کتابخانه روایات شیعه
عينا- الحديث- فحنّكه رسول اللّه بريقه، و أذّن في اذنه اليمنى، و أقام في اليسرى، فعرف الشهادتين و ولد على الفطرة 995 .
و روي أنّه لمّا ولد [عليّ عليه السلام] 996 أخذ أبو طالب بيد فاطمة- و عليّ على صدره- و خرج ليلا إلى الأبطح و نادى:
يا ربّ هذا الغسق الدجيّ
و القمر المبتلج المضيّ
بيّن لنا من حكمك المقضيّ
[ ما ذا ترى في اسم ذا الصبيّ؟ ] 997
قال: فجاء شيء كالسحاب يدبّ على وجه الأرض حتى حصل في صدر أبي طالب فضمّه مع عليّ إلى صدره، فلمّا أصبح إذا هو بلوح أخضر فيه مكتوب:
خصصتما بالولد الزكيّ
و الطاهر المنتجب الرضيّ
فاسمه من شامخ عليّ
عليّ اشتقّ من العليّ 998
قال: فعلّق 999 اللوح في الكعبة، و ما زال هناك حتى أخذه هشام بن عبد الملك لعنه اللّه، و إجماع أهل البيت أنّه ولد في الزاوية اليمنى في الكعبة، فالولد الطاهر من النسل الطاهر، ولد في الموضع الطاهر، فأين توجد هذه
الكرامة لغيره؟ فأشرف البقاع الحرم، و أشرف الحرم المسجد، و أشرف [بقاع] 1000 المسجد الكعبة، و لم يولد فيه مولود سواه، فالمولود فيه يكون في غاية الشرف، و ليس المولود في سيّد الأيّام يوم الجمعة في الشهر الحرام في البيت الحرام سوى أمير المؤمنين عليه السلام 1001 .
و أجمع أهل البيت بأدلّة قاطعة بأنّه معصوم، و أجمع الناس انّه لم يشرك باللّه أبدا، و انّه بايع 1002 النبيّ في صغره و ترك أبويه.
و روى جابر رضي اللّه عنه، عن النبي صلّى اللّه عليه و آله قال: ثلاثة لم يكفروا باللّه 1003 طرفة عين: مؤمن آل يس، و عليّ بن أبي طالب، و آسية امرأة فرعون 1004 .
[أمير المؤمنين عليه السلام يقضي في رجل زنى مرّة بعد مرّة]
و روي أنّه اعترف رجل [محصن] 1005 عند أمير المؤمنين عليه السلام أنّه زنا مرّة بعد مرّة و أمير المؤمنين يتغافل عنه حتى اعترف الرابعة، فأمر صلوات اللّه عليه بحبسه، ثمّ نادى في الناس، ثم أخرجه بالغلس 1006 ، ثمّ حفر له حفيرة و وضعه فيها، ثمّ نادى: أيّها الناس، هذه حقوق اللّه لا يطلبها من كان عليه مثلها، فانصرفوا ما خلا عليّ بن أبي طالب و الحسن و الحسين صلوات اللّه عليهم 1007 .
و في التهذيب انّ محمد بن الحنفية كان ممّن رجع 1008 .
و كان أمير المؤمنين ممّن وصفه اللّه تعالى (وَ اجْنُبْنِي وَ بَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ) 1009 ثم قال: (وَ مِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ) 1010 ، فنظرنا في أمر الظالم فإذا الامّة قد فسّروه انّه عابد الأصنام، و انّ من عبدها فقد لزمه الذلّ، و قد نفى اللّه أن يكون الظالم إماما 1011 لقوله: (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) 1012 .
و وجدنا العامّة بأسرهم إذا ذكروا عليّا قالوا: كرّم اللّه وجهه، و أجروا ذلك على ألسنتهم، يعنون بذلك: عن عبادة الأصنام 1013 .
[ديك الجنّ 1014 :]
شرفي محبّة معشر
شرّفوا بسورة هل أتى
و ولاي من في فتكه
سمّاه ذو العرش الفتى
لم يعبد الأصنام قطّ
و لا ألام و لا عتا
ثبتا إذا قدما سواه
إلى المهاوي زلّتا
ثقل الهدى و كتابه
بعد النبيّ تشتّتا
وا حسرتا من ذلّهم
و خضوعهم وا حسرتا
طالت حياة عدوّهم
حتّى متى و إلى متى؟
[أنّ أمير المؤمنين عليه السلام لم يشرب الخمر حتى قبل تحريمها]
ثمّ انّه صلوات اللّه عليه لم يشرب الخمر قطّ، و لم يأكل ما ذبح على النصب، و غير ذلك من الفسوق و قريش ملوّثون بها 1015 .
