کتابخانه روایات شیعه
فقال: هذا مولى من أنا مولاه، اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه.
[قول عمر بن الخطّاب لعليّ عليه السلام: أصبحت مولاي]
قال: فلقيه عمر بن الخطّاب، فقال: هنيئا لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولاي و مولى كلّ مؤمن و مؤمنة.
و روي هذا الحديث من عدّة طرق عن عمر بن الخطّاب.
السمعاني في فضائل الصحابة 796 : قيل لعمر بن الخطّاب: إنّا نراك تصنع بعليّ شيئا لا تصنعه بأحد من أصحاب النبيّ؟!
قال: لأنّه مولاي 797 .
فقد أجرى اللّه الحقّ على لسانه، و لكن كان باطنه بخلاف ظاهره.
روى معاوية بن عمّار، عن الصادق عليه السلام في خبر قال: لمّا قال النبي: من كنت مولاه فعليّ مولاه، قال العدويّ: لا و اللّه ما أمره بهذا، و ما هو إلّا شيء تقوّله، فأنزل اللّه سبحانه (وَ لَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ - إلى قوله- عَلَى الْكافِرِينَ) 798 يعني محمدا، و قوله: (وَ إِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ) 799
يعني عليّا 800 .
فهذا الحديث عن الصادق عليه السلام يؤيّد ما قلناه من فساد باطنه.
[أقاويل المنافقين في ولاية عليّ عليه السلام]
حسّان الجمّال، عن أبي عبد اللّه عليه السلام في خبر أنّ المنافقين لمّا رأوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و آله رافعا يد عليّ، قال بعضهم لبعض:
انظروا عينيه كأنّهما عينا مجنون، فنزل جبرئيل بهذه الآية: (وَ إِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَ يَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ) 801 802 .
عبد العظيم الحسني: عن الصادق عليه السلام في خبر: قال رجل 803 من بني عديّ: اجتمعت إليّ قريش، فأتينا النبيّ صلّى اللّه عليه و آله، فقالوا: يا رسول اللّه، إنّا تركنا عبادة الأوثان و اتّبعناك، فأشركنا في ولاية عليّ عليه السلام، فهبط جبرئيل عليه السلام على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و قال:
(لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) 804 .
قال الرجل: فضاق صدري، فخرجت هاربا لما أصابني من الجاهد، فإذا أنا بفارس قد تلقّاني على فرس أشقر، عليه عمامة صفراء، تفوح منه رائحة المسك، و قال لي: يا رجل، لقد عقد محمد عقدة لا يحلّها إلّا كافر أو منافق.
[قال:] 805 فأتيت النبيّ صلّى اللّه عليه و آله فأخبرته، فقال: هل عرفت الفارس؟ ذاك جبرئيل عليه السلام عرض عليك 806 الولاية، إن حللتم أو شككتم كنت خصمكم يوم القيامة 807 .
الباقر عليه السلام قال: قام ابن هند و تمطّى 808 و خرج مغضبا واضعا يمينه على عبد اللّه بن قيس الأشعري، و يساره على المغيرة بن شعبة، و هو يقول: و اللّه لا نصدّق محمدا على مقالته، و لا نقرّ لعليّ بولايته، فنزل (فَلا صَدَّقَ وَ لا صَلَّى) 809 الآيات، فهمّ به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أن يردّه و يقتله.
فقال جبرئيل: (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ) 810 فسكت [عنه] 811 رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله 812 .
و روى الشيخ الطوسي و أبو علي الطبرسي في تفسيرهما 813 بإسناد متّصل بالامام الصادق عليه السلام قال: لمّا نصب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله عليّا علما يوم غدير خمّ، و قال: من كنت مولاه فعليّ مولاه، و طار ذلك في البلاد،
فقدم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله النعمان بن الحارث الفهري 814 ، فقال: يا محمد، أمرتنا عن اللّه أن نشهد أن لا إله إلّا اللّه، و أنّك رسول اللّه، و أمرتنا بالجهاد و الصوم و الصلاة و الزكاة فقبلنا، ثم لم ترض حتى فضّلت هذا الغلام، فقلت: من كنت مولاه فعليّ مولاه، فهذا شيء منك أو أمر من اللّه؟
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: و اللّه الذي لا إله إلّا هو انّ هذا من اللّه.
فولّى النعمان بن الحارث و هو يقول: (اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ) 815 فرماه اللّه بحجر على رأسه فقتله، و أنزل اللّه تعالى (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعارِجِ) 816 817 .
و روي أنّه في الحال قام يريد راحلته فرماه اللّه بحجر قبل أن يصل إليها.
و روي أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لمّا فرغ من غدير خمّ و تفرّق الناس اجتمع نفر من قريش يتأسّفون على ما جرى، فمرّ بهم ضبّ، فقال بعضهم:
ليت محمدا أمّر علينا هذا الضبّ دون عليّ.
فسمع ذلك أبو ذرّ، فحكى ذلك لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فبعث إليهم و أحضرهم، و أعرض عليهم مقالهم، فأنكروا و حلفوا، فأنزل سبحانه تعالى:
(يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا) 818 الآية.
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: ما أظلّت الخضراء، و لا أقلّت الغبراء، الخبر.
و في رواية أبي بصير، عن الصادق عليه السلام: أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله قال: نزل عليّ جبرائيل و أخبرني أنّه يؤتى يوم القيامة بقوم إمامهم ضبّ، فانظروا ألّا تكونوا اولئك، فأنزل سبحانه: (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) 819 820 .
[أنّ يوم الغدير في السماء أشهر منه في الأرض]
و روى شيخنا أبو جعفر الطوسي رضي اللّه عنه في أماليه عن أحمد [بن محمد] 821 بن نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنّه قال: حدّثني أبي، عن أبيه أنّ يوم الغدير في السماء أشهر منه في الأرض، إنّ للّه سبحانه في الفردوس قصرا لبنة من فضّة، و لبنة من ذهب، فيه مائة ألف خيمة من ياقوتة حمراء 822 ، و مائة ألف خيمة من ياقوتة خضراء، ترابه المسك و العنبر، فيه أربعة أنهار: نهر من خمر، و نهر من ماء، و نهر من لبن، و نهر من عسل، حواليه أشجار جميع الفواكه، عليها 823 طيور أبدانها من لؤلؤ، و أجنحتها من ياقوت، تصوّت بأنواع الأصوات، إذا كان يوم الغدير ورد إلى ذلك القصر أهل السماوات يسبّحون اللّه
و يقدّسونه و يهلّلونه، فتطاير تلك الطيور فتقع في ذلك الماء، و تتمرّغ على ذلك المسك و العنبر، فإذا اجتمعت الملائكة طارت فتنفض ذلك عليهم، و انّهم في ذلك [اليوم] 824 ليتهادون نثار فاطمة عليها السلام، فإذا كان آخر اليوم نودوا:
انصرفوا إلى مراتبكم فقد أمنتم من الخطر و الزلل إلى قابل في هذا اليوم تكرمة لمحمد و عليّ، الخبر 825 .
[زيارة المؤلّف رحمه اللّه لمرقد أمير المؤمنين عليه السلام]
و في سنة أحد و عشرين و تسعمائة زرت مشهده الشريف صلوات اللّه عليه و كان اللّه سبحانه قد ألقى على لساني خطبة جليلة، و كلمات فصيحة في فضله صلوات اللّه عليه و ذمّ أعدائه، و أوردت في أثنائها خطبة النبي صلّى اللّه عليه و آله يوم الغدير 826 ، و الخطبة الّتي من كلام أمير المؤمنين عليه السلام الّتي أوردها شيخنا أبو جعفر الطوسي في مصباحه الكبير 827 ، و ضممتها ألفاظا رائقة،
و استعارات شائقة، يطرب لها المؤمن التّقيّ، و يصدر عنها المنافق الشقيّ، فخطبت بها في ذلك اليوم الشريف في مشهده صلوات اللّه عليه تجاه ضريحه في جمع لا يحصى كثرة، و أحببت إيرادها في هذا المجموع لتكون تذكرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد.
[الخطبة]
الحمد للّه الّذي ثبّت بكلمة التوفيق قواعد عقائدنا، و أثبت في صحائف التصديق دلائل معارفنا، و ذلّل لقلوبنا سلوك مشارع الايمان في مواردنا و مصادرنا، و سهّل لنفوسنا حزونة شرائع العرفان بقدم صدقنا و استقامتنا، و خاطبنا ببيان عنايته: