کتابخانه روایات شیعه
تسلية المجالس و زينة المجالس (مقتل الحسين عليه السلام)
بشمس وجهه بدر الشرك في بدر و احد، و أخمد بنور طلعته نار الكفر يوم عمرو بن ودّ، و هزم أحزابه بجدّ عزائمه، و قطع أسبابه بحدّ صارمه، و شدّ أزر الايمان ببطشه شدّا، و ألبس دين الاسلام بفتكه شرفا و مجدا.
لمّا آثر بالقرص في صيام نذره، ردّ اللّه له القرص بعد مغيبه و ستره، و أثبت في الذكر العزيز ذكره، و أعلى في الكتاب المجيد قدره، تتلى آيات مدحه و مدح ذرّيّته إلى يوم القيامة، و تنشر رايات شكره بإعجازه و مناديه إلى حين حلول الطامّة، سمّاه اللّه و زوجته و ابنيه في محكم تنزيله أبرارا 1999 ، و زادهم في ديوان شكره بمدحه إيّاهم فخارا.
فالحمد للّه الّذي أوضح لقلوبنا سلوك سبيلهم، و زادها لهم هدى و نورا.
و شرح صدورنا لاتّباع دليلهم، و ألبسها من ملابس ولائهم تزكية و توقيرا.
و قرّبنا زلفى من رضوانه بعرفان حقّهم، و جعلنا من الموقنين بفضلهم و صدقهم، و سقانا من زلال خالص حبّهم شرابا طهورا. ثمّ أنزل لذّة زلاله في مذاق أفئدتنا منذ عالم الذرّ حين قال ربّنا: (أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ) 2000 فأقرّ من أقرّ، و أنكر من أنكر، و لم تزل عين عنايتهم تحرسنا من ظلم الضلال الأكبر إلى أن جعل اللّه لنا في عالم الشهادة برورا و طهورا. لو لا استمساكنا بعروة عصمتهم، و التزامنا بحبل مودّتهم، و اتّباعنا سبيل شرعتهم لم نكن شيئا مذكورا.
طهّرنا ربّنا بفاضل طهورهم من دنس الشرك، و نزّهنا باتّباع زاهر نورهم من دين الشكّ، و خلص إبريز خالص معتقدنا بنار حبّهم عند السبك، و رفع لنا في مقام المجد منبرا و سريرا.
و وسم قلوبنا بميسم مودّتهم و طهّرها من الزلل، و رقم على إبريز خالص معتقدنا أحرف حبّهم في دار ضرب الأزل، و أذاقنا من رحيق عنايتهم ما لذّته في مذاق أفئدتنا لم تزل كأسا كان مزاجها كافورا.
نشهد أنّهم أبواب و سائلنا إلى ربّنا، و أسباب اتّصالنا بمنازل قربنا، فلهذا وجّهنا إلى كعبة شرفهم مطايا حبّنا، و اعتقدنا ما سوى جلال جنابهم من الخلق هباء منثورا.
هل أتى نصّ هل أتى إلّا في مدحة فضلهم؟ و هل انزلت آية النجوى إلّا تزكية لفعلهم؟ و هل دنا بقدم الصدق إلى الملكوت الأعلى غير جدّهم صاحب آيات (إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَ مُبَشِّراً وَ نَذِيراً) 2001 (وَ داعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَ سِراجاً مُنِيراً) 2002 ؟
ردّ اللّه له القرص حين آثر في صيامه بالقرص، و عليه الرسول بالرئاسة العامّة يوم الغدير نصّ، و له اللّه بالبضعة الزهراء دون الخلق خصّ، و جعله نسبا و صهرا و كان ربّك قديرا 2003 .
لمّا لم يثنهم عن الوفاء بعهد ربّهم ثاني، و لم يكن لهم بالاخلاص في الطاعة من الخلق ثاني، أثنى عليهم بآيات المثاني، فقال: (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً) 2004 .
مصابيح ظلام إذا العيون هجعت، و مجارع اكرام إذا الغيوث منعت،
يؤثرون في صومهم بقوت يومهم و لا يخشون أزمّة قرعت، (وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً) 2005 .
لم يتبعوا صدقاتهم منّا و لا أذى لمّا تصدّقوا، و ما فاهوا بما يكدر الصنعة و ما نطقوا، بل قالوا في سرائر ضمائرهم لمّا تصدّقوا و صدقوا: (إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَ لا شُكُوراً) 2006 .
إنّا نطمع أن يغفر لنا ربّنا خطايانا يوم الدين، إنّا نرغب أن يخلصنا ببذل معروفنا بالصالحين، إنّا نطلب إليه أن يرقم أسماءنا في دفاتر المخصلين، (إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً) 2007 .
تحقّقوا أن لا ملجأ من اللّه إلّا إليه، و فرقوا من مقام التوبيخ حين العرض عليه، و أشفقوا يوما يعضّ الظالم على يديه 2008 (فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَ لَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَ سُرُوراً) 2009 .
أجلسهم على بساط انسه في ظلّ جنابه، و سقاهم من شراب قدسه أصفى شرابه، و جعلهم خاصّة نفسه في دار ثوابه (وَ جَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَ حَرِيراً) 2010 .
متقابلين فيها على مضاعفات الأسرّة و الفرش، في جنّة صعيدها رضوان اللّه و سقفها العرش، قد نزع اللّه ما في صدورهم من غلّ و غشّ، (مُتَّكِئِينَ فِيها)
[قصيدة في معنى «سورة الانسان»]
(عَلَى الْأَرائِكِ لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَ لا زَمْهَرِيراً) 2011 .
ظلالها ممدودة عليهم
قطوفها دانية إليهم
ولدانها قائمة لديهم
كلؤلؤ يحسبه منثورا
يطوف بالأكواب و الكؤوس
في مجلس التطهير و التقديس
صار بأمر بارئ النفوس
لهم شرابا سائغا طهورا
جوهرها من فضّة نقيّة
من كوثر مترعة رويّة
موضوعة في الغرف المبنيّة
قدّرها مدبّرها تقديرا
من دارهم منبع عين تسنيم
ارقّ باللطف من النسيم
مقسم في جنّة النعيم
يكسهم بشربه سرورا
عن سلسبيل سل سبيل تخبر
بأنّ بدء جزئه من كوثر
خصّوا به من ذي الجلال الأكبر
يزيدهم بصفوه حبورا
طووا ثلاثا لم يذوقوا مطعما
بل آثروا بقوتهم تكرّما
فقال فيهم ذو العلى و نعما
قال مديحا فيهم مشهورا
إن شئت فاتل سورة الانسان
ترى لهم شأنا عظيم الشأن
به أقرّ خالص الإيمان
لمّا غدا الرجس به كفورا
و إنّما وليّكم 2012 في المائدة
عليهم بكلّ فضل عائدة
يمجّها مسمع ذي المعاندة
فينثني بغيظه مقهورا
إنّ عصبة النصّاب أضحت عازلة
لنا و في فضلهم مجادلة
إذا تلونا آية المباهلة 2013
ولّوا على أدبارهم نفورا
أبحر علم و سواهم آل
و هم لخير المرسلين آل
إليهم المرجع و المال
يوما عبوسا كالحا عسيرا
آل العبا خصّوا باي الذكر
و النصف من شفيع يوم الحشر
و نزّهوا من كلّ عيب يجري
في غيرهم و طهّروا تطهيرا
يا من يروم رتبة الامامة
سواهم و الأمر و الزعامة
بغير علم متقنا أحكامه
لقد رقوت موبقا خطيرا
أ تحسب الإمرة و الخلافة
بالكبر و الغلظة و الخلافة
أم بأب مثل أبي قحافة
بؤ خاسئا مذمما مدحورا
سل امّك البغيّة الشقيّة
صهّاك عن اصولك العليّة
فإنّها أخبر بالقضيّة
فلا تكن بغيرها فخورا
غرّتك دنياك فصرت حاكما
و للوصيّ و البتول ظالما
و للنبيّ مؤذيا مخاصما
فسوف تصلى بعد ذا سعيرا
عقوبة الذنب من اللّه على
مقدار ذنب العبد في دار البلا
و ظلم من يؤذي النبيّ المرسلا
هل فوقه ظلم فكن بصيرا
دع رتبة الوصيّ خير من برى
إلهنا و خير من فوق الثرى
بعد النبيّ المصطفى هادي الورى
عنه اسأل التوراة و الزبورا
و الصحف الاولى و من أتى بها
من لدن ذي العرش و من صحابها
سل برّة المزمور في كتابها
معيّنا مبيّنا مسطورا
صاحب بدر و حنين و احد
و خيبر و خندق يوم ابن ودّ
إذ ضلّت القلوب منه ترتعد
فصار من سطوته مثبورا
جلّله عضبا بائنا ذكر
فخرّ كالجذع الغريم المنعقر
له من المنون وردا و صدر