کتابخانه روایات شیعه
تسلية المجالس و زينة المجالس (مقتل الحسين عليه السلام)
يؤثرون في صومهم بقوت يومهم و لا يخشون أزمّة قرعت، (وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً) 2005 .
لم يتبعوا صدقاتهم منّا و لا أذى لمّا تصدّقوا، و ما فاهوا بما يكدر الصنعة و ما نطقوا، بل قالوا في سرائر ضمائرهم لمّا تصدّقوا و صدقوا: (إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَ لا شُكُوراً) 2006 .
إنّا نطمع أن يغفر لنا ربّنا خطايانا يوم الدين، إنّا نرغب أن يخلصنا ببذل معروفنا بالصالحين، إنّا نطلب إليه أن يرقم أسماءنا في دفاتر المخصلين، (إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً) 2007 .
تحقّقوا أن لا ملجأ من اللّه إلّا إليه، و فرقوا من مقام التوبيخ حين العرض عليه، و أشفقوا يوما يعضّ الظالم على يديه 2008 (فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَ لَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَ سُرُوراً) 2009 .
أجلسهم على بساط انسه في ظلّ جنابه، و سقاهم من شراب قدسه أصفى شرابه، و جعلهم خاصّة نفسه في دار ثوابه (وَ جَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَ حَرِيراً) 2010 .
متقابلين فيها على مضاعفات الأسرّة و الفرش، في جنّة صعيدها رضوان اللّه و سقفها العرش، قد نزع اللّه ما في صدورهم من غلّ و غشّ، (مُتَّكِئِينَ فِيها)
[قصيدة في معنى «سورة الانسان»]
(عَلَى الْأَرائِكِ لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَ لا زَمْهَرِيراً) 2011 .
ظلالها ممدودة عليهم
قطوفها دانية إليهم
ولدانها قائمة لديهم
كلؤلؤ يحسبه منثورا
يطوف بالأكواب و الكؤوس
في مجلس التطهير و التقديس
صار بأمر بارئ النفوس
لهم شرابا سائغا طهورا
جوهرها من فضّة نقيّة
من كوثر مترعة رويّة
موضوعة في الغرف المبنيّة
قدّرها مدبّرها تقديرا
من دارهم منبع عين تسنيم
ارقّ باللطف من النسيم
مقسم في جنّة النعيم
يكسهم بشربه سرورا
عن سلسبيل سل سبيل تخبر
بأنّ بدء جزئه من كوثر
خصّوا به من ذي الجلال الأكبر
يزيدهم بصفوه حبورا
طووا ثلاثا لم يذوقوا مطعما
بل آثروا بقوتهم تكرّما
فقال فيهم ذو العلى و نعما
قال مديحا فيهم مشهورا
إن شئت فاتل سورة الانسان
ترى لهم شأنا عظيم الشأن
به أقرّ خالص الإيمان
لمّا غدا الرجس به كفورا
و إنّما وليّكم 2012 في المائدة
عليهم بكلّ فضل عائدة
يمجّها مسمع ذي المعاندة
فينثني بغيظه مقهورا
إنّ عصبة النصّاب أضحت عازلة
لنا و في فضلهم مجادلة
إذا تلونا آية المباهلة 2013
ولّوا على أدبارهم نفورا
أبحر علم و سواهم آل
و هم لخير المرسلين آل
إليهم المرجع و المال
يوما عبوسا كالحا عسيرا
آل العبا خصّوا باي الذكر
و النصف من شفيع يوم الحشر
و نزّهوا من كلّ عيب يجري
في غيرهم و طهّروا تطهيرا
يا من يروم رتبة الامامة
سواهم و الأمر و الزعامة
بغير علم متقنا أحكامه
لقد رقوت موبقا خطيرا
أ تحسب الإمرة و الخلافة
بالكبر و الغلظة و الخلافة
أم بأب مثل أبي قحافة
بؤ خاسئا مذمما مدحورا
سل امّك البغيّة الشقيّة
صهّاك عن اصولك العليّة
فإنّها أخبر بالقضيّة
فلا تكن بغيرها فخورا
غرّتك دنياك فصرت حاكما
و للوصيّ و البتول ظالما
و للنبيّ مؤذيا مخاصما
فسوف تصلى بعد ذا سعيرا
عقوبة الذنب من اللّه على
مقدار ذنب العبد في دار البلا
و ظلم من يؤذي النبيّ المرسلا
هل فوقه ظلم فكن بصيرا
دع رتبة الوصيّ خير من برى
إلهنا و خير من فوق الثرى
بعد النبيّ المصطفى هادي الورى
عنه اسأل التوراة و الزبورا
و الصحف الاولى و من أتى بها
من لدن ذي العرش و من صحابها
سل برّة المزمور في كتابها
معيّنا مبيّنا مسطورا
صاحب بدر و حنين و احد
و خيبر و خندق يوم ابن ودّ
إذ ضلّت القلوب منه ترتعد
فصار من سطوته مثبورا
جلّله عضبا بائنا ذكر
فخرّ كالجذع الغريم المنعقر
له من المنون وردا و صدر
معفّرا بدمه تعفيرا
سل كلّ باغ غادر مشافق
من ناكث و قاسط و مارق
ما ذا لقوا من الإمام الصادق
في حربهم فاسأل به خبيرا
لنا قلوب ملئت من حبّه
و حبّ أهل بيته و صحبه
لمّا علمنا قربه من ربّه
بارئنا زدنا هدى و نورا
اللّهمّ فكما جعلت له في فؤادي ودّا، لا اعادي له وليّا، و لا اوالي له ضدّا، فصلّ على محمد و آله و اجعل لي بصدق ودادي عندك عهدا يوم ألقاك في معادي منشورا.
و أشهد أن لا إله إلّا اللّه شهادة اعدّها لهول القيامة و ظلماته نورا مستنيرا، و على الملحدين في آياته سيفا مشهورا.
و أشهد أنّ محمدا عبده و رسوله أفضل من أتى على الطاعة بالنعيم بشيرا، و بالجحيم على المعصية نذيرا.
صلّى اللّه عليه و على آله سادة الخلق أوّلا و آخرا، الّذين أذهب اللّه عنهم الرجس و طهّرهم تطهيرا 2014 .
روى الشيخ الجليل أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي في أماليه: قال: حدّثنا الحسن بن مهران، قال: حدّثنا مسلمة بن
خالد، عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السلام.
و روى هذا الحديث بعينه شعيب بن واقد، عن القاسم بن بهرام، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عبّاس رضي اللّه عنه 2015 .
[في قصّة نزول آيات (إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً ... مَشْكُوراً) في عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام و جاريتهم فضّة]
و روى الشيخ الجليل أبو علي الطبرسي في تفسيره مجمع البيان لعلوم القرآن 2016 أنّ هذه الآيات و هي: (إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً) - إلى قوله- (وَ كانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً) 2017 نزلت في علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام و جارية لهم تسمّى فضّة.
و مضمون القصّة بالاسناد المتقدّم عن الصادق عليه السلام و ابن عبّاس، قالوا: مرض الحسن و الحسين عليهما السلام و هما صبيّان صغيران فعادهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و معه رجلان، فقال أحدهما لأمير المؤمنين عليه السلام: يا أبا الحسن، لو نذرت في ابنيك نذرا إن اللّه 2018 عافاهما.