کتابخانه روایات شیعه
أمير المؤمنين؟ أ ما جعل أمر خلافة اللّه شورى؟ أما لفق من باطل القول زخرفا و غرورا؟ أ ما أسند إلى النبيّ الامّيّ: «ما تركناه صدقة» بزوره و كذبه؟ فلعن اللّه الكاذب في جدّه و لعبه، فهو زعيم الفتنة و رأسها، و أصل المحنة و أساسها، و المصلّي و السابق في الجمل و صفّين، و القائد و السائق في قتل ذرّيّة سيّد المرسلين.
فما قام ثالث القوم إلّا لمشورته و إشارته، و لا تجرّى ابن حرب على حرب أمير المؤمنين إلّا بوصيّته و إرادته، و لا سفك دم السبط الشهيد إلّا و هو مثبت في صفحات صحيفته، و طامته في الظلم عالية، و بدعته في الغيّ غالية، و الشيطان يسوق الناس إلى اتّباعه، و هو في الحقيقة من بعض جنده و أتباعه، و تجرّأت عصبته على المؤمنين بكلّ ناد، و رمتهم عن قوس واحدة دون العباد، حتى لقد برح الخفاء، و انقطع الرجاء.
اللّهمّ العنه و أشياعه و أتباعه و محبّيه و المائلين إليه، و المتّفقين عليه، و المعتقدين لإمامته، و الناهضين بأجنحته، و المستنّين بسنّته، و المتسمين بسمته، الّذين اسّس على الباطل دينهم، و فصل من ينبوع الشرع معينهم، و بنيت على غير تقوى اللّه مساجدهم، و شيّدت بعداوة أهل بيت رسول اللّه مشاهدهم، كلّ منهم في ثوبه ضلّ عابس، و في بدنه قلب حامس، إذا عاينتهم يروقك عيانهم، و إذا رأيتهم تعجبك أجسامهم، كأنّهم خشب مسنّدة، أو صور على الجدران مجسّدة، إذا تليت عليهم سورة هل أتى تلت وجوههم عبس و تولّى، و إذا قرأت عليهم آية النجوى حقّت عليهم كلمة العذاب و البلوى.
مساجدهم بواطن الفجّار، و مدارسهم معادن الأشرار، فهم الوجوه الخاشعة العاملة الناصبة، و الطائفة المارقة الزاهقة الكاذبة، يسندون كلّ منكر
في العالم إلى ربّهم، و ينسبون كبائر بني آدم إلى خالقهم بزورهم و كذبهم، و يعتقدون ربّهم جمادات حدود و أقطار، مدرك في الدنيا و الآخرة بحاسّة العيان و الابصار، يشبهون على الهمج الرعاع بأقاويلهم المزخرفة، و يتستّرون عند النزاع بحجّة التكلفة، ملّتهم محرفة، و قلوبهم مغلفة، و عمائمهم كقباب بيض على كنف، و قلوبهم من عمص الحقّ سود و غلف.
يسبّون النبيّ و الوصيّ بتكفير أبويهما، و يسندون العيوب الموصمة بكفرهم إليهما، و أيّ سبّ أعظم من أن يقال للرجل: يا ابن الكافر؟ و أيّ خطب أفضع من نسبة سيّد الأوّلين و الآخرين إلى أنّه يهجر في المحاضر، تعاهدوا على خلاف نبيّهم، و تعاقدوا على إخراج الحقّ عن سيّدهم و وليّهم، و جحدوا نصّ الغدير، و ضلّلوا الهادي البشير. و نصبوا أنصاب الشرك بنصب شقيّهم و عتيقهم، و سوّدوا وجه الاسلام إذ وسموه بزكيّهم و صدّيقهم، و هو أكذب من أبي تمامة، و أحقر من قلامة في قمامة، انتهت إليه الزعامة، أم حبرت له الامامة، من أبيه أبي قحافة، ذي الرذلة و الخلافة؟ الّذي كان اسمه في المجد كالنون في حال الاضافة، تقلّد عارها في الدارين، و باء بإثمها في الخافقين.
ثمّ لم يجتزئ بكفرها في حياته حتى احتقب وزرها بعد وفاته، و أوصى بها إلى ابن صهّاك لعلمه بشدّة عناده، و عظيم إلحاده، فقام عدوّ اللّه ناسجا على منواله، متقرّبا في عداوة آل الرسول بأقواله و أفعاله، و هدّ الجمل و صفّين، و من قتل فيهما من المسلمين إلّا جدول من بحره، و شعبة من كفره.
اللّهمّ إنّا نتقرّب إليك بلعنته في دار الفناء، راجين بذلك الفوز في دار البقاء، أبغضناه حبّا لك، و عصيناه طاعة لأمرك، و خالفناه موافقة لكتابك، و شنأناه رجاء لثوابك، لمّا قرعت أسماعنا رنّة آيات
(وَ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَ يَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) 2057 ، و نعقت في أفكارنا نعمة بيّنات (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً) 2058 ، و رسخت في أفهامنا كلمة سيّد أنبيائك و مبلّغ أنبائك: فاطمة بضعة منّي، من آذاها فقد آذاني، و من آذاني فقد آذى اللّه، و من آذى اللّه أكبّه اللّه على منخريه في النار 2059 .
و تجلّت لألبابنا رواية السيّد ابن السادة، الفائز بدرجتي السعادة و الشهادة، فرع نبيّك، و سلالة وليّك، المجاهد في سبيلك، و الداعي إلى الرضا من آل رسولك، زيد بن إمام المتّقين، عليّ بن الحسين زين العابدين، زاد اللّه شرفا إلى شرفه، و أحلّه من جوار جدّه في أعلى غرفه، و هو ما روى عنه الشيخ العالم العامل، الوليّ الكامل، المخصوص بكشف أسرار الكلام المجيد القدسيّ، شيخنا و وسيلتنا إلى ربّنا أبو علي الطبرسي، أفاض اللّه عليه تيجان رحمته، و حشره في زمرة نبيّه و أئمّته.
قال: حدّثني الحاكم أبو القاسم الحسكاني القاي 2060 ، قال: حدّثنا أبو عبد اللّه الحافظ، قال: حدّثني أحمد بن [محمد بن أبي] 2061 دارم الحافظ، [قال: حدّثنا علي بن أحمد العجلي،] 2062 قال: حدّثني عبّاد بن يعقوب. قال:
حدّثني أرطاة بن حبيب، قال: حدّثني أبو خالد الواسطي- و هو آخذ بشعره-، قال: حدّثني زيد بن عليّ- و هو آخذ بشعره-، قال: حدّثني أبي سيّد العابدين- و هو آخذ بشعره-، قال: حدّثني أبي السيّد الشهيد أبو عبد اللّه الحسين- و هو آخذ بشعره-، قال: حدّثني أبي أمير المؤمنين و سيّد الوصيّين- و هو آخذ بشعره-، قال: قال لي سيّد الأوّلين و الآخرين محمد بن عبد اللّه الصادق الأمين- و هو آخذ بشعره-: يا علي، من آذى منك شعرة فقد آذاني، و من آذاني فقد آذى اللّه، و من آذى اللّه فعليه لعنة للّه 2063 .
و قد علمنا يا إلهنا ما اسدي إلى سليلة نبيّك، و حليلة وليّك، من اغتصاب تراثها، و انتهاب ميراثها، و اغتصاب نحلتها من أبيها، و استصفاء بلغتها و بلغة بنيها، قائلا: آتوني بنار و حطب لأحرق منزلها على من حوى 2064 ، ناويا إطفاء نور اللّه بناره و لكلّ امرئ ما نوى، مخالفا بقوله و فعله سيّد المرسلين، سالّا سيف بغيه على أمير المؤمنين و إمام المتّقين، فظهر لأفكارنا، و نعق في أسرارنا،
بالأدلّة الساطعة، و الحجج القاطعة، انّ الجمل و صفّين، و قتل ذرّيّة خاتم النبيّين، نتيجة قياسه، و ثمرة غراسه، إذ هو الّذي أعلى الطلقاء القاسطين، و رفع كعبهم على رقاب المسلمين، مع علمه بأنّهم الشجرة الملعونة في القرآن، و الطائفة المارقة عن الايمان، أعني بني اميّة الضالّين المضلّين، الزالّين المزلّين، كفرة الكتاب، و بقيّة الأحزاب 2065 .
اللّهمّ العنه بما أعلى من قدرهم، و رفع من ذكرهم، و سدّ من خلّتهم، و كر من قلبهم.
اللهمّ العنه بعدد كلّ نفاق أخفاه، و شقاق أبداه، و حقّ اغتصبه، و ظلم نصبه، و عهد نقضه، و إمام رفضه.
اللّهمّ العنه بعدد كلّ رطب و يابس، و لين و جامس، و برّ و فاجر، و عاجز و قادر.
اللّهمّ العنه بعدد كل مكيل و موزون، و متروك و مخزون، و معدود و محسوب، و مرقوم و مكتوب.
اللّهمّ العنه بعدد ما أنبتت الأرض منذ خلقت، و أحيت السماء منذ فتقت، و العن أبويه و عترته، و ابنيه و ابنته، و أنصاره و شيعته.
اللّهمّ أذقه أليم عذابك، و وخيم عقابك، و اجعله في أسفل درك من الدرك الأسفل، و أخفض منزل في العذاب الأطول، يشرف عليه إبليس فيلعنه، و تطلع عليه عبدة الأوثان فتوبّخه، شرابه حميم، و عذابه مقيم، و طعامه زقّوم، و كتابه في سجّين مرقوم، و مقرّه في تابوت من حديد، و عذابه في كلّ آن جديد، قد وضعت سلسلة ذرعها سبعون ذراعا في فيه، و اخرجت من دبره، و وضعت أغلال من قدميه إلى حقويه زيادة في ضلاله و سعره، يتأذّى أهل
النيران من رائحة قصبه، و ينفر عبدة الأوثان من مشامته و قربه.
اللّهمّ اجعله في سفال الفيلوق مديدا غمّه، طويلا همّه، وافرا حزنه، و العن من لا يلعنه.