کتابخانه روایات شیعه
نسيبك من أمسى يناجيك طرفه
و ليس لمن تحت التراب نسيب 2256
[أبيات لسليمان بن قتّة، و أخرى لدعبل بن علي الخزاعي]
و قال سليمان بن قتّة يرثي الحسين عليه السلام:
يا كذّب اللّه من نعى حسنا
ليس لتكذيب نعيه ثمن 2257
كنت حليفي 2258 و كنت خالصتي
لكلّ حيّ من أهله سكن
أجول في الدار لا أراك و في
الدار اناس جوارهم غبن
بدّلتهم منك ليت إنّهم
أضحوا و بيني و بينهم عدن 2259
و قال دعبل بن علي الخزاعي رضي اللّه عنه:
تعزّ بمن قد مضى اسوة
فإنّ العزاء يسلّي الحزن
بموت النبيّ و قتل الوصيّ
و ذبح الحسين و سمّ الحسن 2260
عن عمر بن بشير الهمداني، قال: قلت لأبي إسحاق: متى ذلّ الناس؟
قال: حين مات الحسن عليه السلام، و ادّعى زياد، و قتل حجر 2261 .
عن هشام بن سالم و جميل بن درّاج، عن الصادق عليه السلام أنّ الحسن عليه السلام توفّي و هو ابن ثمان و أربعين سنة.
و روي أيضا أنّه توفّي و هو ابن ستّ و أربعين 2262 .
[تكبير معاوية بعد سماعه بوفاة الحسن عليه السلام]
روى الزمخشري في كتابه ربيع الأبرار، و روى ابن عبد ربّه في كتابه العقد 2263 أنّه لمّا بلغ إلى معاوية بموت الحسن سجد و سجد من حوله، و كبّر و كبّروا معه، فدخل [عليه] 2264 ابن عبّاس بعد ذلك، فقال معاوية: يا ابن عبّاس، أمات أبو محمد؟
قال: نعم، و رحمة اللّه عليه، و بلغني تكبيرك و سجودك، أما و اللّه لا يسدّ جثمانه حفرتك، و لا يزيد انقضاء أجله في عمرك.
[قال:] 2265 أحسبه ترك صبية صغارا و لم يترك عليهم كثير معاش.
فقال ابن عبّاس: إنّ الّذي و كلهم إليه غيرك، و كلّنا كنّا صغارا فكبرنا.
قال: فأنت تكون سيّد القوم بعده.
قال: أمّا و أبو عبد اللّه الحسين عليه السلام حيّ فلا. 2266
قال شيخنا السعيد الشهيد محمد بن مكّي الفقيه رضي اللّه عنه في دروسه:
ولد الحسن ليلة 2267 الثلاثاء بالمدينة منتصف شهر رمضان سنة اثنتين من الهجرة 2268 .
و قال المفيد: سنة ثلاث، و قبض بها مسموما يوم الخميس سابع صفر سنة
تسع و أربعين أو سنة خمسين من الهجرة، عن سبع أو ثمان و أربعين سنة.
[ثواب زيارة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أو أحد الأئمّة عليهم السلام]
قال الحسن للنبي صلّى اللّه عليه و آله: يا رسول اللّه، ما لمن زارنا؟
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: من زارني حيّا أو ميّتا، أو زار أخاك حيّا أو ميّتا كان حقّا عليّ أن أستنقذه يوم القيامة 2269 .
و قيل للصادق عليه السلام: ما لمن زار واحدا منكم؟
قال: كان كمن زار رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، إنّ لكلّ إمام عهدا في عنق أوليائهم و شيعتهم، و إنّ من تمام الوفاء بالعهد و حسن الأداء زيارة قبورهم، فمن زارهم رغبة في زيارتهم و تصديقا لما رغبوا فيه كان أئمّته شفعاؤه يوم القيامة 2270 .
