کتابخانه روایات شیعه
وَ اسْلُكْ بِنَا سَبِيلَهُ وَ اجْعَلْنَا مِنْ أَهْلِ طَاعَتِهِ وَ احْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهِ وَ أَوْرِدْنَا حَوْضَهُ وَ اسْقِنَا بِكَأْسِهِ وَ صَلِّ اللَّهُمَّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ صَلَاةً تُبْلِغُهُ بِهَا أَفْضَلَ مَا يَأْمُلُ مِنْ خَيْرِكَ وَ فَضْلِكَ وَ كَرَامَتِكَ إِنَّكَ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَ فَضْلٍ كَرِيمٍ اللَّهُمَّ اجْزِهِ بِمَا بَلَّغَ مِنْ رِسَالاتِكَ وَ أَدَّى مِنْ آيَاتِكَ وَ نَصَحَ لِعِبَادِكَ وَ جَاهَدَ فِي سَبِيلِكَ أَفْضَلَ مَا جَزَيْتَ أَحَداً مِنْ مَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ وَ أَنْبِيَائِكَ الْمُرْسَلِينَ الْمُصْطَفَيْنَ وَ السَّلَامُ عَلَيْهِ وَ عَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ
الفصل الأربعون في ثواب الصوم
أما الذي يستحب صومه في السنة فسنذكره نظما
[فَضْلُ الصَّوْمِ]
و أما فضله فنقول ثوابه عظيم و فضله جسيم.
فَمِنْ ذَلِكَ مَا ذَكَرَهُ الشَّيْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ بَابَوَيْهِ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِ ثَوَابِ الْأَعْمَالِ عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ الصَّائِمُ فِي عِبَادَةٍ وَ إِنْ كَانَ نَائِماً مَا لَمْ يَغْتَبْ مُسْلِماً.
وَ عَنْهُ ص مَنْ صَامَ يَوْماً تَطَوُّعاً أَدْخَلَهُ اللَّهُ بِهِ الْجَنَّةَ.
وَ عَنِ الصَّادِقِ ع نَوْمُ الصَّائِمِ عِبَادَةٌ وَ صَمْتُهُ تَسْبِيحٌ وَ عَمَلُهُ مُتَقَبَّلٌ وَ دُعَاؤُهُ مُسْتَجَابٌ وَ خُلُوفُ فَمِهِ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رَائِحَةِ الْمِسْكِ.
وَ عَنْهُ ص مَا مِنْ صَائِمٍ يَحْضُرُ قَوْماً يَطْعَمُونَ إِلَّا سَبَّحَتْ أَعْضَاؤُهُ وَ سَبَّحَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ.
وَ عَنِ الصَّادِقِ ع مَنْ خُتِمَ لَهُ بِصِيَامِ يَوْمٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ
[ما يستحب صومه في السنة بالنظم]
و أما النظم المذكور فهو أرجوزة وجيزة في فنها عزيزة مسماة بمنهج السلامة فيما يتأكد صيامه ألفها العبد المحتاج إلى المنزه عن الأولاد و الأزواج و بارئ الخليقة مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ أكثر الناس زللا و أقلهم عملا الكفعمي مولدا اللوزي محتدا الجباعي أبا التقي لقبا الإمامي مذهبا إبراهيم بن علي بن حسين بن محمد بن صالح أصلح الله شأنه و صانه عما شانه
و هي هذه
الحمد لله الذي هداني
إلى طريق الرشد و الإيمان
ثم صلاة الله ذي الجلال
على النبي المصطفى و الآل
و بعد فالمولى الفقيه الأمجد
الكامل المفضل المؤيد
العالم البحر الفتى العلامة
البابلي صاحب الكرامة
أعني به الحسين عز الدين
و من رقي في درج اليقين
ذاك ابن موسى و سمي جده
و ذاك في الزهد نسيج وحده
