کتابخانه روایات شیعه
تسلية المجالس و زينة المجالس (مقتل الحسين عليه السلام)
أسفوا إن لم يكونوا ذا اجتها
د مثل آبائهم بين الصفوف
فاستحلّوا من بينهم كلّ سوء
و أحلّوا بهم كلّ مخوف
فلذا نحوهم وجّهت دمي
و عليهم أنا داع بالحتوف
و لما أسدوه من بغي و ظل
- م تسرّه بالسوء داني و أليف
و من اللّه عليهم لعنات
دائما تترى بلا كمّ و كيف
ما شكا ذو حرفة ما ناله
من فاجر بالبغي و الظلم عسوف
[كلام للمؤلّف رحمه اللّه]
فيا من يعنّفني بسبّهم، و يؤفّفني بثلبهم، و يعيبني بعيبتهم، و يخطئني بتخطئتهم، و يعيّرني و يتجسّس على عوراتي، و يسلك مسلكهم في التفحّص عن زلّاتي، لا تلمني على ما صدر منّي، و لا تفنّدني و تصدعني، فلا بدّ للملآن أن يطفح، و للصوفي عند غلبة الحال أن يشطح، فمهد لقاعدة نظمي و نثري عذرا، و لا ترهقني من أمري عسرا.
أ ما سمعت أخبار آبائهم الأوّلين؟ أ ما رأيت آثار أسلافهم الأقدمين؟
جدّل الوصيّ في جامعهم، و طعن الزكيّ بين مجامعهم، و قتل ابن عقيل لدى منازلهم، و الاجلاب على السبط الشهيد بقبائلهم و قنابلهم، و سبي ذراريه على أقتاب رواحلهم، هو الّذي أطلق لساني بما وصفت، و أجرى بناني بما صغت
و رصفت، فلا تعذلني على نحيبي و عويلي، و لا تصدّني لبكائي عن سبيلي، إلّا من اتّخذ في الأرض لنفاقه نفقا، و جرى في تيه ضلاله حيفا و عنفا،
[قصيدة للمؤلّف رحمه اللّه في مسلم بن عقيل]
و سأختم هذا المجلس الجليل، بمرثية السيّد النبيل، مسلم بن عقيل:
لهف قلبي و حرقتي و عويلي
و بكائي حزنا لخير قتيل
نجل عمّ النبيّ خير وفيّ
عاهد اللّه مسلم بن عقيل
خذلوه و أسلموه إلى الحي
ن فوفى بعهد آل الرسول
و تلقّى السيوف منه بوجه
لم تهن في رضا المليك الجليل
نصر الحقّ باللسان و بالقل
ب و حاز الثنا بباع طويل
و من اللّه باع نفسا رقت في
المجد أعلا العلى بصبر جميل
بذل النفس في رضا ابن
وليّ اللّه صنو الرسول زوج البتول
لست أنسى الأوغاد إذ خذلوه
و العدا يطلبونه بذحول
و هو يسطو كليث غاب فكم جدّل
رجسا بالصارم المصقول
ثمّ صبّت عليه منهم شآبيب
سهام كصوب مزن هطول
و هو لا يخشى السهام و لا يضرع
للقاسطين أهل الغلول
و يصدّ الكماة عنه بغضب
كم جريح منه و كم من قتيل
كم هزيم من بأسه و قتيل
فرّ منه يقفو سبيل قبيل
ثمّ لمّا أبلى بلاء عظيما
صار يشكو الضما بقلب غليل
غادرته السهام من وقعها
ذا جسد من ضنى الجراح كليل
و غدا في يد البغاة أسيرا
لهف قلبي على الأسير الذليل
ثمّ من بعد أسره جرّعوه
كأس حتف بأمر شرّ سليل
من أبوه إلى سميّة يسمو
فرعه لا يسمو بأصل أصيل
يا بني المصطفى لما نالكم صبري
فيصبر لكن طويل عويل
و إذا رمت أن اكفكف دمعي
قال قلبي للطرف جدّ بهمول
فعلى من سواهم آثر الدمع
و أرثي بالنظم من حسن قيل
و هم قادتي و أسباب إيماني
و قربي من خالقي و وصول
كشف اللّه لي بهم كلّ منشور
من الحقّ عن كفور جهول
فغدا حبّهم و بغض أعاديهم
بقلبي ما آن له من مزيل
و بإكفار من تقدّمهم اوضح
عن حجّتي بصدق دليل
من كتاب و سنّة و قياس
ركبته ذوي الحجى و العقول
نصّ خير الأنام يوم غدير
ليس في الذكر فيه من تبديل
و كذا إنّما وليّكم فاتل إن
شئت إذا ما تلوت بالترتيل
تجد اللّه بالزعامة اصطفاهم
ففي الخلق ما لهم من مثيل
فلهم أرتجي لبرد اوامي
من رحيق من حوضهم سلسبيل
و مديحي في فضلهم ليس يحصى
بنظام كالذرّ في التعديل
و إليهم اهدي عقود بناء
من قواد بالشكر غير ملول
ما دجى الليل ثم و أسفر صب
ح وزقا طائر بدوح ظليل
المجلس السابع في مسير الحسين عليه السلام إلى العراق و من تبعه من أهله و إخوانه و بني أخيه و بني عمّه صلوات اللّه عليهم أجمعين
الخطبة
الحمد للّه الوفيّ وعده، العليّ مجده، الغالب جنده، العامّ رفده، لا رادّ لحكمه، و لا مغيّر لعلمه، المبدع المصوّر، و المخترع المقدّر، الظاهر لخلقه بخلقه، و الشامل لهم بلطفه و رزقه، حجب أفكارهم عن تصوّر كماله، و ردع أبصارهم عن إدراك جلاله، و تجلّى لأوليائه بشواهد حكمته، و ظهر لقلوبهم ببدائع صنعته، فانقادت قلوبهم بأزمّة التوفيق إلى مقام عرفانه، و وردوا مناهل التحقيق من فيض لطفه و إحسانه، و شربوا بالكأس الرويّة من شراب عنايته، و وقفوا على قدم الصدق في مقام طاعته.