کتابخانه روایات شیعه
[به] 1336 ، و إنّ الصدقة الثانية وقعت في يد سارق فرجع إلى منزله و تاب إلى اللّه من سرقته، و جعل الدنانير رأس ماله يتّجر بها، و إنّ الصدقة الثالثة وقعت في يد غني لم يزكّ ماله منذ سنين، فرجع إلى منزله و وبّخ نفسه و قال: شحّا عليك يا نفس، هذا عليّ بن أبي طالب تصدّق عليّ بمائة دينار و لا مال له، و أنا قد أوجب اللّه عليّ في مالي الزكاة أعواما كثيرة لم أزكّه، فحسب ماله و زكّاه و أخرج زكاة ماله كذا و كذا دينارا، و أنزل اللّه سبحانه فيك: (رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ) 1337 الآية.
أبو الطفيل: رأيت عليّا عليه السلام يدعو اليتامى فيطعمهم العسل حتى قال بعض أصحابه: لوددت انّي كنت يتيما 1338 .
محمد بن الصمّة، عن أبيه، [عن عمّه،] 1339 قال: رأيت في المدينة رجلا على كتفه 1340 قربة و في يده صحفة يسقي و يطعم الفقراء و يقول: اللّهمّ وليّ المؤمنين، و إله المؤمنين، و جار المؤمنين، اقبل قرباتي [الليلة] 1341 ، فما أمسيت أملك سوى ما في صحفتي و غير ما في قربتي 1342 ، فإنّك تعلم أنّي منعته نفسي من شدّة سغبي لطلب القربة إليك 1343 .
اللّهمّ فلا تخلق وجهي، و لا تردّ دعوتي. فأتيته و تأمّلته 1344 ، فإذا هو أمير
المؤمنين عليه السلام [فأتى رجلا فأطعمه] 1345 1346 .
روت الخاصّة و العامّة [منهم: ابن شاهين المروزيّ، و ابن شيرويه الديلمي، عن الخدري و أبي هريرة] 1347 أنّ عليّا عليه السلام أصبح ساغبا، فسأل فاطمة طعاما، فقالت: ما كان إلّا ما أطعمتك منذ يومين، آثرتك به على نفسي و على الحسن و الحسين.
فقال: أ لا أعلمتني فآتيكم بشيء؟
فقالت: يا أبا الحسن، إنّي لأستحيي من اللّه أن اكلّفك ما لا تقدر عليه، فخرج و استقرض [من النبي صلّى اللّه عليه و آله] 1348 دينارا، و خرج يشتري به شيئا، فلقيه المقداد قائلا: ما شاء اللّه، فناوله عليّ عليه السلام الديا نار، ثمّ دخل المسجد و وضع رأسه و نام، فخرج النبيّ صلّى اللّه عليه و آله فإذا هو به، فحرّكه، و قال: ما صنعت؟ فأخبره، فقام و صلّى معه، فلمّا قضى النبيّ صلاته قال: يا أبا الحسن، هل عندك شيء نفطر عليه فنميل معك؟ فأطرق لا يجد جوابا حياء منه، و كان اللّه قد أوحى [إليه] 1349 أن يتعشّى تلك الليلة عند عليّ، فانطلقا حتى دخلا على فاطمة و هي في مصلّاها و خلفها جفنة تفور دخانا، فأخرجت فاطمة الجفنة فوضعتها بين أيديهما، فسألها عليّ عليه السلام: أنّى لك هذا؟
قالت: هو من عند اللّه 1350 إنّ اللّه يرزق من يشاء بغير حساب 1351 .
قال: فوضع النبيّ صلّى اللّه عليه و آله كفّه المبارك بين كتفي عليّ، و قال:
هذا بدل دينارك، ثم استعبر النبيّ [باكيا] 1352 و قال: الحمد للّه الّذي لم يمتني حتى رأيت في ابنتي ما رأى زكريّا لمريم 1353 .
[في شجاعة أمير المؤمنين عليه السلام]
و أمّا شجاعته فهي أشهر من أن تشهر، حتى انّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله كان يهدّد به قريشا.
