کتابخانه روایات شیعه
تسلية المجالس و زينة المجالس (مقتل الحسين عليه السلام)
و كان مالك بن أنس يرى سماع الغناء بالدفّ و أشباهه من الملاهي، و يزعم أنّ ذلك سنّة، و كان يجيز وطىء الغلمان المماليك بملك اليمين.
و قال داود بن علي الأصفهاني 2274 : إنّ الجمع بين الاختين بملك اليمين حلالا طلق، و الجمع بين الامّ و البنت غير محظور.
فاقيم هؤلاء الفجور و كلّ منكر فيما بينهم و استحلّوه، و لم ينكر بعضهم على بعض، مع أنّ الكتاب و السنّة و الاجماع تشهد بضلالهم في ذلك، و عظّموا أمر المتعة و استنكروها و ضلّلوا فاعلها، مع أنّ القرآن و السنّة يشهدان بصحّتها، و أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله أباحها، و فعلت على زمانه، و مات صلّى اللّه عليه و آله و هي جارية في الصحابة و غيرهم حتى حرّمها الثاني بجهله و كفره و تعصّبه بالباطل، فصوّبوا آراءه، و سدّدوا اجتهاده في تحريمها، فيعلم أنّهم ليسوا من أهل الدين، و لكنّهم من أهل العصبيّة و العداوة لآل محمد صلوات اللّه و سلامه عليهم أجمعين.
[قصيدة للمؤلّف رحمه اللّه]
و لنختم المجلس بقصيدة أملاها خالص إيماني على جناني، و ألقاها محض اعتقادي إلى فؤادي، و كتبتها يد محبّتي على لوح فكرتي، و استخرجتها صناعة بلاغتي من خزانة فصاحتي، أسأل اللّه أن يجعلها صدر جريدة عملي، و بيت قصيدة أملي، و هو حسبنا و نعم الوكيل:
عصر الشباب تولّى و انقضى زمني
كطيف حلم مضى في غمضة الوسن
و خانني جلدي لمّا دنا أجلي
و أقبل الشيب بالترحال يؤذنني
سبعون عاما مضت ما كان أجمعها
إلّا كومض بريق لاح في مزن
لم أستفد صالحا فيها و لا عملا
إلى رضا اللّه في الاخرى يقرّبني
فكّرت في عصب من اسرتي سلفوا
و أهل ودّي و فيمن كان يصحبني
فما وجدت لهم عينا و لا أثرا
و ليس حيّ سواي من بني زمني
أيقنت انّي بهم لا شكّ ملتحق
و انّ دهري بسهم الموت يرشقني
فعادني منهم عيد فسال دما
دمعي لذكرهم كالعارض الهتن
علمت من عادة الدهر الخئون بأنّ
الشيب و الموت مقرونان في قرني
و ابيضّ فوديّ و لكن سوّدت صحفي
كبائر ذكرها ما عشت يحزنني
أيّام عمري في دنياي مذ قصرت
طالت خوادع آمالي فيا غبني
و كلّما ضعفت منّي القوى قويت
عزيمتي في الّذي في الحشر يوبقني
لم أستفد في حياتي غير صدق و لا
صفو اعتقادي و إيماني عليه بني
بحبّ أحمد و الأطهار عترته
اولي النهى و ذوي الآلاء و المنن
قوم هم العروة الوثقى فمن علقت
بها يداه رآها أحصن الجنن
لا يقبل اللّه من أعمالنا عملا
إلّا بحبّهم في السرّ و العلن
ما ذا أقول لقوم كان والدهم
للمصطفى خير منصوب و مؤتمن
ربّ الغدير و قسّام السعير
و ذي العلم الغزير مبين الفرض و السنن
و صاحب النصّ في آي العقود
فإنّما وليّكم إن تتل تستبن
كلّ إلى علمه ذو حاجة و إذا
أخبرته فهو عنهم بالكمال غني
به استقامت طريق الحقّ و اتّضحت
