کتابخانه روایات شیعه
أبا سعيد، و إخوته خالدا و مخلّدا و كلدة و المخالس 1367 ، و عبد الرحمن بن حميد بن زهرة، و الحكم بن الأخنس بن شريق الثقفي، و الوليد بن أرطاة، و اميّة بن أبي حذيفة، و أرطاة بن شرحبيل، و هشام بن اميّة، و مسافع، و عمرو بن عبد اللّه الجمحيّ، بشر بن مالك المغافري، و صؤاب مولى عبد الدار، و أبا حذيفة بن المغيرة، [و قاسط بن شريح العبدي، و المغيرة بن المغيرة] 1368 سوى من قتلهم بعد ما هزمهم. و لا إشكال في هزيمة عمر و عثمان، و إنّما الإشكال في هزيمة أبي بكر، هل ثبت إلى وقت الفرج أو انهزم؟ 1369
قال الشيخ أبو علي الطبرسي في كتابه مجمع البيان: ذكر أبو القاسم البلخي انّه لم يبق مع النّبي صلّى اللّه عليه و آله [يوم احد] 1370 إلّا ثلاثة عشر نفسا؛ خمسة من المهاجرين، و ثمانية من الأنصار.
فأمّا المهاجرون فعليّ عليه السلام و أبو بكر و طلحة و عبد الرحمن بن عوف و سعد بن أبي وقّاص، و قد اختلف في الجميع إلّا في عليّ عليه السلام و طلحة.
و قد روي عن عمر بن الخطّاب [أنّه] 1371 قال: رأيتني أصعد في الجبل كأنّي أروى و لم يرجع عثمان [من] 1372 الهزيمة إلّا بعد ثلاثة أيّام، فقال له النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: لقد ذهبت فيها عريضة 1373 .
[كيفيّة قتل أمير المؤمنين عليه السلام لعمرو بن عبد ودّ في يوم الأحزاب]
و قتل عليه السلام يوم الأحزاب عمرو بن عبد ودّ.
قال الشيخ أبو علي الطبرسي رضي اللّه عنه في تفسيره: كان عمرو بن عبد ودّ فارس قريش، و كان قد قاتل يوم بدر حتى ارتثّ 1374 و أثبته الجراح فلم يشهد احدا، فلمّا كان يوم الخندق خرج معلما ليرى مشهده، و كان يعدّ بألف فارس، و كان يسمّى فارس يليل، لأنّه أقبل في ركب من قريش حتى إذا هو بيليل- و هو واد قريب من بدر- عرض لهم بنو بكر بن وائل في عدد، فقال لأصحابه: امضوا، [فمضوا،] 1375 فقام في وجوه بني بكر حتى منعهم من أن يصلوا إليه، فعرف بذلك، و كان الموضع الّذي حفر فيه الخندق يقال له المداد، و كان أوّل من طفره عمرو و أصحابه، فقيل في ذلك:
عمرو بن عبد كان أوّل فارس
جزع المداد و كان فارس يليل
و ذكر ابن إسحاق أنّ عمرو بن عبد ودّ كان ينادي: هل من مبارز؟
فقام عليّ عليه السلام و هو مقنّع بالحديد فقال: أنا له يا نبيّ اللّه.
فقال: إنّه عمرو، اجلس.
و نادى عمرو: أ لا رجل- و هو يؤنّبهم و يقول: أين جنّتكم الّتي تزعمون أنّ من قتل منكم دخلها-؟
فقام عليّ عليه السلام و قال: أنا له يا رسول اللّه.
ثم نادى الثالثة و قال:
و لقد بححت من النداء
بجمعكم هل من مبارز
و وقفت إذ جبن المشجّع
موقف البطل المناجز
إنّ السماحة و الشجا
عة في الفتى نعم 1376 الغرائز
فقام أمير المؤمنين و قال: أنا له يا رسول اللّه.
فقال: إنّه عمرو.
فقال أمير المؤمنين: و إن كان عمرا، ثمّ استأذن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فأذن له.
و روى الحاكم أبو القاسم الحسكاني 1377 بالإسناد عن عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن جدّه 1378 ، عن حذيفة، قال فألبسه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله درعه ذات الفضول، و أعطاه سيفه ذا الفقار، و عمّمه بعمامته السحاب، على رأسه تسعة أكوار، فقال له: تقدّم.
فمضى أمير المؤمنين عليه السلام، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لمّا ولّى 1379 : اللّهمّ احفظه من بين يديه، و من خلفه، و عن يمينه، و عن شماله، و من فوق رأسه، و من تحت قدميه.
قال ابن إسحاق: فمشى أمير المؤمنين إليه و هو يقول:
لا تعجلنّ فقد أتا
ك مجيب صوتك غير عاجز
ذو نيّة و بصيرة
و الصدق منجي كلّ فائز
إنّي لأرجو أن اقي
م عليك نائحة الجنائز
من ضربة نجلاء يبقى
ذكرها عند الهزاهز
فلمّا دنا أمير المؤمنين عليه السلام منه قال عمرو: من أنت؟
قال: أنا علي.
قال: ابن عبد مناف.
قال: أنا عليّ بن أبي طالب.
قال: غيرك يا ابن أخي من أعمامك [من هو] 1380 أسنّ و أكبر منك فإنّي أكره أن اهريق دمك.
فقال أمير المؤمنين عليه السلام: لكنّي و اللّه ما أكره [أن] 1381 اهريق دمك، فغضب و نزل عن فرسه و سلّ سيفه كأنّه شعلة نار، ثمّ أقبل نحو عليّ مغضبا فاستقبله أمير المؤمنين بدرقته، و ضربه عمرو في الدرقة فقدّها و أثبت فيها السيف، و أصاب رأس أمير المؤمنين فشجّه، و ضربه أمير المؤمنين على حبل عاتقه فسقط.
و في رواية حذيفة: فسيّف عليّ رجليه بالسيف من أسفل فوقع على قفاه، و ثارت بينهما عجاجة، فسمع عليّ يكبّر.
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: قتله و الّذي نفسي بيده، فكان أوّل من ابتدر العجاج عمر بن الخطّاب فإذا عليّ يمسح سيفه بدرع عمرو، فكبّر عمر بن الخطّاب، و قال: يا رسول اللّه قتله، فحزّ أمير المؤمنين رأسه و أقبل به إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و وجهه يتهلّل.
فقال له عمر: هلا سلبته درعه فإنّه ليس في العرب درع خير منها؟
فقال: ضربته فاتّقاني بسوءته فاستحييت أن أسلب ابن عمّي.
و روى الحاكم أبو القاسم الحسكاني 1382 أنّ عبد اللّه بن مسعود كان يقرأ:
(وَ كَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ - بعليّ-) 1383 .
و خرج أصحابه منهزمين حتى طفرت خيولهم الخندق، [و تبادر المسلمون] 1384 فوجدوا نوفل بن عبد العزى قد سقط، فجعل المسلمون يرمونه بالحجارة، فقال: موتة 1385 أجمل من هذه، ينزل إليّ بعضكم اقاتله.
قال ابن إسحاق: فنزل إليه عليّ عليه السلام فطعنه في ترقوته حتى أخرجها من مراقه، فمات في الخندق.
قال: و أرسل المشركون إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يشترون جيفة عمرو بعشرة آلاف درهم، فقال النبي صلّى اللّه عليه و آله: هو لكم لا نأكل ثمن الموتى.
و ذكر أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه أبياتا، [منها] 1386 :
نصر الحجارة من سفاهة رأيه
و نصرت ربّ محمّد بصواب
فضربته و تركته متجدّلا
كالجذع بين دكادك و روابي 1387
و عففت عن أثوابه و لو أنّني
كنت المقطّر بزّني أثوابي 1388
و روى عمرو بن عبيد، عن الحسن البصري، قال: إنّ عليّا لمّا قتل عمرو حمل رأسه و ألقاه بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فقام أبو بكر و عمر فقبّلا رأس عليّ عليه السلام.
و روي عن أبي بكر بن عيّاش أنّه قال: ضرب عليّ ضربة ما كان في الاسلام أعزّ منها- يعني ضربة عمرو- و ضرب عليّ ضربة ما كان في الاسلام أشأم منها- يعني ضربة ابن ملجم عليه لعنة اللّه- 1389 .
[قصيدة للمؤلف رحمه اللّه بهذا المعنى]
قلت في المعنى:
يا منكرا فضل الوصيّ
و حقّه حسدا و غدرا
و عليه أعلن بالتقدّم
بعد خير الخلق طرّا
هلا جسرت بيوم سلع
في الوغا و أجبت عمرا
إذ ضلّ يخطر شبه ليث
الغاب يزأر مكفهرّا
في كفّه ماضي الغرار
بحدّه الأعناق تبرا
أسدي جري بأسه
قد فاق في الآفاق ذكرا
لا ينثني عن قرنه
إذ لا يرى الاحجام غدرا
نادى فصرت تحيد عنه
مخافة و تروم سترا
شبه الكماع إذا جرت
من ربّها ترجو مفرّا
هلا أجبت كما أجاب
مجدّل الأبطال قسرا
أعني الوصيّ أخا النبيّ
أجلّ خلق اللّه قدرا
من أطلع الرحمن في
بدر به للحقّ بدرا
و كذاك في الأحزاب
شدّ به لخير الخلق أزرا
نادى ألا هل من مبارز
منكم و يحوز فخرا
فأجابه ها قد أتاك
مجيب صوتك لن يفرّا
في معرك كلّا و لا
اولى المبارز منه ظهرا
من كان دون الخلق
للهادي النبيّ أخا و صهرا
كم أسبغت حملاته في
الحرب جامعة و يسرا
فتخالسا نفسيهما
و ترامقا بالظرف شزرا
هذا لدين الحقّ قام
مؤيّدا عزّا و نصرا
و قرينه في الحرب
أضحى ناصرا عزّا و نسرا
فعلاه منه بصارم
كم هدّ ركنا مشمخرا
فهوى كجذع في الثرى
نحرته أيد الدهر نحرا
و أفاض من فيض الدماء
حلل عليه صبغن حمرا
و أبان منه الرأس
ثمّ أتى به المختار جهرا
أعني به مولى الورى
و إمامهم برّا و بحرا
من بالزعامة و الصرامة
و الامامة كان أحرا
ليث الحروب مجدّل
أبطالها فتكا و صبرا
رفع الفخار لمجده
في هاشم نسبا أغرّا
ما خاب متّخذ ولايته
ليوم الحشر ذخرا
كلّا و لا تربت يداه
و لا غدا مسعاه خسرا
من فيه سورة هل أتى
أبدا مدى الأيّام تقرا
ردّت عليه الشمس حتى
عاد وقت الفرض عصرا
فقضى فريضته و عادت
كالشهاب إذا استمرّا
هذا الّذي قبّلت منه