کتابخانه روایات شیعه
فمن تحرى رشدا فلا شر و لا ضرر و من تردى في الرد فليترشح لسقر فمن تعمد صوابا فلا سوء و لا عقاب و من هوى في العصيان فليتهيأ للعذاب يستصرخ فلا ينصر و في النار يُجَرْجَرُ وَ يُصَغَّرُ وَ لَا يُحْبَرُ وَ بِجَرَائِمِهِ يُدَمَّرُ يستغيث فلا يغاث و في جهنم يُسحَبُ و يذل و لا يجذل و بذنوبه يشجب سييسر في الحشر للعسرى لا لليسرى وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى سيهيأ في القيامة لجهنمها لا لمأواها و لا تحمل حاملة حمل سواها فو رب المدبرات السفرة الكرام و المراكب الجاريات في البحر كالآرام فو مالك الملائكة الكتبة العظام و السفن السالكة في اليم كالأعلام و مصور الأنورين السراج و القمر و بارئ الأغزرين البحر و المطر و منشئ الأضوءين الشمس و الهلال و خالق الأجودين اليم و الهطال لتردن قريبا عرصة الساهرة و السرائر متبرطمة مكفهرة باسرة لتبلغن وشيكا موقف الحساب و الوجوه مغضبة عابسة ذات أقطاب فالأبرار في فرحة و روح و أجر و الفجار في تثريب و بوار و خسر فالمتقون في بهجة و حياة و ثواب و الفاسقون في توبيخ و هلاك و تَباب فبشرى للشارب من نهر القرآن و تَبارا للمتسربل سرابيل قطران فطوبى للناهل من حوض الكتاب و هلاكا للمتقمص قمص نحاس مذاب و من مرسل أمطار صبير الركام و ناشر رفات متناثر الرمام و من باعث غيوث مبيض الغمام و محيي فتات بالي العظام نرجو أن يحرسنا من الدحر و الجور و يجير أرواحنا من الجور بعد الكور نؤمل أن يحفظنا من الإبعاد و الفساد و يعيذ نفوسنا من النقصان بعد الازدياد إنه رقيب خبير و بالرجاء جدير و هو المقتدر الوارث البر النصير و إنه حفيظ عليم و بالأمل قمين و هو المقيت الباقي العطوف المعين
اعلم أن السطور المرقومة في هذه الخطبة بالأحمر تسمى بالحذف في علم البديع و المرقومة بالأسود تسمى بالتوزيع فهما خطبتان قد جرتا في ميدان كفرسي رهان هما في المعاني سيان و في الألفاظ شيان فالحالكة بملاءة الراء المهملة تلفعت و القانية منها تخلصت و عنها ترفعت و عدة كلمات كل فقرة من فقرأتهما أربع ليكون لهما في ذروة الازدواج المحل الأرفع فإن أخذت كلمة حالكة و ثلاث قواني وجدت خطبة لها في التسجيع أرفع المباني و إن أخذت كلمة قانية و ثلاث حوالك وجدت خطبة ليس لها في تسجيعها مشارك و إن أخذت ثلاث حوالك و كلمة قانية و جدت خطبة قطوفها بالتسجيع مذللة دانية و إن أخذت ثلاث قواني و كلمة حالكة وجدت خطبة ثغورها بالتسجيع مفترة ضاحكة و إن أخذت كلمة حالكة و كلمة قانية ثم حالكة و قانية وجدت خطبة يدها لثمر التسجيع جانية و إن أخذت كلمة قانية و كلمة حالكة ثم قانية و حالكة وجدت خطبة درة أخلاف تسجيعها حاشكة و إن أخذت كلمة قانية ثم حالكتين و قانية وجدت خطبة ليس لها في خطب التسجيع ثانية و إن أخذت قانية و حالكة ثم من القانية مثنى وجدت خطبة لها في أيدي التسجيع اليد اليمنى و إن أخذت حالكة و قانية ثم من الحالكة مثنى وجدت خطبة لها في محل التسجيع المحل الأسنى و إن أخذت حالكتين و قانية و من الحالكة واحدة وجدت خطبة صقورها لعنادل الكلم التسجيع صائدة و إن أخذت قانيتين و حالكة و من القانية واحدة وجدت خطبة عدول فقرها بحسن تسجيعها شاهدة و إن أخذت من الحالكة مثنى و من القانية مثنى وجدت خطبة لها في معاني التسجيع أحسن معنى و إن أخذت من القانية مثنى و من الحالكة مثنى وجدت خطبة لها في معاني التسجيع أطيب معنى
و إن أخذت فقر الحالكة بكمالها وجدت خطبة مسجعة يستضاء بهلالها و يشرب من زلالها و إن أخذت فقر القانية بتمامها وجدت خطبة قد أشرقت شمس تسجيعها على أعلامها و إن أخذت من الحالكة النصف من السطر الأكمل و فعلت في القانية كفعلك في الأول وجدت خطبة مشروحة لها في حلية التسجيع المجلى لا الفسكل و في مساهمة قداح الازدواج المعلى لا مسبل كأنما تحيزا في جسم و تسميا باسم و كل كلمة داخلة مع أختها في صرحها و مضطلعة بالقيام بشرحها و بالجملة فثغر هذه الخطبة قد أفتر عن خطب هن أحسن من الإغريض و أطيب من التعضيض في الخدود الوردية البيض و قد هيأ لك قبل الشروع في مشقة شقها تمييز إبريز عقيانها من ورقها لتعلم بيان كم فصولها و تبيان كيف تفصيلها فعل و انهل من غمامها و فض بنظرك لختامها و اقطف ثمرها من أكمامها و استصبح بنير أعلامها.
و له عفا الله عنه خطبة أخرى في جناس قلب بعض لا نظير لها في الأرض قد عندلت عنادل الفصاحة في أثنائها و غردت حمائم البلاغة في أرجائها لو رآها حماد الراوية لحمد مدحها و مدح حمدها و رواها أو المدائني دواني نوادي تدوينها داناها و ناداها إذ دونها و أدناها و هي الحمد لله الذي قصرت عن بلوغ نعمته سطور المحامد و طروس المدائح و حسرت دون إدراك مننه صفاح الصحائف و فصاح الصفائح كامل الصفات و مالكها و سامك السماء و ماسكها و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة راسية يتصل مواردها سارية تشتمل مصادرها بمراصدها و أشهد أن محمدا عبده و رسوله الذي أبان من علته منار مشاعرها لمعاشرها و أزال عن شرعته خمار شعائرها لعشائرها صلى الله
عليه و آله ما انسفحت الأمطار السواكب و انفسحت الآمال الكواسب أيها الناس إن داعي الموت قد حان و ناح و نذير الشيب قد حال و لاح فكم من شجاع باسلٍ قد ارتجم بما اجترم و أمسى من نشبه محروما و كم ذي درع سابل قد ارتغم بما اغترم فأصبح لعدوه مرحوما قد تمرمر عليه ما عذب عليه من مراضبه و حرج به ما رحب من مضاربه و نضبت سحائبه الحامية من مقاريه و نزلت قهرا أوزاره الهائمة عن مراقيه فاستوحش لاضمحلاله القريب و استأنس لاضمحلاله الرقيب قد زلزل الموت أقدام مواطيه و نشر مآتم مطاويه و ضيق أرجاء مساويه و قطع أسباب مراسيه و سد سبل مجاريه و جذ آمال مراجيه أرداه بما أذراه و لاواه بما أولاه محاسنه قد محاها من حماها و ما رثاها في ثراها قد بعد عن النوادي الدواني و صم عن المنادي المداني و شخص عن الموالي و العبيد و القريب و البعيد و انتقل من المداعاة إلى المعاداة و من المهاداة إلى المداهاة و من المتاحفة إلى المحاتفة و من المساعفة المعاسفة و من المكانفة إلى المناكفة و من المرافقة إلى المفارقة و من الملاصقة إلى المصالقة و من المصاحبة إلى المحاصبة و من شراب الرحيق إلى عذاب الحريق قد أدرجه رحيمه في أكناف أكفانه و بكاه حريمه مع أنواع أعوانه فباء بآثام المطامع و المطاعم و لم ينقذه الصديق المزامل و الملازم قد كان لدرج العصيان مستلما راقيا و لأساطير البهتان ملتمسا قاريا أهواه فخره بأحلافه و أوهاه هوى جوره و إلحافه فانقطعت آماله و اتصلت آلامه و رفضت أقسامه و فرضت أسقامه ألا و قد نادى الموت بإجرائه خيل المنايا بأرجائه و أفصح بأنبائه عما صنع بأبنائه أين من ذلل قطوف مجانيه لمناجيه و أسكن بحبوحة مغانيه لمناغيه أين من سها مساخطه لأضداده رائمة رامية و ظباة سيوفه في نحور أعدائه
دائمة دامية أين من فاق قسا في فصاحته و حصافته و شاء حاتما في سماحته و حماسته أين الشموس الشوارق و ذوو السهام الرواشق أين الأمم القواطن و العلماء النواطق أين أصحاب الصقور السوابق و القصور البواسق أين جابروا المفاقر و ضاربوا المفارق أين الملوك الذين لا ترامى و لا تمارى و لا تراقى و لا تقارى أضحت أعوانهم الساخرة خاسرة و كانوا لها يهادنون و أسودهم الخادرة داخرة و كانوا لها يداهنون فما عاش لهم شاع و لا عاد لهم داع فهجهج بعاص انفلت في مغابيه و جهجه بساه انفتل في مباغيه فبشرى لتقي عن الصغائر محجم راهب و من الكبائر مجحم هارب جاعلا و سادة رغاما و تاليا إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً فهو في الآخرة قطوفه دانية في مجلسه و نادية قد تضمخ بالغالية لا يسمع فيها لاغية و خسرا لشقي أذهبت العاجلة ما كانت الآخرة له جاعلة إن درت قصوره تلقها حسنة الترصيف و إن ردت أموره تلفها نحسة التصريف قادر لم يملك العدل في إنصافه راقد