کتابخانه روایات شیعه
للّه درّ اليوم ما أشرفا
و درّ من كان به أعرفا
ساق إلينا فيه ربّ العلى
ما أمرض الأعداء أو أتلفا
و خصّ بالأمر عليّا و إن
بدّل من بدّل أو حرّفا
إن كان قولا كافيا فالّذي
قال بخمّ وحده قد كفى
قيل له بلّغ فمن لم يكن
مبلّغا عن ربّه ما وفى 783
عن أبي حاتم الرازي أنّ جعفر بن محمد الصادق عليه السلام قرأ (فَإِذا فَرَغْتَ) 784 من إكمال الشريعة (فَانْصَبْ) لهم عليّا إماما.
و روى النطنزي في كتابه الخصائص قال: لمّا نزل قوله: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: اللّه أكبر على إكمال الدين، و إتمام النعمة، و رضا الربّ برسالتي، و ولاية عليّ بن أبي طالب عليه السلام بعدي.
[في قوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) ]
و روي: لمّا نزل قوله: (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ) 785 أمر اللّه سبحانه أن ينادي بولاية عليّ بن أبي طالب عليه السلام، و ضاق النبي بذلك ذرعا لمعرفته بفساد قلوبهم، فأنزل سبحانه: (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) 786 الآية، ثمّ أنزل (وَ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ) 787 ثمّ أنزل (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) ، و في
هذه الآية خمس إشارات 788 : إكمال الدين، و إتمام النعمة، و رضا الرحمن، و إهانة الشيطان، و يأس الجاحدين.
و في الحديث أنّ الغدير عيد المؤمنين، و عيد اللّه الأكبر.
و عن ابن عبّاس قال: اجتمعت في ذلك اليوم- الّذي نصب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله [فيه] 789 عليّا- خمسة أعياد: الجمعة و الغدير و عيد اليهود و النصارى و المجوس، و لم يجتمع قبل ذلك قطّ.
و العلماء مطبقون على قبول هذا الخبر، و إنّما وقع الخلاف في تأويله.
ذكره محمد بن إسحاق، و أحمد البلاذري، و مسلم بن الحجّاج، و أبو إسحاق الثعلبي، و أحمد بن حنبل من أربعين طريقا 790 .
[رواة حديث الغدير]
و ذكر عن الصاحب كافي الكفاة رحمه اللّه أنّه قال: روى لنا قصّة غدير خم القاضي أبو بكر الجعابي عن أبي بكر، و عمر، و عثمان، و عليّ، و طلحة،
و الزبير، و الحسن، و الحسين، و عبد اللّه بن جعفر، و عبّاس بن عبد المطّلب، و عبد اللّه بن عبّاس، و أبي ذرّ، و سلمان، و عبد الرحمن، و أبي برزة الأسلمي، و سهل بن حنيف، إلى أن عدّ قريبا من مائة من أكابر الصحابة.
و من النساء قد رواه: فاطمة الزهراء، و عائشة، و أمّ سلمة، و أمّ هانئ بنت أبي طالب، و فاطمة بنت حمزة.
و الغدير بين مكّة و المدينة في واد يقال له وادي الأراك، و هو على أربعة أميال من الجحفة عند شجرات خمس دوحات عظام.
الصادق عليه السلام: تعطى حقوق الناس بشهادة عدلين 791 ، و ما اعطي عليّ حقّه بشهادة عشرة آلاف نفس [- يعني الغدير-] 792 793 .
فضائل أحمد بن حنبل و أحاديث أبي بكر بن مالك و إبانة ابن بطّة و كشف الثعلبي عن البراء، قال: لمّا أقبلنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في حجّة الوداع كنّا بغدير خمّ، فنادى صلّى اللّه عليه و آله: [انّ] 794 الصلاة جامعة، فكسح النبي صلّى اللّه عليه و آله بين 795 شجرتين، و أخذ بيد عليّ، و قال: أ لست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟
قالوا: بلى، يا رسول اللّه.
ثمّ قال: أ لست أولى من كلّ مؤمن بنفسه؟
قالوا: بلى، يا رسول اللّه.
فقال: هذا مولى من أنا مولاه، اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه.
[قول عمر بن الخطّاب لعليّ عليه السلام: أصبحت مولاي]
قال: فلقيه عمر بن الخطّاب، فقال: هنيئا لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولاي و مولى كلّ مؤمن و مؤمنة.
