کتابخانه روایات شیعه
تسلية المجالس و زينة المجالس (مقتل الحسين عليه السلام)
[ترجمة المؤلّف]
بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه الحكيم الوهّاب، ربّ الأرباب، و الهادي إلى سبيل الهدى و الصواب.
و الصلاة و السلام على خير خلقه المؤيّد بفصل الخطاب، خاتم أنبيائه محمد أشرف الأحباب.
و على آله، النور المبين و الصراط المستقيم و منهاج الصواب، اولي العلم المحسودين على ما آتاهم اللّه من فضله و اولي الأمر كما جاء به الكتاب، ترفع بهم درجات شيعتهم و تخفض درجات اعدائهم النصّاب.
و بعد:
فكثيرهم الأعاظم الّذين لم ينصفهم التاريخ، و هذا السيّد الّذي نحن بصدد الحديث عن حياته واحد من اولئك الأكابر.
فالسيّد رحمه اللّه رقم ناصع في جبين الدهر، و هو عالم كبير، فاضل خبير، كامل قدير، أديب جدير، شاعر ناثر، ناظم ماهر، يشهد له كتابه هذا بعلوّ كعبه، و شدّة إيمانه، و مع كلّ هذا لم نعثر له على ذكر شاف يفي بحقّ هذا السيّد
الجليل.
و الّذي وجدناه عبارات موجزة مقتضبة جدّا لا تسمن و لا تغني من جوع، فلم تتطرّق لجانب بسيط من عمره الشريف، كنسبه، اسرته، مدينته، محلّ و تاريخ ولادته، و ما أعقبها من مراحل حياته، كدراسته و شيوخه و تلامذته، .... و أخيرا تاريخ وفاته.
و كأنّه رحمه اللّه على يقين بما تخبّأ له غير الزمان من تجاهل و إهمال، ففي موضع من كتابه هذا أورد اسمه و نسبه و لقبه كاملا 1 ، و في موضع آخر بيّن محلّ ولادته و سبب تركه ذلك المحلّ و استيطانه الحائر 2 ، و في موضع ذكر أنّه رأى كتاب «روضة الشهداء» للكاشفي 3 فصنّف «تسلية المجالس و زينة المجالس» على منواله 4 ، و في موضع ذكر أنّه بعث ابنه طاهر ليأتيه بكتاب «تذكرة الفقهاء» للعلّامة الحلّي 5 6 ، و في موضع آخر من هذا الكتاب أشاد
بالسلطان الشاه إسماعيل أبو المظفّر الصفوي 7 8 ، و في موضع ذكر غزو التتار و ما فعلوا 9 ، .....
[اسمه و نسبه الشريف:]
السيّد محمد بن أبي طالب بن أحمد بن محمد المشهور بن طاهر بن يحيى ابن ناصر بن أبي العزّ 10 الحسيني الموسوي الحائري الكركي.
[محلّ ولادته و هجرته إلى الحائر:]
حدّد المؤلّف رحمه اللّه مكان مولده قائلا:
إنّي لمّا هجرت مهاجر أبي و امّي و عمومتي و بني عمّي و مسقط رأسي و مولدي، و مصدري في الامور و موردي، و هي البلدة المشهورة بين أرباب الطريقة بالأرض المقدّسة، و هي في الحقيقة على تقوى اللّه مؤسّسة ... أعني البلدة المشهورة ب «دمشق» معدن الفجور و الغرور و الفسق. 11 ..
فحثثت ركابي عن ديارهم، و أبعدت قراري من قرارهم ... و حططت رحلي ببلاد سيّد الوصيّين، و ألقيت كلّي على إمام المتّقين، و جعلت مشهد قرّة
عينه أبي عبد اللّه موطني، و حضرته الشريفة في حياتي و مماتي مسكني و مدفني 12 .
[ما قيل في الاطراء عليه:]
كتب على ظهر النسخة ما هذا نصّه: كتاب «تسلية المجالس و زينة المجالس» تأليف السيّد الحسيب النسيب، العالم الفاضل الكامل، خلاصة البلغاء، زبدة الخطباء النصحاء الألبّاء، انموذج سلفه الطاهرين، و صفوة الفضلاء البارعين، فخر الملّة و الشريعة و الدين، محمد بن أبي طالب ... أدام اللّه أوصاله 13 .
و قال المجلسي رحمه اللّه: السيّد النجيب العالم محمد بن أبي طالب 14 .
و قال في موضع آخر: و كتاب «تسلية المجالس» مؤلّفه من سادة الأفاضل المتأخّرين 15 .
و قال السيّد إعجاز النيسابوري الكنتوري: السيّد النجيب العالم محمد بن أبي طالب 16 .
و قال الميرزا الخوانساري- ضمن كلامه عن الفقيه محمد بن أبي طالب الأسترآبادي-: ثمّ ليعلم أنّ هذا الرجل غير محمد بن أبي طالب الحسيني الحائري الّذي كان هو أيضا كما في رجال النيسابوري 17 من جملة
المشايخ 18 .
و قال السيّد محسن الأمين: في رسالة «نزهة أهل الحرمين» 19 وصفه بالعالم الجليل و السيّد الجليل 20 .
[ولده:]
صرّح المؤلّف رحمه اللّه أنّه أرسل ولده «طاهر» ليأتيه بكتاب «تذكرة الفقهاء» للعلّامة الحلّي. و لا نعلم كم له من الأولاد، و كم كان عمر ناصر حينذاك؟ 21
[فترة عمره الشريف:]
بما أنّا لم نتعرّف على تاريخ ولادة المؤلّف و لا تاريخ وفاته رحمه اللّه،
فلذا من الصعب تحديد الفترة التي عاشها، إلّا أنّ هناك دلالات نعرف من خلالها العصر الّذي عاش فيه هذا السيّد البارع، و كما يلي:
1- انّه رحمه اللّه عثر على كتاب «روضة الشهداء» للمولى الحسين الواعظ الكاشفي، المتوفّى سنة «910» ه، و تاريخ تأليف الروضة هو سنة «847» ه، و ألّف كتابه هذا على منوال الروضة.
2- أشاد رحمه اللّه في كتابه هذا بالسلطان شاه إسماعيل الصفوي، المولود سنة «892» ه، و تسلّم السلطة سنة «906» ه، و قاتل شيك خان الاوزبك سنة «916» ه، و توفّي سنة «930» ه.
3- لقد زار المؤلّف مرقد أمير المؤمنين عليه السلام في سنة «921» ه 22 .
4- كتب بعض قصائده و صرّح بأن عمره كان «70» سنة 23 .
5- ألّف السجع النفيس عام 955 ه.
6- صرّح بأنّه حصل على كتاب «تذكرة الفقهاء» للعلّامة الحلّي سنة «900» ه.