أشار أن أنظم ما قد ندبا
من الصيام دون ما قد وجبا
فقلت سمعا و استعنت الله
مولى قديما ملكا إلها
ثم نظمت هذه الأرجوزه
عند أولي العلم ترى عزيزه
سميتها بمنهج السلامه
فيما ترى [روى] مؤكدا صيامه
نظمتها في أبحر الأرجاز
مرتقيا معارج الإيجاز
و اعلم بأن الصوم لا يضاهي
في فضله حقا و لا يباهي
فقد روى عن باقر العلوم
من ختم الله له بيوم
من الصيام فهو في الجنان
ممتعا بالحور و الولدان
و من يصم فنومه عباده
و صمته ذكر و خير عاده
ثم خلوف فمه في الأمة
كريحة المسك لمن يشمه
و نوره في البعث نور الشمس
و أجره يفني جميع الطرس
و الصوم من نار الإله جنة
و فعله مفتاح باب الجنة
و لنجعل البدأة بالمحرم
لأنه التأريخ حقا فاعلم
فصم لعشر منه في ابتدائه
لله كي تدخل في رضائه
خصوصا العاشر يوم الشيم
لأن فيه مقتل الحسين
فصومه كفاره يا سيدي
لمثل ستين سنين فاهتد
إن صمته على سبيل الحزن
و هو من الشيعة فارو عني
و قيل إن صومه سبعينا
كفارة لما مضى سنينا
و بعده صيام يوم المولد
مولد خير خلقه محمد
سابع عشر من ربيع الأول
و صومه كمثل يوم المقتل
و قد روى الطوسي في المصباح
بأنه بسنة يا صاح
و سابع العشرين من شهر رجب
من صامه أناله الله الأرب
مبعث مولانا النبي أحمد
و فضله كصوم يوم المولد
و خامس العشرين من ذي القعده
فإنه يدخل في ذي السعده
و هو إذا يعرف يوم الدحو
فصم لما منه عليك أروي
و قيل إن صومه سبعينا
كفارة لما مضى سنينا
و ثالث الأيام من ذي الحجة
بصومه في البعث تؤتى البهجة
و صومه كفارة لعشر
من السنين فادر إن لم تدر
و فيه تاب الله يا موالي
على أبينا آدم في الحال
و بعده التاسع من ذي الحجة
فصمه و الزم بعده المحجة
إلا مع الضعف عن الدعاء
أو أن يشك في الهلال الرائي
و فضله كصوم يوم المبعث
فصمه يا صاح بلا تلبث
و فيه سد الله للأبواب
إلا رتاجا لأبي تراب
قيل و ميلاد المسيح ذي الوفا
فيه و معراج النبي المصطفى
و بعده يوم غدير خم
ثامن عشر منه فاتبع نظمي
فيه أتى النص من النبي
على الإمام المرتضى علي
حقا و فيه كمل الإسلام
و فضله لا [لم] تحصه الأقلام
فصومه يعدل صوم الدهر
فهذه السبعة صم عن أمري
فهذه و الله أيام السنة
يحفظ من يصومها و يؤمنه
و قد روى الطوسي بالإسناد
عن الإمام أعني علي الهادي
بأنها أربعة يا صاح
نص على ذلك في المصباح
هي الغدير ثم يوم الدحو
و مولد و مبعث فأروي
و بعد هذا نذكر الصياما
مفرقا في وقته أياما
فأول الحجة ما أجله
كان لإبراهيم فيه الخله
و فيه ميلاد الخليل الأفضل
و العزل عن براءة للأول
و فيه تزويج الإمام السيد
علي بنت المصطفى محمد
و صومه معادل لأجر
سبعين شهر أعقبت بعشر
و صوم يوم التروية كفارة
سنين لم تحصرها العبارة
تاسع ذي الحجة حقا صمه
و أمر به حقا و لا تكتمه
فصومه كفارة السنينا
مقدارها ستون في ستينا
و صومه أيضا كصوم الدهر
عن كاظم الغيظ جليل القدر
و رابع العشرين منه الصدقة
بخاتم من الإمام حققه
و فيه بات المرتضى علي
على الفراش هكذا مروي
و في الصحيح أنه المباهلة
و صومه و فضله ما أفضله