و روي هذا الحديث من عدّة طرق عن عمر بن الخطّاب.
السمعاني في فضائل الصحابة 796 : قيل لعمر بن الخطّاب: إنّا نراك تصنع بعليّ شيئا لا تصنعه بأحد من أصحاب النبيّ؟!
قال: لأنّه مولاي 797 .
فقد أجرى اللّه الحقّ على لسانه، و لكن كان باطنه بخلاف ظاهره.
روى معاوية بن عمّار، عن الصادق عليه السلام في خبر قال: لمّا قال النبي: من كنت مولاه فعليّ مولاه، قال العدويّ: لا و اللّه ما أمره بهذا، و ما هو إلّا شيء تقوّله، فأنزل اللّه سبحانه (وَ لَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ - إلى قوله- عَلَى الْكافِرِينَ) 798 يعني محمدا، و قوله: (وَ إِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ) 799
يعني عليّا 800 .
فهذا الحديث عن الصادق عليه السلام يؤيّد ما قلناه من فساد باطنه.
[أقاويل المنافقين في ولاية عليّ عليه السلام]
حسّان الجمّال، عن أبي عبد اللّه عليه السلام في خبر أنّ المنافقين لمّا رأوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و آله رافعا يد عليّ، قال بعضهم لبعض:
انظروا عينيه كأنّهما عينا مجنون، فنزل جبرئيل بهذه الآية: (وَ إِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَ يَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ) 801 802 .
عبد العظيم الحسني: عن الصادق عليه السلام في خبر: قال رجل 803 من بني عديّ: اجتمعت إليّ قريش، فأتينا النبيّ صلّى اللّه عليه و آله، فقالوا: يا رسول اللّه، إنّا تركنا عبادة الأوثان و اتّبعناك، فأشركنا في ولاية عليّ عليه السلام، فهبط جبرئيل عليه السلام على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و قال:
(لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) 804 .
قال الرجل: فضاق صدري، فخرجت هاربا لما أصابني من الجاهد، فإذا أنا بفارس قد تلقّاني على فرس أشقر، عليه عمامة صفراء، تفوح منه رائحة المسك، و قال لي: يا رجل، لقد عقد محمد عقدة لا يحلّها إلّا كافر أو منافق.
[قال:] 805 فأتيت النبيّ صلّى اللّه عليه و آله فأخبرته، فقال: هل عرفت الفارس؟ ذاك جبرئيل عليه السلام عرض عليك 806 الولاية، إن حللتم أو شككتم كنت خصمكم يوم القيامة 807 .
الباقر عليه السلام قال: قام ابن هند و تمطّى 808 و خرج مغضبا واضعا يمينه على عبد اللّه بن قيس الأشعري، و يساره على المغيرة بن شعبة، و هو يقول: و اللّه لا نصدّق محمدا على مقالته، و لا نقرّ لعليّ بولايته، فنزل (فَلا صَدَّقَ وَ لا صَلَّى) 809 الآيات، فهمّ به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أن يردّه و يقتله.
فقال جبرئيل: (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ) 810 فسكت [عنه] 811 رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله 812 .
و روى الشيخ الطوسي و أبو علي الطبرسي في تفسيرهما 813 بإسناد متّصل بالامام الصادق عليه السلام قال: لمّا نصب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله عليّا علما يوم غدير خمّ، و قال: من كنت مولاه فعليّ مولاه، و طار ذلك في البلاد،
فقدم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله النعمان بن الحارث الفهري 814 ، فقال: يا محمد، أمرتنا عن اللّه أن نشهد أن لا إله إلّا اللّه، و أنّك رسول اللّه، و أمرتنا بالجهاد و الصوم و الصلاة و الزكاة فقبلنا، ثم لم ترض حتى فضّلت هذا الغلام، فقلت: من كنت مولاه فعليّ مولاه، فهذا شيء منك أو أمر من اللّه؟
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: و اللّه الذي لا إله إلّا هو انّ هذا من اللّه.
فولّى النعمان بن الحارث و هو يقول: (اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ) 815 فرماه اللّه بحجر على رأسه فقتله، و أنزل اللّه تعالى (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعارِجِ) 816 817 .
و روي أنّه في الحال قام يريد راحلته فرماه اللّه بحجر قبل أن يصل إليها.
و روي أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لمّا فرغ من غدير خمّ و تفرّق الناس اجتمع نفر من قريش يتأسّفون على ما جرى، فمرّ بهم ضبّ، فقال بعضهم: