کتابخانه روایات شیعه
الكتاب فقال في هذا الباب
نزل الكتاب مبينا
فرض الوصي على العموم
و أتى الحديث مؤكدا
و منافيا جحد الخصوم
يا للرجال لأمة
مالت إلى رجل ظلوم
و تناكبت في تركها
وجه الصراط المستقيم
ميلا إلى دنيا دنية
فعل شيطان رجيم
فغدا الذي كتم النصوص
يكب في نار الجحيم -.
و منها قوله تعالى وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ 429
أسند ابن جبر في نخبه إلى ابن عباس قال صديق هذه الأمة علي بن أبي طالب و الشهداء علي و حمزة و جعفر.
و أسند أيضا في روايات من كتابه إلى الباقر و الصادق و الكاظم و الرضا ع و زيد بن علي أن قوله تعالى وَ الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ 430 هو علي بن أبي طالب.
و أسند أيضا إلى ابن عباس قوله تعالى فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ 431 يعني محمدا وَ الصِّدِّيقِينَ يعني عليا وَ الشُّهَداءِ يعني عليا و جعفر و حمزة و الحسنين ع.
و في شرف النبي ص عن الخركوشي و الكشف و البيان عن الثعلبي قال قال أبو جعفر ع مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ 432 حمزة و علي و جعفر و نحوه أسند الشيرازي و زاد أن عليا هو الصديق الأكبر.
و روى ابن بطة في الإبانة و أحمد في الفضائل و شيرويه الديلمي في الفردوس قول النبي ص الصديقون ثلاثة علي بن أبي طالب و حبيب النجار و حزقيل مؤمن آل فرعون.
و في أربعين الخطيب و فضائل أحمد و كشف الثعلبي قال النبي ص سباق الأمم ثلاثة لم يكفروا بالله طرفة عين ثم ذكر الثلاثة و قال و علي أفضلهم و رواه ابن حنبل مسندا إلى ابن أبي ليلى بطريقين
و رواه الشافعي ابن المغازلي عن ابن حنبل و قد قال ع أنا الصديق الأكبر و الفاروق الأعظم آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر و أسلمت قبل أن يسلم و رواه المفيد في إرشاده و نحوه أسند الثعلبي في تفسيره و زاد أنا عبد الله و أخو رسول الله و أنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كذاب مفتر و مثله روى ابن حنبل في مسنده
و أسند الخوارزمي في الأربعين إلى النبي ص أن عليا ع ينادى يوم القيامة بسبعة أسماء يا صديق يا دال يا عابد يا هادي يا مهدي يا فتى يا علي مر أنت و شيعتك بغير حساب.
و في الخبر قال ابن سلام للنبي ص ما اسم علي فيكم قال الصديق الأكبر قال الله أكبر ثم أسلم فقال إنا نجد في التوراة محمد نبي الرحمة علي مقيم الحجة.
قال العبدي
أبوكم هو الصديق آمن و اتقى
و أعطى و ما أكدى و صدق بالحسنى -.
و أنشأ المؤلف مضاهيا لهذا المولى
علي هو الصديق جاء به الذكر
و أخبار أقوام به لهم خبر
فمن ينكر النص الجلي مبادرا
إليه فلا يعدوه في حشره خسر
لما أنه أبدى عداوة ربه
فقد لزم التعذيب إذ لزم الكفر -.
إذا عرفت هذا فقد نص الجوهري و الفارسي على أن الصديق هو الملازم للصدق الدائم عليه الذي صدق فعله قوله و الصديقون نبيون و غيرهم و
الصالحون صديقون و غيرهم فكل نبي صديق و لا ينعكس و كل صديق صالح و لا ينعكس.
و نعني بعدم العكس عدم الشمول لا ما اصطلح عليه المنطقيون فإن العكس هنا صادق عندهم إذ الموجبة الكلية تنعكس موجبة جزئية فكل نبي صديق ينعكس في المنطق إلى بعض الصديق نبي و هو حق و قد علم من ذلك أن مرتبة الصديق متوسطة بين مرتبة النبي و مطلق الصالح فالصديق ينقسم إلى ثلاثة نبي يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ إمام كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ و قد مضى ذلك قريبا و من ليس بأحدهما كحبيب و حزقيل و نحوهما و قد أفرده اللفظ النبوي بأنه أفضلهما فدل على اختصاصه بالإمامة.
