کتابخانه روایات شیعه
تسلية المجالس و زينة المجالس (مقتل الحسين عليه السلام)
فتنحّى عنه، و حملت [خيل] 2935 أهل الكوفة فاستنقذوه من يد الحسين، فوقف الحسين على رأس الغلام و هو يفحص [برجليه] 2936 ، فقال الحسين: يعزّ على عمّك أن تدعوه فلا يجيبك، أو يجيبك و لا ينفعك 2937 ، بعدا لقوم قتلوك.
ثمّ احتمله، فكأنّي أنظر إلى رجلي الغلام يخطّان في الأرض، و قد وضع صدره على صدره، فقلت في نفسي: ما يصنع؟ فجاء حتّى ألقاه بين 2938 القتلى من أهل بيته.
ثمّ قال: اللّهمّ أحصهم عددا، و اقتلهم بددا، و لا تغادر منهم أحدا، و لا تغفر لهم أبدا، صبرا يا بني عمومتي، صبرا يا أهل بيتي، لا رأيتم هوانا بعد هذا اليوم أبدا.
[أرجاز عبد اللّه بن الحسن عليه السلام، و استشهاده رحمة اللّه عليه]
ثمّ خرج عبد اللّه بن الحسن الّذي ذكرناه أوّلا و هو الأصحّ أنّه برز بعد القاسم، و هو يقول:
إن تنكروني فأنا ابن حيدره
ضرغام آجام و ليث قسوره
على الأعادي مثل ريح صرصره
[ أكيلكم بالسيف كيل السندرة ] 2939
فقتل أربعة عشر رجلا، ثمّ قتله هانئ بن ثبيت الحضرمي لعنه اللّه فاسودّ وجهه.
[أرجاز أبو بكر و عمر ابنا عليّ عليه السلام، و استشهادهما رحمة اللّه عليهما]
ثمّ تقدّم إخوة الحسين عليه السلام عازمين على أن يموتوا دونه، فأوّل من خرج منهم أبو بكر بن عليّ، و اسمه عبيد اللّه 2940 ، و امّه ليلى بنت مسعود بن خالد بن ربعيّ التميميّة، فتقدّم، و هو يرتجز و يقول:
شيخي عليّ ذو الفخار الأطول
من هاشم الصدق الكريم المفضل
هذا حسين بن النبيّ المرسل
عنه نحامي 2941 بالحسام المصقل
تفديه نفسي من أخ مبجّل
[ يا ربّ فامنحني ثواب المجزل ] 2942
فلم يزل يقاتل حتى قتله زحر بن بدر 2943 النخعي؛ و قيل: عبد اللّه بن عتبة الغنويّ.
ثمّ برز من بعده أخوه عمر بن عليّ، و هو يقول:
أضربكم و لا أرى فيكم زحر
ذاك الشقيّ بالنبيّ قد كفر
يا زحر يا زحر تدان من عمر
لعلّك اليوم تبوء من سقر
شرّ مكان في حريق و سعر
لأنّك الجاحد يا شرّ البشر
ثمّ حمل على زحر قاتل أخيه فقتله، و استقبل القوم و جعل يضرب بسيفه ضربا منكرا و هو يقول:
خلّوا عداة اللّه خلّوا عن عمر
خلّوا عن الليث العبوس المكفهر
يضربكم بسيفه و لا يفرّ
و ليس فيها 2944 كالجبان المنحجر
فلم يزل يقاتل حتى قتل.
[أرجاز عثمان و جعفر ابنا عليّ عليه السلام من أمّ البنين، و استشهادهما رحمة اللّه عليهما]
ثمّ خرج من بعده أخوه عثمان بن عليّ، و امّه أمّ البنين بنت حزام بن خالد من بني كلاب، و هو يقول:
إنّي أنا عثمان ذو المفاخر
شيخي عليّ ذو الفعال الظاهر
و ابن عمّ للنبيّ الطاهر
أخي حسين خيرة الأخائر
و سيّد الكبار و الأصاغر
بعد الرسول فالوصيّ الناصر 2945
فرماه خوليّ بن يزيد الأصبحي على جنبه 2946 فسقط عن فرسه، و حزّ 2947 رأسه رجل من بني أبان بن حازم فقتله.
ثمّ برز من بعده أخوه جعفر بن عليّ، و امّه أمّ البنين أيضا، و هو يقول:
إنّي أنا جعفر ذو المعالي
ابن 2948 عليّ الخير ذو النوال
حسبي بعمّي شرفا و خالي
أحمي حسينا ذي الندى المفضال 2949
ثمّ قاتل فرماه خوليّ الأصبحي 2950 فأصاب شفتيه أو عينه 2951 .
