کتابخانه روایات شیعه
و إذا فرض أو إقامة سنّة
أو زورة منها النجاة تؤمّل
قف ثمّ قل يا خير من لولائه
في مهجتي دون الخلائق منزل
و معارج الدعوات حول ضريحه
و عليه أملاك السماء تنزل
تركوك يا طود العلوم و قدّموا
رجسا بحبّة خردل لا يعدل
و بنوا قواعد دينهم سفها على جرف
فتاهوا في الضلال و ضلّلوا
و تراث أحمد منك حازوه و ما
استحيوا و للقرآن جهلا أوّلوا
و على عبادة عجلهم عكفوا و أض
حى السامريّ بهم إليه يعدلوا
و لزوجك الزهراء عن ميراثها
حجبوا و حكم اللّه فيها بدّلوا
و عليك من بعد النبيّ تحزّبت
أحزابهم و أتوا لحربك يرفلوا
و غدا براكبة البعير بعيرها
للكفر و الإلحاد منها يحمل
و أتت من البلد الحرام بفتنة
لبّ اللبيب لها يحير و يذهل
لم أنسها و جموعها من حولها
لضبا العوامل و المناصل مأكل
حتى إذا شرفت بعصبة بغيها
و رأت بنيها حولها قد قتّلوا
أبدت خضوعا و استقالت عثرة
ما أن يقال و مثلها لا يحمل
ثمّ انثنت نحو ابن هند و الحشا
منها به للحقد نار تشعل
جعلت دم المقتول حقّا شبهة
منها بدار أخ الرسول تؤمّل
ما تيم مرّة من اميّة فانكصي
فالبغي يصرع طالبيه و يخذل
أغراك غلّ في فؤادك كامن
يغلي مراجله و حقد أوّل
لم تجر بعد المصطفى من فتنة
إلّا و بغيك وردها و المنهل
فلذاك رأس القاسطين و رهطه
بك في الضلال تتابعوا و توغّلوا
و المارقون عن الهدى و السابقون
إلى الردى و بنهروان جدّلوا
منك احتدوا و بك اقتدوا في ضيمهم
و على اجتهادك في خروجك عوّلوا
أغواهم الشيطان حتى أكفروا
بحر العلوم و خطّئوه و جهّلوا
و عدوا عليه مصلّيا متهجّدا
بتخشّع و تضرّع يتبتّل
كفروا بأنعم ربّهم و نبيّهم
و وليّهم إذ ضيّعوا ما حملوا
بكت السماوات العلى لمصابه
بدم عبيط لا بدمع يهمل
أذكت رزيّته بقلبي لوعة
حتى الممات رسيسها يتجلجل
و على عيوني حرّمت طيب الكرى
فلذا بفيض نجيعها لا تبخل
صلّى عليك اللّه يا من ديننا
حقّا بغير ولائه لا يقبل
و على الّذين تقدّموك وفا
ر قوادين الهدى و وكيد عهدك أهملوا
لعنا وبيلا ليس يحصى عدّه
حتى القيامة وصله لا يفصل
ما ارتاح ذو شجن ينشر صارما
عصفت جنوب و استمرّت شمائل
فصل في ذكر سيّدة النساء صلوات اللّه و سلامه عليها
[خطبة للمؤلّف رحمه اللّه]
نبدأ من ذلك بخطبة في ذكر شيء من مناقبها و تزويجها بأمير المؤمنين صلوات اللّه و سلامه عليه، قلتها بإذن اللّه و خطبت في مشهد ولدها السبط التابع لمرضاة اللّه أبي عبد اللّه الحسين عليه السلام يوم السادس من ذي الحجّة الحرام، و هي هذه:
الحمد للّه الّذي أعلا بعليّ أمره كلمة رسوله و نبيّه و انمى له في سماء المجد قدرا، و أوضح أحكام شريعته بوصيّه في امّته و شدّ به منه عضدا و أزرا، و نصب أعلام ملّته بشدّة عزمته و جعله نسبا و صهرا.
و أمر نبيّه أن يورده من غدير الشرف في الغدير وردا و صدرا، و أن يخاطب الجمّ الغفير بفرض ولايته علانية و سرّا، و أن يرفع له بالرئاسة العامّة إلى حين حلول الطامّة الكبرى قدرا، لمّا زوّجه الجليل سبحانه بالبتولة الزهراء و الإنسيّة الحوراء جعل سبحانه نثار طوبى لشهود العرس نثرا، و تولّى سبحانه عقدة نكاحها بلسان العناية الإلهيّة، و خاطب نبيّه ببيان الإرادة الأزليّة: إنّي قد زوّجت نوري من نوري فأعظم بذلك فخرا.
يا له نكاحا وليّه الملك الجليل، و عقد شاهداه جبرائيل و ميكائيل، و جمعا 1869 خطبته على منبر الكرامة راجيل، قد جعل اللّه نثار قاصرات الطرف فيه
ياقوتا و درّا، يتفاخرن به في قصور دار المقامة، و يتهادينه في منازل السرور إلى يوم القيامة، تلك أرواح سالكي طريق الحقّ من أهل الامامة، قد جعل اللّه لهنّ حسن إخلاص المخلصين بالايمان. 1870 . مهر الولاء وجود عين الوجود في الكربين، أعني صاحب بدر و احد و حنين، لم يكن للزهراء كفو ما بين المشرقين و المغربين، فلهذا أحدث اللّه لهما في صحائف التطهير و التقديس أمرا.
بحران التقيا بتدبير العليّ العظيم، و بدران اقترنا بتقدير العزيز العليم، و نوران اجتمعا بمشيئة المدبّر الحكيم، قد كفّر اللّه بولائهما سيّئات أوليائهما و أعظم لهم أجرا، يخرج من صدف بحريهما اللؤلؤ و المرجان، و يشرق بزاهر نوريهما الملوان 1871 و الخافقان، و يهتدي بعلم علمهما الثقلان من الإنس و الجانّ، و يجعل اللّه بذرّيتهما لدين الحقّ بعد الطيّ نشرا، امناء الحقّ من نجلهما، و هداة الخلق من نسلهما، و دعاة الصدق من الهماهم غيوث و ليوث في قرى، و قراع فهم اسد الشرى، سادة الخلق و أعلام الورى، فعليهم أهل بيت و مقام وصفا، و مناجاة بصدق و صفا، من لهم بالمجد حقّا و صفا، نال من ذي العرش صلوات اللّه تترا، توقيرا و برّا.
نحمد ربّنا على ما اختصّنا به من عرفان حقّهم، و نشكره إذ جعلنا من الموقنين بفضلهم و صدقهم، و وفّقنا في حلبة الفخر للاقرار بتقديمهم و سبقهم، و خلص ابريز خالص معتقدنا لحبّهم سرّا و جهرا.
و نشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، شهادة تدحض عن قائلها ذنبا و وزرا، و ترمض من منكرها سحرا و بحرا.
و نشهد أنّ محمدا عبده و رسوله الّذي أطلعه اللّه على أسرار ملكوته ليلة الاسراء، و شرّفه حضرة جبروته على الخلق طرّا.
صلّى اللّه عليه صلاة عرفها كالمسك عطرا، و نشرها كالروض نشرا، و على آله الّذين من استمسك بحبل ولائهم فاز من اللّه بالبشرى، و حاز السعادة الكبرى في الدنيا و الاخرى، ما أظهر النهار بنور صباه من الليل فجرا، و هزم بمسلول صارم حسامه صباحه جنود الحنادس فلم يبق منها عينا و لا أثرا.
يا أيّها الّذين آمنوا هل أدلّكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم 1872 و سعادة باقية ببقاء الربّ الرحيم، و جنّات لكم فيها نعيم مقيم خالدين فيها أبدا إنّ اللّه عنده أجر عظيم 1873 ، أن تسلكوا سبيل وليّ اللّه في برّه و بحره، و الداعي إلى اللّه على بصيرة من أمره، و المخلص بطاعته لربّه في سرّه و جهره، و عيبة علمه، و موضع سرّه، و وجهه الواضح في خلقه، و لسانه الناطق بحقّه، و يده الباسطة في بلاده، و عينه الباصرة في عباده.
