کتابخانه روایات شیعه
فاطمة و قال: يا فاطمة، إنّي امرت بتزويجك من عليّ من البيضاء 1950 . و في رواية: من السماء.
و عن الضحّاك، قال: دخل النبيّ صلّى اللّه عليه و آله على فاطمة، و قال:
يا فاطمة، إنّ عليّ بن أبي طالب ممّن عرفت قرابته منّي، و فضله في الاسلام، و إنّي سألت اللّه أن يزوّجك خير خلقه، و أحبّهم إليه، و قد ذكر من أمرك شيئا فما ترين؟
فسكتت، فخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و هو يقول: اللّه أكبر، سكوتها إقرارها.
[خطبة النبيّ صلّى اللّه عليه و آله في تزويج فاطمة عليها السلام]
و خطب رسول اللّه 1951 صلّى اللّه عليه و آله في تزويج فاطمة أمام العقد على المنبر، رواها يحيى بن معين في أماليه، و ابن بطّة في الإبانة، بإسناده عن أنس ابن مالك مرفوعا، و رويناها نحن عن الرضا عليّ بن موسى عليه السلام، فقال:
الحمد للّه المحمود بنعمته، المعبود بقدرته، المطاع في سلطانه، المرغوب إليه فيما عنده، المرهوب من عذابه، النافذ أمره في سمائه و أرضه، الّذي خلق الخلق بقدرته، و ميّزهم بأحكامه، و أعزّهم بدينه، و أكرمهم بنبيّه محمد صلّى اللّه عليه و آله، إنّ اللّه تعالى جعل المصاهرة نسبا لا حقا، و أمرا مفترضا، و شج بها الأرحام، و ألزمها الأنام، فقال سبحانه: (وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً) 1952 ثمّ إنّ اللّه سبحانه أمرني أن ازوّج فاطمة من عليّ، و قد
زوّجتها إيّاه على أربعمائة مثقال فضّة، أرضيت يا عليّ؟
فقال صلوات اللّه عليه: رضيت، يا رسول اللّه.
[خطبة أمير المؤمنين عليه السلام في زواجه]
و روى ابن مردويه أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال لعليّ: تكلّم يا عليّ خطيبا لنفسك.
فقال: الحمد للّه الّذي قرب من حامديه، و دنا من سائليه، و وعد الجنّة من يتّقيه، و أنذر بالنار من يعصيه، نحمده على قديم إحسانه و أياديه، حمد من يعلم أنّه خالقه و باريه، و مميته و محييه، و سائله عن مساويه، و نستعينه و نستهديه، و نؤمن به و نستكفيه، و نشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له شهادة تبلغه و ترضيه، و أنّ محمّدا عبده و رسوله صلّى اللّه عليه و آله صلاة تزلفه و تحظيه، و ترفعه و تصطفيه، و النكاح ممّا أمر اللّه [به] 1953 و يرضيه، و اجتماعنا ممّا قدّره اللّه و أذن فيه، و هذا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله زوّجني ابنته فاطمة على خمسمائة درهم، و قد رضيت، فاسألوه و اشهدوا.
[و في خبر: زوّجتك ابنتي فاطمة على ما زوّجك الرحمن، و قد رضيت بما رضي اللّه لها، فدونك أهلك فإنّك أحقّ بها منّي] 1954 .
و في خبر: فنعم الأخ أنت، و نعم الصهر، و نعم الختن أنت، فخرّ أمير المؤمنين عليه السلام ساجدا، فلمّا رفع أمير المؤمنين عليه السلام رأسه قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: بارك اللّه عليكما، و بارك فيكما، و أسعد جدّكما، و جمع شملكما 1955 ، و أخرج منكما الكثير الطيّب، ثمّ أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بطبق بسر و أمر بنهبه، و دخل حجرة النساء و أمرهنّ بضرب الدفّ.
