کتابخانه روایات شیعه
تسلية المجالس و زينة المجالس (مقتل الحسين عليه السلام)
فو اللّه ما أنساك أحمد ما مشت 916
بي العيس 917 في أرض و جاوزت واديا
و كنت متى أهبط من الأرض تلعة 918
أرى 919 أثرا منه جديدا و باليا
شجاع تشطّ 920 الخيل عنه كأنّما
يرين به ليثا عليهنّ عاديا 921
[و له عليه السلام:] 922
ألا يا رسول اللّه كنت حمى لنا 923
و كنت بنا برّا و لم تك جافيا
و كأن على قلبي لذكر محمد
و ما جيب 924 من بعد النبي المكاويا
أ فاطم صلّى اللّه ربّ محمّد
على جدث أمسى بيثرب ثاويا
فدى لرسول اللّه امّي و خالتي
و عمّي و زوجي 925 ثمّ نفسي و خاليا
فلو أنّ ربّ العرش أبقاك بيننا
سعدنا و لكن أمره كان ماضيا
عليك من اللّه السلام تحيّة
و ادخلت جنّات من العدن راضيا 926
و قالت الزهراء صلوات اللّه عليها:
قل للمغيّب تحت أطباق الثرى
إن كنت تسمع صرختي و ندائيا
صبّت عليّ مصائب لو أنّها
صبّت على الأيّام عدن 927 لياليا
قد كنت ذات حمى بظلّ محمد
لا أخش من ضيم و كان جماليا
فاليوم أخشع للذليل و أتّقي
ضيمي و أدفع ظالمي بردائيا
فإذا بكت قمريّة في ليلها
شجنا على غصن بكيت صباحيا
[ فلأجعلنّ الحزن بعدك مؤنسي ] 928
و لأجعلنّ الدمع فيك وشاحيا 929
ما ذا على من شمّ تربة أحمد
ألّا يشمّ مدى الزمان غواليا 930
و لها صلوات اللّه عليها:
كنت السواد لمقلتي
يبكي عليك الناظر
من شاء بعدك فليمت
فعليك كنت احاذر 931
و قالت أمّ سلمة:
فجعنا 932 بالنبيّ و كان فينا
إمام كرامة نعم الإمام
و كان قوامنا و الرأس منّا
فنحن اليوم ليس لنا قوام
ننوح و نشتكي ما قد لقينا
و يشكو فقدك البلد الحرام
فلا تبعد فكلّ فتى كريم
سيدركه و إن كره 933 الحمام 934
[صفيّة بنت عبد المطّلب و حسّان بن ثابت يرثيان النبيّ صلّى اللّه عليه و آله]
و قالت صفيّة بنت عبد المطّلب 935 :
يا عين جودي بدمع منك منحدر
و لا تملّي و ابكي 936 سيّد البشر
ابكي 937 الرسول فقد هدّت مصيبته
جميع قومي و أهل البدو و الحضر
و لا تملّي بكاك الدهر معولة
عليه ما غرّد القمريّ في السحر 938 939
و قال حسّان:
إنّ الرزيّة لا رزيّة مثلها
ميّت بطيبة مثله لم يفقد
ميّت بطيبة أشرقت بحياته
ظلم البلاد لمتهم أو منجد
و الكوكب الدرّي أصبح آفلا
بالنور بعد تبلّج و تصعّد
للّه ما ضمّت 940 حفيرة قبره
منه و ما فقدت سواري المسجد 941
الكافي: اجتمعت نسوة بني هاشم، و جعلن يذكرن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله، فقالت فاطمة عليها السلام: اتركن التعداد و عليكنّ بالدعاء.
و قالت فاطمة: قال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله لعليّ: يا عليّ، من اصيب بمصيبة فليذكر مصيبته بي فإنّها من أعظم المصائب 942 .
[أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله أوصى عليّا عليه السلام بأن لا يغسّله غيره]
روى يزيد بن بلال، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: أوصى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: أن لا يغسّله أحد غيري، فإنّه لا يرى أحد عورته إلّا طمست عيناه.
قال: فما أتناول عضوا إلّا كان كأنّما نقله ثلاثون رجلا 943 حتى فرغت من غسله 944 .
و روي أنّه لمّا أراد أمير المؤمنين تغسيله استدعى الفضل بن العبّاس ليعينه، و كان مشدود العينين، و قد أمره أمير المؤمنين عليه السلام [بذلك] 945 إشفاقا عليه من العمى 946 .
