کتابخانه روایات شیعه
اللّه عليه و آله دخل على فاطمة و إذا في عنقها قلادة، فأعرض عنها، فقطعتها و رمت بها [فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: أنت منّي يا فاطمة] 1939 ، ثمّ جاءها سائل فناولته إيّاها 1940 .
و في مسند الرضا عليه السلام أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال: يا فاطمة، لا يغرّنّك الناس أن يقولوا بنت محمد و عليك لبس الجبابرة، فقطعتها و باعتها و اشترت بثمنها رقبة فأعتقتها، فسرّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بذلك 1941 .
[الأمر الإلهيّ بتزويج أمير المؤمنين من فاطمة عليهما السلام]
تاريخ بغداد 1942 : بالاسناد عن بلال بن حمامة: طلع علينا النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و وجهه مشرق كالبدر، فسأله ابن عوف عن ذلك، فقال: بشارة من ربّي أتتني لأخي عليّ بن أبي طالب و ابنتي فاطمة، و أنّ اللّه زوّج عليّا بفاطمة و أمر رضوان خازن الجنان فهزّ شجرة طوبى فحملت رقاعا بعدد محبّي أهل بيتي، و أنشأ من تحتها ملائكة من نور، و دفع إلى كلّ ملك صكّا، فإذا استوت القيامة بأهلها نادت الملائكة في الخلائق: أين محبّو عليّ و فاطمة عليهما السلام؟ فلا يبقى محبّا لنا إلّا دفعت إليه صكّا براءة من النار، بأخي و ابن عمّي و ابنتي فكاك رقاب رجال و نساء من أمّتي.
و في رواية: أنّ في الصكوك: براءة من العليّ الجبّار، لشيعة علي و فاطمة من النار 1943 .
ابن بطّة و السمعاني في كتبهم بالاسناد عن ابن عبّاس و أنس بن مالك، قالا: بينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله جالس إذ جاء عليّ، فقال: يا عليّ، ما جاء بك؟
قال: جئت اسلّم عليك.
قال: هذا جبرئيل يخبرني أنّ اللّه سبحانه زوّجك فاطمة، و أشهد على تزويجها أربعين ألف ملك، و أمر سبحانه شجرة طوبى أن انثري عليهم الدرّ و الياقوت، و هنّ يتهادينه إلى يوم القيامة، و كانوا يتهادونه و يقلن: هذا تحفة خير النساء.
و في رواية ابن بطّة عن عبد اللّه: فمن أخذ منه شيئا أكثر ممّا أخذ منه صاحبه أو أحسن افتخر به على صاحبه إلى يوم القيامة.
و في رواية خبّاب بن الأرتّ، أنّ اللّه تعالى أوحى إلى جبرئيل أن زوّج النور من النور، و كان الوليّ اللّه، و الخطيب جبرئيل، و المنادي ميكائيل، و الداعي إسرافيل، و الناثر عزرائيل، و الشهود ملائكة السماء و الأرض، ثمّ أوحى سبحانه إلى شجرة طوبى أن انثري ما عليك، فنثرت الدرّ الأبيض، و الياقوت الأحمر، و الزبرجد الأخضر، و اللؤلؤ الرطب، فبادرن الحور العين يلتقطن و يهدين بعضهنّ إلى بعض.
و في خبر أنّ الخطيب كان ملكا يقال له راحيل 1944 ، و قد جاء في بعض الكتاب أنّه خطب راحيل في البيت المعمور في جمع من أهل السماوات السبع، فقال:
الحمد للّه الأوّل قبل أوّلية الأوّلين، و الباقي بعد فناء العالمين، نحمده إذ جعلنا ملائكة روحانيّين، و لربوبيّته مذعنين، و له على ما أنعم علينا شاكرين، حجبنا من الذنوب، و سترنا من العيوب، أسكننا في السماوات، و قريبا من السرادقات، و حبس 1945 عنّا النهم من الشهوات، و جعل شهوتنا و نهمتنا في تسبيحه و تقديسه، الباسط رحمته، الواهب نعمته، جلّ عن إلحاد أهل الأرض من المشركين، و تعالى بعظمته عن إفك الملحدين.
ثمّ قال بعد كلام 1946 : اختار الملك الجبّار صفوة كرمه، و عبد عظمته لأمته سيّدة النساء بنت خير النبيّين، و سيّد المرسلين، و إمام المتّقين، فوصل حبله بحبل رجل من أهله و صاحبه، المصدّق دعوته، المبادر إلى كلمته، عليّ الوصول بفاطمة البتول، ابنة الرسول.
و روي أنّ جبرئيل روى عن اللّه سبحانه أنّه قال عقيبها: الحمد ردائي، و العظمة كبريائي، و الخلق كلّهم عبيدي و إمائي، زوّجت فاطمة أمتي، من عليّ صفوتي، اشهدوا يا ملائكتي.
و كان بين تزويج فاطمة بعليّ صلّى اللّه عليهما في السماء و تزويجهما في الأرض أربعين يوما، زوّجها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من علي عليه السلام
أوّل يوم من ذي الحجّة؛ و قيل: يوم السادس منه 1947 .
علي 1948 بن جعفر، عن موسى بن جعفر عليه السلام، قال: بينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله جالس إذ دخل عليه ملك له أربعة و عشرون وجها، فقال له:
حبيبي جبرئيل، لم أرك في هذه الصورة؟!
قال الملك: لست بجبرئيل، أنا محمود، بعثني اللّه أن ازوّج النور من النور.
قال: من بمن؟
قال: فاطمة من عليّ.
قال: فلمّا ولّى الملك إذا بين كتفيه: محمد رسول اللّه، عليّ وصيّه.
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: منذ كم كتب هذا 1949 بين كتفيك؟
فقال: من قبل أن يخلق اللّه آدم باثنين و عشرين ألف عام.
و في رواية: أربع و عشرين ألف عام.
و روي أنّه كان للملك عشرون رأسا، في كلّ رأس ألف لسان، و كان اسم الملك صرصائيل.
و بالاسناد عن أبي أيّوب، قال: دخل النبيّ صلّى اللّه عليه و آله على
فاطمة و قال: يا فاطمة، إنّي امرت بتزويجك من عليّ من البيضاء 1950 . و في رواية: من السماء.
و عن الضحّاك، قال: دخل النبيّ صلّى اللّه عليه و آله على فاطمة، و قال:
يا فاطمة، إنّ عليّ بن أبي طالب ممّن عرفت قرابته منّي، و فضله في الاسلام، و إنّي سألت اللّه أن يزوّجك خير خلقه، و أحبّهم إليه، و قد ذكر من أمرك شيئا فما ترين؟
فسكتت، فخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و هو يقول: اللّه أكبر، سكوتها إقرارها.
[خطبة النبيّ صلّى اللّه عليه و آله في تزويج فاطمة عليها السلام]
و خطب رسول اللّه 1951 صلّى اللّه عليه و آله في تزويج فاطمة أمام العقد على المنبر، رواها يحيى بن معين في أماليه، و ابن بطّة في الإبانة، بإسناده عن أنس ابن مالك مرفوعا، و رويناها نحن عن الرضا عليّ بن موسى عليه السلام، فقال:
الحمد للّه المحمود بنعمته، المعبود بقدرته، المطاع في سلطانه، المرغوب إليه فيما عنده، المرهوب من عذابه، النافذ أمره في سمائه و أرضه، الّذي خلق الخلق بقدرته، و ميّزهم بأحكامه، و أعزّهم بدينه، و أكرمهم بنبيّه محمد صلّى اللّه عليه و آله، إنّ اللّه تعالى جعل المصاهرة نسبا لا حقا، و أمرا مفترضا، و شج بها الأرحام، و ألزمها الأنام، فقال سبحانه: (وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً) 1952 ثمّ إنّ اللّه سبحانه أمرني أن ازوّج فاطمة من عليّ، و قد
زوّجتها إيّاه على أربعمائة مثقال فضّة، أرضيت يا عليّ؟
فقال صلوات اللّه عليه: رضيت، يا رسول اللّه.
[خطبة أمير المؤمنين عليه السلام في زواجه]
و روى ابن مردويه أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال لعليّ: تكلّم يا عليّ خطيبا لنفسك.
فقال: الحمد للّه الّذي قرب من حامديه، و دنا من سائليه، و وعد الجنّة من يتّقيه، و أنذر بالنار من يعصيه، نحمده على قديم إحسانه و أياديه، حمد من يعلم أنّه خالقه و باريه، و مميته و محييه، و سائله عن مساويه، و نستعينه و نستهديه، و نؤمن به و نستكفيه، و نشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له شهادة تبلغه و ترضيه، و أنّ محمّدا عبده و رسوله صلّى اللّه عليه و آله صلاة تزلفه و تحظيه، و ترفعه و تصطفيه، و النكاح ممّا أمر اللّه [به] 1953 و يرضيه، و اجتماعنا ممّا قدّره اللّه و أذن فيه، و هذا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله زوّجني ابنته فاطمة على خمسمائة درهم، و قد رضيت، فاسألوه و اشهدوا.
[و في خبر: زوّجتك ابنتي فاطمة على ما زوّجك الرحمن، و قد رضيت بما رضي اللّه لها، فدونك أهلك فإنّك أحقّ بها منّي] 1954 .
و في خبر: فنعم الأخ أنت، و نعم الصهر، و نعم الختن أنت، فخرّ أمير المؤمنين عليه السلام ساجدا، فلمّا رفع أمير المؤمنين عليه السلام رأسه قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: بارك اللّه عليكما، و بارك فيكما، و أسعد جدّكما، و جمع شملكما 1955 ، و أخرج منكما الكثير الطيّب، ثمّ أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بطبق بسر و أمر بنهبه، و دخل حجرة النساء و أمرهنّ بضرب الدفّ.
[في مهر الزهراء عليها السلام]
و قيل للنبيّ صلّى اللّه عليه و آله: قد علمنا مهر فاطمة في الأرض، فما مهرها في السماء؟
فقال صلّى اللّه عليه و آله: سل عمّا يعنيك، ودع ما لا يعنيك.
فقيل: هذا ممّا يعنينا، يا رسول اللّه.
قال: مهرها في السماء خمس الأرض، فمن مشى عليها مبغضا لها و لولدها مشى عليها حراما إلى أن تقوم الساعة.
و في الجلاء و الشفاء عن الباقر عليه السلام- في خبر طويل-: جعلت نحلتها من عليّ خمس الدنيا و ثلثي الجنّة، و جعلت لها في الأرض أربعة أنهار:
الفرات، و نيل مصر، و نهروان، و نهر بلخ.
ثمّ 1956 إنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله قال لأمير المؤمنين عليه السلام: قم فبع الدرع، فباعه بخمسمائة درهم من أعرابي، و أتى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله بها.
فقال: أ عرفت الأعرابي؟
قال: لا.
قال: كان ذاك جبرئيل، و أتاني بدرعك.