[في مهر الزهراء عليها السلام]
و قيل للنبيّ صلّى اللّه عليه و آله: قد علمنا مهر فاطمة في الأرض، فما مهرها في السماء؟
فقال صلّى اللّه عليه و آله: سل عمّا يعنيك، ودع ما لا يعنيك.
فقيل: هذا ممّا يعنينا، يا رسول اللّه.
قال: مهرها في السماء خمس الأرض، فمن مشى عليها مبغضا لها و لولدها مشى عليها حراما إلى أن تقوم الساعة.
و في الجلاء و الشفاء عن الباقر عليه السلام- في خبر طويل-: جعلت نحلتها من عليّ خمس الدنيا و ثلثي الجنّة، و جعلت لها في الأرض أربعة أنهار:
الفرات، و نيل مصر، و نهروان، و نهر بلخ.
ثمّ 1956 إنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله قال لأمير المؤمنين عليه السلام: قم فبع الدرع، فباعه بخمسمائة درهم من أعرابي، و أتى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله بها.
فقال: أ عرفت الأعرابي؟
قال: لا.
قال: كان ذاك جبرئيل، و أتاني بدرعك.
قال الصادق عليه السلام 1957 : و سكب الدراهم في حجره، فأعطى منها قبضة كانت ثلاثة و ستّين أو ستّة و ستّين إلى أمّ أيمن لمتاع البيت، و قبضة إلى أسماء بنت عميس للطيب، و قبضة إلى أمّ سلمة للطعام، و أنفذ عمّارا و أبا بكر
و بلالا لابتياع ما يصلحها، فكان ممّا اشتروه: قميص بسبعة دراهم، و خمار بأربعة دراهم، و قطيفة سوداء خيبريّة، و سرير مزمّل بشريط، و فراشان من خيش مصر 1958 ، حشو أحدهما ليف، و الآخر من جزّ الغنم، و أربع مرافق من أدم الطائف حشوها إذخر 1959 ، و ستر من صوف، و حصير هجري، و رحى اليد، و سقاء من آدم، و مخضب 1960 من نحاس، و قفّة 1961 للّبن، و مطهرة للماء مزفّتة 1962 ، و جرّة خضراء و كيزان خزف.
و في رواية: و نطع من أدم، و عباء قطراني، و قربة ماء.
و كان من تجهيز عليّ داره انتشار رمل لبن، و خشبة من حائط إلى حائط للثياب، و بسط إهاب كبش، و مخدّة ليف.
[مراسم زواج أمير المؤمنين و فاطمة عليهما السلام]
أبو بكر بن مردويه قال: لبث أمير المؤمنين عليه السلام بعد عقده تسعة و عشرين يوما، فقال له جعفر و عقيل: سل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أن يدخل عليك أهلك، فعرفت أمّ أيمن ذلك، و قالت: هذا من أمر النساء، و خلت به أيضا أمّ سلمة و طالبته بذلك، فدعاه النبيّ صلّى اللّه عليه و آله، و قال: حبّا و كرامة، فأتى الصحابة بالهدايا و التحف، فأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بطحن البرّ و خبزه، و أمر عليّا بذبح البقر و الغنم، فكان النبيّ صلّى اللّه عليه و آله
يفصل اللحم و لم ير على يده أثر الدم.
فلمّا فرغوا من الطبخ أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله عليّا أن ينادي على رأس داره: أجيبوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فأجابوه من النخلات و الزروع، فبسط النطوع في المسجد، و صدر الناس و هم أكثر من أربعة آلاف رجل، و سائر نساء المدينة، و رفعوا منها ما أرادوا و لم ينقص من الطعام شيء، ثمّ عادوا في اليوم الثاني فأكلوا، و في الثالث أكلوا مبعوثة أبي أيّوب الأنصاري رضي اللّه عنه، ثمّ دعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بالصحاف فملئت، و وجّه إلى منازل أزواجه، ثمّ أخذ صحفة، و قال: هذه لفاطمة و بعلها، ثمّ دعا فاطمة فأخذ يدها و وضعها في يد عليّ، و قال: بارك اللّه لك في ابنة رسول اللّه؛ يا عليّ، نعم الزوج فاطمة، و يا فاطمة، نعم البعل عليّ.
و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أمر نساءه أن تزيّنها و يصلحن من شأنها في حجرة أمّ سلمة فاستدعين من فاطمة عليها السلام طيبا فأتت بقارورة، فسئلت عنها، فقالت: كان دحية الكلبيّ يدخل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فيقول: يا فاطمة، هاتي الوسادة فاطرحيها لعمّك، فكان إذا نهض سقط من بين ثيابه شيء، فيأمرني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بجمعه، فسألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله عن ذلك، فقال: عنبر يسقط من زغب أجنحة جبرئيل، و أتت بماء ورد فسألتها عنه أمّ سلمة، فقالت: هذا عرق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كنت آخذه عند قيلولته عندي.
و روي أنّ جبرئيل أتى بحلّة قيمتها الدنيا، فلمّا لبستها تحيّرت نسوة قريش منها، و قلن: أنّى لك هذا؟
قالت: هو من عند اللّه سبحانه 1963 .
تاريخ الخطيب: بإسناده إلى ابن عبّاس و جابر 1964 أنّه لمّا كانت الليلة الّتي زفّت فيها فاطمة إلى عليّ عليهما السلام كان النبي صلّى اللّه عليه و آله أمامها، و جبرئيل عن يمينها، و ميكائيل عن يسارها، و سبعون ألف ملك يشيّعونها من خلفها، يسبّحون اللّه و يقدّسونه حتى طلع الفجر.
[ما أنشأن نساء النبيّ صلّى اللّه عليه و آله في زفاف الزهراء عليها السلام]
كتاب مولد فاطمة عليها السلام عن ابن بابويه رضي اللّه عنه- في خبر- أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله أمر بنات عبد المطّلب و نساء المهاجرين و الأنصار أن يمضين في صحبة فاطمة عليها السلام، و أن يفرحن و يرجزن و يكبّرن و يحمدن، و لا يقلن ما لا يرضي اللّه.
قال جابر: فأركبها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله [على] 1965 ناقته. و في رواية: على بغلته الشهباء، و أخذ سلمان بزمامها، و حولها سبعون حوراء و النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و حمزة و عقيل و جعفر و أهل البيت يمشون خلفها مشهرين سيوفهم، و نساء النبيّ قدّامهم يرجزن، فأنشأت أمّ سلمة رضي اللّه عنها:
سرن 1966 بعون اللّه جاراتي
و اشكرنه في كلّ حالات
و اذكرن ما أنعم ربّ العلى
من كشف مكروه و آفات
فقد هدانا بعد كفر و قد
أنعشنا ربّ السموات
فسرن مع خير نساء الورى
تفدى بعمّات و خالات
يا بنت من فضّله ذو العلى
بالوحي منه و الرسالات
ثمّ قالت عائشة:
يا نسوة استرن بالمعاجر
و اذكرن ما يحسن في المحاضر
و اذكرن ربّ الناس إذ يخصّنا
بدينه مع كلّ عبد شاكر
فالحمد للّه على إفضاله
و الشكر للّه العزيز القادر
سرن بها فاللّه أعلى قدرها 1967
و خصّها منه بطهر طاهر
ثمّ قالت حفصة:
فاطمة خير نساء البشر
و من لها وجه كوجه القمر
فضّلك اللّه على كلّ الورى
بفضل من خصّ باي السور 1968
زوّجك اللّه فتى مفضّلا 1969
أعني عليّا خير من في الحضر
فسرن جاراتي بها فيا لها 1970
كريمة بنت عظيم الخطر
ثمّ قالت معاذة أمّ سعد بن معاذ:
أقول قولا فيه ما فيه
و أذكر الخير و ابديه
محمد خير بني آدم
ما فيه من كبر و لا تيه
بفضله عرّفنا رشدنا 1971