کتابخانه روایات شیعه
سل عنه بدرا و الوليد و عتبة
تنبيك عن ندب يقول و يفعل
قدّ ابن ميشا فانثنى و حسامه
بدمائه متوشّح متسربل
و قموص خيبر مذ ابيد غدت لها
قمص المذلّة و الإهانة تشمل
و بنو قريظة لم يزل ربّ العلى
بيديك يا مولى الأنام يزلزل
أعمالنا في حشرنا و صلاتنا
بسوى ولائك ربّنا لا يقبل
علقت يدي منه بأوثق عروة
يفنى الزمان و حبلها لا يفصل
يا من يقيس به سواه سفاهة
ما أنت إلّا أعفك 1868 لا يعقل
تربت يداك فضلّ سعيك في الورى
أ يقاس بالدرّ الثمين الجندل
من تيم من أعلامها ما فضلها
ما مجدها من حبتر من نعثل
بل ما الأكاسرة العظام و ما
القياصرة الكرام و من يجور و يعدل
فيه بنوح و الخليل و بالكليم
و بابن مريم و هو منهم أفضل
يا زائرا جدث الوصيّ معظما
و له على البيت الحرام يفضل
و يرى الخضوع لديه خير وسيلة
بثوابها يتوسّل المتوسّل
قف خاشعا و الثم ثراه ففضله
و كماله من كلّ فضل أكمل
و اعدد قيامك في صعيد مقامه
سببا إلى رضوان ربّك يوصل
و جميع ما تأتي به من طاعة
جزما بغير ولائه لا يقبل
و أبلغه عنّي بالسلام تحيّة
هي خير ما يهدى إليه و يرسل
و مدائحا في غير وصف كماله
ترصيعها و بديعها لا يجمل
و إليه أبدي بالخطاب ألوكه
عن صدق إخلاصي رواها المقول
من بعد ما نأتي به من طاعة
بأدائها يتنفّل المتنفّل
و إذا فرض أو إقامة سنّة
أو زورة منها النجاة تؤمّل
قف ثمّ قل يا خير من لولائه
في مهجتي دون الخلائق منزل
و معارج الدعوات حول ضريحه
و عليه أملاك السماء تنزل
تركوك يا طود العلوم و قدّموا
رجسا بحبّة خردل لا يعدل
و بنوا قواعد دينهم سفها على جرف
فتاهوا في الضلال و ضلّلوا
و تراث أحمد منك حازوه و ما
استحيوا و للقرآن جهلا أوّلوا
و على عبادة عجلهم عكفوا و أض
حى السامريّ بهم إليه يعدلوا
و لزوجك الزهراء عن ميراثها
حجبوا و حكم اللّه فيها بدّلوا
و عليك من بعد النبيّ تحزّبت
أحزابهم و أتوا لحربك يرفلوا
و غدا براكبة البعير بعيرها
للكفر و الإلحاد منها يحمل
و أتت من البلد الحرام بفتنة
لبّ اللبيب لها يحير و يذهل
لم أنسها و جموعها من حولها
لضبا العوامل و المناصل مأكل
حتى إذا شرفت بعصبة بغيها
و رأت بنيها حولها قد قتّلوا
أبدت خضوعا و استقالت عثرة
ما أن يقال و مثلها لا يحمل
ثمّ انثنت نحو ابن هند و الحشا
منها به للحقد نار تشعل
جعلت دم المقتول حقّا شبهة
منها بدار أخ الرسول تؤمّل
ما تيم مرّة من اميّة فانكصي
فالبغي يصرع طالبيه و يخذل
أغراك غلّ في فؤادك كامن
يغلي مراجله و حقد أوّل
لم تجر بعد المصطفى من فتنة
إلّا و بغيك وردها و المنهل
فلذاك رأس القاسطين و رهطه
بك في الضلال تتابعوا و توغّلوا
و المارقون عن الهدى و السابقون
إلى الردى و بنهروان جدّلوا
منك احتدوا و بك اقتدوا في ضيمهم
و على اجتهادك في خروجك عوّلوا
أغواهم الشيطان حتى أكفروا
بحر العلوم و خطّئوه و جهّلوا
و عدوا عليه مصلّيا متهجّدا
بتخشّع و تضرّع يتبتّل
كفروا بأنعم ربّهم و نبيّهم
