کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تسلية المجالس و زينة المجالس (مقتل الحسين عليه السلام)


صفحه قبل

تسلية المجالس و زينة المجالس (مقتل الحسين عليه السلام)، ج‏1، ص: 520

و روى مشايخنا رضي اللّه عنهم عن الصادق عليه السلام في قوله تعالى:

(مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ) 1884 قال: عليّ و فاطمة بحران من العلم عميقان لا يبغي أحدهما على صاحبه، و في رواية: (بَيْنَهُما بَرْزَخٌ) 1885 رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله‏ (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ) 1886 الحسن الحسين عليهما السلام‏ 1887 .

أبو معاوية الضرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس أنّ فاطمة عليها السلام بكت للجوع و العري، فقال لها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: اقنعي يا فاطمة بزوجك، فو اللّه إنّه سيّد في الدنيا، سيّد في الآخرة، و أصالح بينهما، فأنزل سبحانه: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ) يقول: أنا اللّه أرسلت البحرين: عليّا بحر العلم، و فاطمة بحر النبوّة، يلتقيان: يتّصلان، أنا اللّه أوقعت الوصلة بينهما، ثمّ قال: (بَيْنَهُما بَرْزَخٌ) أي مانع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يمنع عليّا أن يحزن لأجل الدنيا، و يمنع فاطمة أن تخاصم بعلها لأجل الدنيا (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما) يا معشر الجنّ و الإنس‏ (تُكَذِّبانِ) بولاية أمير المؤمنين و حبّ فاطمة الزهراء، فاللؤلؤ الحسن، و المرجان الحسين، لأنّ اللؤلؤ الكبار و المرجان الصغار، و لا غرو أن يكونا بحرين لسعة فضلهما و كثرة خيرهما، فإنّ البحر ما سمّي بحرا إلّا لسعته، و أجرى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله فرسا فقال:

وجدته بحرا 1888 .

القاضي أبو محمد الكرخي في كتابه عن الصادق عليه السلام، عن فاطمة

تسلية المجالس و زينة المجالس (مقتل الحسين عليه السلام)، ج‏1، ص: 521

عليها السلام قالت: لمّا نزلت‏ (لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً) 1889 هبت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أن أقول له يا أبة، فكنت أقول: يا رسول اللّه، فأعرض عنّي مرّتين أو ثلاثا، ثمّ أقبل عليّ، و قال: يا فاطمة، إنّها لم تنزل فيك و لا في أهلك و لا في نسلك، أنت منّي و أنا منك، إنّما انزلت في أهل الجفاء و الغلظة من قريش أصحاب البذخ و الكبر، قولي: يا أبة، فإنّها أحيى للقلب، و أرضى للربّ‏ 1890 .

سفيان الثوري، عن الأعمش، عن أبي صالح في قوله سبحانه: (وَ إِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ) 1891 قال: ما من مؤمن يوم القيامة إلّا إذا قطع الصراط زوّجه اللّه على باب الجنّة بأربع نسوة من نساء الدنيا، و سبعين [ألف‏] 1892 حوراء من حور الجنّة إلّا عليّ بن أبي طالب، فإنّه زوج البتول فاطمة في الدنيا، و هو زوجها في الجنّة، ليست له في الجنّة زوجة غيرها من نساء الدنيا، لكن له في الجنّة سبعون ألف حوراء، لكلّ حوراء سبعون ألف خادم‏ 1893 .

عن الصّادق عليه السلام قال: حرّم اللّه النساء على عليّ ما دامت فاطمة حيّة لأنّها طاهرة لا تحيض.

و قال أبو عبيد الهروي في الغريبين‏ 1894 : سمّيت مريم بتولا لأنّها بتلت عن‏

تسلية المجالس و زينة المجالس (مقتل الحسين عليه السلام)، ج‏1، ص: 522

الرجال، و سمّيت فاطمة بتولا لأنّها بتلت عن النظير.

أو هاشم العسكري قال: سألت صاحب العسكر عليه السلام: لم سمّيت فاطمة الزهراء؟

قال: كان وجهها يزهر لأمير المؤمنين من أوّل النهار كالشمس الضاحية، و عند الزوال كالقمر المنير، و عند غروب الشمس كالكوكب‏ 1895 .

و روي عن الباقر و الصادق عليهما السلام، و رواه أيضا عامر الشعبيّ و الحسن البصري [و سفيان الثوري و مجاهد و ابن جبير و جابر الأنصاري‏] 1896 ، عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله أنّه قال: فاطمة بضعة منّي فمن أغضبها فقد أغضبني. أخرجه البخاري عن المسوّر بن مخرمة.

و في رواية جابر: فمن آذاها فقد آذاني، و من آذاني فقد آذى اللّه‏ 1897 .

ابن عبد ربّه الأندلسي في العقد، عن عبد اللّه بن الزبير- في خبر- عن معاوية بن أبي سفيان، قال: دخل الحسن بن عليّ على جدّه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و هو يتعثّر بذيله، فأسرّ إلى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله سرّا فرأيته قد تغيّر لونه، ثمّ قام صلّى اللّه عليه و آله حتى أتى منزل فاطمة، فأخذ بيدها فهزّها هزّا، و قال لها: يا فاطمة، إيّاك و غضب عليّ، فإنّ اللّه يغضب لغضبه، و يرضى لرضاه، ثمّ جاء إلى عليّ عليه السلام فأخذه بيده، ثمّ هزّها هزّا خفيفا، ثمّ قال:

تسلية المجالس و زينة المجالس (مقتل الحسين عليه السلام)، ج‏1، ص: 523

يا أبا الحسن، إيّاك و غضب فاطمة، فإنّ الملائكة تغضب لغضبها، و ترضى لرضاها.

