کتابخانه روایات شیعه
تسلية المجالس و زينة المجالس (مقتل الحسين عليه السلام)
فقتله المرقال
[استشهاد هاشم المرقال و عبد اللّه بن بديل الخزاعي]
فهجموا على المرقال فقتلوه رحمة اللّه عليه، فأخذ سفيان بن الثور رايته 1649 فقاتل حتى قتل، فأخذها عتبة بن المرقال فقاتل حتى قتل، فأخذها أبو الطفيل الكناني مرتجزا:
يا هاشم الخير دخلت الجنّة
قتلت في اللّه عدوّ السنّه 1650
فقاتل حتى جرح فرجع القهقرى، و أخذها عبد اللّه بن بديل بن ورقاء الخزاعي مرتجزا:
أضربكم و لا أرى معاويه
أبرج العين العظيم الحاويه 1651
هوت به في النار أمّ هاويه
جاوره 1652 فيها كلاب عاويه 1653
فهجموا عليه فقتلوه، فأخذها عمرو بن الحمق و قاتل أشدّ قتال، و خرج من أصحاب معاوية ذو الظليم، و برز من عسكر عليّ عليه السلام سليمان بن صرد الخزاعي، و حملت الأنصار معه حملة رجل واحد، فقتل ذو الظليم و ذو
الكلاع و ساروا 1654 إليهم و كاد معاوية يؤخذ.
و خرج عبيد اللّه بن عمر و دعا محمد بن الحنفية إلى البراز، فنهض محمد فنهاه أبوه، و كان لعنة اللّه عليه و على أبيه يقول:
أنا عبيد اللّه ينميني عمر
خير قريش من مضى و من غبر
فقتله عبد اللّه بن سوار؛ و يقال: حريث بن خالد 1655 ؛ و يقال: هانئ بن الخطّاب؛ و يقال: محمد بن الصبيح، فأمر معاوية بتقديم سبعين راية، و برز عمّار في رايات، فقتل من أصحاب معاوية سبعمائة رجل، و من أصحاب عليّ مائتا رجل.
و خرج العراد بن الأدهم و دعا العبّاس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب، فقتله العبّاس، فنهاه عليّ عليه السلام عن المبارزة، فقال معاوية: من قتل العبّاس فله عندي كذا ما يشاء، فخرج رجلان لخميان 1656 ، فدعاه أحدهما إلى البراز.
فقال: إن أذن لي سيّدي ابارزك، و أتى عليّا عليه السلام، فلبس عليّ سلاح العبّاس، و ركب فرسه متنكّرا.
فقال الرجل: أذن لك سيّدك؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا) 1657 فقتله، ثمّ برز الآخر، فقتله.
و خرج حجل بن عامر 1658 العبسي فطلب البراز، فبرز إليه ابنه 1659 اثال، فلمّا رآه أبوه قال: انصرف إلى أهل الشام فإنّ فيها أموالا جمّة فقال ابنه: يا أبة انصرف إلينا فجنّة الخلد مع عليّ.
و عبّى معاوية أربعة صفوف فتقدّم أبو الأعور السلمي يحرّض أهل الشام، و يقول: يا أهل الشام، إيّاكم و الفرار فإنّه سبّة و عار، فدقّوا [على] 1660 أهل العراق، فإنّهم أهل فتنة و نفاق، فبرز سعيد بن قيس و عديّ بن حاتم و الأشتر و الأشعث، فقتلوا منهم ثلاثة آلاف و نيّفا، و انهزم الباقون.
[استشهاد اويس القرني]
و برز عبد اللّه بن جعفر فقتل خلقا كثيرا حتى استغاث عمرو بن العاص، و أتى اويس القرني و هو متقلّد بسيفين؛ و قيل: كان معه مرماة و مخلاة من الحصى، فسلّم على أمير المؤمنين عليه السلام و ودّعه و برز مع 1661 رجّالة ربيعة، فقتل من يومه، فصلّى عليه أمير المؤمنين و دفنه.
ثمّ إنّ عمّار كان يقاتل و يقول:
نحن قتلناكم 1662 على تنزيله
ثمّ قتلناكم على تأويله
ضربا يزيل الهام عن مقيله
و يذهل الخليل عن خليله 1663
ثمّ قال: و اللّه لو قتلونا حتى بلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أنّا على الحقّ و هم على الباطل 1664 .
