کتابخانه روایات شیعه
ذخائر النبوّة و الامامة لا يطّلع عليه أحد.
[في عدّة المقتولين من أصحاب و أهل بيت الحسين عليه السلام]
و كان عدّة القتلى من أصحاب الحسين عليه السلام الّذين قتلوا معه اثنين و سبعين رجلا رضوان اللّه عليهم و رحمته و سلامه هؤلاء الّذين قتلوا قبل أهل بيته.
و أمّا عدّة المقتولين من أهل بيته فالأكثرون على أنّهم كانوا سبعة و عشرين:
سبعة من بني مسلم و من بني عقيل 3028 : مسلم المقتول بالكوفة، و جعفر، و عبد الرحمن [ابنا عقيل] 3029 ، و محمد بن مسلم، و عبد اللّه بن مسلم، و جعفر بن محمد بن عقيل، و محمد بن أبي سعيد بن عقيل.
و ثلاثة من ولد جعفر: محمد بن عبد اللّه بن جعفر، و عون الأكبر بن عبد اللّه، و عبيد اللّه بن عبد اللّه.
و تسعة 3030 من ولد أمير المؤمنين عليه السلام: الحسين عليه السلام، و العبّاس؛ و يقال: و ابنه محمد بن العبّاس 3031 .
ذكر صاحب مقاتل الطالبيّين انّ العبّاس بن عليّ بن أبي طالب، و عثمان ابن عليّ بن أبي طالب، و جعفر بن عليّ بن أبي طالب، و عبد اللّه بن عليّ بن أبي طالب هؤلاء الأربعة صلّوا مع الحسين عليه السلام و كانت امّهم أمّ البنين بنت
حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيل 3032 ، و هو عامر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، و كان العبّاس أكبرهم، و هو آخر من قتل من إخوته لامّه و أبيه.
[مراثي في العبّاس عليه السلام]
و في العبّاس عليه السلام يقول الشاعر:
أحقّ الناس أن يبكى عليه
فتى أبكى الحسين بكربلاء
أخوه و ابن والده عليّ
أبو الفضل المضرّج بالدماء
و من واساه لا يثنيه شيء
فجادله على عطش بماء
و فيه يقول الكميت بن زيد:
و أبو الفضل إنّ ذكرهم الحلو
شفاء النفوس من أسقام
قتل الأدعياء إذا قتلوه
أكرم الشاربين صوب الغمام
و كان العبّاس رجلا جسيما و سيما جميلا، و كان يركب الفرس المطهّم 3033 و رجلاه تخطّان الأرض، و كان يقال له قمر بني هاشم، و كان لواء الحسين عليه السلام معه يوم قتل.
و كانت أمّ البنين أمّ هؤلاء الإخوة الأربعة تخرج إلى البقيع فتندب بنيها أشجى ندبة و أحرقها، فيجتمع الناس إليها يسمعون منها، و كان مروان يجيء فيمن يجيء فيسمع ندبتها و يبكي.
و عبد اللّه الأصغر، و محمد الأصغر، و أبو بكر، يشكّ في قتله.
و أربعة من بني الحسن عليه السلام: أبو بكر، و عبد اللّه، و القاسم؛ و قيل:
و بشر؛ و قيل: عمر و كان صغيرا.
و ستّة من أولاد الحسين عليه السلام مع اختلاف فيهم: عليّ الأكبر، [و إبراهيم] 3034 ، و عبد اللّه، و عليّ الأصغر، و جعفر، و محمد، و ذبح 3035 عبد اللّه في حجره.
و أسّروا الحسن بن الحسن مقطوعة يده؛ و قيل: لم يقتل محمد الأصغر ابن الحسين 3036 لمرضه؛ و يقال: رماه رجل من بني دارم فقتله.
[المقتولون في الحملة الاولى من أصحاب الحسين عليه السلام]
و المقتولون في الحملة الاولى من أصحاب الحسين: نعيم بن عجلان، و عمران بن كعب، و أنس بن حارث 3037 الأشجعي، و حنظلة بن عمرو الشيباني 3038 ، و قاسط بن زهير، و كنانة بن عتيق، و عمرو بن مشيعة 3039 ، و ضرغامة ابن مالك، و عامر بن مسلم، و سيف بن مالك النميري، و عبد الرحمن الأرحبي، و مجمع العائذي، و حباب بن الحارث، و عمرو الجندعي، و الحلاس ابن عمرو الراسبي، و سوّار بن حمير 3040 الفهمي، و عمّار بن سلامة 3041 الدالاني،
و النعمان ابن عمرو الراسبي، و زاهر بن عمرو مولى ابن الحمق، و جبلة بن عليّ، و مسعود بن الحجّاج، و عبد اللّه بن عروة الغفاري، و زهير بن بشر الخثعمي، و عمّار بن حسّان، و عبد اللّه بن عمير، و مسلم بن كثير، و زهير بن سليم 3042 ، و عبد اللّه و عبيد اللّه ابنا زيد البصري، و عشرة من موالي الحسين عليه السلام، و موليان من موالي أمير المؤمنين عليه السلام.
هؤلاء المقتولون في الحملة الاولى إلى تمام الخمسين، و الباقون قتلوا بعد هؤلاء، و هم: الحرّ، و برير، و عمرو بن خالد الأسدي، و حبيب بن مظاهر، و زهير بن القين، و غيرهم ممّن ذكرنا أوّلا رضي اللّه عنهم أجمعين، و لعن اللّه قاتلهم إلى يوم الدين.
[إرسال رأس الحسين عليه السلام إلى ابن زياد لعنه اللّه]
قال: ثمّ إنّ عمر بن سعد لعنه اللّه سرح 3043 برأس الحسين عليه السلام يوم عاشوراء- يوم قتل فيه عليه السلام- مع خوليّ بن يزيد الأصبحي و حميد بن مسلم الأسدي إلى ابن زياد لعنه اللّه، ثمّ أمر برءوس الباقين من أهل بيته و أصحابه فقطّعت و سرّح بها مع شمر بن ذي الجوشن [و قيس بن الأشعث و عمرو بن الحجّاج] 3044 إلى الكوفة، و أقام ابن سعد يومه ذلك و غده إلى الزوال- كما أشرنا أوّلا-.
[اقتسام القبائل رءوس أصحاب و أهل بيت الحسين عليه السلام، و إرسال السبايا إلى الكوفة، و ندبة زينب أخاها الحسين عليه السلام]
و روي أنّ رءوس أصحاب الحسين عليه السلام و أهل بيته كانت ثمانية و سبعين رأسا، و اقتسمتها القبائل لتتقرّب بذلك إلى عبيد اللّه و إلى يزيد:
فجاءت كندة بثلاثة عشر رأسا، و صاحبهم قيس بن الأشعث.
و جاءت هوازن باثني عشر رأسا، و صاحبهم شمر.
و جاءت تميم بسبعة عشر رأسا.
و جاءت بنو أسد بستّة عشر رأسا.
و جاءت مذحج بسبعة رءوس.
و جاء سائر الناس بثلاثة عشر رأسا 3045 .
ثمّ أذن ابن سعد بالرحيل إلى الكوفة، و حمل بنات الحسين و أخواته و عليّ بن الحسين و ذراريهم، فاخرجوا حافيات حاسرات مسلّبات باكيات يمشين سبايا في أسر الذلّة، فقلن: بحقّ اللّه ما نروح معكم و لو قتلتمونا إلّا ما مررتم بنا على مصرع الحسين، فأمر ابن سعد لعنه اللّه ليمرّوا بهم من المقتل حتى رأين إخوانهنّ، و أبناءهنّ، و ودّعنهم، فذهبوا بهنّ إلى المعركة، فلمّا نظر النسوة إلى القتلى صحن و ضربن وجوههنّ.
قال: فو اللّه ما أنسى زينب بنت عليّ و هي تندب الحسين و تنادي بصوت حزين: يا محمداه، صلّى عليك مليك السماء، هذا حسين مرمّل بالدماء، مقطّع الأعضاء، و بناتك سبايا، إلى اللّه المشتكى، و إلى محمد المصطفى، و إلى عليّ المرتضى، و إلى حمزة سيّد الشهداء.
وا محمداه هذا حسين بالعراء، تسفي عليه الصبا، قتيل أولاد البغايا، يا حزناه وا كرباه، اليوم مات جدّي رسول اللّه، يا أصحاب محمد، هؤلاء ذرّيّة
المصطفى يساقون سوق السبايا.
و في بعض الروايات: يا محمداه، بناتك سبايا، و ذرّيّتك قتلى، تسفي عليهم الصبا، هذا ابنك مجزوز 3046 الرأس من القفا، لا هو غائب فيرجى، و لا جريح فيداوى، فما زالت [تقول هذا القول] 3047 حتى أبكت و اللّه كلّ صديق و عدوّ، حتى رأينا دموع الخيل تنحدر على حوافرها، ثمّ إنّ سكينة اعتنقت جسد الحسين فاجتمع عدّة من الناس حتى جرّوها 3048 3049 .
[كلام للمؤلّف رحمه اللّه]
قلت: و لمّا قرعت هذه الأخبار الشنيعة بقوارعها سمعي، و أحرقت هذه الآثار الفضيعة فؤادي، و أجرت دمعي بصورته عليه السلام صريعا بين يدي الأعادي بعين بصيرتي، و مثّلته طريحا في سرّي و فكرتي، و نقشت صورة ذاته الشريفة في لوح حياتي، و أجريت ذكره قتيلا في خاطري و بالي، و أوقفت في عالم الخيال نحيل بدني بين يديه، و مزّقت بيد فكري جيب صبري جزعا عليه، و ناديت صارخا بأنّه ينبىء عن عظيم مصيبتي، و ندبت جازعا بزفرة
تجبر في جنبه رزيّتي، قائلا: يا حزني، موضع انقضاك مماتي، و يا وجدي خذ منتهاك وفاتي، و يا عبرتي موضع جمودك حفرتي، و يا زفرتي وقت جمودك منيّتي، و يا مهجتي تصاعدي دما بنار أحزاني من مقتلي، و يا كبدي ذوبي بضرام أشجاني و نفسي، فلأيّ فقيد أدّخر دمعي بعد مصابي بأحبّائي؟ و على أيّ شهيد أبذل جهدي بنحيبي و بكائي.
فيا من خدّت واقعته أخاديد في خدودي من ماء جفوني، و أذابت رزيّته أحشائي فأسالتها دما من شئون عيوني، أعلى أيّ قانت سواك أشقّ ثوب صبري؟ أم على أيّ هالك غيرك أهتك مصون ستري؟ و حبّك ديني و معتقدي، و ولاؤك روحي في جسدي، و ذكرك أنيس وحدتي، و مدحك جليس خلوتي، و خيالك في سواد مقلتي، و جمالك في سويداء مهجتي، أ يليق البكاء إلّا على مصيبتك؟ أم يحسن العزاء إلّا لرزيّتك؟ هل لنبيّي سبط غيرك شهيدا فأبكيه؟ أم لوليّي قرّة عين سواك فأرثيه؟ أم للزهراء ثمرة قلب إلّا جمال بهجتك؟ و هل لأئمّة الهدى شرف إلّا من شريف حضرتك؟