[أرجاز عبد اللّه بن عليّ عليه السلام، و استشهاده رحمة اللّه عليه]
ثمّ برز أخوه عبد اللّه بن عليّ [و امّه أمّ البنين أيضا] 2952 و هو يقول:.
أنا ابن ذي النجدة و الإفضال
ذاك عليّ الخير ذو 2953 الفعال
سيف رسول اللّه ذو النكال
في كلّ قوم ظاهر الأهوال 2954
فقتله هانئ بن ثبيت الحضرمي 2955 .
[أرجاز العبّاس بن عليّ عليه السلام، و استشهاده رضوان اللّه عليه]
و كان العبّاس 2956 السقّاء قمر بني هاشم صاحب لواء الحسين عليه
السلام، و هو أكبر الاخوان، مضى يطلب الماء فحملوا عليه و حمل عليهم، و جعل يقول:
لا أرهب الموت إذا الموت رقى
حتى اواري في المصاليت 2957 لقى
نفسي لنفس المصطفى الطهر وقا
إنّي أنا العبّاس أغدو بالسقا
و لا أخاف الشرّ يوم الملتقى
ففرّقهم، فكمن له زيد بن ورقاء 2958 من وراء نخلة، و عاونه حكيم بن الطفيل السنبسي فضربه على يمينه، فأخذ السيف بشماله و حمل، و هو يرتجز:
و اللّه إن قطعتم يميني
إنّي احامي أبدا عن ديني
و عن إمام صادق اليقين
نجل النبيّ الطاهر الأمين
فقاتل حتى ضعف، فكمن له الحكيم 2959 بن الطفيل الطائي من وراء نخلة فضربه على شماله، فقال:
يا نفس لا تخشي من الكفّار
و أبشري برحمة الجبّار
مع النبيّ السيّد المختار
قد قطعوا ببغيهم يساري
فأصلهم يا ربّ حرّ النار
[أبيات للحسين عليه السلام بعد مصرع العبّاس، و خروج علي الأكبر عليه السلام للقتال]
فضربه ملعون بعمود من حديد فقتله، فلمّا رآه الحسين عليه السلام صريعا على شاطئ الفرات بكى، و أنشأ:
تعدّيتم يا شرّ قوم ببغيكم
و خالفتموا 2960 قول 2961 النبيّ محمد
أ ما كان خير الرسل أوصاكم بنا؟
أما نحن من نجل 2962 النبيّ المسدّد؟
[ أ ما كانت الزهراء امّي دونكم؟
أ ما كان من خير البريّة أحمد؟ ] 2963
لعنتم و اخزيتم بما قد جنيتم
فسوف تلاقوا حرّ نار توقّد
و لمّا قتل العبّاس قال الحسين عليه السلام: الآن انكسر ظهري، و قلّت حيلتي.
قال: تقدّم عليّ بن الحسين عليه السلام، و امّه ليلى بنت أبي مرّة بن عروة بن مسعود الثقفي، و هو يومئذ ابن ثماني عشرة سنة، و رفع الحسين سبّابته 2964 نحو السماء و قال: اللّهمّ اشهد على هؤلاء القوم فقد برز إليهم غلام أشبه الناس خلقا و خلقا و منطقا برسولك صلّى اللّه عليه و آله، كنّا إذا اشتقنا إلى نبيّك صلّى اللّه عليه و آله نظرنا إلى وجهه، اللّهمّ امنعهم بركات الأرض، و فرّقهم
تفريقا، و مزّقهم تمزيقا، و اجعلهم طرائق قددا، و لا ترض الولاة عنهم أبدا، فإنّهم دعونا لينصرونا، ثمّ عدوا علينا يقاتلوننا.
ثمّ صاح الحسين بعمر بن سعد: مالك؟ قطع اللّه رحمك، و لا بارك لك في أمرك، و سلّط عليك من يذبحك بعدي على فراشك، كما قطعت رحمي، و لم تحفظ قرابتي من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، ثمّ رفع الحسين عليه السلام صوته و تلا: إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ 2965 .
[أرجاز لعليّ الأكبر، و استشهاده عليه السلام]
ثمّ حمل عليّ بن الحسين على القوم، و هو يقول:
أنا عليّ بن الحسين بن عليّ
من عصبة جدّ أبيهم النبيّ 2966
و اللّه لا يحكم فينا ابن الدعيّ
أطعنكم بالرمح حتى ينثني
أضربكم بالسيف أحمي عن أبي 2967
ضرب غلام غلام هاشميّ علويّ