قال ابن باقي إنه لا يحتمل
أن نذكر الفضل هنا كما نزل
و قد روى الصدوق في الفقيه
يوما عظيما و الثواب فيه
و هو تراه تاسع العشرينا
من شهر ذي القعدة فاستبينا
و إنه أنزل فيه الرحمة
و كعبة الله التي في الأمة
و أجره كمثل ما تقدما
في مبعث النبي حقا فاعلما
و النصف صمه من جمادى الأول
و فيه كان الحرب يوم الجمل
و فيه نصر الأنزع البطين
و مولد السجاد عن يقين
و جاء صوم رجب مؤكدا
فصمه يا صاح دواما أبدا
خصوصا الأول للزيارة
و نصفه لهذه الإشارة
و خامس العشرين منه فاعلم
موت الإمام الكاظم المكرم
صيامه ما أفضله و أحسنه
و إنه يعدل مائتين سنه
و صوم شعبان عظيم الفضل
خصوصا النصف فخذ ما أملي
لأن في ليلته قد ولدا
القائم المهدي مصباح الهدى
من يدع فيها مالك النواصي
أجيب إلا أن يكون عاصي
قيل و فيها تقسم الآمال
كذلك الأرزاق و الآجال
و ثالث منه تراه مولدا
لابن علي أعني الحسين السيدا
فصمه و ادع بالدعاء فيه
تنال من ربك ما تبغيه
و من يصم شعبان مع شهر رجب
له رضى الرحمن حقا قد وجب
أجرهما لا يقدر الأملاك
أن يحصروه أو له إدراك
و إن يصم من بعد عيد الفطر
لستة فيا له من أجر
فصومه يعدل كل العام
هذا مقال المصطفى التهامي
و إن تصم ثلاثة للحاجة
تفتح بها بابا ترى إرتاجه [يفتح الباري بها إرتاجه ]
و قد روي عن الإمام المرتضى
أيام بيض صومهن مرتضى
فثالث العشر و رابع عشر
و خامس العشر بكل شهر
فيومها الأول يا ما أحسنه
له به عشرة آلاف سنه
و يومها الثاني على الأضعاف
مما ذكرناه من الآلاف
و ثالث يعدل إن يصاما
مائة ألف سنة تماما
أول خميس صم بكل شهر
و مثله آخره إن تدري
و وسطه فأول أربعاء
تنال صوم الدهر يا منائي
و إن تأخرت إلى الشتاء
فاقضها فيه بلا امتراء
عن كل يوم إن عجزت جدا
أعط الفقير درهما أو مدا
كان النبي دائما يصومها
فاحرص على صيامها في يومها
فصومها يذهب غش الصدر
عن جعفر الصادق فافهم شعري
إن تصم الخميس ثم الجمعه
في كل شهر نلت كل رفعه
و فزت في دنياك بالرضوان
حقا و في أخراك بالغفران
و اعلم بأن في شهور الحول
أربعة حرمها ذو الطول
القعدة و الحجة و المحرم
و رجب المرجب المكرم
من يصم الخميس ثم الجمعه
و السبت فيها خاليا من سمعة
أو في أحدها فاز بالسعاده
بتسع مائة سنة عباده
رواه في دروسه ابن مكي
عن المفيد يا أخي يحكي
فصوم ما قد قلت مؤكدا
فدم عليه في الزمان أبدا
و إن تصم لغير ما ذكرت
من المواقيت و ما فسرت
فأبشر به غنما و أي غنم
إلا الذي استثناه أهل العلم
أما من المكروه مثل الضيف
من غير إذن و كذا المضيف
أو ما يرى في ديننا محرما
كصوم نذر ما تراه حرما
و الصوم للعيدين و الوصال
و العبد إن لم يأذن الموالي
كذلك الصوم بغير إذن
من زوجة فافهم و أفت عني
تفصيلها في كتب أهل الفضل
فاحفظ لما قد ضمنت و أملي
و لا تصم في سفر تحتاجه
إلا الذي في يثرب للحاجة
و كان داود النبي دوما
يفطر يوما و يصوم يوما
و ابنه كان يصوم تسعه
في كل شهر ليس فيها سمعه
ثلاثة في كل عشر فاعلما
ما قد رويت الآن من صومهما
و مريم العذراء كانت دوما