صاحب الخندق و بدر، و قاتل الوليد و عمرو، الّذي دكّ اللّه بيده حصن القموص، و اختصّه بأشرف النصوص على الخصوص.
بحر العلم، طود الحلم، و ينبوع الكرم، و معدن الحكم.
أفصح الخلق لسانا، و أوضحهم بيانا، و أكرمهم بنانا، و أعلاهم في الشرف تبيانا.
السائق الصادق، و الصادع الناطق، و الفاتح الخاتم، و المتصدّق في
ركوعه بالخاتم.
نفسه نفس الرسول، و عرسه الطاهرة البتول، سيّدة نساء الامّة، و أمّ السادة الأئمّة، و ابنة شفيع المحشر، و حليلة ساقي الكوثر، الخاشعة الزاهدة، الراكعة الساجدة، الصائمة القائمة، العالمة العالمة، السالكة الناسكة، العفيفة الشريفة، المتهجّدة المتعبّدة، البتولة الطاهرة، سيّدة نساء الدنيا و الآخرة، أمّ الحسنين، و ابنة شفيع الكونين، و حليلة إمام الثقلين.
تخجل الشمس حياء منها إن أسفرت، و تبتهج الأرض سرورا إن عليها خطرت، شجرة دوحة النبوّة، و درّة صدفة الفتوّة، نور من نور خلقت، و شمس من شمس أشرقت، فضلها لا يخفى، و نورها لا يطفى، لمّا كان والدها لقلادة النبوّة واسطة، كلّمه الجليل سبحانه ليلة الاسراء بلا واسطة، و جعل بعلها له وصيّا و وليّا، و بأعباء رسالته حفيّا مليّا، و تولّى سبحانه عقدة نكاحها في حضيرة القدس، و جعل جبرائيل و ميكائيل من جملة خدمها ليلة العرس:
[قصيدة في حقّ الزهراء عليها السلام]
بنت خير الخلق طرّا
و أجلّ الخلق قدرا
من بها اللّه بصنو المص
طفى أصفى و برّا
عالم الامّة و الهادي لها
برّا و بحرا
و لا سما الخلق مجدا
نسبا كان و صهرا
و باحد شدّ منه ا
لله للمختار أزرا
و ببدر أطلع الحقّ
به للحقّ بدرا
هازم الأحزاب و القاتل
ذاك اليوم عمرا
سل به خيبركم
هدّ بها ركنا و قصرا
ناصب الراية لمّا كعّ
من كعّ و فرّا
في حنين نصر اللّه
به الاسلام نصرا
رفع اللّه له في الدوح
بالإمرة أمرا
كان بالزهراء من كلّ
عباد اللّه أحرى
لم يكن كفوا لها لولاه
بين الناس يدرى
جعل اللّه لها خمس
جميع الأرض مهرا
طهرت مع نجلها من
سائر الأرجاس طهرا
ذكرها يوم الكساء في
الذكر يتلى مستمرّا
بعلها قامع هامات
جنود الشرك قهرا
قاصم الأصلاب و القاسم
للأسلاب قسرا
و امرح فكري مدحا في
وصفه نظما و نثرا
فرأيت اللّه قد أعلى له
في الذكر ذكرا
هل أتى 1874 فيه و في
زوجته و ابنيه تقرا
آثروا بالقوت لمّا
أن وفوا عهدا و نذرا
عبد الخالق لمّا عبد
الأقوام جهرا
هبلا ثمّ يغوث
و سواعا ثمّ نسرا
مذ بني بالبضعة الزهراء
أهدى اللّه عطرا
شرفا منه لها قد
فاق في الآفاق ذكرا
عرفه من يثرب في مكّة
ينفح نشرا
[جملة من مناقبها عليها السلام]