و ثبّت اللّه ما بالدين من وهن
توراة موسى و إنجيل المسيح له
في طيّها نشر ذكر واضح السنن
أهل السماء و أهل الأرض لو طلبوا
أن يحصروا عدّ ما فيه من الحسن
ضاقت مذاهبهم عجزا و ما بلغوا
معشار ما جاء في المولى أبي حسن
سل عنه بدرا و أحزاب الطغاة بني
حرب و عمرو بن ودّ عابدي الوثن
لمّا علاه بمشحوذ الغرار هوى
يصافح الأرض بالكفّين و الذقن
عليّ على كتف المختار معتمدا
طهارة البيت من رجس و من درن
ما قلته قطرة من بحر مدحته
يكلّ عنه بيان الماهر اللسن
في هل أتى هل أتى إلّا له شرف
آيات مدحته تتلى مدى الزمن
اللّه مادحه و الذكر شاهده
هذي المكارم لا قعبان من لبن
به قواعد إيماني علت شرفا
فصرف ودّي له أرجوه يزلفني
بآله و به أرجو النجاة غدا
إذا عرا بي داعي الموت يطلبني
و صرت في اللحد منبوذا و فارقني
رهطي و أنكرني من كان يعرفني
و طال في الترب مكثي و انمحى أثري
كأنّني أرى الدنيا و لم ترني
و قمت بين يدي ربّي و طائر أع
مالي بما كان من فعلي يذكرني
هناك أرجو إذا نوديت منفردا
بثابت القول ربّي أن يثبّتني
من عالم الذرّ حتى الآن حبّهم
في مهجتي مستقرّ لا يفارقني
و هكذا بغض من ناواهم حسدا
به ادين إذا ما اللّه يسألني
يا من هموا في حياتي عدّتي و هموا
عقدي و عهدي إذا لفّفت في كفني
و جدي لما نالكم لا ينقضي فإذا
ذكرته هاج بي من لوعتي حزني
و ما لقى بعد خير الخلق والدكم
صنو النبيّ من الأرجاس يقلقني
من الّذي نفقت سوق الفسوق وقا
م البغي منهم على ساق من الفتن
لو لا عتيق و ثانيه لما ظهرت
من آل حرب خفايا الحقد و الضغن
و لا غدا الصنو في المحراب منجدلا
قد قدّ مفرقه في ظلمة الدجن
من بعد ما كفروا باللّه إذ نصبوا
له الحروب و ثنّوا بابنه الحسن
هرّوا بسمّهم منه الحشا فثوى
خلف المنون من الأوغاد ذي الاجن
و جدي و صبري موصول و منقطع
لرزئه و فؤادي بالغموم مني
يا ابن النبيّ و يا نجل الوصيّ و يا
أعلى الورى نسبا يا خير ممتحن
لذكر صدّك عن بيت الرسول و دف
ن الأوّلين به حزني يسهّدني
و فعل من اقدموا للمنع تقدّمهم
أمّ الشرور على بغل يحيّرني
و إن تفكّرت في يوم الطفوف و ما
عليكم ثمّ هاج الوجد في بدني
و ذكر صنوك مقتولا على ظمأ
من الصبابة تطويني و تنشرني
لهفي على ماجد بالطفّ يهتف بال
طغاة هل ناصر في اللّه ينصرني
هل من رحيم له في اللّه معتقد
يرى أوامي و ما ألقى فيسعفني
هل عالم أنّ جدّي المصطفى و أبي
وصيّه المرتضى حقّا فيسعدني
أ ليست البضعة الزهراء امّي و ال
طيّار عمّي فلا خلق يساجلني
لم آتكم رغبة فيكم و لا طمعا
في ملككم بل خشيت اللّه يمقتني
بترك فرض جهاد القاسطين فكا
نت حجّة اللّه إذ خالفت تلزمني
و كنت أعلم أنّ الغدر طبعكم
لكن رجاء ثواب اللّه يسترني
وددت لو كان بعد المشرقين غدا
منكم مقامي و عنكم نازح وطني
يا ناكصين على أعقابكم تربت