[المناجاة]
يا من جمال جلاله منزّه عن التغيير و الزوال، و يا من دوام كماله مقدّس عن الحدوث و الانتقال، و يا من جلّ في ذاته و صفاته عن المعاني و الأحوال.
و يا من دلّ بافتقار مخلوقاته على انّه الكبير المتعال.
سبحانك من قاهر تردّى بالجبروت و الكبرياء، و تعاليت من قادر لا
يعجزه شيء في الأرض و لا في السماء، لا تشارك في وجوب وجودك، و لا تضاهى في فضلك وجودك، و لا يخرج عن سلطانك قويّ و لا ضعيف، و لا يفلت من قبضتك دنيّ و لا شريف، و لا يخرج عن إحصائك وفيّ و لا طفيف، أنت الظاهر ببديع قدرتك، القاهر بعموم ربوبيّتك، حكمت بالموت، و قضيت بالفوت، فلا رادّ لقضائك، و لا مفرّ من بلائك.
سبحانك أخرجتنا من عالم الغيب إلى عالم الشهادة، و قضيت لنا في دار بلائك بالحسنى و زيادة، و جعلت لنا أرضك فراشا، و سخّرت لنا من رزقك معاشا، و ركبت فينا أدوات معرفتك، و آلات عبادتك، من عقول كاملة، و أركان عاملة، و جوارح مطيعة، و قوى مستطيعة.
و أودعت في أجسادنا من عجائب حكمتك، و غرائب صنعتك، أعدل شاهد على وحدانيّتك، و أكبر دالّ على فردانيّتك، من آلات بسط و قبض، و رفع و خفض، و حركة و سكون، و ظهور و بطون، و طبائع مصرفة، و قوى مختلفة، من باصرة و سامعة، و مفرّقة و جامعة، و ماسكة و دافعة، و موصلة و مانعة، و ذاكرة و حافظة، و ذائقة و لافظة.
و نصبت لنا من خواصّك أعلاما جعلت قلوبها مواطن حبّك، و معادن قربك، لما فازت بالدرجة العليّة من فيضان عنايتك، و شربت بالكأس الرويّة من شراب محبّتك، أطربها بلبل دوح عرفانك تشتهي نغمته، و أرقّها صوت مجيد فرقانك بفصيح كلمته، فطالعت جلال جمالك بأبصار بصائرها، و شاهدت أنوار تجلّيات عظمتك بأفكار سرائرها، فجرت في مضمار عشقها إلى حضيرة قدسك، و سلكت بقدم صدقها إلى مقام انسك، لم تقصر قواها عن الترقّي في مدارج السلوك بتوفيقك و تأييدك، و لم تختلجها عوارض الشكوك بإرشادك
و تسديدك، حتى إذا وردت من عين اليقين وردا و صدرا، و كشف بها الحقّ المبين عن غوامض أسراره حجابا و سترا، و صار المحبّ حبيبا، و الطالب مطلوبا.
جعلتهم معادن علمك، و مواضع حكمك، و تراجمة وحيك، و سفرة أمرك، و عصمتهم من كلّ عيب، و نزّهتهم من كلّ ريب، و توّجتهم بتاج عنايتك، و أفرغت عليهم خلع كرامتك، و أسريت بهاديهم إلى الصفيح الأعلى، و سموت بساميهم إلى المقام الأدنى، و أطلعته على أسرار ملكوتك، و شرّفته بخطاب حضرة جبروتك، و وسمته بخاتم النبيّين، و سمّيته بأحمد و محمد و طه و ياسين، و جعلته أفضل أهل السماوات و أهل الأرضين، و أيّدته بوليّك سيّد الوصيّين، و فرضت ولاءها و ولاء أهل بيتهما على عبادك أجمعين، فقلت: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) 947 .
فمن سلك سبيلهم، و اقتفى دليلهم، فهو ممّن ألحقته جناح رحمتك، و أورثته نعيم جنّتك، و رقمت اسمه في جرائد المنتجبين من خواصّك، و أثبتّ و سمه في صحائف الموسومين بإخلاصك.
و من تولّى عن أمرهم، و أنكر عنهم برّهم، و توالى من جرت عليه نعمتهم، و عظمت لديه مننهم، و استطال على الناس برفيع مجدهم، و اشتهر بالباس بغرار حسدهم، و تاه في ظلمة ضلالته، و غرق في لجّة جهالته، فهو ممّن قلت فيه: