کتابخانه روایات شیعه
تسلية المجالس و زينة المجالس (مقتل الحسين عليه السلام)
من صدق ودّ اولي قربى النبيّ و من
فيهم أتانا من الرحمن تنزيل
قوم ولاؤهم فرض و حبّهم
حبل بحبل إله العرش موصول
سل عنهم «هل أتى» تلقى بها شرفا
في ذكره لهم مدح و تفضيل
و في العقود و في النجوى مديحهم
يزينه من سليم القلب ترتيل
و إن تلاه زنيم الأصل حلّ به
من خبث باطنه بالجهل تأويل
فكلّ فخر على أبواب مجدهم
له سجود و إذعان و تقبيل
البحر علمهم و الطود حلمهم
بفضلهم كامل الإفضال مفضول
أخنى الزمان عليهم فانثنوا و لهم
بأس لمجمله بالصبر تفصيل
في كربلاء أصبحوا يروي مناقبهم
حتى القيامة جيل بعده جيل
طافت عليهم بكأس الموت طائفة
فكلّهم لعقاب الحتف مغلول
فاستشعروا حبّنا من حسن صبرهم
بها رضا اللّه مطلوب و مأمول
مضوا كراما بأرض الطفّ يشملهم
من ذي المعارج توقير و تبجيل
نالوا بقتلهم في اللّه ما قصرت
عن وصفه من بني الدنيا الأقاويل
حازوا السعادة من بذل النفوس ففي
دار الخلود لهم فضل و تفضيل
لم ينسخ الظلّ منها ضوء مشرقه
فيا لهم بجميل الصبر تنويل
راقت مشاربها فاقت عجائبها
فسعى طالبها ما فيه تضليل
أشباحهم في الثرى منبوذة و لهم
أرواح صدق لها بالصفو تكميل
قوم لأوجههم يوم القراع و في
بذل المكارم تقطيب و تهليل
قوم تراهم و سوق الحرب قائمة
و الرمح و السيف منصوب و مسلول
أسد الشرى في ظلام النقع ترفل في
سرد الحديد لها سمر القناغيل
أجسادهم بعروض الموت قطعها
من الصوارم في الهيجاء تفاعيل
لها ثرى كربلاء مغنى و للملإ ال
أعلى لدى تربها حمدا و تهليل
في اللّه مذ بذلوا الأرواح قيل لهم
في جنّة طاب مثواها لكم قيل
معارج العالم العلويّ منزلهم
له عليه بأمر اللّه تنزيل
يا من مصابهم أوهى قواي فما
للحزن عن قلبي المكروب تحويل
قضيّة الصبر في أحشائي مهملة
و الكرب و الغمّ موضوع و محمول
لهفي لنسوتكم عنفا تساق على
كور المطي لها بالسير تعجيل
و في الرماح بدور من وجوهكم
لها بشمس الضحى بالحسن تمثيل
يا أمّة قتلت آل الرسول و في
عفو الإله لها بالظنّ تأميل
ضلّت مساعيكم خابت ظنونكم
فما لكم غير خزي اللّه محصول
قد هيّئت لكم في الحشر أربعة
نار و عار و أغلال و تنكيل
يعوذ أهل لظى منكم و يلعنكم
أهل الضلال و فرعون و قابيل
قتلتم عترة خير الأنام لهم
جدّ و سادسهم في العدّ جبريل
و من بفضلهم في الذكر قد شهدت
من غافر الذنب في القرآن تنزيل
و من لهم بفؤادي منزل رحب
بخالص الودّ معمور و مأهول
يا عاذلي لا تلمني إن بكيت دما
لما عراهم فما ذو الحزن معذول
من سفح عيني في سفح الطفوف جرى
عقيق دمع بكفّ الوجد معمول
و يا معاشر لوّامي على جزعي
لما أصابهم ما شئتم قولوا
اسناد و جدي صحيح لا خلاف به
لكن أحاديث سلواني مراسيل
دعواي صدق ولاءهم لا يدنّسه
شكّ بوسوسة الشيطان مغلول
لمرسل الدمع من عيني معجزة
فيها دليل على صدق و مدلول
صرفت نحوهم من منطقي دررا
بيانها من معاني الحبّ منقول
إذا تلاها ولي طاب مولده
له فؤاد على الاخلاص مجبول
بهذه طربا موصول نعمتها
و من بلاغتها وصل و تذييل
يا سادتي يا بني طه الهداة و من
بحبّهم عملي في الحشر مقبول
و من إذا خابت الآمال كان بهم
لي في المعاد إذا حوسبت مأمول
كم شانئ صدّه اللّه العليّ بكم
عنّي فردّ بغيض و هو مخذول
يصدّ عنّي بوجه كالح و له
طرف بمرود ما يجفيه مكحول
رام انتقاصي برأي قائل فلذا
ك الحدّ منه بعون اللّه مغلول
إذا تصوّرت ما أبداه من حمق
فيه لقلبي تخويف و تهويل
جعلتكم جنّتي من ينل فتنته
فتنثني و هو بالتوبيخ مرذول
يا من هم عصمتي في النائبات و من
أمري إليهم مدى الأيّام موكول
لا تطردوني عن أبواب جودكم
فأنتم غايتي و القصد و السؤل
حسّاد رائق شعري في مديحكم
إليّ ترمق منهم أعين حول
مددت كفّ سؤالي نحو سيبكم
إذ ليس لي غيركم في الناس مسئول
سجلّ دعواي في صدق الولاء له
من حاكم العقل أبيات و تسجيل
ولي شهود على إثبات معتقدي
لها من اللّه بالتصديق تعذيل
لدرّ فائق نظمي في محبّتكم
بالدرّ من ناقد الألفاظ تعديل
منّي عليكم سلام ليس يحصره
من طالب عدّه جدّ و لا قيل
ما لاح صبح به للناظرين هدى
أو فاح روض بماء المزن مبلول
المجلس الثامن في الأحوال الّتي جرت بعد قتل الحسين عليه السلام من سبي ذراريه و نسائه، و حملهم إلى اللعين ابن مرجانة لعنه اللّه، ثمّ منه إلى يزيد بن معاوية عليهما لعنة اللّه و الملائكة و الناس أجمعين
الخطبة: