کتابخانه روایات شیعه
الرجال، و سمّيت فاطمة بتولا لأنّها بتلت عن النظير.
أو هاشم العسكري قال: سألت صاحب العسكر عليه السلام: لم سمّيت فاطمة الزهراء؟
قال: كان وجهها يزهر لأمير المؤمنين من أوّل النهار كالشمس الضاحية، و عند الزوال كالقمر المنير، و عند غروب الشمس كالكوكب 1895 .
و روي عن الباقر و الصادق عليهما السلام، و رواه أيضا عامر الشعبيّ و الحسن البصري [و سفيان الثوري و مجاهد و ابن جبير و جابر الأنصاري] 1896 ، عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله أنّه قال: فاطمة بضعة منّي فمن أغضبها فقد أغضبني. أخرجه البخاري عن المسوّر بن مخرمة.
و في رواية جابر: فمن آذاها فقد آذاني، و من آذاني فقد آذى اللّه 1897 .
ابن عبد ربّه الأندلسي في العقد، عن عبد اللّه بن الزبير- في خبر- عن معاوية بن أبي سفيان، قال: دخل الحسن بن عليّ على جدّه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و هو يتعثّر بذيله، فأسرّ إلى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله سرّا فرأيته قد تغيّر لونه، ثمّ قام صلّى اللّه عليه و آله حتى أتى منزل فاطمة، فأخذ بيدها فهزّها هزّا، و قال لها: يا فاطمة، إيّاك و غضب عليّ، فإنّ اللّه يغضب لغضبه، و يرضى لرضاه، ثمّ جاء إلى عليّ عليه السلام فأخذه بيده، ثمّ هزّها هزّا خفيفا، ثمّ قال:
يا أبا الحسن، إيّاك و غضب فاطمة، فإنّ الملائكة تغضب لغضبها، و ترضى لرضاها.
فقلت 1898 : يا رسول اللّه، مضيت مذعورا و رجعت مسرورا!
فقال: يا معاوية، كيف لا اسرّ و قد أصلحت بين اثنين هما أكرم أهل الأرض على اللّه؟ 1899
قلت: في روايته لهذا الحديث ثمّ خلافه له و ارتكاب ما حذّر الرسول صلّى اللّه عليه و آله من أنّ اللّه يغضب لغضب عليّ، و يرضى لرضاه أكبر دليل على نفاقه و استهزائه بقول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله، و قلّة مبالاة بأمره و نهيه، و خروج عن الدين بقالبه و قلبه، و أنّه لا يعتقد الاسلام دينا، و لا اللّه ربّا، و لا محمدا رسولا، و لا كان متمسّكا بالكتاب، و لا أنّه منزل من عند اللّه، و لا مقرّا بما انزل فيه، و لا معتقدا ما وعد اللّه من الحشر و النشر و الحساب، و الجنّة و النار و ما أعدّ اللّه فيهما من الثواب و العقاب، فلهذا أظهر ما أبطن من بغض النبيّ و أهله، و أجلب عليهم بخيله و رجله، و أفضى بوصيّه إلى فتنته، و اسرته و ذروته و شيعته، بالانتقام منهم، و إظهار الأحقاد البدريّة فيهم، فاللّه حسبه و طلبته، و هو بالمرصاد لكلّ ظالم.
قال الشيخ محمد بن بابويه القمّي رضي اللّه عنه: و هذا الحديث ليس بمعتمد لأنّهما منزّهان [عن] 1900 أن يحتاجا أن يصالح بينهما رسول اللّه صلّى اللّه
عليه و آله 1901 .
الباقر و الصادق عليهما السلام: أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله كان لا ينام حتى يقبّل عرض وجه فاطمة، و يضع وجهه بين ثدييها 1902 .
اتي برجل إلى الفضل بن الربيع زعموا أنّه سبّ فاطمة فقال لابن غانم:
انظر في أمره ما تقول؟
قال: يجب عليه الحدّ.
فقال له الفضل: إذا كامّك إن حددته، فأمر به أن يضرب بألف سوط، و أن يصلب في الطريق 1903 .
أبو علي الصولي في أخبار فاطمة، و أبو السعادات في فضائل العشرة، بالاسناد عن أبي ذرّ الغفاري، قال: بعثني النبيّ صلّى اللّه عليه و آله أدعوا عليّا، فأتيت بيته و ناديته، فلم يجبني، فأخبرت النبيّ صلّى اللّه عليه و آله، فقال: عد إليه فإنّه في البيت فأتيت و دخلت عليه، فرأيت الرحى تطحن و لا أحد عندها، فقلت لعليّ: إنّ النبيّ يدعوك، فخرج متوشّحا حتى أتى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله، فأخبرت النبي بما رأيت، فقال: يا أبا ذرّ، لا تعجب فإنّ للّه ملائكة سيّاحون في الأرض، موكّلون بمعونة آل محمد.
الحسن البصري و ابن إسحاق، عن عمّار و ميمونة أنّ كليهما قالا: وجدت فاطمة نائمة و الرحى تدور، فأخبرت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بذلك،
فقال: إنّ اللّه علم ضعف أمته فأوحى إلى الرحى أن تدور فدارت.
و قد أورد هذا الحديث أبو القاسم البستيّ في فضائل أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه. و روي أنّها عليها السلام ربّما اشتغلت بصلاتها و عبادتها فربّما بكى ولدها فرؤي المهد يتحرّك و كان ملك يحرّكه.
و روي عن الباقر عليه السلام، قال: بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله سلمان إلى منزل فاطمة عليها السلام بحاجة.
قال سلمان: فوقفت بالباب وقفة حتى سلّمت، فسمعت فاطمة تقرأ القرآن من داخل البيت و الرحى تدور من خارج ما عندها أنيس، فأخبرت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بذلك، فتبسّم، و قال: يا سلمان، إنّ ابنتي فاطمة ملأ اللّه قلبها و جوارحها إيمانا إلى مشاشها 1904 ، تفرّغت لطاعة اللّه فبعث اللّه ملكا يقال له زوقابيل؛ و قيل: جبريل، فأدار لها الرحى، و كفاها اللّه مئونة الدنيا مع مئونة الآخرة 1905 .
[كلام فضّة القرآنيّ]
أبو القاسم القشيري في كتابه: قال بعضهم: انقطعت في البادية عن قافلة الحجّ، فوجدت امرأة، فقلت لها: من أنت؟
فقالت: (وَ قُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) 1906 .
فسلّمت عليها، فقلت: ما تصنعين هاهنا؟
قالت: (مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادِيَ لَهُ) 1907 .
فقلت: أمن الجنّ أنت أم من الإنس؟
قالت: (يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) 1908 .
فقلت: من أين أقبلت؟
قالت: (أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ) 1909 .
فقلت: أين تقصدين؟
فقالت: (وَ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا) 1910 .
فقلت: متى انقطعت؟
فقالت: (وَ لَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) 1911 .
فقلت: أ تشتهين طعاما؟
فقالت: (وَ ما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ) 1912 فأطعمتها.
ثمّ قلت: هرولي و تعجّلي.
فقالت: (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها) 1913 .
فقلت: أردفك.
فقالت: (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا) 1914 .
فنزلت و أركبتها، فقالت: (سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ) 1915 .
فلمّا أدركنا القافلة قلت: هل لك أحد فيها؟
قالت: (يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ) 1916 (وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ) 1917 (يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ) 1918 (يا مُوسى .. إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ) 1919 .
فصحت بهذه الأسماء، فإذا أنا بأربعة شباب متوجّهين نحوها 1920 ، فقلت:
من هؤلاء منك؟
قالت: (الْمالُ وَ الْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا) 1921 ، فلمّا أتوها قالت: (يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) 1922 فكافوني بأشياء فقالت:
(وَ اللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ) 1923 فزادوا عليّ فسألتهم عنها، فقالوا: هذه أمّنا فضّة
جارية الزهراء صلّى اللّه عليها، ما تكلّمت منذ عشرين سنة إلّا بالقرآن 1924 .
[كلام للمؤلّف رحمه اللّه]
قلت: يا أصحاب الفكر الصائب، و النظر الثاقب، و القلب السليم، و اللبّ المستقيم، تفكّروا في هذه النفس الّتي قدّسها اللّه و طهّرها و أطلعها على أسرار كلامه، و طهّرها و شرّفها بخدمة اولي نهيه و أمره، و أطلعها ببركات فضلهم على مكنون سرّه، و جعل قلبها مشكاة نور حكمته، و باطنها مرآة كمال معرفته، و أسكن حبّه سويداء فؤادها، و جعل ذكره أقصى مرادها، فصارت لا تنطق إلّا بكلامه المجيد، الّذي (لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) 1925 .