الندبة
يا من نسبه من كلّ نسب أعلى، و سببه من كلّ سبب أقوى، و مجده بكلّ فضل أولى، و حبّه شرف الآخرة و الاولى، جدّك فارس البراق ليلة الاسراء، و أبوك أوّل السبّاق إلى دين الهدى، و امّك سيّدة نساء الدنيا و الاخرى، قد اكتنفتك الاصول الطاهرة، و احتوشتك المحامد الفاخرة، طوت بقوادم الشرف و خوافيه 2271 ، و تسمّت ذروة الشرف و أعاليه، فلا شرف إلّا و إليك منتهاه، و لا سؤدد إلّا و أنت بدؤه و قصاراه.
همّتك أعلى من هامة السماك الأعزل، و رفعتك أسمى من رفعة السماء و أطول، عالية مبانيك، هامية أياديك، صادقة أقوالك، زاكية أفعالك، غامر إفضالك، وافر نوالك، طاهرة آباؤك و امّهاتك، ظاهرة في صحائف المجد سماتك.
نزّهت عن كلّ عيب، و قدّست من كلّ ريب، لا جرم من كان جدّه خاتم النبيّين، جاز أن يقول: أنا أشرف خلق اللّه أجمعين، و من كان أبوه سيّد الوصيّين، كان مجده في الشرف أعلى من علّيّين، و من كانت امّه سيّدة النساء كان أفخر من أشرقت عليه ذكاء.
رزؤك يا ابن المصطفى أجرى عبرتي، و سمّك يا نجل المرتضى أسهر
مقلتي، و هضمك أطال حزني، و ظلمك أذوى عصبي، أمّا ليلي فزفرة و عبرة، و أمّا نهاري فحيرة و فكرة، أتفكّر في فوادح مصائبكم، و أتذكّر عظيم نوائبكم، و أتصوّر علم الاسلام والدكم، و إمام الأنام قائدكم، خير الامّة بعد نبيّها، و خير الملّة و حفيّها، الّذي أخذ اللّه ميثاق ولاته على خلقه، و أحيى بمعين علمه موات حقّه، و جعله الهادي إليه، و الدليل عليه.
كلّ علم لا يؤخذ عنه فهو ضلال، و كلّ دين لا يتلقّى منه فهو محال، لو لا جهاده لما قام عمود الاسلام، و لو لا بيانه لما عرف الحلال من الحرام، قلبه مخزن علم اللّه، و نفسه مشرق نور اللّه، بحر لا يدرك قراره، و سائق لا يشقّ غباره، لا يعرف اللّه إلّا من سلك سبيله، و لا ينجو في تيه الضلالة إلّا من اتّبع دليله، كيف اجتمعت أمّة السوء على قتاله، و انبعث أشقاها لاغتياله، و صيّره ضمنا في حال ركوعه، ملقى في خلال خشوعه؟ بعد أن سلبوه تراث ابن عمّه، و غصبوه ميراث شقيق دمه و لحمه، و جعلوا وليّ أمرهم أرذلهم نسبا، و إمام عصرهم أخملهم حسبا، أخفض بيت في تيم بن مرّة، و أكذب منعوت بالصدق و الامرة، لمّا شادوا بالباطل سقيفتهم، و سمّوه بخلاف تسمية ربّهم خليفتهم، هدموا من الحقّ ما شيّد وليّ اللّه بجدّه و جهده، و طمسوا من الصدق ما بين في صدره و ورده، و فرقوا كلمة الاسلام بجبتهم و فاروقهم، و عطّلوا أحكام القرآن بثالثهم طاغوتهم.
