولها فلا ينبغي أن يترك العمل لأنه وجد باعثا دينيا فليشرع في العمل و ليجاهد نفسه في دفع الرياء و تحصيل الإخلاص بالمعالجة التي نذكرها فيما يأتي و لأن في ترك العمل موافقة للشيطان و سرورا له و هذا كان مقصوده باعتراضه لك فيكون قد حصلت له مقصوده و أظفرته بمقترحه و مراده.
الثالث أن يعقد على الإخلاص قلبه ثم يطرأ الرياء و دواعيه- فينبغي أن يجاهد في الدفع و لا يترك العمل لكن يرجع إلى عقد الإخلاص- و يرد نفسه إليه برادع العقل و الدين حتى يتم العمل لأن الشيطان يدعو أولا إلى ترك العمل فإذا لم تجب و دفعته و اشتغلت به فيدعوك إلى الرياء و إذا لم تجب و دفعته يقول لك هذا العمل ليس بخالص و أنت مرائي و تعبك ضائع فأي فائدة لك في عمل لا إخلاص فيه و إن كل عمل ليس بخالص وبال على صاحبه و تركه أنفع و يزين لك تركه مثل هذه الأقوال- و يدخل عليك بهذا المثال [المقال] حتى يحملك بذلك على ترك العمل فإذا تركته فقد حصلت غرضه.