لم يكمل الخير في أصنافه همته في المحاشنة و المشاحنة و المغاضنة و المضاغنة و المعالنة بالملاعنة قد فارق المفروض و قارف المرفوض شهواته أجراها و ما أرجاها و هو شاته أسراها و ما أرساها إلا و منح الدنيا ليست راضية بل محن ضارية فمن ركب هواديها برك في دواهيها و من سرب في دواعيها رسب في عواديها فقصورها في تداع و أهلها في تعاد و ناسكها في جدال و ساكنها في جلاد فالرامق مارق و الصاحب حاصب و الباذل ذابل و الراحم حارم و المكالم ملاكم و الموالي ملاوي فلا تدع نفسك اللاغبة بالشهوة الغالبة مقرونة و همتك الراغبة بشمسك الغاربة مرقونة و لا تغترر بساحرات العقارب اللاسبة و حاسرات البراقع السالبة و احرز قصبات مقانب المناقب و امتط صهوات جنائب النجائب و خض إلى الخيرات بسابس السباسب و مل عن الشهوات مساكب المكاسب و اتق الله في أطوارك
و اسع بقدم الطاعة في أوطارك فإن سريت فالملازمة لمدحه في سائر الأوقات و إن رسيت فالمزاملة لحمده على جميع الأقوات ألا و أغرب ما ضوعه في وضعه الأديب و ارغب ما سطره في طرسه اللبيب كلام الرقيب القريب ثم تقرأ آية فيها وعظ.
" و له عفا الله عنه في علم الإيهام خطبة وجيزة في فنها عزيزة و جعلها في مدح سيد البرية و توريتها في السور القرآنية فكن لسورها قاريا و لمعارجها راقيا فعل و انهل من شرابها السكري و فكه نفسك بسجيعها السحري و هي الحمد لله الذي شرف النبي العربي بالسبع المثاني و خواتيم البقرة من بين الأنام و فضل آل عمران على الرجال و النساء بما وهب لهم من مائدة الأنعام و منحهم بأعراف الأنفال و كتب لهم براءة من الآثام و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الذي نجى يونس و هود و يوسف من قومهم برعد الانتقام و غذى إبراهيم في الحجر بلعاب النحل ذات الإسراء فضاها كهف مريم ع و أشهد أن محمدا ص عبده و رسوله الذي هو طه الأنبياء و حج المؤمنون و نور فرقان الملك العلام- فالشعراء و النمل بفضله تخبر و لقصص العنكبوت الروم تذكر و لقمان في سجدته يشكر و الأحزاب كأيادي سبا تقهر و فاطر يس لصافاته ينصر و صاد مقلة زمره تنظر الأعلام فالحواميم بقتال فتحه في حجرات قافه قد ظهرت و ذاريات طوره و نجمه و قمره قد عطرت و بالرحمن واقعة حديده يوم المجادلة نصرت و أبصار معانديه في الحشر يوم الامتحان حسرت و صف جمعته فائز إذ أجساد المنافقين بالتغابن استعرت و له الطلاق و التحريم و مقام الملك و القلم فناهيك به مقام و في الحاقة أعلى الله له المعارج على نوح المتطهر و خصه من بين الجن و الإنس ب يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ و شفعه في القيامة إذ دموع الإنسان مرسلات كالماء المثعنجر و وجهه
عند عبس النازعات و قد عبس الوجه كالهلال المتنور و يوم التكوير و الانفطار و انشقاق ذات البروج بشفاعته غير متضجر و قد حرست لمولده السماء بالطارق الأعلى و تمت غاشية العذاب إلى الفجر على المردة اللئام فهو البلد الأمين و شمس الليل و الضحى المخصوص بانشراح الصدور و المفضل ب التِّينِ وَ الزَّيْتُونِ المستخرج من أمشاج العلق الطاهر العلي القدر شجاع البرية يوم الزلزال إذ عاديات القارعة تدوس أهل التكاثر و مشركي العصر أهلك الله به الهمزة و أصحاب الفيل إذ مكروا بقريش و لم يتواصوا بالحق و لم يتواصوا بالصبر المخصوص بالدين الحنيفي و الكوثر السلسال و المؤيد على أهل الجحد بالنصر صلى الله عليه و آله و أصحابه ما تبت يدا معاديه و نعم بالتوحيد مواليه و ما أفصح فلق الصبح بين الناس و امتد الظلام.
" خطبة النكاح لبعض الفضلاء