فقلت‏ 1898 : يا رسول اللّه، مضيت مذعورا و رجعت مسرورا!

فقال: يا معاوية، كيف لا اسرّ و قد أصلحت بين اثنين هما أكرم أهل الأرض على اللّه؟ 1899

قلت: في روايته لهذا الحديث ثمّ خلافه له و ارتكاب ما حذّر الرسول صلّى اللّه عليه و آله من أنّ اللّه يغضب لغضب عليّ، و يرضى لرضاه أكبر دليل على نفاقه و استهزائه بقول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله، و قلّة مبالاة بأمره و نهيه، و خروج عن الدين بقالبه و قلبه، و أنّه لا يعتقد الاسلام دينا، و لا اللّه ربّا، و لا محمدا رسولا، و لا كان متمسّكا بالكتاب، و لا أنّه منزل من عند اللّه، و لا مقرّا بما انزل فيه، و لا معتقدا ما وعد اللّه من الحشر و النشر و الحساب، و الجنّة و النار و ما أعدّ اللّه فيهما من الثواب و العقاب، فلهذا أظهر ما أبطن من بغض النبيّ و أهله، و أجلب عليهم بخيله و رجله، و أفضى بوصيّه إلى فتنته، و اسرته و ذروته و شيعته، بالانتقام منهم، و إظهار الأحقاد البدريّة فيهم، فاللّه حسبه و طلبته، و هو بالمرصاد لكلّ ظالم.

قال الشيخ محمد بن بابويه القمّي رضي اللّه عنه: و هذا الحديث ليس بمعتمد لأنّهما منزّهان [عن‏] 1900 أن يحتاجا أن يصالح بينهما رسول اللّه صلّى اللّه‏

تسلية المجالس و زينة المجالس (مقتل الحسين عليه السلام)، ج‏1، ص: 524

عليه و آله‏ 1901 .

الباقر و الصادق عليهما السلام: أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله كان لا ينام حتى يقبّل عرض وجه فاطمة، و يضع وجهه بين ثدييها 1902 .

اتي برجل إلى الفضل بن الربيع زعموا أنّه سبّ فاطمة فقال لابن غانم:

انظر في أمره ما تقول؟

قال: يجب عليه الحدّ.

فقال له الفضل: إذا كامّك إن حددته، فأمر به أن يضرب بألف سوط، و أن يصلب في الطريق‏ 1903 .

أبو علي الصولي في أخبار فاطمة، و أبو السعادات في فضائل العشرة، بالاسناد عن أبي ذرّ الغفاري، قال: بعثني النبيّ صلّى اللّه عليه و آله أدعوا عليّا، فأتيت بيته و ناديته، فلم يجبني، فأخبرت النبيّ صلّى اللّه عليه و آله، فقال: عد إليه فإنّه في البيت فأتيت و دخلت عليه، فرأيت الرحى تطحن و لا أحد عندها، فقلت لعليّ: إنّ النبيّ يدعوك، فخرج متوشّحا حتى أتى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله، فأخبرت النبي بما رأيت، فقال: يا أبا ذرّ، لا تعجب فإنّ للّه ملائكة سيّاحون في الأرض، موكّلون بمعونة آل محمد.

الحسن البصري و ابن إسحاق، عن عمّار و ميمونة أنّ كليهما قالا: وجدت فاطمة نائمة و الرحى تدور، فأخبرت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بذلك،

تسلية المجالس و زينة المجالس (مقتل الحسين عليه السلام)، ج‏1، ص: 525

فقال: إنّ اللّه علم ضعف أمته فأوحى إلى الرحى أن تدور فدارت.

و قد أورد هذا الحديث أبو القاسم البستيّ في فضائل أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه. و روي أنّها عليها السلام ربّما اشتغلت بصلاتها و عبادتها فربّما بكى ولدها فرؤي المهد يتحرّك و كان ملك يحرّكه.

و روي عن الباقر عليه السلام، قال: بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله سلمان إلى منزل فاطمة عليها السلام بحاجة.

قال سلمان: فوقفت بالباب وقفة حتى سلّمت، فسمعت فاطمة تقرأ القرآن من داخل البيت و الرحى تدور من خارج ما عندها أنيس، فأخبرت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بذلك، فتبسّم، و قال: يا سلمان، إنّ ابنتي فاطمة ملأ اللّه قلبها و جوارحها إيمانا إلى مشاشها 1904 ، تفرّغت لطاعة اللّه فبعث اللّه ملكا يقال له زوقابيل؛ و قيل: جبريل، فأدار لها الرحى، و كفاها اللّه مئونة الدنيا مع مئونة الآخرة 1905 .

[كلام فضّة القرآنيّ‏]

أبو القاسم القشيري في كتابه: قال بعضهم: انقطعت في البادية عن قافلة الحجّ، فوجدت امرأة، فقلت لها: من أنت؟

فقالت: (وَ قُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) 1906 .

فسلّمت عليها، فقلت: ما تصنعين هاهنا؟

تسلية المجالس و زينة المجالس (مقتل الحسين عليه السلام)، ج‏1، ص: 526

قالت: (مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادِيَ لَهُ) 1907 .

فقلت: أمن الجنّ أنت أم من الإنس؟

قالت: (يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) 1908 .

فقلت: من أين أقبلت؟

قالت: (أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ) 1909 .

فقلت: أين تقصدين؟

فقالت: (وَ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا) 1910 .

فقلت: متى انقطعت؟

فقالت: (وَ لَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) 1911 .

فقلت: أ تشتهين طعاما؟

فقالت: (وَ ما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ) 1912 فأطعمتها.

ثمّ قلت: هرولي و تعجّلي.

فقالت: (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها) 1913 .

صفحه بعد