و برز أمير المؤمنين عليه السلام و دعا معاوية و قال: أسألك أن تحقن دماء المسلمين و تبرز إليّ و أبرز إليك، فيكون الأمر لمن غلب، فبهت معاوية و لم ينطق بحرف، فحمل أمير المؤمنين عليه السلام على الميمنة فأزالها، ثمّ حمل على الميسرة فطحنها، ثمّ حمل على القلب و قتل منهم جماعة، ثمّ أنشد:
فهل لك في 1665 أبي حسن عليّ
لعلّ اللّه يمكّن من قفاكا
دعاك إلى البراز فكعت عنه
و لو بارزته تربت 1666 يداكا
[بروز أمير المؤمنين عليه السلام لعمرو بن العاص متنكّرا]
و انصرف أمير المؤمنين عليه السلام و خرج متنكّرا، فخرج عمرو بن العاص مرتجزا:
يا قادة الكوفة من أهل الفتن
يا قاتلي عثمان ذاك المؤتمن
كفى بهذا حزنا من 1667 الحزن
أضربكم و لا أرى أبا الحسن 1668
فتناكل 1669 عنه عليّ عليه السلام رجاء أن يتبعه عمرو، فتبعه، فرجع أمير المؤمنين إليه مرتجزا:
أنا الغلام القرشيّ المؤتمن
الماجد الأبلج ليث كالشّطن 1670
يرضى به السادة من أهل اليمن
[ من ساكني نجد و من أهل عدن ] 1671
أبو الحسين فاعلمن و أبو الحسن
جاك يقتاد العنان و الرسن
فولّى عمرو هاربا، فطعنه أمير المؤمنين فوقعت في ذيل درعه، فاستلقى على قفاه و أبدى عورته، فصفح عنه أمير المؤمنين استحياء و تكرّما.
فقال له معاوية: أحمد اللّه الّذي عافاك، و أحمد استك الّذي وقاك.
ففي ذلك يقول أبو نؤاس:
فلا خير في دفع الأذى 1672 بمذلّة
كما ردّها يوما بسوءته عمرو
ثمّ دعا أمير المؤمنين معاوية إلى البراز، فنكل عنه، فخرج بسر بن أرطاة طامعا في عليّ، فصرعه أمير المؤمنين عليه السلام، فاستلقى على قفاه و كشف عورته، فانصرف عليّ عليه السلام.
فقال أهل العراق 1673 : ويلكم يا أهل الشام، أ ما تستحيون من معاملة المخانيث؟! لقد علّمكم رأس المخانيث عمرو في الحرب كشف الاساءة.
[مكاتبات بين معاوية و عمرو بن العاص و ابن عبّاس]
و لمّا رأى معاوية كثرة براز عليّ أخذ في الخديعة، فأنفذ عمرو إلى ربيعة
فوقعوا فيه، فقال: اكتب إلى ابن عبّاس و غرّه، فكتب:
طال البلاء فما يدرى له آس
بعد الإله سوى رفق ابن عبّاس
فكان جواب ابن عبّاس:
يا عمرو حسبك من خدع و وسواس
فاذهب فمالك في ترك الهدى 1674 آس
إلّا بوادر 1675 طعن في نحوركم
تشجى النفوس له في النقع إفلاس
إن عادت الحرب عدنا فالتمس هربا
في الأرض أو سلّما في الافق يا قاسي
ثمّ كتب إليه معاوية أيضا:
إنّما بقي من قريش ستّة نفر: أنا و عمرو بالشام، و سعد و ابن عمر في الحجاز، و علي و أنت في العراق، على خطب عظيم، و لو بويع لك بعد عثمان لأسرعنا فيه.
فأجابه ابن عبّاس:
دعوت ابن عبّاس إلى السلم خدعة 1676
و ليس لها حتى تموت بقابل 1677
[كتاب معاوية إلى أمير المؤمنين عليه السلام، و جواب أمير المؤمنين له]
و كتب إلى عليّ عليه السلام:
أمّا بعد، فإنّا لو علمنا أنّ الحرب تبلغ بنا و بك ما بلغت لم تجهّمنا بعضنا على بعض؟ و إن كنّا قد غلبنا على عقولنا فقد بقي لنا ما نرمّ 1678 به ما مضى، و نصالح به ما بقي، و قد كنت سألتك الشام على ألّا تلزمني لك طاعة و لا بيعة، فأبيت، و أنا أدعوك اليوم إلى ما دعوتك إليه أمس، فإنّك لا ترجو من البقاء إلّا ما أرجو، و لا تخاف من الفناء إلّا ما أخاف، و قد و اللّه رقّت الأجساد، و ذهبت الرجال، و نحن بنو عبد مناف ليس لبعضنا فضل على بعض يستذلّ به عزيز، و يسترقّ به حرّ.
فأجابه أمير المؤمنين عليه السلام:
أمّا قولك إنّ الحرب قد أكلت العرب إلّا حشاشات أنفس بقيت، ألا و من أكله الحقّ فإلى النار، و أمّا طلبك إليّ الشام فإنّي لم أكن لاعطيك [اليوم] 1679 ما منعتك أمس، و ما استواؤنا في الخوف و الرجاء 1680 ، فلست أمضي على الشكّ منّي على اليقين، و ليس أهل الشام على الدنيا بأحرص من أهل العراق على الآخرة.