کتابخانه روایات شیعه
تسلية المجالس و زينة المجالس (مقتل الحسين عليه السلام)
«كان أحبّ الرجال إلى النبيّ عليّ، و من النساء فاطمة» 78 فوضعوا الحديث في أبي بكر و عائشة 79 ، و غرّوا الجاهل بمقالات الباطل ليدحضوا به الحقّ، و لو أردت لأوردت من أكاذيبهم و أغاليطهم، و زلفت من أباطيلهم و مخاليطهم، ما يعجز اللسان عن وصفه، و يكلّ البنان من رصفه، فأعرضت عن رقم ذلك في الدفاتر، و إن كان حاكي الكفر ليس بكافر.
شعر:
إذا ما روى الراوون ألف فضيلة
لأصحاب مولانا النبيّ محمد
يقولون هذا في الصحيحين مثبت
بخطّ الامامين الحديث يشيّد 80
و مهما روينا في عليّ فضيلة
يقولون هذا من أحاديث ملحد 81
آخر:
إذا في مجلس ذكروا عليّا
و سبطيه و فاطمة الزكيّة
يقول الحاضرون ذروا فهذا
سقيم من حديث الرافضيّة 82
فبدّل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم، و زلّة العالم كانكسار السفينة تغرق و يغرق معها غيرها، بل إذا زلّ العالم زلّ العالم، و جماعة من الفسّاق حملهم النفاق إلى أن قالوا: كان أبو بكر أشجع من عليّ 83 ، و إنّ مرحبا قتله محمد بن مسلمة 84 ، و إنّ ذا الثديّة قتل بمصر 85 ، و إنّ في أداء سورة براءة كان الأمير أبا بكر على عليّ 86 ، و ربّما قالوا: قرأها أنس بن مالك، و إنّ
محسنا ولد في حياة النبيّ صلّى اللّه عليه و آله سقطا 87 ، و إنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله قال: إنّ بني المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم من عليّ فلا آذن، ثمّ لا آذن إلّا أن يطلّق عليّ ابنتي و ينكح ابنتهم 88 ، و أسندوا إليه صلّى اللّه عليه و آله انّه قال: إنّ آل أبي طالب 89 ليسوا لي بأولياء، إنّما وليّي اللّه و صالح المؤمنين 90 ، و قالوا: إنّ صدقة النبيّ كانت بيد العبّاس فغلب عليّ العبّاس عليها، و من ركب الباطل زلّت قدمه، و كقول الجاحظ 91 : ليس إيمان علي إيمانا لأنّه آمن و هو صبيّ 92 ، و لا شجاعته بشجاعة لأنّ النبيّ صلّى اللّه
عليه و آله أخبره انّ ابن ملجم يقتله، و نسبة جماعة انّ حروبه كانت خطأ 93 ، و انّه قتل المسلمين عمدا، و قول واحد من علمائهم: إنّ الحسن قتل ابن ملجم، و كان لعلي أولاد صغار و لم يتربّص به، و قول القتيبي: أوّل خارج في الاسلام الحسين 94 .
فويل للقاسية قلوبهم من ذكر اللّه، و لعمري انّ هذا الأمر عظيم، و خطب في الاسلام جسيم، بل هو كما قال اللّه: (إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ) 95 ، فصارت الغوغاء تزعق 96 على المحدّثين و الذاكرين لأمير المؤمنين.
شعر:
إذا ما ذكرنا من عليّ فضيلة
رمينا بزنديق و بغض أبي بكر
و قال آخر:
و إن قلت عينا من عليّ تغامزوا
عليّ و قالوا قد سببت معاوية 97
(أَ فَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ وَ خَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ وَ جَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً) 98 ، و بقيت علماء الشيعة في امورهم متحيّرين، و على أنفسهم خائفين، و في الزوايا متحجّرين، بل حالهم كحال الأنبياء و المرسلين، كما حكى سبحانه عن الكافرين: (لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ) 99 ، (لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ) 100 ، (لَنُخْرِجَنَّكَ يا شُعَيْبُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا) 101 فقلت: (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ) 102 .
[في أنّ المؤلّف رحمه اللّه استوطن كربلاء]
فحثثت ركابي عن ديارهم، و أبعدت قراري من قرارهم، و استحليت البعد عن مزنهم، و استعذبت البروز 103 عن برزتهم، و حططت رحلي ببلاد سيد الوصيّين، و ألقيت كلّي 104 على إمام المتّقين، و جعلت مشهد قرّة عينه أبي عبد اللّه موطني، و حضرته الشريفة في حياتي و مماتي مسكني و مدفني، لا اريد منها
بدلا، و لا أبغي عنها حولا، ازيّن منابرها ببديع نظامي، و اسرّ محاضرها بمعاني كلامي، و اقلّد أجياد مدائحه بدرر لفظي، و ازيّن خرائد محامده بملابس وعظي، ملازما على الدعاء آناء ليلي و أطراف نهاري، و عقيب تهجّدي و تلاوتي في أسحاري، بدوام دولة من أعلى كلمة الاسلام بعد رفضها، و رفع درجة الايمان بعد خفضها، و قطع عصب النفاق بقاطع غضبه، و قمع أرباب الشقاق بسطوة حربه، و أقرّ عين جدّه المصطفى، و أبيه المرتضى، و أسخن عيون اولي الضلالة و الشقاء، و جعل الدين الحنيف يميس 105 في حلل المهابة و البهاء، و الحقّ يرفل في ميادين القوّة و العلاء.
[إشادة المؤلّف بالسلطان إسماعيل الصفوي]
فرع النبوّة، و شجرة الفتوّة، الناطق بالصدق، و الداعي إلى الحقّ، قامع كلّ ظالم، لا تأخذه في اللّه لومة لائم، عماد الدين، و عميد المؤمنين، علم الشريعة النبويّة، و مؤيّد الشيعة الاماميّة.
شعر:
علويّ النجار 106 من آل موسى
أبحر العلم و الجبال الرّواسي
هاشميّ لا من بني عبد شمس
فاطميّ لا من بني العبّاس
صاحب الأصل الراسخ، و الفرع الشامخ، و المجد الأطول، و الشرف الأعبل، قاتل الكفرة، و خاذل الفجرة، و طاهر الاسرة، و جمال العترة، السيّد الأفخر، و العنصر الأطهر، و الليث الغضنفر، زينة ولد جدّه أمير المؤمنين حيدر، و عمدة ذرّيّة السيّد الشهيد السعيد شاه حيدر، مولانا و سيّدنا السلطان الجليل شاه إسماعيل أبو المظفّر، الّذي أيّد اللّه الاسلام بعزيز نصره، و قطع دابر البهتان
بغالب أمره، و أظهر بدر الحقّ بعد خفائه، و أنار نور الصدق بعد انطفائه، و أنطق لساني بمدح سادتي و أئمّتي، و أطلق جناني بسبّ حسدتي و أعداء ملّتي.
أقطع بحدّي غراسهم، و أقلع بجدّي أساسهم، معتقدا ذلك من أفضل أعمالي، و أكمل أفعالي، الّذي أتّصل به إلى منازل السعادة الباقية، و الجنّة العالية، جعل اللّه أركان دولته في صعيد السعادة ثابتة، و دوحة سلطنته في ربوة السيادة نابتة، و أعلام النصر منصوبة على هامة رفعته، و كلل المجد مضروبة على عظمة سدته، و آيات الايمان بدوام أيّامه متلوّة، و رايات الاسلام بسديد آرائه مجلوّة، و شمس شرفه في أفلاك التأييد سائرة، و أنجم عظمته في منازل التأييد دائرة، و العكوس إلى قضايا عدوّه موجّهة، و النحوس بذكر مساوئ ضدّه منوّهة.