فتبّا لها من أمّة سوء شرت الضلالة بالهدى، و باعت الآخرة بالاولى، و عدلت بصفوة اللّه من لا يمت بفضله، بل و لا يعدل عند اللّه شرك نعله، و أهانت خلافة اللّه حتى تلاعبت بها اولوا الأخلاق الذميمة، و الأعراق الموصومة، و صيّروها ملكا عضوضا، و عهدا منقوضا، فعاد المؤمن فيها يحذر من فيئه و ظلّه،
و يخفي شخصه عن صحبه و أهله، و يبتغي نفقا في الأرض أو سلّما في السماء، و ينحجر في الزوايا خشية الرقباء، يرى حتفه بعينيه، و يسمع لعنه باذنيه، و كيف لا يخشى بادرتهم، و يحذر فاقرتهم، و هو يرى صنيعهم لسيّدهم و وليّهم، و خذلهم هاديهم و خليفة نبيّهم، و أذاهم له بقولهم و فعلهم، و إجلابهم عليه بخيلهم و رجلهم، و حربهم له في صفّينهم و جملهم، و قتلهم له في قبلة مسجده، و فتكهم به في حال تهجّده، و تصييرهم ولديه سبطي نبيّ الرحمة، و فرعي شفيع الامّة، و سيّدي شباب أهل الجنّة، و من جعل اللّه وجودهما في الخلق أعظم منّة، ما بين مسموم و مقتول، و مهضوم و مخذول؟
فأبعدها اللّه من أمّة خبل سعيها، و دام غيّها، و طال شقاها، و خاب رجاها، تقتل ذرّيّة نبيّها بين ظهرانيها، و تسبي بنات رسولها و هي تنظر إليها، ليس فيها رشيد يردعها، و لا سديد يدفعها، فما أبعدها من رحمة اللّه و أشقاها، و أحقّها بخزي اللّه و أولاها؟ قد أوثقها اللّه بذنوبها، و ختم على قلوبها و غرّها سرابها، و تقطّعت أسبابها، فارتدّت على أعقابها، و ضلّت في ذهابها و إيابها، قد طوّقها اللّه طوق لعنته، و حرّم عليها نعيم جنّته، فالمؤمن فيها حامل حتفه على كتفه، و ناظر هلكه بطرفه، يسلقونه بحداد ألسنتهم، و يعنّفونه بفضيع مقالتهم، فهو بينهم كالشاة بين الذئاب، أو الغريب تحتوشه الكلاب، و علماؤهم يتجسّسون على عورات المؤمنين، و يبتغون زلّات الصالحين، و يحرّمون ما أحلّ اللّه بأهوائهم، و يحلّون ما حرّم اللّه بآرائهم، و يسفّهون أحلام من التزم بحبل أهل بيت نبيّه، و يستهزءون بمن استمسك بولاء عترة وليّه، و هم مع ذلك يتولّى بعضهم بعضا، و يعظّم بعضهم بعضا، و ما ذاك إلّا لاختصاص قول المؤمنين بآل محمد صلّى اللّه عليه و آله فلعداوتهم لهم رموهم عن قوس واحدة.
[بعض الفتاوى الغريبة لأبي حنيفة و الشافعي و مالك و داود بن علي]
هذا أبو حنيفة النعمان بن ثابت يقول: لو أنّ رجلا عقد على امّه عقد نكاح و هو يعلم أنّها امّه ثم وطئها لسقط عنه الحدّ و لحق به الولد.
و كذلك قوله في الاخت و البنت و سائر المحرّمات و يزعم أنّ هذا نكاح شبهة أوجب سقوط الحدّ عنه 2272 .
و يقول: لو أنّ رجلا استأجر غسّالة، أو خيّاطة، أو خبّازة، أو غير ذلك من أصحاب الصناعات ثمّ وثب عليها و وطئها و حملت منه لأسقطت عنه الحدّ و ألحقت به الولد.
و يقول: إذا لفّ الرجل على إحليله حريرة ثمّ أولجه في فرج امرأة ليست له بمحرم لم يكن زانيا، و لا يجب عليه الحدّ.
و يقول: إنّ الرجل إذا تلوّط بغلام فأوقب لم يجب عليه الحدّ، و لكن يردع بالكلام الغليظ و الأدب و الخفقة و الخفقتين بالنعل، و ما أشبه ذلك.
و يقول: إنّ شرب النبيذ الصلب المسكر حلال طلق إذا طبخ و بقي على الثلث و هو سنّة و تحريمه بدعة.
و قال الشافعي: إنّ الرجل إذا فجر بامرأة فحملت و ولدت بنتا فإنّه يحلّ للفاجر أن يتزوّج بها و يطأها و يستولدها لا حرج عليه في ذلك، فأحلّ نكاح البنات 2273 .