کتابخانه روایات شیعه
تسلية المجالس و زينة المجالس (مقتل الحسين عليه السلام)
و جرى دمعي دما ممّا على
سبط خير الرسل في الطفّ جرى
و على الأبرار من اسرته
أهل بيت و مقام و صفا
صرّعوا فيه ظماة قد سقوا
بكؤوس الموت من بعد الظما
صاعدت نيران أحشائي الحشا
مدمعا قان على خدّي جرى
خير أهل الأرض أضحوا صرّعا
بشبا البيض و أطراف القنا
سادة الخلق اولي الأمر الّذي
مدحهم حقّا أتى في هل أتى
بكت الأرض دما مذ صرّعوا
فرقها حزنا و أطباق العلا
كربلا منك فؤادي ملؤه
من عظيم الوجد كرب و بلا
كم شموس غربت فيك و كم
من بدور أفلت بعد الضياء؟
و وجوه لبنات المصطفى
هتكت من بعد صون و حيا
و جسوم غيّرت أوصافها
منهم البوغاء 2603 من بعد السنا
و قلوب ظاميات لم تر
غير ورد الموت من كفّ الردى
كم علت فوق العوالي منهم
طلعت أنوارها تجلو الدجى
و أبينت عضد مع ساعد
و أكفّ كبحور في الندى
و يرى الناظر من أوجههم
ثفنات كنجوم في السرا
يا عيوني إن تضنّي بالبكا
لهم لا نلت في الدنيا المنى
و كذا يا حرقتي إن سكنت
منك أحشائي أو طرفي غفا
أيّها الراكب وجناء لها
أثر في الخدّ من جذب البرا
تقطع الآل كرال نافل 2604
ليس يثنيها كلال و وجا
لا تهاب السير في جنح الدجى
و كذا لا تخشي حرّ الضحى
عجّ بأرض حلّ فيها سيّد
مجده أرفع قدرا من ذكا
خير من جاهد في اللّه و من
في سبيل اللّه بالنفس سخا
تركوه في العرا منجدلا
ذا فؤاد يشتكي حرّ الصدا
بدر تم صار من بعد الثرا
و علوّ المجد ضمنا في الثرى
كربلا مذ أشرقت من دمه
أظلمت في الخلق أعلام الهدى
يا شريك الذكر من ذكرك في
مهجتي من حرّ أشجاني لظى
و بخدّي لحمة من أدمعي
فيضها أربى على بحر ظما
ما دروا كم فريت من بغيهم
كبد للمصطفى و المرتضى
يا مصابا أهله فاطمة
و أبوها و عليّ ذو العلا
أيّها القاصد بيت اللّه بال
عجّ و الثجّ إذا نلت المنى
من تمام الحجّ و العمرة عجّ
بضريح ضمّ خير الأنبياء
أبلغته من سلامي ما زكا
من فؤاد ضمنه صدق الولا
ثمّ قل يا خير مبعوث به
كشف اللّه عن الخلق العمى
لو ترى سبطك فردا ماله
ناصر يفديه من جهد البلا
و بنات لك قد أثخنتها
من مديد السير افراط العنا
و أكفّا بريت من ساعد
كان في راحاتها بحر الندى
و وجوها كالمصابيح لها
في ظلام الليل نور يستضا
كم تجافت عن وثير الفرش أج
سادها تخلص للّه الدعا
أصبحت في كربلا مخضبا
شيبها بالدم من حدّ الظبا
يا بني الزهراء ممّا نالكم
مدمعي من فرط حزني ما رقى
و كذا نار الأسى في كبدي
حرّها يذكي رسيسا في الحشا
و بقلبي لوعة ما آن لها
فيكم حتّى مماتي منتهى
أنتم سفن نجاتي لا أرى
غيركم ينقذ إن خطب عرا
و بكم أرجو إذا ما نشرت
صحف الأعمال في يوم القضا
ان يراني اللّه رقا خالصا
لعلا مجدكم العالي البنا
آه من نسوتكم يسرا بها
حسرا يمشون في ذلّ السبا
بين أرجاس لهم أفئدة
ملئت حقدا كجلمود قسا
فوق أقتاب بها يسرى إلى ال
رجس نجل ابن زياد ذي الشقاء
قد مزجت الدمع فيكم بدم
و على عيني إذ نفث البكا
و بقلبي حرقة من هظمكم
حرّها منذ وجودي ما خبا
كم مراث فيكم أرسلتها
نظمها ينبىء عن صدق الولا
يزدريها حاسدي من غيظه
حين يطويها و لبّي بالثنا
و يرى للبغض منه وجهة
ذا امتناع لاح ما فيه خفى
يظهر النصح و في أحشائه
من نظامي حرّ نار تصطلى
و يراني ضاحكا مبتسما
بمديح و ثناء و دعا
و إذا ما غبت عنه سل من
بغيه غضبا به عرضي برا
يختل الأغمار بالزهد و في
قلبه الفاسد مكر ودها
و ترى في فرض عرضي جاهدا
معلنا كالنار في جزل الغضى
فإذا فكّرت فيما نالكم
هان ما ألقاه من فرط الأسى
و أرى الصبر جميلا غبّه
فاسلّي القلب منّي بالأسى
يا عياذي و ملاذي إن عرت
غصّة تعرض في الحلق شجا
كلّ عام ينقضي أقضي من
حقّكم مأتم حزن و عزا
و اسيل الدمع من نظم بكم
راق يستفديه ربّ النهى
و تراه شابني في فمه
علقما لا يزدريه ذي الشقاء
و ابكّي شيعة في حبّكم
طاب منها فرعها و المحتدى
و بكم أرجو نجاتي من لظى
حرّها ينزع باللفح الشوى
و عليكم صلوات ما بدا
كوكب أظهره ليل بدا
و على من منعوكم حقّكم