کتابخانه روایات شیعه
في حنين نصر اللّه
به الاسلام نصرا
رفع اللّه له في الدوح
بالإمرة أمرا
كان بالزهراء من كلّ
عباد اللّه أحرى
لم يكن كفوا لها لولاه
بين الناس يدرى
جعل اللّه لها خمس
جميع الأرض مهرا
طهرت مع نجلها من
سائر الأرجاس طهرا
ذكرها يوم الكساء في
الذكر يتلى مستمرّا
بعلها قامع هامات
جنود الشرك قهرا
قاصم الأصلاب و القاسم
للأسلاب قسرا
و امرح فكري مدحا في
وصفه نظما و نثرا
فرأيت اللّه قد أعلى له
في الذكر ذكرا
هل أتى 1874 فيه و في
زوجته و ابنيه تقرا
آثروا بالقوت لمّا
أن وفوا عهدا و نذرا
عبد الخالق لمّا عبد
الأقوام جهرا
هبلا ثمّ يغوث
و سواعا ثمّ نسرا
مذ بني بالبضعة الزهراء
أهدى اللّه عطرا
شرفا منه لها قد
فاق في الآفاق ذكرا
عرفه من يثرب في مكّة
ينفح نشرا
[جملة من مناقبها عليها السلام]
روي عن الأصبغ بن نباتة بإسناد متّصل قال: لمّا زوّج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فاطمة من عليّ عليه السلام و أراد أن يدخلها به أتاه جبرائيل،
فقال: يا محمد، ما تصنع؟
قال: ادخل فاطمة بعليّ.
قال: إنّ ربّك يقرؤك السلام، و يقول لك: لا تحدث شيئا حتى آتيك، ثمّ عرج جبرائيل و هبط على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و معه قدح من الياقوت فيه من مسك الجنّة، و زعفران من زعفران الجنّة، مضروب بماء الحياة، و قال لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: ربّك يقرؤك السلام، و يقول لك: مر فاطمة فلتضع هذا في مفرقها و نحرها، ففعلت ذلك، فكانت صلوات اللّه عليها بعد ذلك إذا حكّت رأسها بالمدينة تفوح رائحته من مكّة، فيقول الناس: ما هذه الرائحة؟
فيقال: إنّ فاطمة قد حكّت رأسها بالمدينة اليوم، فهذه رائحة الطيب الّذي أهداه اللّه إليها.
و روى الشيخ الجليل محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي رضي اللّه عنه في أماليه عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: لقد هممت بتزويج فاطمة عليها السلام و ما يمنعني من ذلك إلّا انّي لم أتجرّأ على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و إنّ ذلك ليختلج في صدري ليلا و نهارا حتى دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ذات يوم فقال: يا علي.
فقلت: لبّيك، يا رسول اللّه.
قال: هل لك في التزويج؟
قلت: رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أعلم، و إذا به يريد أن يزوّجني بعض نساء قريش 1875 و إنّي لخائف على فوات فاطمة، فانصرفت فلم أشعر بشيء حتى
أتاني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فقال لي: أجب النبيّ و أسرع، فما رأيت أشدّ فرحا منه اليوم، قال: فأتيته مسرعا، فإذا هو في حجرة أمّ سلمة رضي اللّه عنها، فلمّا نظر إليّ تهلّل وجهه فرحا، و تبسّم حتى نظرت إلى بياض أسنانه يبرق.
فقال: يا عليّ، أبشر، فإنّ اللّه سبحانه قد كفاني ما كان أهمّني من أمر تزويجك.
فقلت: و كيف ذلك، يا رسول اللّه؟
فقال: أتاني جبرائيل و معه من سنبل الجنّة و قرنفلها و ناولنيهما فأخذتهما و شممتهما، و قلت: ما سبب هذا السنبل و القرنفل؟
فقال: إنّ اللّه سبحانه أمر سكّان الجنّة 1876 من الملائكة و من فيها أن يزيّنوا الجنان كلّها بمغارسها و أشجارها و أثمارها و قصورها، و أمر ريحها فهبّت بأنواع الطيب و العطر، و أمر حور عينها بقراءة سورة طه و طواسين و يس و حمعسق، ثمّ نادى مناد من تحت العرش:
ألا إنّ اليوم يوم وليمة علي بن أبي طالب، ألا إنّي اشهدكم أنّي قد زوّجت فاطمة بنت محمد صلّى اللّه عليه و آله من عليّ بن أبي طالب رضى منّي بعضهما لبعض.
ثمّ بعث اللّه سبحانه سحابة بيضاء فمطرت عليهم من لؤلؤها و زبرجدها و يواقيتها، و قامت الملائكة فنثرت من سنبل الجنّة و قرنفلها، و هذا ممّا نثرته الملائكة.
ثمّ أمر اللّه سبحانه ملكا من ملائكة الجنّة يقال له راحيل 1877 ، و ليس في الملائكة أبلغ منه، فقال: اخطب يا راحيل، فخطب بخطبة لم يسمع بمثلها أهل السماوات و لا أهل الأرض، ثمّ نادى مناد: ألا يا ملائكتي و سكّان جنّتي، باركوا على عليّ حبيب محمد صلّى اللّه عليه و آله و فاطمة بنت محمد فقد باركت عليهما، ألا إنّي قد زوّجت أحبّ النساء إليّ من أحبّ الرجال إليّ بعد النبيّين و المرسلين 1878 .
فقال راحيل الملك: يا ربّ و ما بركتك عليهما بأكثر ممّا رأينا [لهما] 1879 في جنّتك و دار رضوانك؟
فقال عزّ و جلّ: يا راحيل، إنّ من بركتي عليهما أنّ أجمعهما على محبّتي، و أجعلهما حجّة على خلقي، و عزّتي و جلالي لأخلقنّ منهما خلقا، و لأنشئنّ منهما ذرّيّة أجعلهم خزّاني في أرضي، و معادن لعلمي، و دعاة إلى ديني، بهم أحتجّ على خلقي بعد النبيّين و المرسلين.
فأبشر يا عليّ، فإنّ اللّه عزّ و جلّ أكرمك بكرامة لم يكرم بمثلها أحدا، و قد زوّجتك ابنتي على ما زوّجك الرحمن، و رضيت بما رضي اللّه لها، فدونك أهلك، فإنّك أحقّ بها منّي و من كلّ أحد، و قد أخبرني جبرائيل أنّ الجنّة مشتاقة
إليكما، و لو لا أنّ اللّه سبحانه قدّر أن يخرج منكما ما يتّخده على الخلق حجّة لأجاب فيكما الجنّة و أهلها، فنعم الأخ أنت، و نعم الختن أنت، و نعم الصاحب أنت، و كفاك برضى اللّه رضى.
قال عليّ عليه السلام: فقلت: يا رسول اللّه، أبلغ بقدري حتى ذكرت في السماء 1880 و زوّجني ربّي في ملائكته؟!
فقال صلّى اللّه عليه و آله: إنّ اللّه سبحانه إذا أكرم وليّه أكرمه بما لا عين رأت و لا اذن سمعت، فأحباها اللّه لك.
فقال أمير المؤمنين عليه السلام بعد أن سجد شكرا للّه: (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ) 1881 .
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: آمين 1882 .
الخرگوشي في كتابيه شرف المصطفى و اللوامع، بإسناده عن سلمان. و أبو بكر الشيرازي أيضا روى في كتابه. و أبو إسحاق الثعلبي، و عليّ بن أحمد الطائي، و غيرهم من علماء السنّة في تفاسيرهم عن سعيد بن جبير. و روى أيضا سفيان الثوري و أبو نعيم الأصفهاني أيضا فيما نزل من القرآن في أمير المؤمنين عليه السلام عن حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس. و عن [أبي مالك، عن] 1883 ابن عبّاس و القاضي النطنزي عن سفيان بن عيينة، عن الصادق عليه السلام.
و روى مشايخنا رضي اللّه عنهم عن الصادق عليه السلام في قوله تعالى:
(مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ) 1884 قال: عليّ و فاطمة بحران من العلم عميقان لا يبغي أحدهما على صاحبه، و في رواية: (بَيْنَهُما بَرْزَخٌ) 1885 رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ) 1886 الحسن الحسين عليهما السلام 1887 .
أبو معاوية الضرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس أنّ فاطمة عليها السلام بكت للجوع و العري، فقال لها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: اقنعي يا فاطمة بزوجك، فو اللّه إنّه سيّد في الدنيا، سيّد في الآخرة، و أصالح بينهما، فأنزل سبحانه: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ) يقول: أنا اللّه أرسلت البحرين: عليّا بحر العلم، و فاطمة بحر النبوّة، يلتقيان: يتّصلان، أنا اللّه أوقعت الوصلة بينهما، ثمّ قال: (بَيْنَهُما بَرْزَخٌ) أي مانع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يمنع عليّا أن يحزن لأجل الدنيا، و يمنع فاطمة أن تخاصم بعلها لأجل الدنيا (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما) يا معشر الجنّ و الإنس (تُكَذِّبانِ) بولاية أمير المؤمنين و حبّ فاطمة الزهراء، فاللؤلؤ الحسن، و المرجان الحسين، لأنّ اللؤلؤ الكبار و المرجان الصغار، و لا غرو أن يكونا بحرين لسعة فضلهما و كثرة خيرهما، فإنّ البحر ما سمّي بحرا إلّا لسعته، و أجرى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله فرسا فقال:
وجدته بحرا 1888 .
القاضي أبو محمد الكرخي في كتابه عن الصادق عليه السلام، عن فاطمة
عليها السلام قالت: لمّا نزلت (لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً) 1889 هبت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أن أقول له يا أبة، فكنت أقول: يا رسول اللّه، فأعرض عنّي مرّتين أو ثلاثا، ثمّ أقبل عليّ، و قال: يا فاطمة، إنّها لم تنزل فيك و لا في أهلك و لا في نسلك، أنت منّي و أنا منك، إنّما انزلت في أهل الجفاء و الغلظة من قريش أصحاب البذخ و الكبر، قولي: يا أبة، فإنّها أحيى للقلب، و أرضى للربّ 1890 .
سفيان الثوري، عن الأعمش، عن أبي صالح في قوله سبحانه: (وَ إِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ) 1891 قال: ما من مؤمن يوم القيامة إلّا إذا قطع الصراط زوّجه اللّه على باب الجنّة بأربع نسوة من نساء الدنيا، و سبعين [ألف] 1892 حوراء من حور الجنّة إلّا عليّ بن أبي طالب، فإنّه زوج البتول فاطمة في الدنيا، و هو زوجها في الجنّة، ليست له في الجنّة زوجة غيرها من نساء الدنيا، لكن له في الجنّة سبعون ألف حوراء، لكلّ حوراء سبعون ألف خادم 1893 .
عن الصّادق عليه السلام قال: حرّم اللّه النساء على عليّ ما دامت فاطمة حيّة لأنّها طاهرة لا تحيض.