إن قلت لا يلزم من الأفضلية الانتهاء إلى الإمامة إذ التفاضل واقع في الأشياء مع عدم الإمامة قلت فيلزم ذلك في
قوله ع أنا الصديق الأكبر.
فلو لم يكن هو الإمام لم يكن الأكبر لأنه انطلق له لفظ الأكبر.
إن قلت فيلزم كونه أكبر من النبي قلت قد أخرجه الدليل فيختص به دون غيره هذا و قد أقسم ع مع كونه للصدق ملازما و للمين مجانبا على ما صح في اللغة بقول ذينك الإمامين و نقل في الأحاديث من الفريقين في خطبته الشقشقية و غيرها
قال ع و ايم الله لقد تقمصها ابن أبي قحافة و هو يعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى ينحدر عني السيل و لا يرقى إلي الطير.
و سيأتي جانب من ذلك في شيء من تظلماته ع.
إن قلت فالقطب لا يستقل بنفسه في منفعة الرحى فيكون المتقدم عليه مكملا لمنفعة الرحى قلت هذا وهم لا يغني من الحق شيئا لأن القطب يستقل في الحركة الدورية بنفسه و حركة الرحى لا تكون إلا به و كلامه ع يدل على أن فلانا وضع نفسه في محل القطب و ليس أهلا لها و لا يخفى ذلك على من له أدنى بصيرة إلا أن ترده نفسه الشريرة الأمارة بخبث السريرة.
و منها قوله تعالى وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ
فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ 433
أسند إبراهيم الثقفي إلى الأسلمي قول النبي ص سألت الله أن يجعلها لعلي ففعل.
و أسند الشيرازي من أعيانهم إلى قتادة عن الحسن البصري في قوله هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً قال يقول هذا طريق علي بن أبي طالب و ذريته طريق مستقيم و دين مستقيم فاتبعوه تمسكوا به فإنه واضح لا عوج فيه.
و في تفسير وكيع عن السدي و مجاهد عن ابن عباس في قوله اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ معناه أرشدنا إلى حب النبي و أهل بيته.
و في تفسير الثعلبي و كتاب ابن شاهين الصراط محمد و آله.
و أسند ابن جبر في نخبه إلى ابن عباس في قوله تعالى فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَ مَنِ اهْتَدى 434 الصراط السوي هو و الله محمد و أهل بيته.
و أسند أيضا عن حمزة بن عطا عن أبي جعفر ع في قوله تعالى هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَ مَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ 435 قال هو علي بن أبي طالب يأمر بالعدل و هو على صراط مستقيم.
و أسند أيضا إلى ابن عباس و زيد بن علي في قوله وَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ 436 يعني ولاية علي بن أبي طالب.
و أسند إلى جابر الأنصاري أن النبي ص أشار إلى علي و قال هذا صراط مستقيم فَاتَّبِعُوهُ .
و أسند أيضا إلى ابن عباس أن النبي ص كان يحكم و علي بين يديه و رجل عن يمينه و آخر عن يساره فقال اليمين و الشمال مضلة و الطريق المستوي الجادة هذا و أشار إلى علي بيده فاتبعوه.
و أسند عن الحسن أن ابن مسعود وعظ فسئل عن الصراط المستقيم فقال طرفة في الجنة و ناحيته عند محمد و علي.
و أسند إلى أبي جعفر ع في قوله تعالى
فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ 437 يعني على ولاية علي و هو الصراط المستقيم.
و في الخصائص عن أبي جعفر ع في قوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ 438 قال عن ولايتنا.
و أسند محمد بن جعفر المشهدي إلى عبد الله بن عباس قول النبي ص لعلي أنت صاحب حوضي و لوائي و زوج ابنتي و وارث علمي و مستودع مواريث الأنبياء و أمين الله في أرضه و حجته على خلقه و ركن الإيمان و مصباح الدجى و منار الهدى و العلم المرفوع لأهل الدنيا من تبعك نجا و من تخلف عنك هلك و أنت الطريق الواضح و الصراط المستقيم.
و أسند أيضا إلى عبد الله بن عمر أنه قال قال لي أبي اتبع هذا الأصلع فإنه أول الناس إسلاما و الحق معه فإني سمعت النبي ص يقول في قوله تعالى أَ فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ 439 علي صراط مستقيم.
فالناس مكبون على الوجوه غيره لأنهم يحتاجون إلى هداه و فقهه فإذا كان هو الصراط المستقيم إلى الله و أهل البيت هو أعلاهم كان أولى بالاتباع و التقديم و أحرى من غيره بالتحكيم عند كل ذي عقل سليم و هذه غاية لا مزيد عليها و لا يمكن المحيد عنها و الطعن فيها قال أبو الفتح الواسطي
هذا علي النبأ العظيم تفهموا
و هو الصراط المستقيم إلى الهدى
هذا علي دنيا و ديني فاعلموا
فليستحيد لجيده المستنقدا -.
تذنيب
ذكر صاحب المصالت عن الباقر ع في قوله تعالى إنهم عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ قال ع الأول و الثاني و الثالث عن الولاية معرضون.
و منها قوله تعالى فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى 440
أسند ابن جبر في نخبه إلى الرضا ع قول النبي ص من أحب أن يتمسك بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى فليتمسك بحب علي بن أبي طالب.
و روى أيضا في نخبه العروة الوثقى ولاية علي بن أبي طالب.
إن قلت إن الله تعالى جعلها الكفر بالطاغوت و الإيمان بالله و لم يذكر عليا قلت رد ذلك إلى الرسول أوجب حيث يقول وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ 441 و لو كان من كفر بالطاغوت و آمن بالله حسب حصل بالعروة الوثقى لم يبق بالإقرار بالنبوة فائدة و هو باطل بالإجماع و حيث وجب التمسك بالنبي وجب بمن عينه النبي قال ابن حماد
علي المعلى القدر عند مليكه
و إن أكثرت فيه الغواة ملامها
و عروته الوثقى التي من تمسكت
يداه بها لم يخش قط انفصامها -.
و منها قوله تعالى وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً 442 أسند ابن جبر في نخبه إلى العبدي أن أعرابيا سأل النبي ص عن هذه الآية فأخذ بيد علي و قال هذا حبل الله فاعتصموا به و أسند مثله إلى الباقر ع .
و أسند أيضا إلى الباقر ع في قوله تعالى ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَ حَبْلٍ مِنَ النَّاسِ 443 قال ع حبل من الله كتابه و حبل من الناس علي بن أبي طالب.
و أسند الثعلبي في تفسيره إلى الصادق ع نحن حبل الله الذي قال فيه وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ و إذا أمر الله و رسوله بالاعتصام به فقد هلك من لم يعتصم به و من تأمر عليه لم يعتصم به فهلك من تأمر عليه.
قال الحميري
إنا وجدنا له فيما نخبره
بعروة العرش موصولا بها سببا
حبلا متينا بكفيه له طرف
شد العراق إليه العقد و الكربا
من يعتصم بالعرى من حبله فله
أن لا يكون غدا في الحال منعطبا -.
و منها قوله تعالى وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ 444
أسند ابن جبر في نخبه إلى ابن عباس قول النبي ص علي باب الهدى بعدي و الداعي إلى ربي وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ .
و أسند إلى زيد بن علي أن الناصر للحق و صالح المؤمنين علي بن أبي طالب و روى نحوه السدي عن ابن عباس و الحضرمي عن أبي جعفر و الثعلبي عن أبي جعفر و عن الباقر عن علي عن النبي ص و ذكره الثعلبي في تفسيره
إن قيل فصالح لا يدل على الأصلح قلنا بل العرف يوجب ذلك لأن قولنا فلان عالم قومه و زاهد بلده يراد به أعلم و أزهد و لأنه أخبر أنه ناصر نبيه و جبرائيل عند وقوع التظاهر ذكر مع صالح المؤمنين و لا يذكر في النصر إلا من كان في الدفاع أمنعهم و في الذب عنه أنفعهم إذ لا يليق ذكر ضعيف و لا متوسط في النصرة فإن الملك لا يهدد من يروم سلطانه بمثلها بل بمن هو الأعلى في مرتبة النصرة و لهذا أن عليا هدد معاوية بمالك الأشتر حيث إنه معروف بالشجاعة مشهور بالبراعة و إذا كان علي أصلح فتقديمه أنجح لأنه الأرجح فالقول بإمامته الأربح.
و منها يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ لا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ 445 روت الفرقة المحقة أنها في علي ع و رواه الثعلبي في تفسيره.