کتابخانه روایات شیعه
قيل لمجنون: الحسن كان أفضل أم الحسين؟
قال: الحسن، لقوله سبحانه: رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً 2137 و لم يقل: حسينة 2138 .
[صعوده عليه السلام على كتف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في صلاته]
روى أبو يعلى الموصلي في المسند: عن ثابت البناني، عن أنس و عبد اللّه ابن شيبة 2139 ، عن أبيه أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله قام إلى صلاة و الحسن متعلّق به، فوضعه النبيّ صلّى اللّه عليه و آله إلى جانبه و صلّى، فلمّا سجد أطال السجود فرفعت رأسي من بين القوم فإذا الحسن على كتف النبي صلّى اللّه عليه و آله، فلمّا سلّم قال له القوم: يا رسول اللّه، لقد سجدت في صلاتك سجدة ما كنت تسجدها، كأنّما يوحى إليك.
فقال صلّى اللّه عليه و آله: لم يوح إليّ، و لكنّ ابني كان على كتفي فكرهت أن اعجّله حتى نزل.
و في رواية اخرى أنّه قال: إنّ ابني ارتحلني فكرهت أن اعجّله حتى يقضي حاجته.
و في رواية اخرى: قال: كان النبيّ صلّى اللّه عليه و آله يصلّي بنا و هو ساجد فيجيء الحسن و هو صبيّ صغير حتى يصير على ظهره أو رقبته فيرفعه رفعا رفيقا، فلمّا صلّى صلاته قالوا: يا رسول اللّه، إنّك لتصنع بهذا الصبيّ شيئا لم تصنعه بأحد!
فقال: هذا ريحانتي.
[في محبّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله للحسن عليه السلام]
و عن أبي هريرة: قال: ما رأيت الحسن قطّ إلّا فاضت عيناي بدموعها، و ذلك انّه أتى يوما يشتدّ حتى قعد في حجر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فجعل يقول في لحية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله هكذا و هكذا و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يفتح فمّه، ثمّ يدخل فمّه في فمّه، و يقول: اللّهمّ إنّي احبّه فأحبّه و أحبّ من يحبّه، يقولها ثلاث مرّات.
عبد الرحمن بن أبي ليلى: كنّا عند النبيّ صلّى اللّه عليه و آله فجاء الحسن و أقبل يتمرّغ عليه فرفع قميصه و قبّل زبيبته 2140 .
الخدريّ: إنّ الحسن عليه السلام جاء و النبيّ صلّى اللّه عليه و آله يصلّي فأخذ بعنقه و هو جالس، فقام النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و إنّ الحسن ليمسك بيديه حتى ركع.
و عن أبي هريرة: كان النبيّ صلّى اللّه عليه و آله يقبّل الحسن، فقال الأقرع بن حابس: إنّ لي عشرة من الولد ما قبّلت أحدا منهم.
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: من لا يرحم لا يرحم 2141 .
[في ميلاده و تسميته عليه السلام]
و روي من طرق العامّة، و رواه أصحابنا رضي اللّه عنهم في كتبهم: عن أمير المؤمنين عليه السلام، و عن عليّ بن الحسين، و عن أسماء بنت عميس، قالت: لمّا ولدت فاطمة الحسن عليهما السلام جاءني النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و قال: يا أسماء، هاتي ابني، فدفعته إليه في خرقة صفراء، فرمى بها، و قال: يا
أسماء، أ لم أعهد إليكم ألّا تلفّوا المولود في خرقة صفراء؟ فلففته في خرقة بيضاء و دفعته إليه، فأذّن في اذنه اليمنى، و أقام في اليسرى، و قال لعليّ: أيّ شيء سمّيت ابني هذا؟
فقال أمير المؤمنين عليه السلام: ما كنت لأسبقك باسمه، و قد كنت احبّ أن اسمّيه حربا.
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: و أنا لا احبّ أن أسبق ربّي باسمه، ثمّ هبط جبرئيل، فقال: السلام عليك يا محمد، العليّ الأعلى يقرؤك السلام، و يقول: عليّ منك بمنزلة هارون من موسى و لا نبيّ بعدك، سمّ ابنك هذا باسم ابن هارون.
قال: و ما اسم ابن هارون، يا جبرئيل؟
قال: شبّر.
قال: لساني عربيّ.
قال: سمّه الحسن.
قال: فلمّا كان يوم سابعه عقّ عنه بكبشين أملحين، و أعطى القابلة فخذا، و حلق رأسه، و تصدّق بوزن الشعر ورقا، و طلى رأسه بالخلوق 2142 ، ثمّ قال:
يا أسماء، الدم فعل الجاهليّة.
قالت: فلمّا ولد الحسين فعل مثل ذلك 2143 .
قال الباقر عليه السلام- في خبر-: فوزنوا الشعر فكان وزنه درهما و نصفا 2144 .
الصادق عليه السلام و ابن عبّاس و أبو هريرة أيضا: إنّ فاطمة عادت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في مرضه الّذي عوفي منه و معها الحسن عليه السلام و الحسين عليه السلام، فأقبلا يغمزان ممّا يليهما من يد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حتى اضطجعا على عضديه و ناما، فلمّا انتبها خرجا في ليلة ظلماء مدلهمّة ذات رعد و برق و قد أرخت السماء عزاليها، فسطع لهما نور، فلم يزالا يمشيان في ذلك النور و يتحدّثان حتى أتيا حديقة بني النجّار فاضطجعا و ناما، إلى تمام الحديث 2145 ، و هذا الحديث أوردته مستوفى من أمالي الشيخ الجليل أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه القمّي رضي اللّه عنه عند ذكر ما تمّ للأعمش مع أبي جعفر المنصور الدوانيقي قبل هذا المجلس، فلا حاجة لإعادته.
و كان مولده صلّى اللّه عليه و آله بالمدينة ليلة النصف من شهر رمضان عام احد سنة ثلاث من الهجرة؛ و قيل: سنة اثنتين، و جاءت به فاطمة عليها السلام يوم السابع من مولده في خرقة من حرير الجنّة، و كان جبرئيل أتى بها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فسمّاه حسنا، و عقّ عنه كبشا، فعاش مع جدّه سبع سنين و أشهرا؛ و قيل: ثمان، و مع أبيه صلوات اللّه عليه ثلاثين سنة، و بعده تسع سنين، و في رواية: عشر سنين.
و كان صلوات اللّه عليه ربع القامة، و له محاسن كثّة 2146 .
و أصحابه 2147 أصحاب أبيه.
و بابه: قيس بن ورقاء 2148 المعروف بسفينة و رشيد الهجري؛ و يقال: و ميثم التمّار.
و بويع بعد أبيه يوم الجمعة الحادي و العشرين [من] 2149 شهر رمضان في سنة أربعين.
و كان أمير جيشه عبيد اللّه بن العبّاس، ثمّ قيس بن سعد بن عبادة.
و كان عمره لمّا بويع سبعا و ثلاثين سنة، فبقي في خلافته أربعة أشهر و ثلاثة أيّام، و وقع الصلح بينه و بين معاوية لعنه اللّه في سنة إحدى و أربعين، ثمّ خرج عليه السلام إلى المدينة فأقام بها عشر سنين.
و سمّاه اللّه تعالى الحسن، و سمّاه في التوراة شبّرا.
و كنيته: أبو محمد و أبو القاسم.
و ألقابه: السيّد، و السبط، و الأمين، و الحجّة، و البرّ، و التقيّ، و الزكيّ، و المجتبى، و السبط الأوّل، و الزاهد.
و امّه فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و ظلّ مظلوما، و مات مسموما.
[في وفاته عليه السلام]
و قبض بالمدينة بعد مضيّ عشر سنين من ملك معاوية، فكان في سني إمامته أوّل ملك معاوية، و مرض صلوات اللّه عليه أربعين يوما و مضى لليلتين
بقيتا من صفر سنة خمسين من الهجرة؛ و قيل: سنة تسع و أربعين و عمره سبعة و أربعون سنة و أشهر؛ و قيل: ثمان و أربعون؛ و قيل: في تمام سنة خمسين من الهجرة.
و كان معاوية بذل لجعدة بنت محمد بن الأشعث الكندي و هي ابنة أمّ فروة اخت 2150 أبي بكر بن أبي قحافة عشرة آلاف دينار، و إقطاع عشرة ضياع من سقي سورا 2151 و سواد الكوفة على أن تسمّ الحسن عليه السلام و تولّى الحسين عليه السلام غسله و تكفينه و دفنه، و قبره بالبقيع عند جدّته فاطمة بنت أسد 2152 .
[في ذكر أولاده و زوجاته عليه السلام]
و أولاده خمسة 2153 عشر ذكرا و بنت واحدة، عبد اللّه و عمر و القاسم امّهم أمّ ولد، و الحسين الأثرم و الحسن امّهما خولة بنت منظور بن رباب الفزاريّة، و عقيل و الحسن امّهما أمّ بشير بنت أبي مسعود الخزرجيّة، و زيد و عمر من الثقفيّة، و عبد الرحمن من أمّ ولد، و طلحة و أبو بكر امّهما أمّ إسحاق بنت طلحة التيمي، و أحمد و إسماعيل و الحسن الأصغر، ابنته أمّ الحسن فقط؛ و يقال: و أمّ الحسين و كانتا من أمّ بشير الخزاعيّة، و فاطمة من أمّ إسحاق بنت طلحة، و أمّ عبد اللّه و أمّ سلمة و رقيّة لامّهات أولاد.
و قتل مع الحسين عليه السلام من أولاده: عبد اللّه و القاسم و أبو بكر.
و المعقّبون من أولاده اثنان: زيد بن الحسن، و الحسن بن الحسن.
في كتاب قوت القلوب: انّ الحسن عليه السلام تزوّج مائتين و خمسين
امرأة؛ و قيل: ثلاثمائة 2154 ، و كان أمير المؤمنين عليه السلام ينضجر من ذلك 2155 .