روي 1354 عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنّه قال لأهل الطائف: و الّذي نفسي بيده لتقيمنّ الصلاة، و لتؤتنّ الزكاة، أو لأرسلنّ [إليكم] 1355 رجلا منّي- أو كنفسي- فليضربنّ أعناق مقاتليكم، و ليسبينّ ذراريكم، ثمّ أخذ بيد عليّ فقال:
هذا 1356 .
و روي عن الرضا عليه السلام أنّه قال: قوله سبحانه: (وَ الَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ) 1357 أنّ عليّا منهم 1358 .
فوا عجبا لمن يقايس من لم يصب محجمة [من] 1359 دم في جاهليّة و لا إسلام مع من علم أنّه قتل في يوم بدر خمسا و ثلاثين رجلا مبارزا دون الجرحى، و كانوا من أماثل قريش و أبطالها و شجعانها و المشهورين بالنجدة و البأس، حتى سمّى اللّه سبحانه واقعة بدر بالبطشة الكبرى، و ما ذاك إلّا لهلاك من هلك فيها، فإنّه حصل بقتلهم هظيمة عظيمة في الشرك و أهله، و كانت
القتلى سبعين من سادات قريش و أعيانهم، قتل عليّ منهم خمسا و ثلاثين رجلا، و قتلت الملائكة و باقي الناس تمام العدد.
[أسماء الّذين قتلهم أمير المؤمنين عليه السلام في بدر و احد]
و أسماء الّذين قتلهم أمير المؤمنين عليه السلام: الوليد بن عتبة، و العاص بن سعيد بن العاص، و طعمة 1360 بن عديّ بن نوفل، و حنظلة بن أبي سفيان، و نوفل بن خويلد، و زمعة 1361 بن الأسود، و الحارث بن زمعة، و النضر بن الحارث بن عبد الدار، و عمير بن عثمان بن كعب عمّ طلحة، و عثمان و مالك أخوا طلحة 1362 ، و مسعود بن أبي اميّة بن المغيرة، و قيس بن الفاكهة بن المغيرة، و أبو القيس بن الوليد بن المغيرة، و عمرو بن مخزوم، و المنذر بن أبي رفاعة، و منبّه بن الحجّاج السهمي، و العاص بن منبّه، و علقمة بن كلدة، و أبو العاص بن قيس بن عديّ، و معاوية بن المغيرة بن أبي العاص، و لوذان بن ربيعة، و عبد اللّه بن المنذر بن أبي رفاعة، و مسعود بن اميّة بن المغيرة، [و الحاجب بن السائب بن عويمر، و أوس بن المغيرة] 1363 بن لوذان، و زيد بن مليص، و عاصم بن أبي عوف، و سعيد بن وهب، و معاوية بن عامر بن عبد القيس، و عبد اللّه بن جميل بن زهير، و السائب بن سعيد 1364 بن مالك، و أبو الحكم بن الأخنس، و هشام بن [أبي] 1365 اميّة؛ و قيل: إنّه قتل بضعة و أربعين رجلا.
و قتل عليه السلام يوم احد كبش الكتيبة طلحة بن [أبي] 1366 طلحة، و ابنه
أبا سعيد، و إخوته خالدا و مخلّدا و كلدة و المخالس 1367 ، و عبد الرحمن بن حميد بن زهرة، و الحكم بن الأخنس بن شريق الثقفي، و الوليد بن أرطاة، و اميّة بن أبي حذيفة، و أرطاة بن شرحبيل، و هشام بن اميّة، و مسافع، و عمرو بن عبد اللّه الجمحيّ، بشر بن مالك المغافري، و صؤاب مولى عبد الدار، و أبا حذيفة بن المغيرة، [و قاسط بن شريح العبدي، و المغيرة بن المغيرة] 1368 سوى من قتلهم بعد ما هزمهم. و لا إشكال في هزيمة عمر و عثمان، و إنّما الإشكال في هزيمة أبي بكر، هل ثبت إلى وقت الفرج أو انهزم؟ 1369
قال الشيخ أبو علي الطبرسي في كتابه مجمع البيان: ذكر أبو القاسم البلخي انّه لم يبق مع النّبي صلّى اللّه عليه و آله [يوم احد] 1370 إلّا ثلاثة عشر نفسا؛ خمسة من المهاجرين، و ثمانية من الأنصار.
فأمّا المهاجرون فعليّ عليه السلام و أبو بكر و طلحة و عبد الرحمن بن عوف و سعد بن أبي وقّاص، و قد اختلف في الجميع إلّا في عليّ عليه السلام و طلحة.
و قد روي عن عمر بن الخطّاب [أنّه] 1371 قال: رأيتني أصعد في الجبل كأنّي أروى و لم يرجع عثمان [من] 1372 الهزيمة إلّا بعد ثلاثة أيّام، فقال له النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: لقد ذهبت فيها عريضة 1373 .
[كيفيّة قتل أمير المؤمنين عليه السلام لعمرو بن عبد ودّ في يوم الأحزاب]
و قتل عليه السلام يوم الأحزاب عمرو بن عبد ودّ.
قال الشيخ أبو علي الطبرسي رضي اللّه عنه في تفسيره: كان عمرو بن عبد ودّ فارس قريش، و كان قد قاتل يوم بدر حتى ارتثّ 1374 و أثبته الجراح فلم يشهد احدا، فلمّا كان يوم الخندق خرج معلما ليرى مشهده، و كان يعدّ بألف فارس، و كان يسمّى فارس يليل، لأنّه أقبل في ركب من قريش حتى إذا هو بيليل- و هو واد قريب من بدر- عرض لهم بنو بكر بن وائل في عدد، فقال لأصحابه: امضوا، [فمضوا،] 1375 فقام في وجوه بني بكر حتى منعهم من أن يصلوا إليه، فعرف بذلك، و كان الموضع الّذي حفر فيه الخندق يقال له المداد، و كان أوّل من طفره عمرو و أصحابه، فقيل في ذلك:
عمرو بن عبد كان أوّل فارس
جزع المداد و كان فارس يليل
و ذكر ابن إسحاق أنّ عمرو بن عبد ودّ كان ينادي: هل من مبارز؟
فقام عليّ عليه السلام و هو مقنّع بالحديد فقال: أنا له يا نبيّ اللّه.
فقال: إنّه عمرو، اجلس.
و نادى عمرو: أ لا رجل- و هو يؤنّبهم و يقول: أين جنّتكم الّتي تزعمون أنّ من قتل منكم دخلها-؟
فقام عليّ عليه السلام و قال: أنا له يا رسول اللّه.
ثم نادى الثالثة و قال:
و لقد بححت من النداء
بجمعكم هل من مبارز
و وقفت إذ جبن المشجّع
موقف البطل المناجز
إنّ السماحة و الشجا
عة في الفتى نعم 1376 الغرائز
فقام أمير المؤمنين و قال: أنا له يا رسول اللّه.
فقال: إنّه عمرو.
فقال أمير المؤمنين: و إن كان عمرا، ثمّ استأذن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فأذن له.
و روى الحاكم أبو القاسم الحسكاني 1377 بالإسناد عن عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن جدّه 1378 ، عن حذيفة، قال فألبسه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله درعه ذات الفضول، و أعطاه سيفه ذا الفقار، و عمّمه بعمامته السحاب، على رأسه تسعة أكوار، فقال له: تقدّم.
فمضى أمير المؤمنين عليه السلام، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لمّا ولّى 1379 : اللّهمّ احفظه من بين يديه، و من خلفه، و عن يمينه، و عن شماله، و من فوق رأسه، و من تحت قدميه.
قال ابن إسحاق: فمشى أمير المؤمنين إليه و هو يقول:
لا تعجلنّ فقد أتا
ك مجيب صوتك غير عاجز
ذو نيّة و بصيرة
و الصدق منجي كلّ فائز
إنّي لأرجو أن اقي