کتابخانه روایات شیعه
وَ رَوَى أَبُو بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي مَجْلِسٍ لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ وَ لَمْ يَذْكُرُونَا إِلَّا كَانَ ذَلِكَ الْمَجْلِسُ حَسْرَةً عَلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع إِنَّ ذِكْرَنَا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَ ذِكْرَ عَدُوِّنَا مِنْ ذِكْرِ الشَّيْطَانِ 764 .
وَ عَنْهُ ع مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكْتَالَ بِالْمِكْيَالِ الْأَوْفَى فَلْيَقُلْ إِذَا أَرَادَ الْقِيَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ- سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ. وَ سَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ 765 .
وَ رَوَى الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الدَّيْلَمِيُّ عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّ الْمَلَائِكَةَ يَمُرُّونَ عَلَى حَلَقِ الذِّكْرِ فَيَقُومُونَ عَلَى رُءُوسِهِمْ وَ يَبْكُونَ لِبُكَائِهِمْ- وَ يَأْمَنُونَ لِدُعَائِهِمْ فَإِذَا صَعِدُوا السَّمَاءَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى يَا مَلَائِكَتِي أَيْنَ كُنْتُمْ وَ هُوَ أَعْلَمُ فَيَقُولُونَ يَا رَبَّنَا إِنَّا حَضَرْنَا [مَجَالِسَ] مَجَالِساً مِنْ مَجَالِسِ الذِّكْرِ فَرَأَيْنَا أَقْوَاماً يُسَبِّحُونَكَ وَ يُمَجِّدُونَكَ وَ يُقَدِّسُونَكَ وَ يَخَافُونَ نَارَكَ فَيَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ يَا مَلَائِكَتِي ازْوَوْهَا عَنْهُمْ وَ أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ وَ آمَنْتُهُمْ مِمَّا يَخَافُونَ- فَيَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّ فِيهِمْ فُلَاناً وَ إِنَّهُ لَمْ يَذْكُرْكَ فَيَقُولُ قَدْ غَفَرْتُ لَهُ بِمُجَالَسَتِهِ لَهُمْ فَإِنَّ الذَّاكِرِينَ مَنْ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ.
فصل و يتأكد استحباب الذكر إذا كان في الغافلين
تحصينا من قارعة ينزل بهم فينجوا بذكره و لعلهم ينجون به.
وَ لِقَوْلِ الصَّادِقِ ع الذَّاكِرُ لِلَّهِ فِي الْغَافِلِينَ كَالْمُقَاتِلِ عَنِ [فِي] الْهَارِبِينَ [فِي الْمُحَارِبِينَ] 766 .
وَ عَنْهُ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ذَاكِرُ اللَّهِ فِي الْغَافِلِينَ كَالْمُقَاتِلِ فِي الْفَارِّينَ وَ الْمُقَاتِلُ فِي الْفَارِّينَ لَهُ الْجَنَّةُ.
وَ عَنِ النَّبِيِّ ص مَنْ ذَكَرَ اللَّهَ فِي السُّوقِ مُخْلِصاً عِنْدَ غَفْلَةِ النَّاسِ- وَ شُغُلِهِمْ بِمَا [هُمْ] فِيهِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ حَسَنَةٍ وَ يَغْفِرُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْفِرَةً لَمْ تَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ.
فصل [في افضل أوقات الذكر]
و أفضل أوقاته عند الإصباح و الإمساء و بعد الصبح و العصر.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص قَالَ اللَّهُ تَعَالَى يَا ابْنَ آدَمَ اذْكُرْنِي بَعْدَ الصُّبْحِ سَاعَةً وَ بَعْدَ الْعَصْرِ سَاعَةً أَكْفِكَ مَا أَهَمَّكَ.
وَ قَالَ الْبَاقِرُ ع إِنَّ إِبْلِيسَ عَلَيْهِ لَعَائِنُ اللَّهِ يَبُثُّ جُنُودَ اللَّيْلِ مِنْ حِينِ تَغِيبُ الشَّمْسُ وَ حِينِ تَطْلُعُ فَأَكْثِرُوا ذِكْرَ اللَّهِ حِينَ هَاتَيْنِ السَّاعَتَيْنِ وَ تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ إِبْلِيسَ وَ جُنُودِهِ وَ عَوِّذُوا صِغَارَكُمْ فِي تِلْكَ السَّاعَتَيْنِ فَإِنَّهُمَا سَاعَتَا غَفْلَةٍ 767 .
وَ قَالَ الصَّادِقُ ع فِي قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَ ظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ قَالَ هُوَ الدُّعَاءُ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ غُرُوبِهَا وَ هِيَ سَاعَةُ إِجَابَةٍ 768 .
فصل و يستحب الإسرار بالذكر
لأنه أقرب إلى الإخلاص و أبعد من الرياء.
14- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِأَبِي ذَرٍّ- يَا أَبَا ذَرٍّ اذْكُرِ اللَّهَ ذِكْراً خَامِلًا- قُلْتُ مَا الْخَامِلُ قَالَ الْخَفِيُّ.
وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ ذَكَرَ اللَّهَ فِي السِّرِّ فَقَدْ ذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً إِنَّ الْمُنَافِقِينَ كَانُوا يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَلَانِيَةً وَ لَا يَذْكُرُونَهُ فِي السِّرِّ فَقَالَ اللَّهُ يُراؤُنَ النَّاسَ وَ لا
يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا 769 .
وَ قَالَ الصَّادِقُ ع قَالَ اللَّهُ تَعَالَى مَنْ ذَكَرَنِي سِرّاً ذَكَرْتُهُ عَلَانِيَةً 770 .
وَ رَوَى زُرَارَةُ عَنْ أَحَدِهِمَا ع قَالَ لَا يَكْتُبُ الْمَلَكُ إِلَّا مَا سَمِعَ- وَ قَالَ اللَّهُ وَ اذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَ خِيفَةً فَلَا يَعْلَمُ ثَوَابَ ذَلِكَ الذِّكْرِ فِي نَفْسِ الرَّجُلِ غَيْرُ اللَّهِ لِعَظَمَتِهِ 771 .
رُوِيَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص كَانَ فِي غَزَاةٍ فَأَشْرَفُوا عَلَى وَادٍ فَجَعَلَ النَّاسُ يُهَلِّلُونَ وَ يُكَبِّرُونَ وَ يَرْفَعُونَ أَصْوَاتَهُمْ فَقَالَ ص يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَرْبِعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ 772 أَمَا إِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ [أَصَمَ] أَصَمّاً وَ لَا غَائِباً وَ إِنَّمَا تَدْعُونَ سَمِيعاً قَرِيباً مَعَكُمْ.
فصل [في أقسام الذكر]
و ينقسم الذكر أقساما-
فمنه التحميد
-
رَوَى سَعِيدٌ الْقَمَّاطُ عَنِ الْفَضْلِ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع جُعِلْتُ فِدَاكَ عَلِّمْنِي دُعَاءً جَامِعاً فَقَالَ لِيَ احْمَدِ اللَّهَ فَإِنَّهُ لَا يَبْقَى أَحَدٌ يُصَلِّي إِلَّا دَعَا لَكَ يَقُولُ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ 773 .
وَ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ ص كُلُّ كَلَامٍ لَا يُبْدَأُ فِيهِ بِالْحَمْدِ فَهُوَ أَقْطَعُ 774 .
وَ رَوَى أَبُو مَسْعُودٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ مَنْ قَالَ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ إِذَا أَصْبَحَ- الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ فَقَدْ أَدَّى شُكْرَ يَوْمِهِ وَ مَنْ قَالَهَا إِذَا أَمْسَى فَقَدْ أَدَّى شُكْرَ لَيْلَتِهِ.
وَ عَنِ الصَّادِقِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَنْ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ كَمَا هُوَ أَهْلُهُ فَقَدْ شَغَلَ كُتَّابَ السَّمَاوَاتِ فَيَقُولُونَ اللَّهُمَّ لَا نَعْلَمُ الْغَيْبَ فَيَقُولُ اللَّهُ اكْتُبُوهَا كَمَا قَالَهَا عَبْدِي وَ عَلَيَّ ثَوَابُهَا.
-
صورة التمجيد
-
رَوَى عَلِيُّ بْنُ حَسَّانَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع كُلُّ دُعَاءٍ لَا يَكُونُ قَبْلَهُ تَمْجِيدٌ فَهُوَ أَبْتَرُ إِنَّمَا التَّمْجِيدُ ثُمَّ الثَّنَاءُ- قُلْتُ وَ مَا أَدْنَى مَا يُجْزِي مِنَ التَّمْجِيدِ قَالَ تَقُولُ اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ وَ أَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ وَ أَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ وَ أَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ وَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ 775 .
وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع مَا أَدْنَى مَا يُجْزِي مِنَ التَّحْمِيدِ [التَّمْجِيدِ] قَالَ تَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَلَا فَقَهَرَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بَطَنَ فَخَبَرَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يُحْيِي الْمَوْتَى وَ يُمِيتُ الْأَحْيَاءَ- وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .
-
و منه التهليل و التكبير
-
رَوَى رِبْعِيٌّ عَنْ فُضَيْلٍ عَنْ أَحَدِهِمَا ع أَكْثِرُوا مِنَ التَّهْلِيلِ وَ التَّكْبِيرِ فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنَ التَّكْبِيرِ وَ التَّهْلِيلِ 776 .
وَ عَنِ النَّبِيِّ ص خَيْرُ الْعِبَادَةِ قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ.
-
و منه التسبيح
-
رَوَى يُونُسُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ مِائَةَ مَرَّةٍ كَانَ مِمَّنْ ذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً قَالَ نَعَمْ.
رُوِيَ أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ ع كَانَ مُعَسْكَرُهُ مِائَةَ فَرْسَخٍ فِي مِائَةِ فَرْسَخٍ خَمْسٌ وَ عِشْرُونَ لِلْجِنِّ وَ خَمْسٌ وَ عِشْرُونَ لِلْإِنْسِ وَ خَمْسٌ وَ عِشْرُونَ لِلطَّيْرِ وَ خَمْسٌ وَ عِشْرُونَ لِلْوَحْشِ وَ كَانَ لَهُ أَلْفُ بَيْتٍ مِنْ قَوَارِيرَ عَلَى الْخُشُبِ فِيهَا ثَلَاثُمِائَةِ مَنْكُوحَةٍ وَ سَبْعُمِائَةِ سُرِّيَّةٍ وَ قَدْ نَسَجَتِ الْجِنُّ لَهُ بِسَاطاً مِنْ ذَهَبٍ وَ إِبْرِيسَمٍ فَرْسَخَانِ فِي فَرْسَخٍ وَ كَانَ يُوضَعُ مِنْبَرُهُ فِي وَسَطِهِ وَ هُوَ مِنْ ذَهَبٍ فَيَقْعُدُ عَلَيْهِ وَ حَوْلَهُ سِتُّمِائَةِ أَلْفِ كُرْسِيٍّ مِنْ ذَهَبٍ وَ فِضَّةٍ-
فَيَقْعُدُ الْأَنْبِيَاءُ عَلَى كَرَاسِيِّ الذَّهَبِ وَ الْعُلَمَاءُ عَلَى كَرَاسِيِّ الْفِضَّةِ وَ حَوْلَهُ النَّاسُ وَ حَوْلَ النَّاسِ الْجِنُّ وَ الشَّيَاطِينُ وَ تُظِلُّهُ الطَّيْرُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى لَا تَقَعَ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَ تَرْفَعُ رِيحُ الصَّبَا الْبِسَاطَ فَتَسِيرُ بِهِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ فِي يَوْمٍ.
وَ رُوِيَ أن [أَنَّهُ] كَانَ يَأْمُرُ الرِّيحَ الْعَاصِفَ يُسَيِّرُهُ وَ الرُّخَاءَ يَحْمِلُهُ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ وَ هُوَ يَسِيرُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ أَنِّي قَدْ زِدْتُ فِي مُلْكِكَ أَنْ لَا يَتَكَلَّمَ أَحَدٌ بِشَيْءٍ إِلَّا أَلْقَتْهُ الرِّيحُ فِي سَمْعِكَ فَيُحْكَى أَنَّهُ مَرَّ بِحَرَّاثٍ فَقَالَ لَقَدْ أُوتِيَ ابْنُ دَاوُدَ مُلْكاً عَظِيماً فَأَلْقَاهُ الرِّيحُ فِي أُذُنِهِ فَنَزَلَ وَ مَشَى إِلَى الْحَرَّاثِ وَ قَالَ إِنَّمَا مَشَيْتُ إِلَيْكَ لِئَلَّا تَتَمَنَّى مَا لَا تَقْدِرُ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ لَتَسْبِيحَةٌ وَاحِدَةٌ يَقْبَلُهَا اللَّهُ تَعَالَى خَيْرٌ مِمَّا أُوتِيَ آلُ دَاوُدَ- وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ لِأَنَّ ثَوَابَ التَّسْبِيحَةِ يَبْقَى وَ مُلْكَ سُلَيْمَانَ يَفْنَى.
و منه التسبيح و التحميد
-
عَنِ الصَّادِقِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع التَّسْبِيحُ نِصْفُ الْمِيزَانِ وَ التَّحْمِيدُ يَمْلَأُ الْمِيزَانَ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ [وَ اللَّهُ أَكْبَرُ] يَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ 777 .
و منه