روى قتادة، عن الحسن البصري، قال: اجتمع علي و عثمان بن مظعون و أبو طلحة و أبو عبيدة و معاذ بن جبل و سهيل بن بيضاء و أبو دجانة في منزل سعد بن أبي وقّاص، فأكلوا شيئا، ثم قدّم إليهم شيئا من الفضيح، فقام أمير المؤمنين عليه السلام و خرج من بينهم، فقال عثمان في ذلك، فقال علي:
لعن اللّه الخمر، و اللّه لا أشرب شيئا يذهب بعقلي، و يضحك بي من رآني، و ازوّج كريمتي من لا اريد، و خرج من بينهم، فأتى المسجد، و هبط جبرئيل بهذه الآية: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) - يعني الّذين اجتمعوا في منزل سعد- (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَ الْمَيْسِرُ وَ الْأَنْصابُ وَ الْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ) 1016 إلى آخرها، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: تبّا لها، [و اللّه- يا رسول اللّه- لقد كان بصري فيها نافذ منذ كنت صغيرا.
قال الحسن:] 1017 و اللّه الّذي لا إله إلّا هو ما شربها 1018 قبل تحريمها و لا ساعة قطّ 1019 .
ثمّ إنّه كان أبو طالب و فاطمة بنت أسد ربّيا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله،
و ربّى النبي صلّى اللّه عليه و آله و خديجة لعلي عليه السلام، و سمعنا 1020 مذاكرة أنّه لمّا ولد أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه لم يفتح عينيه ثلاثة أيّام، فجاء النبيّ صلّى اللّه عليه و آله ففتح عينيه، و نظر إلى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله، فقال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: خصّني بالنظر، و خصصته بالعلم.
[أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله أخذ عليّا عليه السلام من أبي طالب ليعينه على أمره]
و روي أنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله حين تزوّج خديجة قال لعمّه أبي طالب: إنّي احبّ أن تدفع إليّ بعض ولدك يعينني على أمري و يكفيني، و أشكر لك بلاءك عندي.
فقال أبو طالب: خذ أيّهم شئت، فأخذ عليّا عليه السلام 1021 .
نهج البلاغة: و قد علمتم موضعي من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بالقرابة، و المنزلة الخصيصة، وضعني في حجره و أنا وليد يضمّني إلى صدره، و يلفّني 1022 في فراشه، و يمسّني خدّه 1023 ، و يشمّني عرفه 1024 ، و كان يمضغ الشيء و يلقمنيه، و ما وجد لي كذبة في قول و لا خطلة 1025 في فعل، و لقد قرن اللّه به صلّى اللّه عليه و آله من لدن [أن] 1026 كان فطيما أعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم، و محاسن أخلاق العالم، ليله و نهاره، و لقد كنت أتّبعه اتّباع الفصيل أثر امّه، يرفع لي [في] 1027 كلّ يوم علما من أخلاقه،
و يأمرني بالاقتداء به 1028 .
فمن استقت عروقه من منبع النبوّة، و رضعت شجرته ثدي الرسالة، و تهدّلت أغصانه 1029 من نبعة الامامة، و نشأ في دار الوحي، و ربّي في بيت التنزيل، و لم يفارق النبيّ صلّى اللّه عليه و آله ساعة في حال حياته إلى حال وفاته، لا يقاس به أحد من سائر الخلق، و إذا كان صلوات اللّه عليه نشأ في أكرم ارومة، و أطيب مغرس، و العرق الصالح ينمي، و الشهاب الثاقب يسري، و تعليم الرسول نافع 1030 ، و لم يكن الرسول صلّى اللّه عليه و آله ليتولّى تأديبه و يتضمّن حضانته و حسن تربيته إلّا على ضربين 1031 : إمّا على التفرّس فيه، أو بالوحي من اللّه سبحانه، فإن كان بالتفرّس فلا تخطئ فراسته و لا يخيب [ظنّه] 1032 ، و إن كان بالوحي فلا منزلة أعلى و لا حال أدلّ على الفضيلة و الامامة منه 1033 .
ثمّ إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله خصّه بسيّدة النساء دون غيره بأمر اللّه سبحانه، و تولّى سبحانه عقدة نكاحها، و أنزل في ذلك قرآنا يتلى إلى يوم القيامة.
روى ابن عبّاس رضي اللّه عنه و ابن مسعود و جابر و البراء و أنس
و أمّ سلمة، و رواه السدّي و ابن سيرين 1034 و الباقر عليه السلام في قوله تعالى:
(وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً) قالوا: هو محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام (وَ كانَ رَبُّكَ قَدِيراً) 1035 [القائم في آخر الزمان] 1036 لأنّه لم يجتمع نسب و سبب في الصحابة [و القرابة] 1037 إلّا له 1038 .
[أنّ عليّا عليه السلام كان كفو فاطمة عليها السلام]
عوتب صلّى اللّه عليه و آله في أمر فاطمة، فقال: لو لم يخلق اللّه عليّ بن أبي طالب ما كان لفاطمة كفو على وجه الأرض 1039 .
و مثله روي عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السلام، و زاد فيه: آدم و من دونه 1040 .
[الجواب على ما قالته الناصبة: تزوّج النبيّ صلّى اللّه عليه و آله من الشيخين، و زوّج عثمان بنتين]
قالت الناصبة: تزوّج النبي صلّى اللّه عليه و آله من الشيخين، و زوّج عثمان بنتين.