کتابخانه روایات شیعه
المقدمة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ثقتي
الحمد لله الذي جعل الدعاء سلَّما ترتقى به أعلى مراتب المكارم و وسيلة إلى اقتناء غرر المحامد و درر المراحم و يتوسل و يبتهل به إلى الله المقربون و يتضرع به المحبون و ينال به الفوز كل ملك مقرب و كل نبي مجيب و هو الوسيلة العظمى و الفصيلة القصوى و قد قال الله تعالى ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ و قال أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ و أمثال ذلك كثيرة و نحن قنعنا باليسر فالحمد له على ما أولى عباده بهذه النعمة و الشكر له على ما أزال بالدعاء منهم النقمة و الصلاة و السلام على نبيه و حبيبه و صفيه محمد و آله الكرام و صَحْبِه العظام صلى الله عليه و آله خير من دعا لله و حرض على الدعاء و أمر بالتمسك به و جعله المرقى و الملتجى فصار من أعظم السنن في السر و العلن و بعد فإني جمعت من الأدعية الصالحة و الأوراد الناجحة و الفواتح النفيسة العلية و الرواتب العظيمة البهية و العقود المنضودة من اللئالئ النظيمة بل جهات الخيرات المتصفة بالمكانة العلية و المنزلة العظيمة فاجعله شعارك و دثارك ليلك و نهارك فلست تعدم فيه في كل لمحة أو تخلو منه في كل صفحة من دعوات يجاب سائلها أو استغاثات تنجح وسائلها أو عوذات
تدخل صرح الخيرات أو استكفاة تميط ملاؤه الآفات أو رقيات تحل محل العافية من المريض أو استشفاة تنزل منزلة الجبر من الكسر المهيض أو آيات تركب سفينة النجاة أو تقربات تقرب من رضى رب الأرضين و السماوات أو مناجاة يلوح أمارات الغفران على صفحاتها أو توسلات يفوح عبقات الرضوان من نفحاتها أو صلاة مرقومة بحيعلة الفلاح أو زيارات نشر قبولها مستنشق بمشيم معاطس الصلاح أو تسبيحات غصون ثوابها لا تذوى أو استخارات تكشف قناع البلوى أو أذكار هي أعز معقل و ملاذ أو أسماء هي أحرز موئل و معاذ أو إحراز تؤوي إلى ركن شديد أو حجب تبوئ في قصر مشيد أو تعقيب يزوج قوله الحور العين أو استغفار يكفر ذكره ذنوب المذنبين أو أجر فرض يفرض لمفترضه جَنَّةً وَ حَرِيراً أو مثوبة سنن تسني و تنيل نَعِيماً وَ مُلْكاً كَبِيراً أو أخبار تَفْتَرُّ أفواهها عن ثغور النجاح أو تفاسير هي كزجاجة المصباح عند الاستصباح فمن سلك مناهج معالم معاليه حكم القضاء الإلهي بمعاداة معاديه و موالاة مواليه و من أسفر نقاب وجوه مجاليه كان في دار السلام دانية له قطوف مجانيه و من استظل بظلال أسمائه و معانيه نطقت ألسن مساعيه ببلوغ أمانيه فخطابه أن حلوا ملاحة قمره و طلابه أن تلوا فصاحة سوره لا يرضون منه بدلا و لا يبغون عنه حولا قد تفاوتت في أنواعه جهات السبل ثم تسقى بماء واحد و نفضل بعضها على بعض في الأكل شعر
فيا فوز من يهدى بنور ضيائه
و يا فخر من يعلو سواء سبيله
سيأكل عفوا من ثمار جنانه
و ينهل يوم الحشر من سلسبيله
و صاحبه ذو أمنة يوم ظعنه
و سعد يرى و الله يوم مقيله
سيكلأ حقا من حوادث يومه
و يحفظ صدقا من طوارق ليله
به يمس راق في معارج عزه
و يصبح باق في نعيم جميله
قد عاذ به المتهجدون فهم في حصن حصين و لاذ به المتعبدون فهم فِي مَقامٍ أَمِينٍ
يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَ رِضْوانٍ وَ جَنَّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ خالِدِينَ فِيها أَبَداً إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ و قد جمعته من كتب معتمد على صحتها مأمور بالتمسك بوثقى عروتها لا يغيرها كَرُّ العصرين و لا مرُّ المَلَوَيْنِ شعر
كتب كمثل الشمس يكتب ضوؤها
و محلها فوق الرفيع الأرفع
عظمت و جلت إذ حوت لمفاخر
أبدا سواها في الورى لم يجمع
.
و هي مذكورة عند نفائح نشر مسك ختامه و مزبورة عند تناهي ضياء بدر تمامه و سميته جنة الأمان الواقية و جنة الإيمان الباقية و هو اسم وافق المسمى و لفظ طابق المعنى و رتبته على عدة فصول تعرج بتاليها إلى أوج الوصول و الله حسبنا وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ و لنا في السر و الجهر كفيل.
الفصل الأول في وصية الميت و ما يتعلق به الفصل الثاني فيما يتعلق بأمر الخلاء و الوضوء و الغسل و دخول المسجد الفصل الثالث في ذكر الأذان و الإقامة و التوجه إلى الصلاة [المسجد] الفصل الرابع في ذكر الصلوات اليومية و نوافلها الفصل الخامس في الأدعية عقيب كل فريضة الفصل السادس في سجدتي الشكر و ما يقال فيهما الفصل السابع في تعقيب صلاة الظهر الفصل الثامن في تعقيب صلاة العصر الفصل التاسع في تعقيب صلاة المغرب الفصل العاشر في تعقيب صلاة العشاء الفصل الحادي عشر فيما يعمل عند النوم-
الفصل الثاني عشر فيما يعمل ليلا الفصل الثالث عشر في ذكر الاستغفار في السحر و غيره الفصل الرابع عشر في تعقيب صلاة الصبح الفصل الخامس عشر فيما يقال في كل يوم الفصل السادس عشر في أدعية الصباح و المساء الفصل السابع عشر في أدعية الليالي و الأيام و تسابيحها و عوذها الفصل الثامن عشر في أدعية الآلام و علل الأعضاء و حل المربوط و الحمى الفصل التاسع عشر في الأدعية للأبوين و الولد و الأخوان الفصل العشرون في أدعية الأرزاق الفصل الحادي و العشرون في أدعية الديون و وجع العيون الفصل الثاني و العشرون في أدعية المسجون و أدعية الضالة و الآبق الفصل الثالث و العشرون في أدعية السفر و ما يتعلق به الفصل الرابع و العشرون في ذكر آيات الحرس و الاستكفاء و آيات الحفظ و آيات الشفاء و كيفية الاحتجابات بالحصيات من الآفات و آيات فيها فوائد متفرقات الفصل الخامس و العشرون في الدعاء على العدو الفصل السادس و العشرون في الحجب و العوذ و الهياكل الفصل السابع و العشرون في أدعية الأمن من السحر و الشياطين و عتاة السلاطين و مخاوف الخائفين الفصل الثامن و العشرون في أدعية لها أسماء معروفة الفصل التاسع و العشرون في أدعية مأثورة مشهورة ليس لها أسماء مذكورة الفصل الثلاثون في أدعية منسوبة إلى الأنبياء و الأئمة ع الفصل الحادي و الثلاثون في ما روي في ذكر الاسم الأعظم
الفصل الثاني و الثلاثون في الأسماء الحسنى و شرحها و بعض خواصها الفصل الثالث و الثلاثون في المناجاة لله عز و جل نظما و نثرا الفصل الرابع و الثلاثون في طلب التوبة و العفو من الله تعالى و أن يعوض من له عنده تبعة أو مظلمة الفصل الخامس و الثلاثون في الاستخارات الفصل السادس و الثلاثون في صلوات الحوائج و الأدعية في ذلك و رقاع الاستغاثات الفصل السابع و الثلاثون في صلوات الليالي و الأيام و صلاة كل يوم و شهر و عام و صلوات متفرقات تدخل في حيز هذا المقام الفصل الثامن و الثلاثون في فضل يوم الجمعة و ما يعمل فيه الفصل التاسع و الثلاثون في ذكر ثواب سور القرآن و ذكر شيء من خواصها و خواص آياتها و الدعاء عند ختم القرآن الفصل الأربعون في ذكر ثواب الصوم و الأيام التي يستحب صومها في السنة نثرا و نظما الفصل الحادي و الأربعون في الزيارات الفصل الثاني و الأربعون في ذكر الشهور الاثني عشر و ذكر أيام الأسبوع و الفصول الأربعة و ذكر أحوال النبي ص و فاطمة و الأئمة الاثني عشر عليهم الصلاة و السلام في جدول لطيف الفصل الثالث و الأربعون فيما يعمل في رجب الفصل الرابع و الأربعون فيما يعمل في شعبان الفصل الخامس و الأربعون فيما يعمل في شهر رمضان الفصل السادس و الأربعون فيما يعمل في شوال الفصل السابع و الأربعون فيما يعمل في ذي القعدة الفصل الثامن و الأربعون فيما يعمل في ذي الحجة الفصل التاسع و الأربعون في الخطب الفصل الخمسون في آداب الداعي و هو خاتمة الكتاب و الله الموفق [إلى] للصواب
و إنما بنينا هذا الكتاب على هذه الأبواب ليهجم بالطالب على الطلب عفوا من غير ما تعب ليقض منه كل قوم مآربهم و يعلم كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ و بالله أسأل من قراه أو نظر فيه أن يسأل من ربه و باريه أن يعطيه في الدنيا أمانيه و في الآخرة مغفرة تنجيه يوم يشغل عن فصيلته و بنيه و أن يفسح له دار المقام و يتحفه بالروح و السلام و يحشره في زمرة نبيه و أئمته ع يا ناظرا في الكتاب بعدي و جانيا من ثمار جهدي بي افتقار إلى دعاء تهديه لي في ظلام لحدي وَ كَفى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَ كَفى بِاللَّهِ نَصِيراً
الفصل الأول في وصية الميت و ما يتعلق به
ينبغي أن لا يترك الإنسان الوصية مطلقا في الصحة و المرض و تتأكد في حال المرض و أن يخلص نفسه من حقوق الله تعالى و مظالم عباده و تبعاتهم.
فَعَنِ النَّبِيِّ ص مَنْ لَمْ يُحْسِنِ الْوَصِيَّةَ عِنْدَ مَوْتِهِ كَانَ ذَلِكَ نَقْصاً فِي عَقْلِهِ وَ مُرُوَّتِهِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ كَيْفَ الْوَصِيَّةُ فَقَالَ إِذَا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ وَ اجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ قَالَ اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ عالِمَ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ الرَّحْمَنَ الرَّحِيمَ إِنِّي أَعْهَدُ إِلَيْكَ أَنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ وَ أَنَّ مُحَمَّداً ص عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ وَ أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَ أَنَّكَ تَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ وَ أَنَّ الْحِسَابَ حَقٌّ وَ أَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَ مَا وُعِدَ [وَعَدْتَ] فِيهَا مِنَ النَّعِيمِ مِنَ الْمَأْكَلِ وَ الْمَشْرَبِ وَ النِّكَاحِ حَقٌّ وَ أَنَّ النَّارَ حَقٌّ وَ أَنَّ الْإِيمَانَ حَقٌّ وَ أَنَّ الدِّينَ كَمَا وَصَفْتَ وَ أَنَّ الْإِسْلَامَ كَمَا شَرَعْتَ وَ أَنَّ الْقَوْلَ كَمَا قُلْتَ وَ أَنَّ الْقُرْآنَ كَمَا أَنْزَلْتَ وَ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الْحَقُّ الْمُبِينُ وَ إِنِّي أَعْهَدُ إِلَيْكَ فِي دَارِ الدُّنْيَا أَنِّي رَضِيتُ بِكَ رَبّاً وَ بِالْإِسْلَامِ دِيناً وَ بِمُحَمَّدٍ ص نَبِيّاً وَ بِعَلِيٍّ وَلِيّاً وَ بِالْقُرْآنِ كِتَاباً
وَ أَنَّ أَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ أَئِمَّتِي اللَّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي عِنْدَ شِدَّتِي وَ رَجَائِي عِنْدَ كُرْبَتِي وَ عُدَّتِي عِنْدَ الْأُمُورِ الَّتِي تَنْزِلُ بِي وَ أَنْتَ وَلِيِّي فِي نِعْمَتِي وَ إِلَهِي وَ إِلَهَ آبَائِي صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ لَا تَكِلْنِي طَرْفَةَ عَيْنٍ إِلَى نَفْسِي أَبَداً وَ آنِسْ فِي قَبْرِي وَحْشَتِي وَ اجْعَلْ لِي عِنْدَكَ عَهْداً يَوْمَ أَلْقَاكَ مَنْشُوراً فَهَذَا عَهْدُ الْمَيِّتِ يَوْمَ (ثُمَّ) يُوصِي بِحَاجَتِهِ وَ الْوَصِيَّةُ حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ.
قَالَ الصَّادِقُ ع وَ تَصْدِيقُ هَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً وَ هَذَا هُوَ الْعَهْدُ.
وَ قَالَ النَّبِيُّ ص لِعَلِيٍّ ع تَعَلَّمْهَا أَنْتَ وَ عَلِّمْهَا أَهْلَ بَيْتِكَ وَ شِيعَتَكَ فَقَدْ عَلَّمَنِيهَا جَبْرَئِيلُ ع
و ينبغي إذا حضره الموت أن يقرأ عنده القرآن خصوصا سورةَ يس و الصافات و يلقن الشهادتين و الإقرار بالنبي و الأئمة ع واحدا واحدا و كلمات الفرج.
وَ هِيَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ رَبِّ الْأَرَضِينَ السَّبْعِ وَ مَا فِيهِنَّ وَ مَا بَيْنَهُنَّ وَ مَا تَحْتَهُنَّ وَ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ وَ سَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ وَ الصَّلَاةُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ.