کتابخانه روایات شیعه
محسنا ولد في حياة النبيّ صلّى اللّه عليه و آله سقطا 87 ، و إنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله قال: إنّ بني المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم من عليّ فلا آذن، ثمّ لا آذن إلّا أن يطلّق عليّ ابنتي و ينكح ابنتهم 88 ، و أسندوا إليه صلّى اللّه عليه و آله انّه قال: إنّ آل أبي طالب 89 ليسوا لي بأولياء، إنّما وليّي اللّه و صالح المؤمنين 90 ، و قالوا: إنّ صدقة النبيّ كانت بيد العبّاس فغلب عليّ العبّاس عليها، و من ركب الباطل زلّت قدمه، و كقول الجاحظ 91 : ليس إيمان علي إيمانا لأنّه آمن و هو صبيّ 92 ، و لا شجاعته بشجاعة لأنّ النبيّ صلّى اللّه
عليه و آله أخبره انّ ابن ملجم يقتله، و نسبة جماعة انّ حروبه كانت خطأ 93 ، و انّه قتل المسلمين عمدا، و قول واحد من علمائهم: إنّ الحسن قتل ابن ملجم، و كان لعلي أولاد صغار و لم يتربّص به، و قول القتيبي: أوّل خارج في الاسلام الحسين 94 .
فويل للقاسية قلوبهم من ذكر اللّه، و لعمري انّ هذا الأمر عظيم، و خطب في الاسلام جسيم، بل هو كما قال اللّه: (إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ) 95 ، فصارت الغوغاء تزعق 96 على المحدّثين و الذاكرين لأمير المؤمنين.
شعر:
إذا ما ذكرنا من عليّ فضيلة
رمينا بزنديق و بغض أبي بكر
و قال آخر:
و إن قلت عينا من عليّ تغامزوا
عليّ و قالوا قد سببت معاوية 97
(أَ فَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ وَ خَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ وَ جَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً) 98 ، و بقيت علماء الشيعة في امورهم متحيّرين، و على أنفسهم خائفين، و في الزوايا متحجّرين، بل حالهم كحال الأنبياء و المرسلين، كما حكى سبحانه عن الكافرين: (لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ) 99 ، (لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ) 100 ، (لَنُخْرِجَنَّكَ يا شُعَيْبُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا) 101 فقلت: (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ) 102 .
[في أنّ المؤلّف رحمه اللّه استوطن كربلاء]
فحثثت ركابي عن ديارهم، و أبعدت قراري من قرارهم، و استحليت البعد عن مزنهم، و استعذبت البروز 103 عن برزتهم، و حططت رحلي ببلاد سيد الوصيّين، و ألقيت كلّي 104 على إمام المتّقين، و جعلت مشهد قرّة عينه أبي عبد اللّه موطني، و حضرته الشريفة في حياتي و مماتي مسكني و مدفني، لا اريد منها
بدلا، و لا أبغي عنها حولا، ازيّن منابرها ببديع نظامي، و اسرّ محاضرها بمعاني كلامي، و اقلّد أجياد مدائحه بدرر لفظي، و ازيّن خرائد محامده بملابس وعظي، ملازما على الدعاء آناء ليلي و أطراف نهاري، و عقيب تهجّدي و تلاوتي في أسحاري، بدوام دولة من أعلى كلمة الاسلام بعد رفضها، و رفع درجة الايمان بعد خفضها، و قطع عصب النفاق بقاطع غضبه، و قمع أرباب الشقاق بسطوة حربه، و أقرّ عين جدّه المصطفى، و أبيه المرتضى، و أسخن عيون اولي الضلالة و الشقاء، و جعل الدين الحنيف يميس 105 في حلل المهابة و البهاء، و الحقّ يرفل في ميادين القوّة و العلاء.
[إشادة المؤلّف بالسلطان إسماعيل الصفوي]
فرع النبوّة، و شجرة الفتوّة، الناطق بالصدق، و الداعي إلى الحقّ، قامع كلّ ظالم، لا تأخذه في اللّه لومة لائم، عماد الدين، و عميد المؤمنين، علم الشريعة النبويّة، و مؤيّد الشيعة الاماميّة.
شعر:
علويّ النجار 106 من آل موسى
أبحر العلم و الجبال الرّواسي
هاشميّ لا من بني عبد شمس
فاطميّ لا من بني العبّاس
صاحب الأصل الراسخ، و الفرع الشامخ، و المجد الأطول، و الشرف الأعبل، قاتل الكفرة، و خاذل الفجرة، و طاهر الاسرة، و جمال العترة، السيّد الأفخر، و العنصر الأطهر، و الليث الغضنفر، زينة ولد جدّه أمير المؤمنين حيدر، و عمدة ذرّيّة السيّد الشهيد السعيد شاه حيدر، مولانا و سيّدنا السلطان الجليل شاه إسماعيل أبو المظفّر، الّذي أيّد اللّه الاسلام بعزيز نصره، و قطع دابر البهتان
بغالب أمره، و أظهر بدر الحقّ بعد خفائه، و أنار نور الصدق بعد انطفائه، و أنطق لساني بمدح سادتي و أئمّتي، و أطلق جناني بسبّ حسدتي و أعداء ملّتي.
أقطع بحدّي غراسهم، و أقلع بجدّي أساسهم، معتقدا ذلك من أفضل أعمالي، و أكمل أفعالي، الّذي أتّصل به إلى منازل السعادة الباقية، و الجنّة العالية، جعل اللّه أركان دولته في صعيد السعادة ثابتة، و دوحة سلطنته في ربوة السيادة نابتة، و أعلام النصر منصوبة على هامة رفعته، و كلل المجد مضروبة على عظمة سدته، و آيات الايمان بدوام أيّامه متلوّة، و رايات الاسلام بسديد آرائه مجلوّة، و شمس شرفه في أفلاك التأييد سائرة، و أنجم عظمته في منازل التأييد دائرة، و العكوس إلى قضايا عدوّه موجّهة، و النحوس بذكر مساوئ ضدّه منوّهة.
اللهمّ اجعل أعداءه في قبضة أسره مأسورين، و بصارم سطوته مقهورين، و بعد الامرة مأمورين، و بعد الرفعة مدحورين، و اجعل لهم بأنفسهم شغلا شاغلا، و من أعدائهم بلاء نازلا، و اشف صدورنا بغيظهم، و أظللنا بظلّك من فيضهم، فإنّهم قد ألحدوا في آياتك، و لدنوا 107 ببيّناتك، و أهانوا أولياءك، و أعزّوا أعداءك، و راموا إطفاء أنوار الايمان، و إخفاء اعلام القرآن، و قتل ذرّيّة نبيّك سيّد المرسلين، و هضم عترة وليّك أفضل الوصيّين، و نصبوا نصاب الشرك، و أظهروا كلمة الكفر، و قصدوا المؤمنين في أنفسهم و أموالهم، و أجلبوا عليهم بخيلهم و رجالهم، و غزوهم في عقر ديارهم، و راموا قلع آثارهم، و قطع أدبارهم، و استئصال شأفتهم، و استحلال حرمتهم، و أسر ذراريهم و نسائهم، و قهر علمائهم و أعلامهم، و شنّوا عليهم الغارات، و أظهروا فيهم الترّات،
و شرّدوهم عن بلادهم، و قطعوهم عن موادّهم، و جعلوا الجزع شعارهم، و الهلع دثارهم، و تركوهم عماله يتكفكفون، و حاملين لا يعرفون، عباديد 108 في الأقطار، و متفرّقين في الأمصار، قد اخرجوا من ديارهم بغير حقّ إلّا أن يقولوا ربّنا اللّه 109 ، و اوذوا لاعتقادهم العصمة و الصدق في أولياء اللّه لا ذنب لهم إلّا حبّ أهل بيت نبيّهم الأطهار، و بغض أعدائهم الظلمة الفجّار، الّذين خالفوا نبيّك، و هضموا وليّك، و استحلّوا حقّه، و أكذبوا صدقه، و جحدوا نصّ النبيّ عليه، و وجّهوا و جهة ظلمهم إليه، و منعوا الزهراء نحلتها، و استصفوا بلغتها، و خالفوا والدها، و كذّبوا شاهدها، و قتلوا ذرّيّتها بعدها.
اللهمّ فطوّقهم أطواق لعنتك، و اقرعهم بقوارع نقمتك، و صبّ عليهم سوط عذابك، و صخّ 110 أسماعهم بصوت عقابك، و ارفع لنا عندك درجة ببغضهم، و هيّئ لنا من أمرنا رشدا 111 - بغضهم- و لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين، و نجّنا برحمتك من القوم الكافرين 112 .
اللهمّ الحظ سلطاننا بعين عنايتك، و نوّر نصره و احففه بملائكتك، و افرغ عليه منك واقية باقية، و ثبّت له قدم صدق في معارج التوفيق راقية، و اجعل له من لدنك سلطانا نصيرا، و اقسم له من مغانم ألطافك فضلا كبيرا، و ردّ أعداءه بغيظهم لن ينالوا خيرا (رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذابِ وَ الْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً) 113
فإنّه و الى أولياءك، و عادى أعداءك، و قطع فيك الأقربين، و وصل الأبعدين.
[قصيدة للمؤلّف رحمه اللّه في هجره موطنه دمشق و استقراره في كربلاء]
و لمّا استقرّت لي الدار في حضرة سيّد الشهداء، و طاب لي القرار في مقام خامس أصحاب الكساء، أردت أن أسم حبيبي بميسم العبوديّة لشريف حضرته، و أرقم اسمي في دفاتر أرقّاء خدمته، و اعطّر المجالس بنشر مناقبه، و اسرّ المجالس بذكر مراثيه، فجمعت هذا الكتاب مع قلّة بضاعتي، و ركود قريحتي، فكنت بإهدائه إلى عزيز جنابه كناقل التمر إلى هجر 114 ، و مهدي الحصى إلى الدرر، و قد روى لساني عن قلبي، و رقم بناني عن لبّي:
فارقت قوما دينهم
نصب و إلحاد و كفر
بذوي الفسوق بأرضهم
سوق و للفجّار فجر
لقضائهم في هتك دين
المصطفى ناب و ظفر
إن قلت عينا من عليّ
أظهروا حقدا و هرّوا 115
شبه الكلاب إذا عوت
فالشّرّ منهم مستمرّ
علماؤهم علماء سوء
طبعهم غدر و مكر
و رجالهم بقر إذا
ذكر الوصيّ عتوا و فرّوا
و نساؤهم بالغنج كم
من زاهد فتنوا و غرّوا
هذا و كم منزلة
بعد الغنى منهنّ فقر
كم ليلة من هجرهم
أمسى فؤادي فيه جمر
فهجرت منصرفي إذ
لي لسمع الهجر وقر
و حثثت رحلي نحو من