کتابخانه روایات شیعه
اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَ رُسُلِي) 1985 علم بصيرته، ختم سجلّ ولايته (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَ لكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَ خاتَمَ النَّبِيِّينَ) 1986 ، و توقيع علّة رسالته (وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ) 1987 ، نشأ في حجر الفتوّة، و ربّي في دار النبوّة، و اضجع في مهد العصمة، و ارضع ثدي الحكمة، ثمّ ادخل مكتب (سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى) 1988 ، و ادّب بأدب (خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ) 1989 ، فبلغ من القيام بشروطها الغاية القصوى.
مدّت يد العصمة بقلم القدرة على لوح نفسه (وَ عَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ) 1990 ، و خوطب بلسان العزّة و الرفعة: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَ رَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ) 1991 .
لمّا استندت عناية المعلّم سبحانه بتهذيبه و تأديبه، و شرّفه باختصاصه بتعليمه و تقريبه، تفجّرت ينابيع الحكمة من صفا سريرته، و ظهرت أسرار العناية من ضفا روحانيّته، و زفّت يد الإرادة الأزليّة عروس الرسالة النبويّة إليه، و حلتها ماشطة المحبّة الإلهيّة في ملابس الألطاف الخفيّة عليه، و أفرغت على أعطاف نبوّته من ملابس الرئاسة العامّة تعظيما و توقيرا، و ضربت على
هامة رفعته حجلة (إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَ مُبَشِّراً وَ نَذِيراً) 1992 ، (وَ داعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَ سِراجاً مُنِيراً) 1993 .
لمّا انشرح صدره بخطاب (أَ لَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) 1994 ، و علا أمره بمقال (وَ رَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ) 1995 ، و صار قلبه مشكاة النور الإلهيّ، و فضله حتى القيامة غير متناهي، اجلس في صدر صفة مشارق فيضان الأنوار الإلهيّة على جنانه، فأضاءت الأكوان بانعكاس أشعّة مرآة كمال عرفانه، فأظهر بدروس علومه من الايمان ما كان دارسا، و أنار بوضع قواعد شرعه من الاسلام ما كان طامسا.
و هذه النبذة الّتي أوردتها، و اللمعة الّتي ذكرتها قطرة من بحر صفته، و ذرّة من طود مدحته، اللّهمّ اجعلنا من المهتدين بواضح دليله، السالكين في منجم سبيله، المهتدين بأبرار عترته، المستضيئين بأنوار ذرّيّته.
و أمّا بعلها فحسبك ما نطق به القرآن من خصائصه و فضائله، و وضح بالبرهان الساطع فيه من مناقبه و دلائله، (إِنَّما وَلِيُّكُمُ) 1996 عنوان منشور ولايته، و (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ) 1997 توقيع مسطور نسبته، و سورة هل أتى نزلت في رفعة عظيم إخلاصه، و آية النجوى 1998 وردت في صفاته و خواصّه، خسف اللّه
بشمس وجهه بدر الشرك في بدر و احد، و أخمد بنور طلعته نار الكفر يوم عمرو بن ودّ، و هزم أحزابه بجدّ عزائمه، و قطع أسبابه بحدّ صارمه، و شدّ أزر الايمان ببطشه شدّا، و ألبس دين الاسلام بفتكه شرفا و مجدا.
لمّا آثر بالقرص في صيام نذره، ردّ اللّه له القرص بعد مغيبه و ستره، و أثبت في الذكر العزيز ذكره، و أعلى في الكتاب المجيد قدره، تتلى آيات مدحه و مدح ذرّيّته إلى يوم القيامة، و تنشر رايات شكره بإعجازه و مناديه إلى حين حلول الطامّة، سمّاه اللّه و زوجته و ابنيه في محكم تنزيله أبرارا 1999 ، و زادهم في ديوان شكره بمدحه إيّاهم فخارا.
فالحمد للّه الّذي أوضح لقلوبنا سلوك سبيلهم، و زادها لهم هدى و نورا.
و شرح صدورنا لاتّباع دليلهم، و ألبسها من ملابس ولائهم تزكية و توقيرا.
و قرّبنا زلفى من رضوانه بعرفان حقّهم، و جعلنا من الموقنين بفضلهم و صدقهم، و سقانا من زلال خالص حبّهم شرابا طهورا. ثمّ أنزل لذّة زلاله في مذاق أفئدتنا منذ عالم الذرّ حين قال ربّنا: (أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ) 2000 فأقرّ من أقرّ، و أنكر من أنكر، و لم تزل عين عنايتهم تحرسنا من ظلم الضلال الأكبر إلى أن جعل اللّه لنا في عالم الشهادة برورا و طهورا. لو لا استمساكنا بعروة عصمتهم، و التزامنا بحبل مودّتهم، و اتّباعنا سبيل شرعتهم لم نكن شيئا مذكورا.
طهّرنا ربّنا بفاضل طهورهم من دنس الشرك، و نزّهنا باتّباع زاهر نورهم من دين الشكّ، و خلص إبريز خالص معتقدنا بنار حبّهم عند السبك، و رفع لنا في مقام المجد منبرا و سريرا.
و وسم قلوبنا بميسم مودّتهم و طهّرها من الزلل، و رقم على إبريز خالص معتقدنا أحرف حبّهم في دار ضرب الأزل، و أذاقنا من رحيق عنايتهم ما لذّته في مذاق أفئدتنا لم تزل كأسا كان مزاجها كافورا.
نشهد أنّهم أبواب و سائلنا إلى ربّنا، و أسباب اتّصالنا بمنازل قربنا، فلهذا وجّهنا إلى كعبة شرفهم مطايا حبّنا، و اعتقدنا ما سوى جلال جنابهم من الخلق هباء منثورا.
هل أتى نصّ هل أتى إلّا في مدحة فضلهم؟ و هل انزلت آية النجوى إلّا تزكية لفعلهم؟ و هل دنا بقدم الصدق إلى الملكوت الأعلى غير جدّهم صاحب آيات (إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَ مُبَشِّراً وَ نَذِيراً) 2001 (وَ داعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَ سِراجاً مُنِيراً) 2002 ؟
ردّ اللّه له القرص حين آثر في صيامه بالقرص، و عليه الرسول بالرئاسة العامّة يوم الغدير نصّ، و له اللّه بالبضعة الزهراء دون الخلق خصّ، و جعله نسبا و صهرا و كان ربّك قديرا 2003 .
لمّا لم يثنهم عن الوفاء بعهد ربّهم ثاني، و لم يكن لهم بالاخلاص في الطاعة من الخلق ثاني، أثنى عليهم بآيات المثاني، فقال: (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً) 2004 .
مصابيح ظلام إذا العيون هجعت، و مجارع اكرام إذا الغيوث منعت،
يؤثرون في صومهم بقوت يومهم و لا يخشون أزمّة قرعت، (وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً) 2005 .
لم يتبعوا صدقاتهم منّا و لا أذى لمّا تصدّقوا، و ما فاهوا بما يكدر الصنعة و ما نطقوا، بل قالوا في سرائر ضمائرهم لمّا تصدّقوا و صدقوا: (إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَ لا شُكُوراً) 2006 .
إنّا نطمع أن يغفر لنا ربّنا خطايانا يوم الدين، إنّا نرغب أن يخلصنا ببذل معروفنا بالصالحين، إنّا نطلب إليه أن يرقم أسماءنا في دفاتر المخصلين، (إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً) 2007 .
تحقّقوا أن لا ملجأ من اللّه إلّا إليه، و فرقوا من مقام التوبيخ حين العرض عليه، و أشفقوا يوما يعضّ الظالم على يديه 2008 (فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَ لَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَ سُرُوراً) 2009 .
أجلسهم على بساط انسه في ظلّ جنابه، و سقاهم من شراب قدسه أصفى شرابه، و جعلهم خاصّة نفسه في دار ثوابه (وَ جَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَ حَرِيراً) 2010 .
متقابلين فيها على مضاعفات الأسرّة و الفرش، في جنّة صعيدها رضوان اللّه و سقفها العرش، قد نزع اللّه ما في صدورهم من غلّ و غشّ، (مُتَّكِئِينَ فِيها)
[قصيدة في معنى «سورة الانسان»]
(عَلَى الْأَرائِكِ لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَ لا زَمْهَرِيراً) 2011 .
ظلالها ممدودة عليهم
قطوفها دانية إليهم
ولدانها قائمة لديهم
كلؤلؤ يحسبه منثورا
يطوف بالأكواب و الكؤوس
في مجلس التطهير و التقديس
صار بأمر بارئ النفوس
لهم شرابا سائغا طهورا
جوهرها من فضّة نقيّة
من كوثر مترعة رويّة
موضوعة في الغرف المبنيّة
قدّرها مدبّرها تقديرا
من دارهم منبع عين تسنيم
ارقّ باللطف من النسيم
مقسم في جنّة النعيم
يكسهم بشربه سرورا
عن سلسبيل سل سبيل تخبر
بأنّ بدء جزئه من كوثر
خصّوا به من ذي الجلال الأكبر
يزيدهم بصفوه حبورا
طووا ثلاثا لم يذوقوا مطعما
بل آثروا بقوتهم تكرّما
فقال فيهم ذو العلى و نعما
قال مديحا فيهم مشهورا
إن شئت فاتل سورة الانسان
ترى لهم شأنا عظيم الشأن
به أقرّ خالص الإيمان
لمّا غدا الرجس به كفورا
و إنّما وليّكم 2012 في المائدة
عليهم بكلّ فضل عائدة
يمجّها مسمع ذي المعاندة
فينثني بغيظه مقهورا
إنّ عصبة النصّاب أضحت عازلة
لنا و في فضلهم مجادلة
إذا تلونا آية المباهلة 2013