کتابخانه روایات شیعه
هذه الآية خمس إشارات 788 : إكمال الدين، و إتمام النعمة، و رضا الرحمن، و إهانة الشيطان، و يأس الجاحدين.
و في الحديث أنّ الغدير عيد المؤمنين، و عيد اللّه الأكبر.
و عن ابن عبّاس قال: اجتمعت في ذلك اليوم- الّذي نصب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله [فيه] 789 عليّا- خمسة أعياد: الجمعة و الغدير و عيد اليهود و النصارى و المجوس، و لم يجتمع قبل ذلك قطّ.
و العلماء مطبقون على قبول هذا الخبر، و إنّما وقع الخلاف في تأويله.
ذكره محمد بن إسحاق، و أحمد البلاذري، و مسلم بن الحجّاج، و أبو إسحاق الثعلبي، و أحمد بن حنبل من أربعين طريقا 790 .
[رواة حديث الغدير]
و ذكر عن الصاحب كافي الكفاة رحمه اللّه أنّه قال: روى لنا قصّة غدير خم القاضي أبو بكر الجعابي عن أبي بكر، و عمر، و عثمان، و عليّ، و طلحة،
و الزبير، و الحسن، و الحسين، و عبد اللّه بن جعفر، و عبّاس بن عبد المطّلب، و عبد اللّه بن عبّاس، و أبي ذرّ، و سلمان، و عبد الرحمن، و أبي برزة الأسلمي، و سهل بن حنيف، إلى أن عدّ قريبا من مائة من أكابر الصحابة.
و من النساء قد رواه: فاطمة الزهراء، و عائشة، و أمّ سلمة، و أمّ هانئ بنت أبي طالب، و فاطمة بنت حمزة.
و الغدير بين مكّة و المدينة في واد يقال له وادي الأراك، و هو على أربعة أميال من الجحفة عند شجرات خمس دوحات عظام.
الصادق عليه السلام: تعطى حقوق الناس بشهادة عدلين 791 ، و ما اعطي عليّ حقّه بشهادة عشرة آلاف نفس [- يعني الغدير-] 792 793 .
فضائل أحمد بن حنبل و أحاديث أبي بكر بن مالك و إبانة ابن بطّة و كشف الثعلبي عن البراء، قال: لمّا أقبلنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في حجّة الوداع كنّا بغدير خمّ، فنادى صلّى اللّه عليه و آله: [انّ] 794 الصلاة جامعة، فكسح النبي صلّى اللّه عليه و آله بين 795 شجرتين، و أخذ بيد عليّ، و قال: أ لست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟
قالوا: بلى، يا رسول اللّه.
ثمّ قال: أ لست أولى من كلّ مؤمن بنفسه؟
قالوا: بلى، يا رسول اللّه.
فقال: هذا مولى من أنا مولاه، اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه.
[قول عمر بن الخطّاب لعليّ عليه السلام: أصبحت مولاي]
قال: فلقيه عمر بن الخطّاب، فقال: هنيئا لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولاي و مولى كلّ مؤمن و مؤمنة.
و روي هذا الحديث من عدّة طرق عن عمر بن الخطّاب.
السمعاني في فضائل الصحابة 796 : قيل لعمر بن الخطّاب: إنّا نراك تصنع بعليّ شيئا لا تصنعه بأحد من أصحاب النبيّ؟!
قال: لأنّه مولاي 797 .
فقد أجرى اللّه الحقّ على لسانه، و لكن كان باطنه بخلاف ظاهره.
روى معاوية بن عمّار، عن الصادق عليه السلام في خبر قال: لمّا قال النبي: من كنت مولاه فعليّ مولاه، قال العدويّ: لا و اللّه ما أمره بهذا، و ما هو إلّا شيء تقوّله، فأنزل اللّه سبحانه (وَ لَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ - إلى قوله- عَلَى الْكافِرِينَ) 798 يعني محمدا، و قوله: (وَ إِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ) 799
يعني عليّا 800 .
فهذا الحديث عن الصادق عليه السلام يؤيّد ما قلناه من فساد باطنه.
[أقاويل المنافقين في ولاية عليّ عليه السلام]
حسّان الجمّال، عن أبي عبد اللّه عليه السلام في خبر أنّ المنافقين لمّا رأوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و آله رافعا يد عليّ، قال بعضهم لبعض:
انظروا عينيه كأنّهما عينا مجنون، فنزل جبرئيل بهذه الآية: (وَ إِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَ يَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ) 801 802 .
عبد العظيم الحسني: عن الصادق عليه السلام في خبر: قال رجل 803 من بني عديّ: اجتمعت إليّ قريش، فأتينا النبيّ صلّى اللّه عليه و آله، فقالوا: يا رسول اللّه، إنّا تركنا عبادة الأوثان و اتّبعناك، فأشركنا في ولاية عليّ عليه السلام، فهبط جبرئيل عليه السلام على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و قال:
(لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) 804 .
قال الرجل: فضاق صدري، فخرجت هاربا لما أصابني من الجاهد، فإذا أنا بفارس قد تلقّاني على فرس أشقر، عليه عمامة صفراء، تفوح منه رائحة المسك، و قال لي: يا رجل، لقد عقد محمد عقدة لا يحلّها إلّا كافر أو منافق.
[قال:] 805 فأتيت النبيّ صلّى اللّه عليه و آله فأخبرته، فقال: هل عرفت الفارس؟ ذاك جبرئيل عليه السلام عرض عليك 806 الولاية، إن حللتم أو شككتم كنت خصمكم يوم القيامة 807 .
الباقر عليه السلام قال: قام ابن هند و تمطّى 808 و خرج مغضبا واضعا يمينه على عبد اللّه بن قيس الأشعري، و يساره على المغيرة بن شعبة، و هو يقول: و اللّه لا نصدّق محمدا على مقالته، و لا نقرّ لعليّ بولايته، فنزل (فَلا صَدَّقَ وَ لا صَلَّى) 809 الآيات، فهمّ به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أن يردّه و يقتله.
فقال جبرئيل: (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ) 810 فسكت [عنه] 811 رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله 812 .
و روى الشيخ الطوسي و أبو علي الطبرسي في تفسيرهما 813 بإسناد متّصل بالامام الصادق عليه السلام قال: لمّا نصب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله عليّا علما يوم غدير خمّ، و قال: من كنت مولاه فعليّ مولاه، و طار ذلك في البلاد،
فقدم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله النعمان بن الحارث الفهري 814 ، فقال: يا محمد، أمرتنا عن اللّه أن نشهد أن لا إله إلّا اللّه، و أنّك رسول اللّه، و أمرتنا بالجهاد و الصوم و الصلاة و الزكاة فقبلنا، ثم لم ترض حتى فضّلت هذا الغلام، فقلت: من كنت مولاه فعليّ مولاه، فهذا شيء منك أو أمر من اللّه؟
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: و اللّه الذي لا إله إلّا هو انّ هذا من اللّه.
فولّى النعمان بن الحارث و هو يقول: (اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ) 815 فرماه اللّه بحجر على رأسه فقتله، و أنزل اللّه تعالى (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعارِجِ) 816 817 .
و روي أنّه في الحال قام يريد راحلته فرماه اللّه بحجر قبل أن يصل إليها.
و روي أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لمّا فرغ من غدير خمّ و تفرّق الناس اجتمع نفر من قريش يتأسّفون على ما جرى، فمرّ بهم ضبّ، فقال بعضهم:
ليت محمدا أمّر علينا هذا الضبّ دون عليّ.
فسمع ذلك أبو ذرّ، فحكى ذلك لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فبعث إليهم و أحضرهم، و أعرض عليهم مقالهم، فأنكروا و حلفوا، فأنزل سبحانه تعالى:
(يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا) 818 الآية.
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: ما أظلّت الخضراء، و لا أقلّت الغبراء، الخبر.
و في رواية أبي بصير، عن الصادق عليه السلام: أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله قال: نزل عليّ جبرائيل و أخبرني أنّه يؤتى يوم القيامة بقوم إمامهم ضبّ، فانظروا ألّا تكونوا اولئك، فأنزل سبحانه: (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) 819 820 .
[أنّ يوم الغدير في السماء أشهر منه في الأرض]