کتابخانه روایات شیعه
تسلية المجالس و زينة المجالس (مقتل الحسين عليه السلام)
بالسلطان الشاه إسماعيل أبو المظفّر الصفوي 7 8 ، و في موضع ذكر غزو التتار و ما فعلوا 9 ، .....
[اسمه و نسبه الشريف:]
السيّد محمد بن أبي طالب بن أحمد بن محمد المشهور بن طاهر بن يحيى ابن ناصر بن أبي العزّ 10 الحسيني الموسوي الحائري الكركي.
[محلّ ولادته و هجرته إلى الحائر:]
حدّد المؤلّف رحمه اللّه مكان مولده قائلا:
إنّي لمّا هجرت مهاجر أبي و امّي و عمومتي و بني عمّي و مسقط رأسي و مولدي، و مصدري في الامور و موردي، و هي البلدة المشهورة بين أرباب الطريقة بالأرض المقدّسة، و هي في الحقيقة على تقوى اللّه مؤسّسة ... أعني البلدة المشهورة ب «دمشق» معدن الفجور و الغرور و الفسق. 11 ..
فحثثت ركابي عن ديارهم، و أبعدت قراري من قرارهم ... و حططت رحلي ببلاد سيّد الوصيّين، و ألقيت كلّي على إمام المتّقين، و جعلت مشهد قرّة
عينه أبي عبد اللّه موطني، و حضرته الشريفة في حياتي و مماتي مسكني و مدفني 12 .
[ما قيل في الاطراء عليه:]
كتب على ظهر النسخة ما هذا نصّه: كتاب «تسلية المجالس و زينة المجالس» تأليف السيّد الحسيب النسيب، العالم الفاضل الكامل، خلاصة البلغاء، زبدة الخطباء النصحاء الألبّاء، انموذج سلفه الطاهرين، و صفوة الفضلاء البارعين، فخر الملّة و الشريعة و الدين، محمد بن أبي طالب ... أدام اللّه أوصاله 13 .
و قال المجلسي رحمه اللّه: السيّد النجيب العالم محمد بن أبي طالب 14 .
و قال في موضع آخر: و كتاب «تسلية المجالس» مؤلّفه من سادة الأفاضل المتأخّرين 15 .
و قال السيّد إعجاز النيسابوري الكنتوري: السيّد النجيب العالم محمد بن أبي طالب 16 .
و قال الميرزا الخوانساري- ضمن كلامه عن الفقيه محمد بن أبي طالب الأسترآبادي-: ثمّ ليعلم أنّ هذا الرجل غير محمد بن أبي طالب الحسيني الحائري الّذي كان هو أيضا كما في رجال النيسابوري 17 من جملة
المشايخ 18 .
و قال السيّد محسن الأمين: في رسالة «نزهة أهل الحرمين» 19 وصفه بالعالم الجليل و السيّد الجليل 20 .
[ولده:]
صرّح المؤلّف رحمه اللّه أنّه أرسل ولده «طاهر» ليأتيه بكتاب «تذكرة الفقهاء» للعلّامة الحلّي. و لا نعلم كم له من الأولاد، و كم كان عمر ناصر حينذاك؟ 21
[فترة عمره الشريف:]
بما أنّا لم نتعرّف على تاريخ ولادة المؤلّف و لا تاريخ وفاته رحمه اللّه،
فلذا من الصعب تحديد الفترة التي عاشها، إلّا أنّ هناك دلالات نعرف من خلالها العصر الّذي عاش فيه هذا السيّد البارع، و كما يلي:
1- انّه رحمه اللّه عثر على كتاب «روضة الشهداء» للمولى الحسين الواعظ الكاشفي، المتوفّى سنة «910» ه، و تاريخ تأليف الروضة هو سنة «847» ه، و ألّف كتابه هذا على منوال الروضة.
2- أشاد رحمه اللّه في كتابه هذا بالسلطان شاه إسماعيل الصفوي، المولود سنة «892» ه، و تسلّم السلطة سنة «906» ه، و قاتل شيك خان الاوزبك سنة «916» ه، و توفّي سنة «930» ه.
3- لقد زار المؤلّف مرقد أمير المؤمنين عليه السلام في سنة «921» ه 22 .
4- كتب بعض قصائده و صرّح بأن عمره كان «70» سنة 23 .
5- ألّف السجع النفيس عام 955 ه.
6- صرّح بأنّه حصل على كتاب «تذكرة الفقهاء» للعلّامة الحلّي سنة «900» ه.
و نستنتج من هذا انّه رحمه اللّه ولد في القرن التاسع و عاش إلى أواسط القرن العاشر.
[حول الكتاب]
سفر كبير ثمين جلّه في مقتل الإمام الحسين بن علي عليهما السلام، و ثواب إظهار الجزع لمصابه و مصاب أهل بيته، و البكاء لرزيّتهم و الجلوس لعزيّتهم، و حمل سبايا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و بناته و أحفاده إلى الشام.
و قد قال مؤلّفه: إنّي بعد أن منّ اللّه عليّ بمجاورة سبط نبيّه ... أطلق لساني بمدح رسوله المصطفى، و وليّه المرتضى، و أهل بيتهما الأئمّة النجباء ... فصرت احلّي بذكرهم المنابر، و ازيّن بشكرهم المحاضر ... فقلّ أن يمضي يوم من الأيّام التي حباهم اللّه فيها بتفضيله، و نوّه بذكرهم في محكم تنزيله، إلّا و قد وضعت خطبة في فضل ذلك اليوم الشريف ... كخطبة مولد البشير النذير، و خطبة يوم الغدير و ذيّلتها بأحاديث رائقة ... و خطبة يوم السادس من شهر ذي الحجّة الّذي كان فيه تزويج البتول من صنو الرسول، و يوم نزول سورة «هل أتى» و ما في فضلهم أتى، و المجالس المشهور ب «تحفة الزوّار و منحة الأبرار» و هو مجلس ذكرت فيه ثواب زيارة سيّد الشهداء و فضل كربلاء، و كالتعزية الموسومة ب «مجرية العبرة و محزنة العترة» و هي خطبة يوم التاسع من المحرّم، و كالمجلس المشهور ب «قاطع أسباب النفاق و قامع أرباب الشقاق» و هو مجلس قلته بإذن اللّه في اليوم السادس و العشرين من ذي الحجّة ... و كالرسالة الموسومة ب «السجع النفيس في محاورة الدلام و إبليس» و غير ذلك من رسائل و خطب و أشعار تحث على اقتناء الفضائل ...
و كان ذلك يشتمل على مائتي ورقة و أكثر، أبهى من عقود اللآلئ و أبهر ...
ثمّ إنّي بعد ذلك عثرت على كتاب لبعض فصحاء اللغة الفارسيّة، و فرسان البلاغة الأعجميّة 24 ... قد رتّبه على عشرة مجالس لقيام الماتم لمصاب الغرّ الميامين من بني هاشم شهداء كربلاء ... و جعلها خاصّة بالعشر الاول من شهر محرّم الحرام ... و جعل لكلّ يوم من أيّامه مجلسا لقواعد الحزن و التعزية ....
فاستخرت اللّه سبحانه أن أنسخ على منواله في التصنيف و الترتيب، و أقتدي بأفعاله في التأليف و التهذيب، و ازيّن مجالس أهل الإيمان بمناقب سادتهم و مواليهم، و اهيّج أحزان قلوب أهل العرفان من شيعتهم و مواليهم، و احلّي أجياد اللسان العربي بدرر نظمي و نثري، و اجدّد معاهد الأشجان بنواضح بدائع فكري، و رتّبته كترتيبه، و بوّبته كتبويبه، لكن لم أقصد ترجمة كلامه، و لا سلكت مسلكه في نثاره و نظامه، و جعلته عشرة مجالس ... و لم اورد فيه من الأحاديث إلّا ما صحّحه علماؤنا، و رجّحه أعلامنا، و دوّنوه في كتبهم، و نقلوه عن أئمّتهم 25 .
[نسخة الكتاب:]