و وليّهم إذ ضيّعوا ما حملوا
بكت السماوات العلى لمصابه
بدم عبيط لا بدمع يهمل
أذكت رزيّته بقلبي لوعة
حتى الممات رسيسها يتجلجل
و على عيوني حرّمت طيب الكرى
فلذا بفيض نجيعها لا تبخل
صلّى عليك اللّه يا من ديننا
حقّا بغير ولائه لا يقبل
و على الّذين تقدّموك وفا
ر قوادين الهدى و وكيد عهدك أهملوا
لعنا وبيلا ليس يحصى عدّه
حتى القيامة وصله لا يفصل
ما ارتاح ذو شجن ينشر صارما
عصفت جنوب و استمرّت شمائل
فصل في ذكر سيّدة النساء صلوات اللّه و سلامه عليها
[خطبة للمؤلّف رحمه اللّه]
نبدأ من ذلك بخطبة في ذكر شيء من مناقبها و تزويجها بأمير المؤمنين صلوات اللّه و سلامه عليه، قلتها بإذن اللّه و خطبت في مشهد ولدها السبط التابع لمرضاة اللّه أبي عبد اللّه الحسين عليه السلام يوم السادس من ذي الحجّة الحرام، و هي هذه:
الحمد للّه الّذي أعلا بعليّ أمره كلمة رسوله و نبيّه و انمى له في سماء المجد قدرا، و أوضح أحكام شريعته بوصيّه في امّته و شدّ به منه عضدا و أزرا، و نصب أعلام ملّته بشدّة عزمته و جعله نسبا و صهرا.
و أمر نبيّه أن يورده من غدير الشرف في الغدير وردا و صدرا، و أن يخاطب الجمّ الغفير بفرض ولايته علانية و سرّا، و أن يرفع له بالرئاسة العامّة إلى حين حلول الطامّة الكبرى قدرا، لمّا زوّجه الجليل سبحانه بالبتولة الزهراء و الإنسيّة الحوراء جعل سبحانه نثار طوبى لشهود العرس نثرا، و تولّى سبحانه عقدة نكاحها بلسان العناية الإلهيّة، و خاطب نبيّه ببيان الإرادة الأزليّة: إنّي قد زوّجت نوري من نوري فأعظم بذلك فخرا.
يا له نكاحا وليّه الملك الجليل، و عقد شاهداه جبرائيل و ميكائيل، و جمعا 1869 خطبته على منبر الكرامة راجيل، قد جعل اللّه نثار قاصرات الطرف فيه
ياقوتا و درّا، يتفاخرن به في قصور دار المقامة، و يتهادينه في منازل السرور إلى يوم القيامة، تلك أرواح سالكي طريق الحقّ من أهل الامامة، قد جعل اللّه لهنّ حسن إخلاص المخلصين بالايمان. 1870 . مهر الولاء وجود عين الوجود في الكربين، أعني صاحب بدر و احد و حنين، لم يكن للزهراء كفو ما بين المشرقين و المغربين، فلهذا أحدث اللّه لهما في صحائف التطهير و التقديس أمرا.
بحران التقيا بتدبير العليّ العظيم، و بدران اقترنا بتقدير العزيز العليم، و نوران اجتمعا بمشيئة المدبّر الحكيم، قد كفّر اللّه بولائهما سيّئات أوليائهما و أعظم لهم أجرا، يخرج من صدف بحريهما اللؤلؤ و المرجان، و يشرق بزاهر نوريهما الملوان 1871 و الخافقان، و يهتدي بعلم علمهما الثقلان من الإنس و الجانّ، و يجعل اللّه بذرّيتهما لدين الحقّ بعد الطيّ نشرا، امناء الحقّ من نجلهما، و هداة الخلق من نسلهما، و دعاة الصدق من الهماهم غيوث و ليوث في قرى، و قراع فهم اسد الشرى، سادة الخلق و أعلام الورى، فعليهم أهل بيت و مقام وصفا، و مناجاة بصدق و صفا، من لهم بالمجد حقّا و صفا، نال من ذي العرش صلوات اللّه تترا، توقيرا و برّا.
نحمد ربّنا على ما اختصّنا به من عرفان حقّهم، و نشكره إذ جعلنا من الموقنين بفضلهم و صدقهم، و وفّقنا في حلبة الفخر للاقرار بتقديمهم و سبقهم، و خلص ابريز خالص معتقدنا لحبّهم سرّا و جهرا.
و نشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، شهادة تدحض عن قائلها ذنبا و وزرا، و ترمض من منكرها سحرا و بحرا.
و نشهد أنّ محمدا عبده و رسوله الّذي أطلعه اللّه على أسرار ملكوته ليلة الاسراء، و شرّفه حضرة جبروته على الخلق طرّا.
صلّى اللّه عليه صلاة عرفها كالمسك عطرا، و نشرها كالروض نشرا، و على آله الّذين من استمسك بحبل ولائهم فاز من اللّه بالبشرى، و حاز السعادة الكبرى في الدنيا و الاخرى، ما أظهر النهار بنور صباه من الليل فجرا، و هزم بمسلول صارم حسامه صباحه جنود الحنادس فلم يبق منها عينا و لا أثرا.
يا أيّها الّذين آمنوا هل أدلّكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم 1872 و سعادة باقية ببقاء الربّ الرحيم، و جنّات لكم فيها نعيم مقيم خالدين فيها أبدا إنّ اللّه عنده أجر عظيم 1873 ، أن تسلكوا سبيل وليّ اللّه في برّه و بحره، و الداعي إلى اللّه على بصيرة من أمره، و المخلص بطاعته لربّه في سرّه و جهره، و عيبة علمه، و موضع سرّه، و وجهه الواضح في خلقه، و لسانه الناطق بحقّه، و يده الباسطة في بلاده، و عينه الباصرة في عباده.
صاحب الخندق و بدر، و قاتل الوليد و عمرو، الّذي دكّ اللّه بيده حصن القموص، و اختصّه بأشرف النصوص على الخصوص.
بحر العلم، طود الحلم، و ينبوع الكرم، و معدن الحكم.
أفصح الخلق لسانا، و أوضحهم بيانا، و أكرمهم بنانا، و أعلاهم في الشرف تبيانا.
السائق الصادق، و الصادع الناطق، و الفاتح الخاتم، و المتصدّق في
ركوعه بالخاتم.
نفسه نفس الرسول، و عرسه الطاهرة البتول، سيّدة نساء الامّة، و أمّ السادة الأئمّة، و ابنة شفيع المحشر، و حليلة ساقي الكوثر، الخاشعة الزاهدة، الراكعة الساجدة، الصائمة القائمة، العالمة العالمة، السالكة الناسكة، العفيفة الشريفة، المتهجّدة المتعبّدة، البتولة الطاهرة، سيّدة نساء الدنيا و الآخرة، أمّ الحسنين، و ابنة شفيع الكونين، و حليلة إمام الثقلين.
تخجل الشمس حياء منها إن أسفرت، و تبتهج الأرض سرورا إن عليها خطرت، شجرة دوحة النبوّة، و درّة صدفة الفتوّة، نور من نور خلقت، و شمس من شمس أشرقت، فضلها لا يخفى، و نورها لا يطفى، لمّا كان والدها لقلادة النبوّة واسطة، كلّمه الجليل سبحانه ليلة الاسراء بلا واسطة، و جعل بعلها له وصيّا و وليّا، و بأعباء رسالته حفيّا مليّا، و تولّى سبحانه عقدة نكاحها في حضيرة القدس، و جعل جبرائيل و ميكائيل من جملة خدمها ليلة العرس:
[قصيدة في حقّ الزهراء عليها السلام]
بنت خير الخلق طرّا
و أجلّ الخلق قدرا
من بها اللّه بصنو المص
طفى أصفى و برّا
عالم الامّة و الهادي لها
برّا و بحرا
و لا سما الخلق مجدا
نسبا كان و صهرا
و باحد شدّ منه ا
لله للمختار أزرا
و ببدر أطلع الحقّ
به للحقّ بدرا
هازم الأحزاب و القاتل
ذاك اليوم عمرا
سل به خيبركم
هدّ بها ركنا و قصرا
ناصب الراية لمّا كعّ